درافيل البحر الأحمر.. تقاوم الإنقراض
البحر الاحمر ـ من عرفات علي
علي بعد نحو اربعة عشر كيلو مترا جنوب مدينة مرسي علم وتحديدا بمنطقة شباب صمداي بمياه البحر الاحمر يقع بيت الدرافيل وهو اشهر المناطق الواقعة في نطاق المحافظة.
من حيث احتوائه علي هذه النوعية الفائقة الجمال من حيوانات الدرافيل ذات الخصائص الوديعة والمشاعر الطيبة الحساسة وانه تعشق أول ما تعشق الانسان وتتفاني في اسعاده وخدمته والسعي الي انقاذه حال رؤيته وهو يتعرض لحادث غرق.
ويحتوي هذا البيت علي مايقرب من60 درفيلا وخلال السنوات الاخيرة بات هذا الموقع مزارا سياحيا عالميا يرتاده محبو رياضة الغوض من مختلف الجنسيات العالمية واصبحت هذه المنطقة احدي اهم عوامل الجذب السياحي لمنطقة مرسي علم بصفة خاصة والبحر الاحمربصفة عامة حيث يصل عدد السائحين الذين يقومون برحلات بحرية الي هذا المكان للتمتع برؤية الدرافيل الي نحو40 ألف سائح سنويا وبالتالي اصبح من بين الموارد الطبيعية التي تغذي شرايين وأوردة الدخل القومي.
كما يقول الدكتور محمود حنفي مستشار محافظة البحر الاحمر للشئون البيئية ان اخر نتائج عمليات الرصد التي يقوم بها قطاع المحميات والبيئة أكدت ان بيت الدرافيل بخير وسكانه من الدرافيل بخير ولم يهجر احد منهم المكان ولم تحدث أية تغيرات في الاعداد أو في التركيب العشيري لمجموعة الدرافيل القاطنة لهذه المستعمرة.
كما لم تشر عمليات الرصد التي اجريت الي اية تأثيرات سلبية من قبل مستخدمي هذا الموقع من الغواصين وممارسي رياضة الغوص والاسنوركل, وجاءت هذه النتائج المبشرة بعد مرور بضع سنوات علي تطبيق خطة لاعادة هذا المكان باسلوب علمي قامت بها المحافظة بالتنسيق مع جهاز شئون البيئة حيث تركزت هذه الخطة حول القضاء علي عشوائية الزيارات التي كانت تتم لهذا الموقع ووقف الممارسات البيئية التي كانت ترتكب ضد هذا الحيوان الحساس واهمها الضوضاء والمضايقات والتي كانت تجعل الدرافيل تهجر المكان الي مكان اخر تخلد فيه للنوم حين يهل النعاس حيث تم تحديد اعداد الزائرين ومواقيت زيارتهم تنقسم الي ثلاث مناطق الأولي تتمتع بحماية مطلقة والاخيرة لرسو اللنشات السياحية كما تم تحديد رسوم مقابل خدمة لكل فرد وبالتالي حققت هذه الخطة الاتزان البيئي المطلوب وحافظت علي هذا الحيوان من الانفراض.
كما حققت مفهوم الاستخدام الامثل والمستدام لمورد طبيعي حي وعظمت الاستفادة منه حيث قدرت القيمة الاقتصادية للدرفيل الواحد بـ90 ألف دولار سنويا من خلال ما يحصل من رسوم لمشاهدة هذا الحيوان والمعروف ان الدرفيل يعيش نحو25 سنة بمعني أنه خلال رحلة حياته يدر دخلا يقدر بنحو2250 الف دولار والدرفيل الواحد بات يوفر نحو15 فرصة عمل وذلك للعاملين في المنطقة في مجالات الانشطة البحرية وغيرهم.
الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش