فاطمة الشرقاوية‏..‏ صانعة جلود بالماجستير
الشرقية ـ نرمين الشوادفي وعثمان شحاتة‏:
‏رغم ما تشعر به من آلام في نهاية اليوم‏,‏ الا انها سعيدة بتحقيق حلمها والتوسع في مشروعها الذي اصبح يضم‏30‏ فتاة عاملة‏ فهى تؤمن بأن تحرر المرأة يبدأ بالعمل والمساهمة في تنمية مجتمعها‏.‏

فاطمة خلال شرحها مشروع الجلود للمهندس رشيد فى معرض القاهرة الدولى
 
 

 

فاطمة ابنة الشرقية من قرية المحمودية بمركز ههيا بمحافظة الشرقية‏,‏ خريجة كلية التجارة نحجت وتفوقت بالصبر والجهد واصبحت تملك مشروعا كبيرا لانتاج الجلود في بيتها المتواضع الذي تحول الي مصنع صغير يعمل به عشرات الفتيات‏.‏
تقول فاطمة محمد رزق انها تخرجت في كلية التجارة عام‏1977‏ بمساعدة والدتها التي شجعتها علي التفوق‏ والعمل خاصة بعد تقلص الارض الزراعية وتحول اغلب السيدات الي عبء علي ازواجهن في ظل الامية السائدة وتراجع فرص العمل وهو ما كان دافعي لاقتحام سوق العمل الخاص لاانتظر الوظيفة او افكر فيها فالتحقت بشركة للاستيراد والتصدير وفور تدبيري لاول مبلغ التحقت بالدراسات العليا لاستكمال تعليمي والحصول علي الماجستير ومع الخبرة والمتابعة وجدتني اتجه لعالم الجلود بعد ما توافرت لي المعلومات عن جودة الجلد المصري والاقبال العالمي عليه خاصة الطبيعي الذي وصل لحد الهوس بين محبي المنتجات المصرية ومقتنيها‏.‏
فبدأت في التردد علي الورش القديمة لمعرفة اصول المهنة وتعلمها من اربابها وقدامي العاملين فيها مناطق فيصل والهرم والحسين حتي احترفت الصنعة‏,‏ وعلي الرغم من اني كنت قد تفوقت في عملي ووصلت لمنصب مديرة للتسويق بالشركة بعد عامين فقط من التحاقي للعمل بها لاجتهادي وتفوقي الا انه كان علي ان اختار بين البقاء والاحتفاظ براتبي الكبير ووضعي ومكانتي او التخلي عن ذلك والعودة لبلدي لاحقق حلمي‏,‏ ورغم صعوبة الاختيار الا انني سرعان ما حسمت امري فتقدمت باستقالتي وجمعت حقائبي وافكاري عائدة لقريتي لأبدأ مشروعي الصغير‏,‏ وكنت قد خطبت لزوجي حاليا وقد ساعدني وقدم لي الدعم الذي لن انساه وصاحبني لقريتي لاحقق حلمي فاستأجرنا شقة صغيرة بالقرية ووضعت الاساس لمشروعي الذي بدأته بـ‏5‏ آلاف جنيه كانت النواه الاولي‏,‏ لم اكن لأنام واصلت الليل بالنهار فقمت بشراء كمية من الجلود وبدأت حياكتها يدويا بامكانات بسيطة وعمل عينات لمنتجاتي التي احترفتها كاكياس النقود والمحافظ بمساعدت فتاة واحدة وساعدتني خبرتي السابقة في مجال التسويق في التعرف علي التجار والتعاقد علي الطلبيات ومع انجاز اول طلبية تملكتني فرحة عارمت لدرجة لا يمكن وصفها‏.‏
بعدها انهالت الطلبات وبدأت في الاستعانة بالمزيد من الفتيات اللاتي اختارتهن من المعوزات لاساعدهن بطريقة مشروعة واوفرلهن ولاسرهن حياة كريمة تكفيهن شر الحاجة وتحول المكان لخلية نحل وازداد الاقبال علينا واصبح لنا تعاقداتنا مع تجار من الاقصر والغردقة وسانت كاترين‏,‏ واكدوا لنا ان انتاجنا يلقي رواجا واقبالا من السائحين لحدوثه حتي ان بعض من التجار الاجانب طلب جلب كميات معه لبيعها بالخارج لحرفيتها العالية‏.‏
وتواصل فتقول ما يزيدني اصرارا علي استكماله خاصة بعد ان اتيحت لي الفرصة للعرض ضمن احد المعارض التي زارها السيد جمال مبارك الامين المساعد للحزب الوطني وامين السياسات والذي ابدي اهتماما بمشروعي الصغير ووعد بتقديم المزيد من الدعم له وتوفير قطعة ارض للتوسع فيه وهو ما تجسد بدعوة محافظ الشرقية المستشار يحيي عبد المجيد لي وتوجيهاته بمساعدتي وعدد من المسئولين بالمحافظة وكذا الدكتوره فاطمة الشربيني مقرر المجلس القومي للمرأة بالشرقية والتي سارعت بتقديم اوراقها الشخصية‏.‏ لضماني عندما تقدمت للحصول علي قرض من الصندوق الاجتماعي لايمانها بمشروعي‏.‏
وتضيف فاطمة في نهاية حديثها مازالت تتمني توفير المال اللازم لانتاج الجاكت وشراء ماكينات حديثة لطباعة الجلد وحياكته وعمل خط انتاج للاثاث بعد تلقيها بعض العروض من ايطاليا بلد الجلود وحيث تقوم بعمل دراسة متكاملة‏.‏
وتتمني فاطمة ان ينجح مشروعها وتضم اكبر عدد من فتيات وسيدات القرية والقري المجاورة وربما الرجال ايضا حتي لا يصبح هناك مكان لعاطل بينهم‏.‏

المصدر: مؤسسة الأهرام
azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 44/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
14 تصويتات / 180 مشاهدة
نشرت فى 21 مارس 2010 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,796,899