الأنماط السلوكية (التصرفات)

تميل الطبيعة الذكورية في السلوك إلى الأخذ بزمام المبادرة والتحرك واختراق مناطق جديدة دون خوف أو تردد. بينما تميل الطبيعة الأنثوية للانتظار والاستماع والتأكد وحساب النفقة قبل الإقدام. واضح أنه إذا أفرطنا في الاستجابة للطبيعة الذكرية، سوف نعاني من التهوّر والتسرّع، وإذا أفرطنا في الاستجابة للطبيعة الأنثوية تحوّلنا للسلبية والتوقف.

وبناء عليه فإن المواقف السلوكية تتباين تماما، فبينما يبحث الرجل عن ذاته بالصمت، تريد المرأة أن تجد ذاتها في الكلام والبوح. بينما يهتم الرجل بالكم، تفضل هي النوع، بينما يريد الرجل أن يهدي باقة ورد من أربع وعشرين وردة للبرهنة على حبه، تفضل المرأة وردة واحدة كل يوم خلال أربعة وعشرين يوما، وبألوان مختلفة. بينما يذهب الرجل إلى هدفه مباشرة فإن المرأة تسلك المسار الدائري قبل أن تصل إلى هدفها، حين يريد الرجل أن يشتري حذاء مثلا، فإنه يقصد أقرب محل ويشتري أول زوج يثير فضوله، أما المرأة فإنها تجدها فرصة مناسبة لزيارة كل المحلات حتى تلك التي لا تبيع الأحذية، قبل أن تطوف محلات بيع الأحذية كاملة، ليتسنى لها أن تشتري الأجمل في نظرها.

أما في كتاب "الرجال من المريخ النساء من الزهرة"، استطاع الباحث جون غراي، بعد سبع سنوات من البحث تعامل خلالها مع 25000 مشارك من الرجال والنساء، أن يرصد، الاختلافات السلوكية بين الجنسين، والتي تصل في كثير منها، إلى درجة التناقض. قاصداً الإشارة إلى ذلك في عنوان الكتاب حيث صور كل طرف من كوكب آخر .

فأشار إلى الاختلافات التكوينية بين الجنسين والتي من أهماها أن المريخيين، ويقصد الرجال، يمجدون "القوة والكفاءة والفاعلية والإنجاز". إنهم دائما يعملون أشياء ليبرهنوا عن أنفسهم، ويطوروا مهارات القوة لديهم. ويحدد مفهوم الذات لديهم بواسطة قدرتهم على تحقيق نتائج.. يهتمون بالمدركات الحسية والأشياء، بدلا من الناس والمشاعر، أن تقدم للرجل نصيحة، دون التماس، يعني أن تفترض أنه لا يعرف ماذا يفعل.

بينما الزهريات، وهن النساء، فهن على النقيض تماما، يقدرن الحب والاتصال والجمال والعلاقات. لأن فكرتهن عن أنفسهن تتحدد عن طريق مشاعرهن ونوعية علاقاتهن. إنهن يشعرن بالإشباع بالمشاركة والتواصل. لباسهن وفقا لمشاعرهن. يغيرن لباسهن تبعا لتغير مزاجهن .. البوح بمشاعرهن أهم من تحقيق الأهداف.

 

- يتغافل عن التفصيلات الشكلية.

الرجل يهتم بالعموميات خاصة فيما يخص أمور الأسرة (في حين تهتم المرأة بالتفاصيل, فنجد أن الرجل لا يحيط بكثير من تفاصيل احتياجات الأولاد أو مشكلاتهم وإنما يكتفي بمعرفة عامة عن أحوالهم في حين تعرف الأم كل تفاصيل ملابسهم ودروسهم ومشكلاتهم.

وهذا الوضع ينقلب في الحياة العامة حيث نجد الرجل أكثر اهتماماً بتفاصيل شئون عمله والشئون العامة. أي أن الاهتمام هنا اهتماماً انتقائياً، وربما يكون هذا كامناً خلف الذاكرة الانتقائية لكل من الرجل والمرأة، تلك الظاهرة التي جعلت شهادة الرجل أمام القضاء تعدل شهادة امرأتان، وهذا ليس انتقاصاً من ذاكرة المرأة، وإنما يرجع لذاكرتها الانتقائية الموجهة بقوة داخل حياتها الشخصية وبيتها، في حين تتوجه ذاكرة الرجل التفصيلية نحو الحياة العامة.

 

مؤشرات الخلافات.

يخطيء كثير من الأزواج في فهم طبيعة الحياة الزوجية والمسئولية المشتركة، ما ينتج عنه مشاكل متكررة وتباعد فكري بين الزوجين، ولذلك من المهم جدا قبل الزواج تصحيح تلك الأفكار والحفاظ عليها بعد الانجاب حتى الشيخوخة، وفيما يلي 6 أسباب لتكرر الخلافات التي قد تصل إلى الطلاق أحيانا:

1- تربية الأطفال: وهي من أول وأساس الطلاق خصوصاً لمن تعدّى زواجهما مدّة السنة وأكثر. فعدم المشاركة في هذه المسؤولية وتقاسمها يشكلّ عبء كبير على الأم خاصة والأب أحياناً ما يجعل الطرف الآخر يطلب الإنفصال.

2- عدم الإنسجام في العلاقة الحميمة: وهي تعتبر جوهر الزواج والمودّة والمحبّة، فلا خجل في الحديث عنها والعمل على صقلها لأن كثرة الكتمان والخوف من قول المشاعر الحقيقية يؤدّي إلى مشاكل نفسية تدفع في النهاية إلى الطلاق المحتم.

3- الملل: على الأزواج معرفة القيام بتسلية بعضهما البعض وعدم جعل الملل من الناحية الحياتية كما الجنسية بالتسرّب إلى يومياتهم. فالملل يقتل السعادة والحب والعطاء وكلّ ما هو جميل.

4- سوء المعاملة: ملاقاة الزوج أو الزوجة بالطريقة الحسنة والكلام المعسول وقلّة العصبية على الدوام هو أمر ضروري، حيث أن القيام بالعكس يجعل الطرف الآخر يشعر بالسوء والغضب ويؤدّي إلى التنافر والمشاجرة على الدوام ما يفقد الإحترام ويجعل العيش سوياً من أصعب الأمور.

5- صعوبة التواصل بين الزوجين: هذه الصعوبة تكون على أكثر من صعيد ويمكن للأشخاص إكتشافها خلال الخطوبة، فهي تكون بعدم التكافؤ في الإمتيازات ما يخلق عدداً من المشاكل في التقرّب وقدرة العيش سوياً.

6- الخيانة والكذب: فالخيانة او الكذب يؤدّي في نهاية المطاف إلى عدم الثقة مما يسبب عدم القدرة على إستكمال السير معًا.

 

- تباين الأفكار وتفسيراتها.

الأفكار السلبية أو ما نسميه (سوء الظن) وهو قيام الأزواج بتفسير سلوكيات بعضهم البعض بشكل خاطىء فهو المصدر الأساسي للمشكلات وهي نتيجة القراءة الذهنية السلبية، وليست لواقع حقيقي والسبب التفسير السلبي يعود إلى أن الإنسان في حالة الحزن والإحباط وخيبة الأمل فإن ذهنه يكون عرضة لتفسير الأمور والمواقف بشكل سلبي.

وقد ينفصل الشريكين لأسباب ظاهريه بسيطة، بسبب الحوار النفسي السلبي الذي لم يتم التحدث عنه وتفريغه. فهذا الرجل أو المرأة الذي دخل في هذه الدائرة يفتعل أي مشكلة مع شريكته وفقا لما يعتقده من أفكار سلبية وهمية نحوها.

وأفضل نصيحة للذي يعاني من هذه الأفكار أن لا يأخذ الأمور مأخذاً شخصياً بل يفسّر الحدث بواقعيته. وأن يحارب هذه الأفكار السلبية بطرح أفكار نفسية إيجابية، وأن يخلق لها مبررات إيجابية بحيث أن يقتنع بها، فلا بد من إلتماس الأعذار الإيجابية للطرف الآخر.

 

- انفعالات سلبية مؤلمة.

ما يجعل الإنفعالات سلبية هو طريقة تعاملنا معها...الإنفجار في حالة الغضب والاتجاه لمهاجمة الآخرين أو الانطواء في حالة الحزن وجعل الأحزان تنهش الجسد هو ما يجعلها سلبية.

 

- تصرفات سلبية منفرة.

الانفعالات السلبية تؤدي إلى سلوكيات غير مرغوب فيها ومؤذية للطرف الآخر مثل: تعليقات ساخرة, ترك البيت, توبيخ, شتم, تجريح, ضرب, هجر.

ومن المحتمل أن تقابل الزوجة تصرفات زوجها بسلوكيات أكثر حدة وتجريحاً, ومع الأيام تتعمق الخلافات بين الزوجين ما لم يتم تداركها.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1107 مشاهدة
نشرت فى 26 أكتوبر 2015 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,719,351

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters