تحت زخات المطر
بدأ وجهه يلمع وكان معه مجموعة من البؤساء
يعملون في زراعة الأرض تحت زخات المطر !
أخرج من جيبه قطعة من الخبز مطلية بزبدة
كاد ينساها من قسوتها لولا صراخ زملاءه
أن حان موعد الفطار !!
وفجأة ظهرت سيارة مسرعة من البعيد
ترجل سائقها وصرخ بصوت مدوي وقال
غداً ستشتد الرياح وسيغمر المطر كل السواقي
وعليكم إكمال كل ما تبقى من الزرع وإلا !!
سأخصم لكم من رواتبكم جميعا !
قال هذا وعاد مسرعا إلى سيارته
بعدما ابتل طرف معطفه الوثير
بتلك اللحظة أعاد قطعة الخبز إلى جيبه
ونظر إلى السماء بعينان شاخصتان
كأنه يعاتبها تمتم ببعض العبارات
وأخرج من جيبه المقابلة صندوق سجائره
وجلس تحت السماء !
وكانت سجائره مبتلة من ماء المطر !
وكان في إنتظاره أطفاله العشرة
عندما عاد في المساء !
ظهر لهم وكأنه عائد من المعركة
حاول النوم لكنه لم يستطع
بعدما علا صراخهم وهم يقتسمون
ما تبقى من الطعام !!
وفي صبيحة اليوم الثاني إنتظر صاحب العمل
كي يطلب منه برفع أجرته كي يستطيع
سد رمق أطفاله من الطعام !
لاحظ زميله في العمل نظراته الفاحصة
قال له. هو يرتعد من البرد
بأن صاحب العمل لن يأتي اليوم !!
فقد أصر إلى الذهاب إلى العاصمة
كي يحضر مؤتمر لنصرة الفقراء !!!
نشرت فى 2 ديسمبر 2015
بواسطة alankaa
مجلة رابطة العنقاء للابداع الادبي
بسم الله الرحمن الرحيم -أهلاً وسهلاً بكم معنا في هذا المنتدى الثقافي الأدبي ..و الذي يرعى الإبداع الأدبي بكل صوره من حيث الاهتمام بالمبتدئين الموهوبين والتفاعل مع المبدعين الكبارِ ليرتقي الجميعُ ،، ..اهلاا و مرحبا بكم . »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
110,331