علاج الأثار السلبية لعمل المرأة

بالعمل عن بعد.


إعداد/ أحمد السيد كردي

هناك آثاراً سلبية عظيمة لخروج المرأة من منزلها إلى العمل , قد عالجها أسلوب عمل المرأة عن بعد فى المنزل فى التوفيق والتخفيف من حدة الصراع بين الأسرة والعمل ، ويمكن أن نقسم تلك الآثار كما يلي :

‌6/1-  الآثار السلبية على الطفل :-

وأبرز تلك الآثار فقدان الطفل للرعاية والحنان ، وعدم وجود من يشكي له الطفل همومه ، ومن يوجه الطفل إلى الطريق الصحيح ، ويبين له الصواب من الخطأ ، كما أن فيه تعليماً للطفل على الاتكالية ، وإلى ضعف بنية الطفل –إذا كان رضيعاً- ، إضافة إلى المشاكل التي تحدث عند رجوع المرأة متعبة من عملها كالضرب للأطفال ، وتوبيخهم ، والصراخ عليهم ، مما يسبب الأثر النفسي على الطفل ، وخاصة إذا كان صغير السن ، إضافة إلى الأضرار الأخلاقية والعادات السيئة التي يكتسبها وعدم وجود الرقيب الحازم عنده ، وبالتالي حرمان الأمة من المواطن الصالح النافع للأمة تمام النفع .

يقول تقرير الصحة العالمية : ( أن كل طفل مولود يحتاج إلى رعاية أمه المتواصلة لمدة ثلاث سنوات على الأقل . و أن فقدان هذه الغاية يؤدي إلى اختلال الشخصية لدى الطفل كما يؤدي إلى انتشار جرائم العنف المنتشر بصورة مريعة في المجتمعات الغربية وطالبت هذه الهيئة الموقرة بتفريغ المرأة للمنزل ، و طلبت من جميع حكومات العالم أن تفرغ المرأة ، و تدفع لها راتبا شهريا إذا لم يكن لها من يعولها حتى تستطيع أن تقوم بالرعاية الكاملة لأطفالها .

وقد أثبتت الدراسات الطبية ، والنفسية أن المحاضن ، و روضات  الأطفال لا تستطيع القيام بدور الأم في التربية ولا في إعطاء الطفل الحنان الدافق الذي تغذيه به , فالعمل عن بُعد يجعل المرأة أقرب ماتكون من أطفالها ويجعل من رعايتهم المنزلة الأولى فى الإهتمام .

‌6/2- الآثار السلبية لعمل المرأة على نفسها :-

أن في عمل المرأة نهاراً في وظيفتها ، وعملها ليلاً مع أولادها وزوجها إجهاد عظيم للمرأة لا تستطيع تحمله ، وقد يؤدي إلى آثار سيئة وأمراض مزمنة مع مرور الزمن ، كما أنها تفقد أنوثتها وطبائعها مع كثرة مخالطتها للرجال , كما أن الآثار الصحية المترتبة على خروج المرأة، وتتمثل في أن عمل المرأة خارج المنزل، ولساعات طوال، يعرض المرأة لأنواع من الأمراض، يأتي في مقدمتها الصداع والاكتئاب النفسي، وإرهاقها عقلياً لما تتعرض له من تفكير تجاه أطفالها نتيجة تركهم في البيت أو في دور الحضانة أو عند المربيات أو الجيران حيث تبقى دائمة التفكير بما سيحل بهم في أثناء غيابها.

 فقد قام أحد معاهد الصحة النفسية العالمية بإحصاء توصل فيه إلى أن الأرق والاضطراب والانفعال المستمر، أدى إلى أن أصبحت الحبوب المنومة والمهدئة جنباً إلى جنب مع أدوات الزينة في حقائب النساء. وتقول الكثيرات إن حياتهن الزوجية أصبحت لا تطاق، حتى علاقتها مع أولادها صار يسودها الانفعال والقسوة وارتفاع الصوت والضرب الشديد , فقد نشرت مجلة (هيكاسا جين) الطبية أنه لا يكاد يوجد مستشفى أطفال في أوربا وأمريكا إلا وبه عدة حالات من هؤلاء الأطفال المضروبين ضرباً مبرحاً , كما تصاب الغدد الصماء بالتغير أثناء الحيض فتقل الحيوية الهامة للجسم إلى أدنى مستوى لها أثناء الحيض ، فتنخفض درجة حرارة الجسم و يبطىء النبض ، وينخفض ضغط الدم ، وتصاب كثير من النساء بالدوخة ، والكسل  والفتور . وتظهر على الأم الحامل خلال الأشهر الثلاثة الأولى أعراض وتغيرات تختلف شدتها من سيدة لأخرى , وضمن هذه الأعراض الوحم والقىء والغثيان وفقدان الشهية , والذى له الأثر السلبى على إنتاجيتها فى العمل لاشك عند خروجها من المنزل وتعرضها لمشاق الطريق والعمل .

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن الدراسة التي بدأت في عام 1993 شملت 12116 ممرضة تتراوح أعمارهن ما بين 45 و 64 سنة، وتمت مراقبة الحالة الصحية لهؤلاء لحوالى 15 سنة من أجل معرفة تأثير ضغط العمل على قلوبهن ؛ وبحلول عام 2008 تم إدخال 580 امرأة إلى المستشفى بسبب إصابتهن بأمراض القلب من بينهن 138 أصبن بنوبات قلبية و 369 بذبحة قلبية[1] .

كما تتعرض المرأة العاملة لبعض المشاكل التي قد تقلل من جهدها تجاه أسرتها ومن أهم هذه المشاكل قلة ساعات النوم فمتوسط عدد ساعات النوم الذي تحصل عليه يومياً هو ست ساعات تقريبا أي أنها لا تحصل على عدد الساعات المطلوبة للراحة وهي 7 - 9 ساعات يومياً.

‌6/3- الآثار السلبية لعمل المرأة على زوجها :-

 فعملها له آثار نفسية سيئة على زوجها ، خاصة إذا كان يجلس في البيت لوحده ، كما أنه يفتح باباً للظنون السيئة بين الزوجين ، وأن كل واحد منهما قد يخون الآخر ، كما أن عملها قد يسبب التقصير في جانب الزوج وتحقيق السكن إليه ، وإشباع رغباته ، الأمر الذي يشكل خطراً على استمرار العلاقة الزوجية بينهما ، ولعل هذا يفسر ارتفاع نسبة الطلاق بين الزوجين العاملين , ومشكلات الحياة الزوجية تؤثر على المرأة تأثيراً كبيراً , فالعنف وضرب الزوجات يؤدي إلى شعور الزوجة بالقهر والانكسار . فنجد أن الزوجة تصاب بالقلق واضطراب السلوك وتشعر بالكآبة والحزن , وتستسلم للعجز واليأس والرغبة في البكاء من هنا نجد بعض النساء تخف رغبتهن بالإنجاب مع التقدم الوظيفي والمهني نتيجة هذه الارباكات, لأنهن يعتبرن الإنجاب ومسؤولياته عائقاً أمام تقدمهن الوظيفي والمهني والعملي, إضافة لمشكلات أسرية وزوجية قد تنشأ نتيجة ضعف الروابط الأسرية بخروج المرأة للعمل, مما يؤدي لزيادة حالات الطلاق أيضاً , إضافة إلى ذلك ترفض نسبة كبيرة من الرجال عمل المرأة بشكل عام وكذلك بأن يقوم الرجال ببعض الواجبات المنزلية لأسباب يعتبرها بعضهم بإنها تحط من شأنهم ولا تتطابق مع تصوراتهم .[2]

فقد بينت العديد من الدراسات أن نسبة الطلاق تتزايد طردياً مع تزايد نسبة دخول المرأة لسوق العمل , فغالباً ما يتم الطلاق نتيجة إهمال المرأة لبيتها وأطفالها نتيجة خروجها للعمل , مما يؤدي إلى ظهور الخلافات الزوجية التي من شأنها أن تؤدي إلى الطلاق , ولهذا يعتبر عمل المرأة خارج البيت من الأسباب الرئيسة المؤدية للطلاق.

لقد أجريت العديد من الدراسات في الأقطار العربية حول أثر عمل المرأة بالزواج, فقد أظهرت أحدى الدراسات أن الأغلبية من النساء غير المتزوجات يخططن لترك أعمالهن بعد الزواج, وأن نسبة عالية من النساء المتزوجات تفكر بترك أعمالهن بعد الإنجاب, وان نسبة منهن سيتركن العمل لعدم استطاعتهن التوفيق بين واجباتهن المنزلية ومتطلبات الوظيفة.

ولكن من خلال النظرة المتفحصة لأهمية العمل للمرأة عن بعد نجد أن هناك علاجا فعالا لهذه المشكلة والحفاظ على كيان الأسرة وإرضاء كلا الطرفين فى الحياة الزوجية والعمل على زيادة الترابط والتألف وعلاج معظم الضغوط النفسية التى تفرضها مسؤليات الحياة فالمرأة راعية فى بيت زوجها ومسؤلة عن رعيتها.

6/4-  الآثار السلبية لعمل المرأة في المجتمع :-

أن في اختلاط المرأة في عملها بالرجال سبب لميوعة الأخلاق ، وانتشار العلاقات المشبوهة في المجتمع ، إضافة إلى رغبة المرأة المتزوجة عن زوجها ، وتركها وكرهها له ؛ لأنها ترى في ميدان عملها من يسلب لبها وعقلها ، مما يؤدي إلى تفكك المجتمع وانحطاطه ، كما أن فيه الإقلال من كفاءة العمل نتيجة لما يصيبها من أعذار كالحيض والنفاس والحمل والولادة ، إضافة إلى عزوف كثير من العاملات عن الزواج ، ذلك أن جل شباب المجتمع يرفضون الزواج من نساء يعملن في عمل مختلط ، مما يؤدي إلى انتشار مشكلة العنوسة في المجتمع ، كما أثبتت الإحصائيات أن أكثر العاملات من النساء هم من قليلات الخبرة ، وذلك يؤدي إلى تراجع كفاءة العمل وضعف الإنتاج[3] .

ويلاحظ أن التحاق المرأة بعمل يؤدى إلى تأخير السن عند الزواج ، حيث تبين من خلال دراسة أجريت عن العمر عند الزواج الأول ، والعوامل المؤثرة عليه ، وتأثيره على الخصوبة أن التحاق الفتيات المتعلمات بعمل يؤدى إلى تأخرهن عن الزواج بمتوسط عامين عن الفتيات المتعلمات التي لا يمارسن عملا[4] .

ويكون هناك تخوف فى قطاع الأعمال من توظيف المرأة لأنها كثيرا ما تترك العمل عندما ترتبط بالحياة الزوجية وحتى إذا إستمرت بعد الزواج يكون هناك قصور فى الإنتاجية عما كانت قبل الزواج ؛ لذلك فإن أسلوب العمل عن بعد يعمل على الاحتفاظ بالمهارات والاستمرار في توظيف العاملات المهرة وذوي الكفاءات العالية الذين كانوا سيتركون العمل لولا إدخال هذا الأسلوب ؛ كما أن هناك فرص توظيف أكبر للعاملات ذوي القدرات العالية ولكنهم يعيشون بعيدا جدا عن المكتب الرئيسي .

انتشار الاعتداءات و التحرش الجنسي :- من الأثار السلبية والأضرار الناتجة عن خروج المرأة للعمل وإختلاطها بالرجال إنتشار العديد من قضايا الإعتداءات والتحرشات الجنسية , ففى دراسة لألفي مؤسسة ومصنع أوضحت أن الجاذبية الجنسية في المرأة هي أحد الشروط الهامة للحصول على الوظيفة ، وخاصة في عاملات التليفون ، والاستقبال ، والسكرتيرات .

و قد قامت جامعة كورنل عام 1975 باستفتاء عن رأي المرأة العاملة في الاعتداءات ، والمضايقات الجنسية  أثناء العمل ، وقد اشتركت في الاستفتاء نسوة عاملات في مختلف القطاعات ، وفي الخدمة المدنية ..

وقد أجابت 70 % منهن أنهن قد تعرضن لهذه المضايقات والاعتداءات أثناء العمل ، و وصف 56 % منهن هذه الاعتداءات بأنها كانت جسمانية وخطيرة ، وفي يناير عام 1976 م نشرت مجلة ( ردبوك ) استفتاء شمل تسعة آلاف عاملة أجابت 92% منهن أن الاعتداءات ، والمضايقة الجسمية تشكل مشكلة صعبة . وقالت الأغلبية أنها مشكلة خطيرة , كما أجابت 90 % منهن بأنهن قد وقعن ضحية لهذا الابتزاز الجنسي وقد جربنه بالفعل ، لهذا جاءت فكرة العمل عن بعد لتخطى هذه العقبة ومنعا لتفاقمها فى المجتمع . ففي مذكرات لإحداهن تصرخ! قائلة:" إني ألعن جسدي الأنثوي, فبسببه لا ترون أني أملك شيئاً أثمن منه بكثير."

وفي مسح أجري على عاملات مدنيات أمريكيات تبين أن (42%) من النساء، ادعين أنهن تعرضن للتحرش الجنسي في أعمالهن، وخلصت نتيجة مسح آخر إلى أن مشكلة التحرش الجنسي تعد من أهم المشكلات التي تواجه المرأة العاملة.

وتقول (Lin Farley): في كتابها (الابتزاز الجنسي Sexual Shakedown): ( إن الاعتداءات الجنسية بأشكالها المختلفة منتشرة انتشاراً ذريعاً في الولايات المتحدة وأوروبا، وهي القاعدة وليست الاستثناء بالنسبة للمرأة العاملة في أي نوع من الأعمال تمارس مع الرجل... ) وتقول: (... إنّ تاريخ ابتزاز المرأة العاملة جنسياً قد بدأ منذ ظهور الرأسمالية، ومنذ التحاق المرأة بالعمل).  ما حدا ببعض مؤسسات المجتمع المدني و على رأسها مؤسسة (Single Sex Education ) إلى السعي إلى توعية المجتمع الأمريكي بخطر الاختلاط، وقد نجحت و بعد سجال دام ما يقارب 10 سنوات مع بعض المعارضين في إقناع الحكومة، فكان أن أصدر الرئيس الأمريكى عام 2006 قانونًا يسمح بفتح مدارس حكومية غير مختلطة والإهتمام بعمل المرأة عن بعد .


مصادر

 


[1] )  نهى قاطرجي , معاناة ربة الأسرة العاملة , موقع لهن بيت المرأة العربية .

[2] )  محمد بن علي شيبان العامري , المرأة العاملة : امكانية التوفيق بين العمل والعائلة , موسوعة تعلم معنا مهارات النجاح .

 

[3] ) مسلم بن محمد جودت اليوسف , عمل المرأة المسلمة , موقع صيد الفوائد  .

[4] ) عدلي على أبو طاحون : حقوق المرأة -دراسات دينية وسوسيولوجية، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، 2000م،ص ب .

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 2/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
2 تصويتات / 2947 مشاهدة
نشرت فى 23 أغسطس 2012 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,766,677

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters