جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
حول العالم .. قاعة المرايا
٢٦/ ١٢/ ٢٠١٠ |
|
|
قاعة المرايا بقصر فرساى |
هى قاعة المرايا.. والتى تعد الصالة المركزية وإحدى العلامات المميزة لقصر فرساى الشهير وإحدى أشهر الغرف فى العالم.. وقد بدأ بناؤها فى عام ١٦٧٨ وأكثر ما يميزها هو ١٧ أرش متصلين بواسطة الرخام بأعمدة تجميلية ويحتوى كل أرش فيها على مرايا تستخدم لعكس صور نوافذ القاعة السبع عشرة المطلة على الحديقة.. حيث يحتوى كل واحد منها على ٢١ مرآة بما يعنى فى المجموع ٣٥٧ مرآة استخدمت فى تجميل القصر.
وتبرز عظمة هذه القاعة ليس فقط من روعة تصميمها بل من القصة التى تقف خلفها، حيث كانت المرايا فى القرن السابع عشر من أغلى المقتنيات وقامت حكومة البندقية فى ذلك الوقت باحتكار صناعة الزجاج والمرايا لضمان التفوق التجارى مما استلزم أن يتم تنفيذ جميع ديكورات فرساى فى داخل فرنسا وهو ما دفع جان بابتيست كولبير أحد كبار رجالات فرنسا لاستقدام أمهر الصناع الإيطاليين من البندقية لتصنيعها داخل البلاد، الأمر الذى لاقى ردة فعل قوية من جانب حكومة البندقية التى يقال حسب الأساطير إنها قامت بإرسال عملاء لقتل هؤلاء الصناع بالسم..
إضافة لذلك فإن صناعة هذه الحجرة كانت طفرة تكنولوجية فى ذلك العصر لما تم استخدامه من درجات حرارة عالية لصهر الزجاج المستخدم فى صناعة المرايا، وهو ما جعلها حالة فريدة. تميز هذه القاعة يعود أيضا لما شهدته من أحداث بدأت بمرور الملك لويس الرابع عشر بها يوميا أثناء ذهابه من جناحه إلى الكنيسة، إلى استمرار استخدامها فى حقب فرنسية مختلفة حيث استخدمت للأغراض العائلية وأيضا الإدارية والسياسية فى عصر كل من لويس الخامس عشر والسادس عشر لدرجة أنه لم يقتصر استخدامها على أصحاب الدار فقط بل استخدمها الأعداء أيضا وذلك فى ١٨ يناير للعام ١٨٧١ حيث يقال إنها استخدمت عقب هزيمة الفرنسيين فى الحرب الفرنسية-البروسية لتنصيب ويليام الأول إمبراطورا لألمانيا وهو ما كان إعلانا بقيام الجمهورية الألمانية «الثانية» فيما اعتبر نصرا للألمان وعاراً للفرنسيين المنهزمين..
وقد ردت فرنسا اعتبارها بعد نحو خمسين عاما تقريبا حينما اختار رئيس الوزراء الفرنسى كليمنصو ذات القاعة فى عام ١٩١٩ لتوقيع معاهدة فرساى الشهيرة التى أنهت الحرب العالمية الأولى، وقد قيل إن سر الاختيار كان الرغبة فى رد الإهانة لألمانيا.
جدير بالذكر أن القاعة قد احتوت على العديد من الوحدات التجميلية الأخرى ضاع أغلبها بغرض الإنفاق على الحرب وأشهرهم المقتنيات الفضية، التى صهرت بأمر من الملك لويس الرباع عشر لتمويل الحروب.
|
مع أطيب الأمنيات بالتوفيق
الدكتورة/سلوى عزازي
ساحة النقاش