وفور صدور الملصق والتداعيات الخطيرة التي أثارت نشره سارعت الشركة في اليوم الأول لسحبه علي الفور بسبب تصاعد الأصوات المستنكرة لتلك المبادرة. وفي محاولة لمعالجة الأزمة وجبر خواطر الإيطاليين سارعت الشركة الإيطالية للتنويه بعد إعلان سحب ملصقها الدعائي بأن مغزي حملتها الإعلانية كان يكمن في محاربة ثقافة الكراهية حصرا, وأعربت في بيان عن الاعتذار لاستخدام صورة البابا وإمام الأزهر بطريقة تسيئ لمشاعر المؤمنين, وكانت الشركة قد نشرت ملصقات عملاقة لها في أبرز الميادين في روما وميلانو تحمل صورا مركبة تحت شعار ضد الكراهية. ومن أبرز هذه الصور الـمركبة واحدة تحمل قبلة بين شيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الفاتيكان, وأخري لقبلة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبومازن وثالثة للرئيس الأمريكي باراك أوباما والصيني هوجينتاو. وخلال اليوم الأول لظهور الملصق أعلن أحد أئمة روما تحريك دعوي قضائية بتهمة إهانة المشاعر الدينية, وأكدت لوتشيا ايسبوزيتو, محامية الإمام عبدول عبدالرحيم( مغربي يبلغ50 عاما), أن رجل الدين المسلم عازم علي رغبتة في مقاضاة الشركة هذه, علي الرغم من سحب بينيتون الفوري لإعلاناتها حسب قولها. وأعرب الإمام عبدالرحيم ـ في تصريحات نقلتها وكالة أنباء آكي الإيطالية ـ عن أمله في قيام السلطات القضائية الإيطالية, وفي ظل الاحترام الكامل لعلمانية الدولة, باتخاذ التدابير اللازمة ضد مثل هذه الهجمات علي الدين, سواء كان كاثوليكيا أم مسلما أم أي معتقد آخر علي حد تعبيره. من جهة أخري, أبدي الفاتيكان احتجاجا شديد اللهجة بشأن الملصق الدعائي, ووصفته بـالاستغلال غير المقبول وإهانة لمشاعر المؤمنين, حسبما جاء في بيان صدر عن الناطق باسم الكرسي الرسولي الأب فيديريكو لومباردي.
نشرت فى 18 نوفمبر 2011
بواسطة akramalsayed
ساحة النقاش