مفهوم إدارة الـذات.
إذا أخذنا المعنى من منظور إداري فيمكن تجزئه التعريف إلى معنى الإدارة ومعنى الذات. حيث يتكون مصطلح إدارة الذات من كلمتين، الأولى الإدارة والثانية الذات.
فـالإدارة: هي نشاط يسعى إلى تحقيق الهدف عن طريق الموارد والإمكانيات وحسن التوجيه والاستغلال. ومعنى الإدارة هي توجيه الإمكانيات إلى آلية إستخدام معينة تضمن تحقيق الأهداف التي تم تحديدها.
والـذات: هو إتجاهات الشخص ومشاعره عن نفسه وقيل هو العمليات النفسية التي تحكم السلوك.
وبالتالي تعرف إدارة الذات على أنها معرفة الشخص لقدراته وإستخدامه الأمثل لهذه القدرات من أجل تحقيق الأهداف التي يسعى إليها.
ويمكن أن يقال أن إدارة الذات: هي قدرة الفرد على توجيه مشاعره وأفكاره وإمكانياته نحو الهدف الذي يصبو إلى تحقيقه.
كما يقصد بإدارة الذات أيضا: الطرق والوسائل التي تعين المرء على الاستفادة القصوى من وقته في تحقيق أهدافه وخلق التوازن في حياته ما بين الواجبات والرغبات والأهداف.
وإدارة الذات هي: قدرة الفرد على توجيه مشاعره وأفكاره وإمكانياته نحو الأهداف التي يصبو إلى تحقيقها، فالذات إذن هي ما يملكه الشخص من مشاعر وأفكار وإمكانات وقدرات، وإداراتها تعني إستغلال ذلك كله الإستغلال الأمثل في تحقيق الأهداف والآمال، وهذه القدرات فيها ما هو موجود فيك بالفعل، ومنها ما تحتاج أن تكتسبه بالممارسة والمران لفنون الكفاءة والفاعلية.
يقول ستيفين كوفى عن إدارة الذات: هو أن أبرمج بوصلة حياتى, يعنى: فى أى إتجاه أريد ان أسير.
وها هنا تبرز مشكلة ضخمة عند كثير ممن بدأوا مراراً في السير على درب إدارة الذات، وكلما حاولوا ممارسة بعض فنونها عادوا القهقرى بعد أن لم يظفروا بنتيجة ملموسة مع نفوسهم، إنه من السهل جدًا.
على سبيل المثال: إذا أردت أن تنظم يومك فعليك في كل صباح أن تدون أعمالك ومهماتك في ورقة، ثم توزع أوقات يومك على تلك الواجبات، وكلما أنجزت عملاً منها فقم بإسقاطه من تلك الورقة .. إلخ.
وكلنا حاولنا هذا من قبل وفشلنا في الإستمرار عليه بل تحقيقه لمرة واحدة فقط, وقس على ذلك في سائر فنون الفاعلية وإدارة الذات.
إن تحليل هذه الظاهرة لهو من الأهمية بمكان، إذ عليه تتوقف بداية الإنطلاقة السليمة في سبيل الحصول على الشخصية الإدارية الفعالة، إن ذلك يرجع أساسًا إلى معوقات وسلبيات متأصلة في نفوسنا، أفرزتها تربية مجتمعاتنا.