مقدمـة

علاقة القلب بالرئتين علاقة مباشرة تتعدى علاقة أي عضو منهما بالأعضاء الأخرى في الجسم . الأرتباط الفسيولوجي بين العضوين كبير جداً فنجاح أي عضو منهما في تأدية وظيفته يعتمد إلى حد كبير على نجاح العضو الآخر وأعتلال أي عضو منهما تؤدي في نهاية المطاف إلى أعتلال العضو الآخر .

علاقة القلب بالرئة في الحالات الطبيعية

يتكون القلب من نصفين أيمن وأيسر وكل نصف يحوي جزئين البطين والأذين . يعود الدم المؤكسد (الحامل للأكسجين ) من الرئتين إلى الجهة اليسرى من القلب ومن ثم يقوم القلب بضخ هذا الدم إلى بقية أعضاء الجسم التي تحصل على حاجتها من الأكسجين وبعدها يعود الدم غير المؤكسد إلى الجهة اليمنى من القلب والتي تقوم بدورها بضخ الدم إلى الرئتين للحصول على الأكسجين ومن ثم العودة للقلب مرة أخرى وهكذا يستمر سريان الدم عبر الدورتين الدمويتين الرئيسية والرئوية .
فقيام الرئتين بدورهما على أكمل وجه يعتمد على وصول الدم من القلب بسهولة وبعد ذلك عودته للقلب مرة أخرى بسهولة . وقيام القلب بدورة على أكمل وجه يعتمد أيضاً على تقبل الأوعية الدموية الرئوية للدم الذي يضخه القلب بسهولة وبدون مقاومة كبيرة وفي الحالات الطبيعية فإن ضغط الدم داخل الأوعية الدموية الرئوية منخفض جداً لذلك فإن الجهة اليمنى من القلب لاتجد صعوبة في ضخ الدم إلى الرئتين .

تأثير أمراض الرئة على القلب

أمراض الرئتين المزمنة كإنسداد الشعب الهوائية المزمن وتوسع الشعب الهوائية المزمن وتليف الرئتين تؤدي إلى نقص مزمن في مستوى الأكسجين في الدم وإلى تحطيم الشعيرات الدموية والأوعية الدموية الصغيرة في الرئتين وينتج عن هذا زيادة في ضغط الدم داخل الأوعية الدموية الرئوية وقد يصل ضغط الدم داخل هذه الأوعية إلى مستويات مرتفعة تقارب ضغط الدم الشرياني .
وهناك أمراض أخرى تؤدي إلى زيادة ضغط الدم الرئوي كالجلطات الرئوية المزمنة وزيادة ضغط الدم الرئوي الأولي أو الناتج عن بعض الأمراض الروماتيزمية كالذئبة الحمراء وغيرها . وزيادة ضغط الدم الرئوي يؤثر بصورة مباشرة على وظائف القلب حيث أن الجهة اليمنى من القلب كما ذكر سابقاً لاتجد مقاومة كبيرة في ضخ الدم إلى الرئتين في الحالات الطبيعية . لذلك فإن زيادة ضغط الدم الرئوي يؤدي في نهاية الأمر إلى فشل وهبوط في الجهة اليمنى من القلب وأعراض هذا الفشل تظهر بتورم الساقين وتجمع السوائل في البطن واحتقان الكبد وإذا لم يعالج فشل الجهة اليمنى من القلب فانه في نهاية المطاف يؤدي إلى فشل وهبوط في الجهة اليسرى من القلب أيضاً ويؤدي إلى مايسمى بالفشل الإحتقاني .
كما أن زيادة ضغط الدم الرئوي يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الجهة اليمنى من القلب وفي الحالات المتقدمة قد يؤدي هذا إلى حدوث فتحة بين الأذين الأيمن والأيسر ومن ثم اختلاط الدم المؤكسد بغير المؤكسد مما ينتج عنه نقص حاد في كمية الأكسجين في الدم . ومما سبق يتبين أن علاج هذه الحالات يعتمد في أساسه على علاج أمراض الرئة من بداياتها قبل أن يستفحل الأمر ويرتفع ضغط الدم الرئوي قد تؤدي إلى فشل القلب

المصدر: دكتور / أحمد سالم باهمام عضو هيئة التدريس وأستشاري الأمراض الصدرية وأضطرابات النوم والعناية المركزة كلية الطب والمستشفيات الجامعية – جامعة الملك سعود
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 80/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
26 تصويتات / 1316 مشاهدة
نشرت فى 10 إبريل 2011 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,876,620

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters