أدوار مدير المدرسة.
يعد مدير المدرسة الشخص المؤثر في فاعلية النظام المدرسي, وله أهمية كبيرة في تحقيق التغييرات الناجحة في المدرسة, وهو الذي يستطيع التأثير وصنع التغيير في المدرسة حتى يقودها إلى التميز والنجاح, وهو في هذا الصدد يقوم بعدة أدوار ومسؤوليات داخل نطاق مدرسته وفي المجتمع المحيط بها, ومن هذه الأدوار كما ذكرها (الحربي, 2006م, ص: 63) ما يلي:
1ـ دوره التخطيطي:
التخطيط عملية فكرية تتركز على المنطق والترتيب وتنسيق جميع الوظائف الإدارية, وتتميز بالنظرة المستقبلية, وإستثمار كافة الموارد والقوى البشرية المتيسرة.
من هنا تأتي ضرورة أن يبني مدير المدرسة جميع الأعمال والبرامج والأنشطة على التخطيط الذي يعتمد على تحليل الوضع الحالي وإمكانات المدرسة, أما قيام مدير المدرسة بدورة التخطيطي فيبدأ بدراسة الأهداف العامة للتعليم وأهداف المرحلة التعليمية, وهو بذلك يعمل على إشراك العاملين معه في هذه المرحلة.
2ـ دوره الإشرافي:
مدير المدرسة كمشرف تربوي فني مقيم يساعد العاملين على فهم أهداف المرحلة التي يعملون بها, ودراية المناهج الدراسية, والوقوف على أحدث الطرق التربوية للإفادة من تطبيقها, والإطلاع على أساليب تقويم الطلاب وتحصيلهم العلمي, والإلمام بطرق تنمية العاملين مهنيا, وإعداد البحوث الإجرائية الموجهة لتحسين العمل.
3ـ دوره في صناعة القرار:
إتساقا مع التعريف الإجرائي لصنع القرار, فإنه يمكن القول أن القرار هو لب عملية الإدارة, ويقوم مدير المدرسة بالتعاون مع العاملين وبمشاركتهم بوضع الحلول وبدائلها لحل المشكلات, وهذه المشاركة لا تعني فقط مشاركة العاملين بل قد تتضمن المجتمع المدرسي والآباء والمشرفين من الإدارة التعليمية وخبراء البيئة المحلية. كما أن مدير المدرسة يقوم بإتخاذ القرارات التعليمية في التوقيت المناسب, ويهيئ المناخ لتنفيذها ويستمر دوره في متابعة تنفيذ هذه القرارات وتقويمها.
4ـ دوره كمركز معلومات وإتصال:
تتدفق المعلومات لمدير المدرسة من جميع الإتجاهات وتتنوع, بحيث يعد المدير مركزا للمعلومات سواء كانت أنظمة أو قواعد, أو توجيهات للعاملين ويرسلها في جميع الإتجاهات, ويعمل على إنشاء شبكة إتصالات يحصل من خلالها على المعلومات للمدرسة والعاملين فيها تساعده في عملية الاتصال وصنع القرارات, ويعمل ألا تكون عملية الإتصال ذات إتجاه واحد خاصة وأن الإتصال ذا الإتجاه الواحد يقلل من فعالية الإتصال.
5ـ دوره في تنمية العلاقات الإنسانية:
دوره في تنمية العلاقات الإنسانية يتمثل في تعامل مدير المدرسة مع كل القوى البشرية داخل المدرسة وخارجها, حيث يتعامل مع أعضاء المجتمع المدرسي, وهو مطالب بأن يساعدهم على حل المشاكل التي تواجههم داخل وخارج المدرسة, والعمل على تعميق الحب والإنتماء للمدرسة, وتفعيل التنمية المهنية للعاملين فيها.
6ـ دوره في ربط مدرسته بالبيئة:
المدرسة مؤسسة إجتماعية أسست لخدمة المجتمع وتربية أبنائه, ونجاح المدرسة بعامة والثانوية بخاصة رهن بإرتباطها العضوي بالمجتمع الذي توجد فيه, والمدير الناجح الفاعل هو الذي يخطط تخطيطا سليما لتحقيق ما يتوقعه منه مجتمعه, حيث يجعل مدرسته منظومة مفتوحة على بيئتها من خلال برامج وأنشطة لخدمة المجتمع ودعوه أبناء البيئة للمشاركة في هذه البرامج والأنشطة, ويسعى في ذلك للإفادة من الإمكانات المتاحة في بيئته.
7ـ دوره كمقوم للعمل المدرسي:
التقويم وسيلة يتمكن مدير المدرسة من خلالها من الوقوف على حسن سير العملية التعليمية, وتحسين أداء المؤسسة التربوية من خلال رفع مستوى أداء الأفراد العاملين بها, ومدى تحقيقها لأهدافها. أي أن عملية التقويم ليست غاية في حد ذاتها, وإنما وسيلة للتعرف على مواطن الضعف لعلاجها وتقويمها, وكشف مواطن القوة, لتطويرها وتشجيعها.
8ـ دوره القيادي:
يعتبر الدور القيادي لمدير المدرسة من الأدوار الرئيسة, وذلك لما له من أهمية كبيرة في ربط وحدات التنظيم بعضها ببعض, من طلاب, ومعلمين, وأولياء أمور, والحرص على تحقيق الأهداف التي يسعى الجميع للوصول إليها, وذلك من خلال القدرات والإمكانات التي يمتلكها مدير المدرسة كقائد تربوي, والتي تتركز على الجانب الإنساني في علاقاته مع العاملين, دون التركيز على السلطة والصلاحيات التي يضعها القانون في يده.
يرى الممارسون للإدارة التربوية أن المدير يقوم بادوار مؤثرة في جوانب الحياة المدرسية المختلفة, وقدمت البحوث الإمبريقية صورا" محددة للديناميكيات السلوكية والإجتماعية للقيادة المدرسية والفعالة, ويصدق هذا بصفة خاصة على مفهوم القيادة من منظور المعلمين, وبصفة أخص على كيف تزيد القيادة المدرسية الأداء الكلي للمعلمين. (الخميسي, 2002م, ص: 29)
واجبات مدير المدرسة.
مدير المدرسة والعاملون معه مسئولون عن تنظيم العمل المدرسي مسؤولية مباشرة قبل الإدارة التعليمية المسئولة, فمدير المدرسة هو القائد التربوي الذي يشرف على تحقيق الأهداف التربوية من أجل إعداد النشء وتربيته متكاملة روحيا وخلقيا وجسميا ليكونوا مواطنين صالحين قادرين على الإسهام في إنماء مجتمعهم. ويعتبر مدير المدرسة المسؤول الأول عن كل ما يتعلق بالمدرسة، وتتوزع مسؤوليته تلك في أربعة مستويات: (عابدين، ٢٠٠١ م, ص: ٢٨٧- ٢٨٨(
• المسـتوى الإداري: ويتمثل في توفير الظروف المادية والبشرية لتيسير العملية التربوية.
• المسـتوى الفني: ويتمثل في المتابعة وتشجيع المعلمين على الإبتكار، وتوفير النمو المهني للمعلمين والطلبة.
• المسـتوى الإجتماعي: ويتمثل في توثيق صلة المدرسة بالمجتمع المحلي وبناء على علاقة ذات تأثير متبادل بينهما.
• المسـتوى الإبداعي: ويتمثل في قيادة التجديد والتطور في العملية التربوية.
ويمكننا القول إن المهمة الأساسية للمدير هي تنفيذ العملية الإدارية بفاعلية وكفاءة، من خلال تنسيق جهود العاملين في المدرسة، وتوجيههم، وإرشادهم لتمكين المعلم من قيامه بأداء مهمته الأساسية على أكمل وجه ممكن، والقيام بواجباته لتحقيق أهداف العملية التربوية بإعتباره مشرًفا مقيما.
وتشمل واجبات مدير المدرسة ما يلي: (West, Mel, & Ainscow, 1991, P: 97)
- العمل على تحسين العملية التربوية وتطويرها.
- الإشراف على شئون الطلبة.
- الإشراف على التنظيم المدرسي وشئونه الإدارية.
فمدير المدرسة أثناء عمله يتعامل مع المعلم الذي يعد من أبرز مدخلات النظام التربوي، وهو العنصر الحاسم في نجاح العملية التربوية، وعلى جهوده وجودة أدائه يعتمد نجاح نوعية التعليم وتحسينه، لذلك إهتم الكثير من الدارسين به، وبدراسة العوامل التي تؤثر على فاعليته، والتي من أهمها السلوك القيادي للنمط الإداري الذي يسود المؤسسة التربوية التي ينتمي اليها المعلم. (Rubin, 1982, P: 27)
وحيث إن لعمل مدير المدرسة كل هذه الأهمية، ويترتب عليه كل هذه المسؤوليات، وحتى يرتقي مدير المدرسة بمدرسته الى التميز والإبداع في إدارته ومن ثم في مسيرته التربوية فإن هناك مجموعة من الكفايات والمهارات التي ينبغي عليه أن يتسلح بها، لكي يتمكن من القيام بجميع المهام والمسؤوليات الموكلة إليه بكفاءة عالية. (آل ناجي, 2002م, ص: 23)