منتجع الكرم البيئي بسانت كاترين‏..‏ قصة نجاح

منتجع الكرم البيئي بسانت كاترين‏..‏ قصة نجاح
جنوب سيناء ـ من هاني الاسمر

تميز بدو سيناء بإدراكهم ووعيهم بأهمية البيئة التي تحيط بهم حيث يعيشون فيها وتعد مصدرا أساسيا من المصادر التي تقوم عليها صناعة السياحة بجنوب سيناء .

خاصة المقيمين في نطاق محمية سانت كاترين مما دفع القائمين علي إدارة محمية سانت كاترين برئاسة جيولوجي‏/‏ محمد قطب مدير المحمية وإشراف وزارة الدولة لشئون البيئة لاقامة منتجع سياحي بمنطقة وادي الشيخ عواد تكون أبرز مقوماته وعوامل الجذب فيه البيئة‏..‏
حيث يقدم خدمات الاقامة والاعاشة علي الطابع السياحي والبدوي للوافدين من السائحين العرب والأجانب من رواد المدينة وتؤول إدارته وجدواه الاقتصادية للبدو المقيمين بالمنطقة التي تبعد عشرات الكيلو مترات عن المدينة في عمق الصحراء من اجل توفير فرص عمل للبدو المقيمين بالمنطقة وإيجاد تنوع للسياحة الوافدة‏..‏ وبرغم مشقة الوصول إلي ذلك المنتجع البيئي إلا أن كاميرا المحافظات استطاعت ان ترصد قصة النجاح التي وصل إليها المنتجع وكيفية حفاظ البدو علي البيئة المحيطة بهم‏.‏
ويروي لـالأهرام‏/‏ محمد حميد الصانع باحث شئون بيئة بمحمية سانت كاترين قصة نجاح المنتجع مؤكدا ان منتجع الكرك البيئي يعد أول منتجع سياحي وبيئي يقام علي أرض سيناء وأطلق عليه هذا الاسم نظرا لأن مدينة سانت كاترين تضم مساحات شاسعة من الحدائق والبساتين التي تضم العديد من أشجار الزيتون والمحاصيل الزيتية والفواكه بأنواعها وتعني باللغة العربية‏(‏ الكرم‏)‏ يبلغ مساحته‏4000‏ متر مربع ويبعد عن المدينة‏30‏ كيلو مترا منها‏7‏ كيلو مترات مسارا غير اسفلتي ونحو‏6‏ كيلو مترات سيرا علي الأقدام ولا يمكن الوصول إليه وقطع المسافة المتبقية إلا من خلال سيارات الدفع الرباعي أو جمال البدو مرورا بقرية الطرفة ووادي أبوسيلة ونقب هاوا‏.‏
وأشار إلي أن الفكرة جاءت لاقامة المنتجع بمنطقة وادي الشيخ عواد بهدف إيجاد فرص عمل للبدو المقيمين بالمنطقة والبالغ عددهم‏35‏ أسرة بدوية يمثلون‏175‏ مواطنا وتشجيعا للسياحة البيئية هذا فضلا عن ترسيخ مفهوم السياحة البيئية لدي أفراد المجتمع المحلي خاصة ان سانت كاترين والوديات التابعة لها تقع في نطاق محمية طبيعية‏.‏
وقد روعي في تصميم المنتجع ان يتناسب مع البيئة المحيطة به ولذلك فإنه يعمل بالطاقة النظيفة صديقة البيئة‏,‏ حيث استخدم في انشائه الحجر الجرانيتي والصخور والأخشاب‏..‏ وأوضح أن فكرة إنشائه تعتمد علي البساطة واستخدام ابسط الامكانيات بهدف تقليل الآثار السلبية علي البيئة المحيطة منها عدم وجود كهرباء ولكن يتوافر سخانات مياه شمسية ودورات مياه ذاتية التحليل ومطبخ ومطعم جميع مكوناته من الاخشاب‏,‏ كما يضم المنتجع خمس حجرات تتسع لعدد‏16‏ سائحا‏,‏ وقال إن نسبة الاشغال نحو‏3‏ آلاف سائح سنويا يمثلون مختلف الجنسيات خاصة رواد سياحة السفاري والسياحة البيئية ويفضل السائحون الاقامة به علي مدار‏5‏ أيام متتالية‏.‏
وأضاف أن هناك العديد من البرامج السياحية يقدمها المنتجع للسائحين منها تنظيم رحلات السفاري الجبلية بالوديان للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والتعايش مع البيئة ومشاهدة الحيوانات البرية مثل حيوان‏(‏ التيتل والوبر والثعالب والضب‏)‏ وبعض الزواحف عن قرب‏,‏ هذا بالإضافة إلي زيارة المواقع ذات الأهمية التاريخية والأثرية التي يعود تاريخها إلي العصر النبطي والقبطي والبرونزي ويعتمد السائحون الوافدون إلي المنتجع علي الوجبات والمشروبات البدوية التي تقدم لهم وذلك للاندماج في الحياة البدوية منها‏(‏ الفراشيح وفتة العفيج باللحم الضاني وجبن الماعز بالزعتر والدقة والقهوة والشاي العربي مضافا اليه عشب الحبق والنعناع الجبلي‏).‏
ولكل ذلك فإن منتجع الكرم البيئي والسياحي يعد قصة نجاح حقيقية‏,‏ حيث ساهم في توفير فرص عمل لجميع أبناء وادي الشيخ عواد كما ساهم في تنوع المنتج السياحي من خلال إقامة صرح سياحي بطريقة بيئية ولكنه بعيد نسبيا عن برامج ورحلات شركات السياحة العاملة بجنوب سيناء وينتظر التسويق الجيد له‏.‏