.من دفاتر نور..
أتريد أن تعرف كيف أنا بعد أن افترقنا ؟ سأجيبك ..وأنت معي سميتك مطري ونثرت دمي في جداولك ومن فيض كلماتك أينع خلقي على مرأى السنابل..سميتك سمائي وشلحت من البروق شعاعها وجعلتها متكأ لأصابعي وهي تغزل لك من المدى بوحه الشفيف..سمّيتك الحلم وأنمت غفوتك في ظاهر النوم وأقمتك متراسا للصحو حين ينتشي حضورك بالغياب...سمّيتك قصيدتي وكتبتك في تفاصيل الظل كي يشتهي مسامرتك القمروتحلم بطيفك الاسفار...سمّيتك وطني واعتنقت منفاك بابا لإيماني وصادرت في شرعتك مذاهب كل من عبروا...سميتك شمسي وأعلنتك سيدا ابديا لارتجافة القلب ..حين افترقنا أخذت معك المطر والسماء والحلم و قصيدتي وأخذت الوطن ..فهل أدركت الان كيف أنا ؟ولكنك يا سيّد حواسّي نسيت شيئا وراءك . نسيت صورتك المحفورة وشما فوق جبين القلب. ..كنت أعرف أنك ستمضي فسحبتك الى لغتي وشيّدت بحروفي أسوارا يصعب اختراقها ..كنت تسألني وأنت تبحث عن سر تيهي خلف أجنحة الغيم..كيف يستطيع من عانق الحرية في رحابتها أن يصبح سجين القلب؟ كيف يمكن لمجنون العشق أن يكون الاعقل في مدار البوح؟أترى ادركت الان أنني كنت أحبس صوتك داخلي فاذا حمّ الفراق أبدا بتقشير صداه من فوق أوردتي ..أترى عرفت أنني كنت أخزّن في نجيع دمي كل وعود اللقاء لأبارز بها جموح الغياب ..كنت أسند تفاصيلك الى ظل الروح وأظل أدور في فلكها حتى يقع كلك على بعض نفسي ...حين افترقنا وجدتني ممتلئة بك حتى التشظي..