دواعي تطوير مهارات مديري المدارس.
مدير المدرسة الفاعل كما يقول فيليبس هو شخصية مهمة في المدرسة وهو القائد الفاعل في مدرسته, إذ يمكنه التغلب على الصعاب التي تقف أمام الإبتكار والتطور, وحتى تكون هناك فاعلية في عمل مدير المدرسة وعمل الإدارة المدرسية لا بد من توفر درجة عالية من ممارسات مديري المدارس للمهام القيادية. (Philips, 2002, P: 78)
ومن متطلبات نجاح المدير إمتلاكه المعرفة بالوظائف المتخصصة في علم الإدارة كالتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، وغيرها من مهارات الإدارة المتفرعة التي تدعم نجاح المدير. (بدر، 2008م, ص: 9٤)
ولن يتسنى لمدير المدرسة أن يقوم بكامل أعماله بنجاح إلا إذا كان يملك الكفاية في مختلف المهارات، كالمهارات الإدراكية والفنية والإنسانية، وذلك لضرورتها في جميع المستويات الإدارية رغم إختلاف أهميتها بإختلاف المستوى. (العمايرة، 1999م, ص: 56)
ومدير المدرسة الفعال هو الذي يستخدم مهاراته وخبراته في تطبيق الأساليب العلمية الحديثة للإدارة, بحيث تتناسب مع طبيعة العمل الإداري الذي يمارسه والذي يتمثل في إتخاذ القرارات وتحمل المسؤوليات, ولذلك فإن ضعف القيادة الإدارية، والمتمثلة في مدير المدرسة، سيؤدي إلى إنخفاض كفاءة العمل الإداري. (أبو الوفا، وحسين، 2000م, ص: 203)
لذلك يجب أن يحظى مدراء المدارس بالإهتمام والعناية الخاصة، وذلك من خلال السعي الدائم لتدريبهم، وتنميتهم مهنياً، ليصبحوا أكثر قدرة على أداء مهماتهم وتنمية كفاياتهم المعرفية والأدائية، والتي تنسجم مع طبيعة الأدوار المتغيرة التي يتوقع منهم ممارستها في إطار وظائفهم الإدارية والقيادية بشكل دائم وشامل، ومتكامل وتحسين نوعية الحياة في مدارسهم ليتحسن مستوى تعلم تلاميذهم كماً ونوعاً. (طوخان، 1993م, ص: 2)
لذا كان من اللازم تطوير وتنمية مدير المدرسة وذلك للتغيرات والتطورات المهمة في المعرفة الإنسانية بما فيها الفكر الإداري، حيث تضاعفت كماً ونوعاً مرات عديدة خلال العقود الأخيرة من هذا القرن، كما تعددت وتطورت في الوقت نفسه تطبيقاتها العملية في الحياة اليومية، وهذا بدوره يلقي على التعليم وإداراته مسئوليات وإحتياجات جديدة. وكذلك لتطور الأساليب التربوية الحديثة التي تؤكد ضرورة التنمية المتكاملة لشخصيات المتعلمين، وأهمية التعليم الوظيفي لدى جمهور المتعلمين، وتنمية مهارات الإبداع، وقدرات التفكير العلمي. وهذه لا تحدث تلقائياً، وإنما يخطط لها على مختلف مستويات العمل التعليمي، حتى تتوفر لها عوامل وظروف ممارستها بنجاح على الواقع التعليمي، وتؤدي الإحتياجات التربوية التي تفرضها طبيعة التطورات والتغيرات الإجتماعية المعاصرة. (البرادعي، 1988م, ص: 88)
كما أن تجدد الحياة بالذات، وتطور حاجاتها وأساليب الحصول عليها، يستتبعان تجدداً في المواقف والعلاقات، وتطوراً في السلوك لمواجهة ذلك التجدد، وكي تتمكن المدرسة الثانوية من النهوض بمهامها في تكوين السلوك المناسب لدى الناشئين، فلابد من العمل المستمر لتحديث إدارتها، لتكون في تكيف وتطور مستمرين إزاء ما يحيط بها من متغيرات كثيرة. (Brown, & Boyle, 2002, P: 57)
كما أضافت روزابث بأن التطوير لزاماً للأسباب الآتية: (بدر، 2008م, ص: 94)
- إن التغلب على الروتين القاتل والأسلوب الكلاسيكي الذي تدار به المدارس في الوقت الحالي، والذي لم يصبح له أي فائدة في نجاح أي مؤسسة، ومنها المدرسة ولم يمنحها ما تهدف إليه من تخريج جيل واع بمن حوله، مدرك بما عليه من مسؤوليات، يستطيع مواجهة العولمة والإستفادة من فرصها بما يمنحه القدرة على التميز والتفوق والعطاء، يحتم بلا شك اللجوء إلى التغيير الهادف والمدروس والمخطط له، ولهذا كان لزاماً على الإدارة المدرسية أن تنتقل من مرحلة الجمود إلى مرحلة حركية ديناميكية تختصر الوقت، وتستثمر الطاقات والقدرات والمواهب.
- تطوير أساليب الإدارة المدرسية في علاجها للمشكلات والتغييرات التي تؤثر على البيئة المدرسية, بما يساعدها على التكيف مع تلك التغييرات بأسلوب يحمل بين جنباته المرونة والإستمرارية.
- رفع حماس أفراد المجتمع المدرسي وزيادة دافعيتهم في سبيل قدرتهم على التعامل مع معطيات العصر وثورة المعلومات من خلال إدراكهم للدور المنوط بهم مستقبلا، وقدرتهم على المنافسة الواعية لمسايرة ركب التطور العلمي وثورة المعلومات.
- بناء مناخ مدرسي يساعد على التطوير والتجديد والإبداع يعمل أفراده بروح الفريق الواحد.
ومن هنا يمكن القول بأن على إدارة المدرسة أن تدرك مدى حاجتها للتغيير، وأن تتنبأ بالمستقبل وتدرس أوضاعها وأفكارها وبيئتها، ومدى التقدم الحاصل حولها بحيث تقيس نفسها إلى ما حولها، إذ المدرسة بلا شك مس ؤوليتها في هذا الجانب أعمق وأكثر أهمية، إذ هي تخرج الأجيال الذين ينخرطون فيما بعد في سوق العمل ومعترك الحياة العملية، وهذا في حقيقة الأمر يضيف أدواراً أخرى إلى أدوار مدير المدرسة، وبالتالي فإن عليها أن تخطط للتغيير والتطوير كلما أدركت الحاجة إليه أو إذا واقع العمل المدرسي يتطلبه.
- الزيادة المتسارعة في أعداد الطلبة الملتحقين بالمدارس الثانوية وزيادة عدد هذه المدارس، آخذين في الإعتبار أن هذا التوسع يحتاج إلى إمكانات مادية وفنية كبيرة مما قد لا يكون متوفرا بالصورة المطلوبة في الوقت الحاضر.
- العمل وفق مبدأ التعليم للتميز والتميز للجميع، وضمان تحقيق الجودة، وتبني ثقافتها من خلال تطبيق المعايير القومية للتعليم.
- الإتجاه نحو اللامركزية والإدارة الذاتية التي تتم تطبيقها في بعض المدارس الثانوية وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية في التعليم. (أبو حرب، 2007م, ص: 222)
- التقدم في نظم الإتصالات حيث أدى النمو السريع في نظم الإتصالات والتوسع الكبير في إستخدام أدوات الإتصال الجماهير ي، وبخاصةً ما يتعلق منها في الإتصال السمعي والبصري، والتقدم في نظم المعلومات إلى فتح آفاق جديدة وضاعف من الترابط بين التعليم والإتصال، وهذا التطور الكبير في نظم الإتصال زاد من حجم المعلومات والمعارف وتدفقها والحث على حسن توظيفها. (أبو جبل، 2008م, ص: 42)
كما ينبغي ضرورة التسلح بالقدرات والمهارات الإدارية والفنية والتكنولوجية، والسعي لتطوير الذات، والتفكير الجاد والعملي في كيفية مواجهة إحتياجات سوق العمل، فالتطور العلمي والتكنولوجي الكبير الذي يشهده حقل التربية و التعليم، وظهور الإتجاهات الحديثة في الإدارة تستحث همة الإدارة العليا لتطوير مهارات مدراء المدارس، لمسايرة هذه التحديات المستقبلية المتسارعة، كي تتمكن المدارس الثانوية من تحقيق رسالتها. حيث أن هذا التطوير للمهارات قد يكون له مردود في التحول من ثقافة الحفظ والخزن للمعرفة، إلى ثقافة الإبداع والإبتكار لها. (بدر، 2008م, ص: 95)
ومن هنا يأتي الإهتمام بمدير المدرسة الثانوية الذي يمارس أدوار ومسؤوليات القيادة الإدارية والفنية وبكفاياته, التي تنعكس على إنجازات المدرسة التربوية, حيث أصبح بحكم مركزه القيادي في موقع الضوء لما له من إستنتاجات وإستكشافات يمكن الإرتكاز عليها في العمليات اللاحقة. (المالكي، 2008م, ص: 3)