رياض مهدي

في عالم تتجاذبه المخاوف أضحى الخوف ظاهرة نألفها فأحياناً نبدو صامتين تجاهها مذعنين مقرّين لها وأحياناً أخرى ندعو للابتعاد عنها لا نألو جهداً للتخلص منها فما هي الحدود التي علينا وضعها بين ما هو مسموح وما هو ممنوع وكيف لنا أن نضع فاصلاً بين هذا السلوك وذاك؟ تلك قضية حري بنا أن نقف عندها فالخوف كلمة تنطوي تحتها عناوين كثيرة وخوف الأطفال عنوان أكثر أهمية في حياتنا وتربيتنا فهل يمكننا الوقوف على هذه المشكلة التي تؤرق الكثير من الآباء وكيف يمكننا تجنبها رغم معرفتنا بأن الخوف جزء من حياة الإنسان.
إن الخوف إحدى القوى الفاعلة والمؤثرة لا لبس فيها حول بناء الشخصية التي تتمتع بالعافية أو يؤدي إلى هدمها وحرمانها من حياة سوية وما لها من أثر في بناء المجتمع.
الطفل ابن البيئة يستجيب منذ ولادته لمؤثرات العالم الخارجي المحيطة به وبالتالي يبدي ردود فعل صورية تسهل ملاحظتها فتعرض المولود للضوء الشديد تجعله يحرك عينيه بسرعة وتعرضه للصوت العالي يدعوه للقيام بحركات وصراخ تبدو دفاعية تماشياً مع الخطر المحدق به.
فالخوف حالة شعورية وجدانية يصاحبها انفعال نفسي وبدني تنتاب الطفل عندما يتسبب مؤثر خارجي في إحساسه بالخطر، فهو حالة انفعالية غريزية طبيعية يشعر بها كل كائن حي. وهو جزء طبيعي في تطور الأطفال إذا كان محفوفاً برعاية الأبوين يمكن تجاوزه، وفي قول آخر إن الخوف انفعال يتسم بالقلق وعدم الراحة وتوقعات خطيرة تتهدد سلامة الفرد ومن ضمن ما دُرس في حال شعور الطفل بالخوف ما يصيبه من تغيرات فيزيولوجية ناجمة عن إفراز الغدة الكظرية لهرمون الأدرينالين فتبدو عليه مظاهر تتجلى بمجموعة من الحركات المرتعشة تترافق أحياناً مع صراخ وتزداد سرعة التنفس وتسرع ضربات القلب ويصفر الوجه ويجف الحلق ويتعرض لفرط في التعرق وقد ينتهي الحال لتبول الطفل اللاإرادي.
وهذه كلها ردود فعل جسدية وقائية تعبر عن جهود الطفل للتخلص من مثير يؤلمه أو يهدد حياته بهدف البقاء.
وبذلك يبيّن بعض الباحثين الاجتماعيين أن الخوف الطبيعي الغريزي أو الواقعي ذو وظيفة صحية ويعتبر أكثر تحديداً فهو استجابة لخطر حقيقي كالتعرض لحيوان مفترس أو الخوف من الأماكن المرتفعة وهو كما حدد الباحثون من أنواع ثلاثة يلي الأول منها القلق ثم الخوف المرضي (الفوبيا) وجميعها لها قاسم مشترك من حيث التغيرات الفيزيولوجية وبدورنا نقول: إنه بذلك يكون ذا مظهر قصدي موجه يهدف إلى الحفاظ على الحياة.
وهناك ثمة إشارة إلى الانطلاق خطوة إلى الأمام يخطوها الطفل نحو التطور الإدراكي فالخوف جزء من حياة الإنسان في أي سنّ؛ إلاّ أن من بلغوا سن الرشد يقاومون الخوف عن طريق اصطناع ما يصرفه عنهم أو حتى نكران وجوده بصورة صحية ولكن الأطفال يفتقرون إلى آليات المواجهة هذه إذ إن الخوف حالة انفعالية عامة عند جميع الكائنات الحية. وهو استعداد فطري غريزي موجود في الإنسان ليحمي نفسه وليأخذ حذره من مخاطر الحياة ولذلك فإن الإنسان الذي لا يخاف في حدوده الطبيعة دائماً يكون غير مدرك كما هو الحال عند ضعاف العقول. وبهذا فمنذ الأشهر الأولى من عمر الطفل قد يخاف من الضوضاء ويشعر بفراق الأم التي تمثل له الغطاء الحامي له من كل الأخطار وتزداد المخاوف كلما دخل الطفل في مراحل عمرية جديدة تتطلب خبرات واكتشافات أكبر وأعمق ويبدأ الطفل رويداً رويداً بتطوير مهارات الدفاع عن نفسه ويشكل طرقه الخاصة به للتعامل مع المستجدات والمثيرات من حوله دون اعتماد كبير على والديه فيخاف من مرحلة اللعب من الإصابة والجروح وفي مرحلة الدراسة قد يخاف من الذهاب إلى المدرسة نتيجة لخبرات غير سارة.
وقد قسم الباحثون المخاوف إلى:
1- النوع البسيط: بدافع المحافظة على الحياة بغريزة حب البقاء وهي مظاهر عادية كالخوف من الظلام والحيوانات واللصوص والأماكن العالية والخوف من المجهول.
2- النوع الثاني: المرتبط بالشعور بالإثم في نفس الطفل نتيجة لصلته بالقائمين على توجيه سلوكه كالآباء الهادئين ممن يتمتعون برزانة عقولهم أولاً وتنظيم انفعالاتهم ثانياً فهم قدوة حسنة لأطفالهم يثيرون في نفس الطفل شعوراً بالخير يتحول إلى ضمير له مطالب مرهقة قد تنغص عليه حياته.

أسباب المخاوف:

بعد سالف ما ذكر فإن العلماء يطلقون على الخوف في بعض الأحيان اسم الردود الانفعالية الشرطية فيصبح الخوف من الكلب هو الخوف من نباحه قبل الخوف من عضته فليس الحيوان هو الذي يسبب الخوف للطفل وإنما صوته واقتران الضوضاء مع بعض الأشياء فيصبح سبباً لخوف الطفل كونه أصبح حقيقة راسخة في ذهن الطفل كالطفلة التي أضناها المرض من أبوين يتشاحنا كثيراً أمامها فالخلافات الزوجية كانت سبباً في عدم شعور الطفل بالأمان كما لحالات الطلاق دور في ذلك.
إذا تعلم الطفل أن يشعر بالأمان من خلال بصره فيجب أن تكون لديه رؤية واضحة طوال الوقت وبما أن الظلام يهدد بصر الطفل وبالتالي يهدد شعوره بالأمان لأنه اعتاد على رؤية الأشخاص الذين يعرفهم ويشعر بالأمان معهم وعندما يُترك وحده في الظلام فليس الظلام هو سبب الخوف وإنما السبب الحقيقي هو شعور الطفل بالانفصال والوحدة التي كثيراً ما تقرن بالظلام وتعود الطفل على رؤية الأشخاص الذين يعرفهم قد يجعله يخاف من الغرباء.
إن بعض المخاوف لدى الأطفال تنشأ بسبب ما يصادفونه في خبراتهم نتيجة للأخطاء التربوية التي يرتكبها الوالدان في أحيان كثيرة فتلعب المشاعر دوراً في خوف الطفل من العقوبة من قبل والديه لأعمال يقوم بها غير مرغوبة فينتقل الخوف من العقوبة إلى انفعالات الطفل ومشاعره المتأججة.
ومما لاشك فيه أن لاستهتار الأهل بما يتعرض له الطفل الأثر الكبير في شعوره بالخوف مثلاً أن نروي له قصصاً خيالية مخيفة ويترك دون مراقبة ليشاهد أفلام الرعب ومشاهد العنف ويقرأ بعض الكتب والمجلات غير التربوية والتي تحكي قصصاً خيالية عن السحر والجنية والوحوش.
ويتنبه الآباء على أطفالهم من البيئة المحيطة بهم ونقصد بذلك الأقران أو الإخوة وممن هم في سن أكبر منهم.
فمثلاً ترْك الطفل وحيداً مع الأخ الأكبر وتخويف هذا الأخ له قد يكون سبباً في مخاوف الطفل.
وهناك كثير من المخاوف تتصف بالهدّامة بمحاولة الآباء لأسلوب معين من التربية في فرض الطاعة وتنفيذ الأوامر قد لا يكون أساساً صحيحاً للتحكم في سلوك الطفل ومثل هذه التجارب قد تترك وراءها ندوباً وآثاراً سلبية في تصرفات الطفل يصعب التخلص منها.
إن صفع الطفل لتأديبه والإفراط في الشدة على الأطفال مضرة بهم لأنها تدفع بهم إلى الخوف والجبن والكذب والكسل.
وأساليب التربية الخاطئة تكون سبباً في خوف الطفل فالنقد القاسي واللوم المستمر له يكون سبباً للتقليل من قدراته ونلحظ أن الأسرة أحياناً تكون مصدر الخوف بسبب سياساتها التسلطية في التعامل أو لانتشار البدع والخرافات كسماع القصص المرعبة فتثير خياله الطفولي ويصدقها. والتعليم السلبي له دور في خوف الطفل ويكون بالتخويف بالأب أو الشرطي أو المعلم أو الطبيب مثلاً كأن نقول للطفل (أسكت وإلا حقنتك بإبرة الطبيب) وتخويف الطفل لدفعه لعمل معين مثل التخويف بالغولة وحجرة الفئران والذبح بالسكين والتهديد بعظائم الأمور وبكلمات يأخذها الطفل مأخذ الجد كأن نقول له (سأكسر يدك).
وبالتصورات الخاطئة فقد يقوم الكبار بصنع أوهام كثيرة وتكون النيات حسنة ولكن الوسائل غير سليمة فنقول للطفل (إذا لم تنم فالقطة ستأكلك)، إن تعريض الطفل لمواقف غير معتادة وبلا تهيئة قد تكون سبباً في خوف الطفل مثلاً قد ينفر من الاقتراب من الجمل إذا لم يكن قد اعتاد ذلك ولن تجدي أن تقول له (كن شجاعاً).
وكذلك البيئة المليئة بالتوتر والشحناء والقلق وهي في الأغلب الأسرة أو المدرسة مثل تضايق الأم من الأماكن المزدحمة واستهزاء الأهل أو الأقارب فنقول للطفل أنت جبان "أنت خواف" وتسلط الآباء وشغفهم في السيطرة على كل حركات الطفل تكون سبباً في خوف الطفل فلا يتركون له حرية التفكير فيتولد عنده الخوف من الوقوع في الخطأ وكذلك الخوف من الموت خاصة بتعرض الطفل لفواجع كبيرة إذا فوجئ الطفل بوفاة عزيز عليه كفقد الأم.
وعدم الثقة بالنفس كخوف الطفل من الامتحان أو مقابلة الزوار وخاصة إذا كان أحد قد سخر منه أو ضحك عليه أو قارنه بغيره كثيراً أو تعنيفه أو نقده.
وقد يكون النقص الجسماني كالعرج والحول والشلل والسمنة المفرطة أو النحافة الشديدة سبباً في خوف الطفل.
إن تقليد الأطفال لآبائهم يلعب دوراً هاماً في المواقف الانفعالية التي يتخذها الأطفال حيال أي موقف رأوا أهلهم فيه مثل خوف الأم من الظلام أو بعض الحيوانات مثل مشاهدة الحشرات فيقع الطفل بأشياء ينبغي أن لا يخاف منها أبداً.
ومن الجدير ذكره أن نسبة الخوف عند الإناث أكثر منها عند الذكور وتختلف شدة الخوف تبعاً لشدة تخيل الطفل فهي تتناسب طرداً مع شدة خيال الطفل.
ونقول: إن الخوف من المظاهر الطبيعة لدى الأطفال من الأمور المستحبة إذا كان في الحدود المعقولة ويعتبر وسيلة حماية للطفل وذلك فإن مخاوف الطفل تتأثر بمستوى نضجه ومراحل نموه العمري فمثلاً يخاف من الأفعى في منتصف السنة الرابعة ولا يخاف منها حتى نهاية عامه الثاني وخوف الطفل بين الثانية من عمره والسادسة تتجلى في الخوف من الخبرات الماضية المؤلمة ومن الأشياء الغريبة ومن الأشياء التي يخشاها الكبار وتؤثر في الطفل وتزيد من مخاوفه إذا ساءت أنماط من الثقافة تسيطر على بيئته مثل الخوف من الظلام والشياطين، ومن المهم ذكره قد يصبح عرضة في طغيان فكرة الخوف إذا ما تابعنا التلميح والإيحاء بإمكانية تعرضه للخطر مثل تحذير الآباء لأطفالهم وتنبيههم بشكل مستمر للأخذ بلون ما من النشاط والامتناع عن غيره حتى لا يصيبهم الأذى مثل: لا تتسلق الشجرة لئلاّ تقع أو سيخطفك الشحاذ إذا خرجت من البيت أو سوف تتركك أمك وحيداً إذا كان شقياً، وهنا نشير إلى أن الخوف أحيناً وسيلة مجدية في ضبط سلوك الطفل ضبطاً مؤقتاً، غير أنه من الخير للآباء أن يوقنوا بأن أطفالهم قادرون على اكتشاف الخداع والتهديد بخبراتهم فهو دليل ضعف الآباء وقلة درايتهم في معالجة المواقف مثل قول الأم لابنها آخذك معي لزيارة جدك (وهو محبب لهذا الطفل) في حال استمرارك في الشغب وهي لن تذهب أصلاً للزيارة في هذا اليوم وفي ذلك أيضاً تحطيم لثقة الطفل بوالديه وهنا لا يجب أن تكون انفعالات الأطفال مجالاً للاستخفاف والاستغلال.
والسؤال كيف يمكننا التعرف على الطفل الذي يعاني من الخوف غير الاعتيادي أي الخوف المفرط وذلك من ظهور صفة أو أكثر من الصفات التي سنذكرها والتي تكون بصورة متكررة علّنا نهتدي لوسائل تدفع بنا لحماية أطفالنا من المخاوف التي يعانون منها.

أعراض الخوف:

يحب الطفل الحماية الزائدة من الأهل أو ممن يشرفون على تربيتهم فهو اتكالي حتى في قضاء أبسط حاجياته ويغلب عليه التردد ويستأثر به الإحجام على الإقدام واختيار التأخر لا التقدم وهو مدعو باستمرار لممارسة اللعب فهو يبتعد عن المبادرة في اللعب ولا يبدي مقترحات لأفكار شتى، ونلاحظ ضعف ثقته بقدراته الفعلية التي يتصف بها فلا يواجه المشكلات بل ويرفض اتخاذ القرارات ويتصف بسرعة الانفعال وعدم السيطرة على الحالة الذهنية تحت الظروف العادية، ويتجنب الطفل الظلام التام والوحدة أي بقاءه وحيداً بكافة الصور والأشكال ويخاف من الذهاب للمدرسة وكذلك من مجيء الضيوف إلى المنزل ويلاحظ امتداد المخاوف والتوترات إلى مرحلة اللاوعي فيعاني الطفل من كثرة الأحلام المخيفة الغامضة التي تعكس حالته المزعجة وأوهامه المكبوتة.
ويتهرّب الطفل من الألعاب المرحة التي تتضمن بعض التحديات رغم أنها آمنة يستمتع بها في الأماكن الترفيهية كل من هم في فئته العمرية والتحدث أو التفكير بالعفاريت والخرافات والأساطير التي توصف بالسخيفة في نظر الكبار ولكنها مخيفة في عقول الصغار، ويعاني الطفل من صعوبة التمييز بين الخطر الحقيقي وبين ما هو من نسج الخيال ويبدي الطفل ردود فعل تفوق طبيعة الخطر القريب منه ويكون لديه مبالغة في تصور عواقب الأمور فيعتقد أن المرض لن يبرح جسده مثلاً أو إنه سيترك آثاراً لن تزول.
ويلاحَظ على الطفل ظهور أعراض جسدية تخبر بحالة التوتر التي يعاني منها مثل سرعة التنفس واللجلجة في الكلام والعرق الزائد وفقدان الشهية هذا ومن خلال ما ورد علينا كمربين أن نأخذ بأسباب المخاوف عند الأطفال ونحاول إيصالهم إلى شط الأمان والطمأنينة من خلال مجموعة من النقاط قد تكون علاجاً دون أن ينتقل به الحال إلى تحول الخوف عنده إلى خوف مرضي " فوبيا " يصعب التخلص منه.
نصائح للمعالجة:
لا يجوز دفع الصغار وإقحامهم في المواقف التي تخيفهم بهدف إعانتهم على التغلب والتخلص من الخوف وتشجيع الطفل بعد تعرضه لإحدى التجارب المزعجة على التحدث عنها كما يرغب حتى تبدو أقل غرابة وأكثر ألفة لديه بدلاً من دفنها في أعماق نفسه مما يكون أثر بالغ في حياته المقبلة وعدم الاستهزاء بالطفل إذا خاف واتهامه بالغباوة أحياناً بل إظهار بعض المخاوف أمام أطفالهم التي ستنعكس في تصرف الطفل سلوكاً وربما بشكل دائم في حال مواجهة المواقف المماثلة؛ فشدة الحذر والقلق لدى الأهل يتوقع مثله عند الأطفال مثل الكبار وينصح باحتكاك الطفل مع أترابه فيخفف من خوفه تدريجياً، وإن صعوبة الوقوف على كل خبرة قد تكون مبعثاً للخوف عند الأطفال لكن الآباء الذين ينالون ثقة أطفالهم ويستمعون لهم يستطيعون أن يقدموا لهم التوجيه والعون للقضاء على تلك المخاوف، وللوقاية من المخاوف الزائدة تجب مراعاة القواعد العامة والصحيحة في تربية الطفل وتوفير متطلباته وحاجاته الأساسية من محبة وعطف وشعور بالطمأنينة والأمان ومن حرية التصرف في بعض شؤونه وتحمله لمسؤوليات تتناسب مع نموه ومراحل تطوره مع عدم إخافته أو الإيحاء له بالخوف وإنما التحذير لبعض الأمور بعيداً عن الاستهزاء أو التوبيخ أو الفظاظة مع اقتران ذلك بإقناع الطفل أن الشيء الذي يخافه هو غير مخيف وغير مؤذ وفي بعض الأحيان افتعال السرور لرؤية ما يخافه كرؤية القط ويمكن أن نلعب معه فنكرر اللعب وإياه بإطفاء النور وإشعاله وكذلك اللعب بدمى الحيوانات للتكيف وإزالة الخوف بالتدريج، ويجب على الأهل التعامل مع مخاوف الطفل المتعلقة بالمدرسة بكل جدية وعلى الأهل أن يكون لديهم الخبرة لمساعدة الطفل على التحكم في خياله ويمكن للأهل إبعاد مصدر الخوف بالنسبة للطفل والمتعلقة بالخلافات الزوجية، وإن معرفة الآباء ودرايتهم بمخاوفهم يكون له الأثر الإيجابي في حال إخفاء ذلك عن أطفالهم مثلاً الخوف من الظلام والأشباح.
وينصح الآباء بعدم مساعدة الطفل على نسيان مخاوفه فذلك يدفن المخاوف في النفس ثم تصبح مصدراً للقلق والاضطراب النفسي ولكن يجب توضيح الأمور للطفل فلا نحاول نكران المخاوف أو تجاهلها وإنما الانفتاح عليها والتحدث عنها.
ودعوته للهدوء والاتزان وعدم الهلع والخوف إلى درجة الفزع في أي موقف وخاصة في حال مرض الطفل واستعمال الخوف البناء في تنمية شخصية الطفل وإبعاد الطفل عن مثيرات الخوف كالقصص الخيالية والمآتم والخرافات وهناك من إجراءات السلامة لمقاومة إحساس الطفل بانعدام الحيلة في بعض الوقت مثلاً حول مكافحة الحريق وضرورة تعاون المدرسة مع المنزل في علاج الأطفال من الخوف بالتنسيق بينها.
وكذلك عدم استعمال المدرسة للعقاب السلبي والضرب بأي وسيلة كانت وأن تلجأ إلى الأساليب التربوية في ضبط سلوك الأطفال.
ونشير إلى نقطة هامة بأن الخوف انفعال تسهل استثارته بوسائل وطرق شتى وله آثار بعيدة المدى يجب على الآباء أن يحذروا منها ونجد صعوبة في فصل الخوف عن العقاب في تربية الطفل ونتساءل إلى أي حد ينبغي أن يكون الخوف عاملاً في التهذيب الاجتماعي نذكر بأن موقف الطفل تجاه العقاب يجب أن يتسم بنوع من الاهتمام مصطبغاً بعنصر الخوف إلى حد ما مقدم شعور الطفل بالاضطراب إزاء أي عمل ينافي القواعد الاجتماعية وإذا لم يحفل الطفل بسخط أهله لسوء تصرفه في موقف ما فهو شخص يصعب أن تكون لديه قيم وعادات تؤدي به إلى التوافق أو التكيف الاجتماعي.
ولعلنا نذكر بأن الخوف يزول بسرعة إذا ما هيئ للطفل الوقت الكافي حتى يألف موضوع خوفه والقاعدة العامة تقول إن تقدم الطفل بالعمر يساعده على التخلص من مخاوفه دون أية مساعدة من الغير عندما يبدأ بفهم الأشياء بصورة أفضل وتختفي معظم المخاوف البسيطة التي تتكون في مخيلة الطفل مع الوقت وبقليل من التوجيه فلا تدعو للقلق طالما أنها لا تمثل عقبة تمنع نمو وحركة الطفل.
ولكن إذا لم يستطع الطفل التخلص والتغلب على المخاوف في الوقت المناسب فيجب التدخل لمساعدته في التخلص منها كما هو الحال في الخوف المرضي (الرهاب) الفوبيا وعرضه على الاختصاصيين لتقديم العون في حل المشكلة.

المصادر:

- د. مخول مالك سليمان - علم نفس الطفولة والمراهقة. منشورات جامعة دمشق 2002-2003.
- مجلة بناة الأجيال السنة 16 العدد 62 كانون الثاني 2007 صفحة 90.
- عبد العزيز إسماعيل أحمد – ديوان الدراسات والأبحاث www. Diwan arab.com.
- تربية الطفل: Forum-brg8.com
- د. بدر مالك، د. لطيفة الكندي التغلب على الخوف عند الأطفال
- ملتقى الطفل al-3bi.com
- منتدى الطفولة المبكرة.hood.gov.sa. www.child 

 


المصدر : الباحثون العدد45 آذار 2011
  • Currently 32/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 3559 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,720,326

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters