في هذا الدرس تجد وقفات عديدة مع الزواج وفوائده، وقد تحدث الشيخ فيها عن قضايا تخص الشاب الذي يريد طرق باب الزواج، ومن تلك القضايا: الحث على الزواج بالبكر صاحبة الدين.. الحث على النظر إلى المخطوبة. وكذلك حث على تزوج المرأة الودود الولود، كما بين كيفية البحث عن المرأة، كما حذر من أمور لا ينبغي للرجل أن يفعلها، ثم ذكر نصائح تهم الزوج عند الدخول على زوجته أول ليلة.
وقفات مع الزواج:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد: فإن هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الشباب أو الناس الذين يتزوجون يحتاجون فيها إلى نوع من التوجيه والإرشاد وبيان آداب الشريعة في هذا الأمر، لابد أن يكون الهدف من الزواج في ذهن الشاب المسلم واضحاً، لابد أن يكون الباعث للزواج باعثاً شرعياً، وأن تكون القناعة به قناعة شرعية. إن المسألة في الشريعة ليست مجرد عادة أو تقليد أو أنه أمر من الأمور التي يريد الإنسان أن يفعلها قبل أن يموت، كما قال لي أحدهم مرة: هناك في الحياة ثلاثة أمور الواحد يريد أن يفعلها قبل أن يموت يدرس أو يتوظف ويتزوج ويخلف أولاد ثم يموت، فهي عند بعض الناس تقليد أو مهمة من المهمات التي سيفعلها في حياته، ولكن المسألة أسمى من ذلك، والقضية قضية عبادة إنه لو نوى طاعة الله تعالى لأُجر أجراً عظيماً.......
بعض فوائد النكاح:
انظر -أيها الأخ المسلم- إلى ما في النكاح من العفة.. عفة النفس وإعفاف الزوجة والاستمتاع المباح الذي جعل الله فيه أجراً (وفي بضع أحدكم صدقة) لما وضعها في الحلال كان له أجر، وكذلك لو وضعه في الحرام كان عليه وزر، لا تنظر إلى قضية الاستمتاع فقط ولكن انظر إلى قضية العفة أيضاً؛ لأن العفة مطلب شرعي. انظر إلى مسألة تكوين الأسرة التي هي لبنة في بناء المجتمع الإسلامي، يتحول المجتمع إلى مجتمعٍ إسلامي عندما تنشأ الأسرة المسلمة على قاعدة شرعية وتقوى من الله ورضوان. انظر إلى مسألة الأولاد التي ندبت الشريعة إلى تحصيلهم: {وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [البقرة:187] أي: الأولاد، والنبي عليه الصلاة والسلام سيكاثر بهذه الأمة جميع الأمم يوم القيامة ويفاخر بهم، ولذلك كان كثرة الولد من المقاصد الشرعية، ولا شك أنها تسبب قوة في المجتمع المسلم، والمجتمعات الغربية اليوم آخذة بالتقلص نظراً لما صار عندهم من الحد من الإنجاب أو منع النسل أو تقليل النسل، هذه الفكرة الخبيثة التي يريدون ترويجها بين المسلمين. انظر إلى المكانة التي يجعلها الزواج لك -يا أيها المسلم- في المجتمع، إن الناس ينظرون إلى المتزوج وصاحب الأولاد نظرة فيها احترام أكثر مما ينظرون إلى الأعزب، ولا شك أن هذه المكانة من الأمور التي تسهل لك أموراً كثيرة في الدعوة إلى الله عز وجل، وكثير من الشباب يشتكون في مرحلة العزوبة من عدم سماع الأقرباء لهم، وعدم تقبل كلامهم في الدعوة إلى الله عز وجل أو يقولون: أنت صغير لا تفهم الحياة.. أنت تريد أن تنصحنا؟ فإذا صار زوجاً له امرأة وأولاد ورب أسرة تغيرت مكانته في المجتمع، ولا شك أن هذا التغير يهيئ له فرصة في الدعوة إلى الله عز وجل أكثر من ذي قبل. وما يحصل أيضاً من التقريب بين الأسر والعوائل، فإنه إذا تزوج من أناس صار بينهم علاقة صهر؛ لأن الله عز وجل خلق من الماء البشر، فجعل العلاقات بينهم على قسمين: نسب وصهر، علاقة نسب مثل: الأم والأب والابن والخال والعم ونحو ذلك، وعلاقة صهر: مثلما يحدث إذا تزوج بامرأة فتكون زوجته وأمها هي من المحارم، وكذلك أبو الزوجة وأخو الزوجة تنشأ علاقات جديدة، ويدخل الإنسان بزواجه في عالم أوسع وأرحب من ذي قبل، بل كثير من الناس تتغير أوضاعهم حتى الاقتصادية والمعيشية نتيجة زواجهم. والإنفاق على الزوجة فيه أجرٌ أيضاً، واللقمة التي تضعها في فيّ زوجتك تؤجر عليها. والشاهد أنه كلما كثرت النيات الحسنة في الزواج عظم الأجر عند الله تعالى، فليست القضية قضية استمتاع فقط، المسألة أعظم من ذلك بكثير.
الحث على الزواج في الكتاب والسنة:
لقد حث الله تعالى في كتابه على الزواج والإنكاح: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور:32].. {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء:3] هذه الأوامر الإلهية التي فيها توجيه الغريزة نحو المجال الشرعي وتحقيق المصالح العظيمة التي تترتب على الزواج، وقال البخاري رحمه الله تعالى: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، وهل يتزوج من لا أرب له في النكاح؟ وساق بإسناده إلى علقمة قال: (كنت مع عبد الله فلقيه عثمان بـمنى -علقمة من أشهر تلاميذ عبد الله بن مسعود فقال: يا أبا عبد الرحمن ! إن لي إليك حاجة -أي: أستأذنك على جنب في كلمة خاصة بيني وبينك- فخليا لوحدهما، فقال عثمان : هل لك يا أبا عبد الرحمن في أن نزوجك بكراً تذكرك بما كنت تعهد؟ -فاستدل به أهل العلم على أن زواج البكر يجدد النشاط، ولذلك ذكر ابن حجر رحمه الله تعالى من فوائد هذه القصة أن معاشرة الزوجة الشابة تزيد في القوة والنشاط بخلاف عكسها فبالعكس- فيقول عثمان لـابن مسعود: هل لك -يا أبا عبد الرحمن في أن نزوجك بكراً تذكرك بما كنت تعهد؟ فلما رأى عبد الله أنه ليس له حاجة إلى هذا أشار إلي، فقال: يا علقمة -لأن علقمة كان بعيداً والكلام كان خاصاً- فانتهيت إليه وهو يقول: أما قلت ذلك لقد قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) فالنبي عليه الصلاة والسلام علق النكاح على الاستطاعة على الباءة: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج) وهذا الحديث له قصة وهي أنه قال في الرواية: (لقد كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال لنا -ثم ذكر هذا الحديث-: من استطاع منكم الباءة فليتزوج) وابن مسعود رضي الله عنه لم يرفض ذلك، لكن لما كان لا حاجة له به الآن أو عنده أيضاً زوجة وعنده أولاد فإنه أكد على المعنى، وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج) فهو موافق لـعثمان رضي الله عنه فيما قال له. وقوله: ( من استطاع منكم الباءة ) من كان مؤهلاً للزواج وعنده الاستطاعة فليتزوج، أما ما يقوله بعض الناس اليوم: إن الزواج المبكر فيه ضرر، أو لابد أن ننتظر حتى يتم الدراسة ويعمل.. ونحو ذلك فهذا ليس عذراً مطلقاً في تأخير الزواج بل هذا خلاف السنة، لكن لو كان الإنسان لا يستطيع فيدرس ليتخرج ويتوظف فيجمع المهر وتكاليف الزواج؛ لأنه ليس مقتدراً فهذا معذور، لكن الذي عنده غنىً أو يستطيع أبوه أن يزوجه مثلاً، وقد عرض ذلك عليه، فالعجيب أن بعض الشباب إذا عرض عليهم آباؤهم الزواج يرفضون ذلك، ويقولون: الوقت مبكر، وهم يعلمون ماذا يحل بالأمة في هذا الزمان من الفتن الهوجاء، والمعاصي المترتبة على ثوران الشهوة، وما حدث في هذا الزمان من أفلام الفجور ومجلات الدياثة أو الخلاعة والاختلاط المحرم وإطلاق البصر وتبرج النساء، فالشاهد أن الزواج في زماننا صار لابد منه. ......
حكم التبتل (الاختصاء):
قد يخطر لبعض الناس أن يتبتل ويقول: هذا النكاح شهوة لا أريدها لأنها تقطعني عن العبادة، أو عن طلب العلم.. الزواج مشكلات.. الأولاد مصائب.. تربيتهم مسئولية لا أطيق ذلك.. ونحو ذلك من الأمور؟ فنقول: إن التبتل ليس من طبيعة هذا الدين، وليس من عادة هذه الأمة، أبو هريرة يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله! إني رجل شاب وأنا أخاف على نفسي العنت، ولا أجد ما أتزوج به النساء، فسكت عني -وفي رواية: أنه استأذنه في الاختصاء- فقال النبي صلى الله عليه وسلم لما كرر عليه وسكت عنه، ثم قال ذلك فسكت عنه، ثم قال ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يا أبا هريرة ! جف القلم بما أنت لاقٍ فاختص على ذلك أو ذر) افعل ذلك أو اترك وليس ذلك إذناً بالفعل كلا، وإنما هو نوع من التنبيه على أن هذا الأمر ليس من السنة، وأن ذلك كله مقدر في علم الله تعالى، ومكتوب في اللوح المحفوظ، سواء فعل أو لم يفعل وهو ينبهه على ألا يفعل ذلك ويلفت نظره.
والحديث الآخر الذي يرويه عثمان بن مظعون لما استأذن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأذن له، فإن سعد بن أبي وقاص قال: (رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له لاختصينا)، وقال قيس : قال عبد الله : (كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لنا شيء، فقلنا: ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب، ثم قرأ علينا قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )) [المائدة:87]) وكل الأحاديث السابقة رواها الإمام البخاري رحمه الله تعالى. ......
حرص السلف على الزواج:
كان السلف حريصين على هذا الأمر، قال طاوس : [لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج]. وقال إبراهيم بن ميسرة: قال لي طاوس : [تزوج أو لأقولن لك ما قال عمر بن الخطاب لـأبي الزوائد ، ماذا قال له؟ قال: ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور] أنت لماذا لا تتزوج؟ إما أنك عاجز أو فاجر، ولذلك كانوا يشددون في المسألة. وقال أحمد بن حنبل رحمه الله: لو كان بشر بن الحارث تزوج لتم أمره. وقيل لـأحمد : مات بشر ، قال: مات والله وما له نظير إلا عامر بن عبد قيس، فإن عامراً مات ولم يترك شيئاً، ثم قال أحمد : لو تزوج؟ فكان عندهم أن الشخص غير المتزوج فيه نقص، هذا مع نظافة مجتمعهم وسلامتهم من كثير من الآفات الموجودة في مجتمعنا.
ثم إن الزوجة الصالحة لا شك أنها من السعادة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر عن ثلاث من السعادة وأربع من الشقاء، فمن ذلك: المرأة تراها فتعجبك، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك، وأخبر عن أربع من الشقاء: المرأة السوء، كما أخبر عن أربع من السعادة المرأة الصالحة، بل إن هذه الدنيا الملعونة الملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، هذه الدنيا التي هي المتاع خير متاعها المرأة الصالحة، فإذاً المرأة الصالحة مستثناة من هذه الدنيا الملعونة.
فهذا خير ما يستفيده المرء من دنياه، زوجة مؤمنة تعينه على أمر دينه ودنياه. بل إن النكاح من أسباب الغنى، قال الله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور:32] هذا ما نصح به بعض السلف رجلاً أصابته الفاقة فأمره أن يتزوج لما في هذه الآية من الوعد، وقد تكفل الله سبحانه وتعالى بعون الناكح الذي يريد العفاف، إنه الغنى الذي يغنيه الله من فضله الذي يشمل غنى النفس وغنى المال. وكذلك فبالنكاح يأتي الولد الذي إذا صار صالحاً نفعك وأنت في قبرك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) لو بكر بالزواج فأنجبت له ولداً صالحاً فرباه لو مات يموت مطمئناً بأن له ولداً من بعده يدعو له، بخلاف الذين يتأخرون في الزواج فيموتون وأولادهم صغار يتامى ليس لهم أب يربيهم، وهذا يمكن أن يحدث لأي أحد، لكن لا شك أنه يحدث للذي يؤخر الزواج أكثر من الذي يحدث للمتزوج. ......
فوائد نكاح صاحبة الدِّين:
على الشباب إذا ابتغوا النكاح أن يركزوا جيداً في مسألة مواصفات المرأة التي يريد أن يتزوج بها، فكثير منهم إذا أراد أن يتزوج فإنه ينظر إلى الجمال وهذه من الآفات المشهورة الموجودة في زماننا هذا، والنبي عليه الصلاة والسلام قد أخبر عن هذا المطلب الذي يطلبه بعضهم وهو مسألة الجمال، فقال عليه الصلاة والسلام: (تنكح المرأة لأربع: لمالها وحسبها ولدينها وجمالها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) فإذاً هذا الحديث يرشد إلى أول شرط من شروط الزوجة، إذا أراد الرجل أن يبحث فإن أول ما يبحث عنه قضية الدين، لأن دين الزوجة هو الأساس، إن المرأة تنكح لأسباب ذكر في هذا الحديث أربعة أسباب رئيسية تدعو إلى نكاح النساء: المال والحسب والدين والجمال، فما هو الذي تختاره؟ اختر الدين تربت يداك، وهذا خبر بمعنى الدعاء لكن لا يراد به حقيقته؛ لأن معنى تربت يداك، أي: التصقت يدك بالتراب من الفقر، ولكنه لا يريد به حقيقته وإنما هو نوع من التأنيس ولفت النظر إلى ما يريد. وهؤلاء الذين يطالبون اليوم بمواصفات عجيبة من الجمال يستلهمونها من أغلفة المجلات، ومما بقي في الأذهان من النساء في المسلسلات، والذين لا يغضون أبصارهم في النهاية يقول: أريد امرأة وصفها كذا ونحو ذلك، وبعضهم يتشدد في هذا تشدداً عجيباً حتى يشترط لون بؤبؤ العين! فنقول لهؤلاء الناس: رويدكم مهلاً! ماذا تقصدون؟ وهل تظنون أن وجود هذه المواصفات التي تركبونها من الأشكال الموجودة في مخيلاتكم أمر سهل أو أنه يمكن أن يتأتى بيسر؟ الجواب: كلا. المشكلة تنبع من قضية الجاهلية التي عاشها بعض الناس مما رأوه في الأفلام أو في المسلسلات أو فتيات الغلاف.. ونحو ذلك.
وقد يكون الجمال سبباً لطغيان المرأة فعسى حسنها أن يوردها المهالك وهذا موجود في الواقع، فإن بعض النساء إذا آنست من نفسها جمالاً صارت مغرورة وربما طال لسانها على زوجها وطالبته بالنفقات الكثيرة وعابته في خلقته وأخبرته بأنه لا يستحقها؛ بل إنه أدنى من ذلك وأنها بالمكانة الأرفع وتمن عليه أنها رضيت به، ولذلك قد يكون الجمال تعاسة في الحقيقة على أنه لا يمنع الشخص من أن يبتغي الجمال، فإنه لو وجد الجمال بعد الدين فهذا خير إلى خير، فإن من الأمور الجيدة أنه إذا نظر إليها سرته. لكن هذه المستويات من الصور الجميلة الموجودة في الأفلام والمسلسلات والمجلات هي في الحقيقة عينة نادرة في الواقع؛ لأن أكثر النساء لسن كذلك، وإنما اليهود وأعوانهم يغوون من يغوون من النساء في المجتمعات فينتقون صاحبات الصور الجميلة ليدخلن في هذه الأشياء. ثم إن بعض الناس لا يفرق بين الجمال الطبيعي وجمال المكياج، فإن ما فعلته اليوم دور الأزياء وصالات الكوافيرات والتزيين لوجوه النساء هو أمر عجيب! فإن المرأة تدخل فتقعد عند المزينة بوجه ثم تقوم من عندها بوجه آخر، حتى إن المرأة الأخرى التي تنتظرها في صالة التزيين عند الكوافير لا تكاد تعرفها من كثرة الأصباغ والمساحيق والألوان والأدهان التي يستخدمونها، ولذلك لو نظرت إلى صورة فرأيت فيها جمالاً فاعلم أنه قد يكون جمالاً مزيفاً، ثم أنت تطلب مثله في الواقع وتقول: أريد امرأة هذا وصفها، وهذا لونها، وهذه عيونها، وهذا ثغرها، وهذا طولها.. ونحو ذلك، لذا لابد أن يكون الإنسان عاقلاً، فالصحيح أنه ليس مأموراً أن يتزوج ذميمة أو قبيحة لكن في نفس الوقت لا يشترط هذه الشروط وليس ببعيد أن الذي يشترط هذه الشروط يأخذ عكس ما اشترط بالضبط، وهذا ملاحظ، فإن الذي يكون عنده يسر في انتقائه ويشترط الدين يوفقه الله لامرأة تقر بها عينه، وإذا كان متشرطاً كثيراً من الشروط يريد أوصافاً دقيقة جداً، ويقول: لا أريدها بعدسات ولا بنظارات، فهذا الشخص نادراً ما يصل إلى مطلوبه، هذا إذا سلمت زوجته ولم ترفع عليه صوتها أو تسيء العشرة معه في المستقبل. إذاً المطلوب الأول هو الدين، وهذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
ومن هي ذات الدين؟ المرأة التي تقوم بالواجبات وتنتهي عن المحرمات، فنحن لا نشترط داعية ولا طالبة علم لكنها إذا كانت صاحبة دين دفعها دينها إلى الدعوة إلى الله وطلب العلم ما دام زوجها يدفعها إلى ذلك، فإذاً يكفي في البداية أن تكون المرأة صاحبة دين وتقوى وخوف من الله عز وجل، وهذه المسألة تتفاوت عند النساء، فمنهن من تكون ذات تقوى عالية وخوف من الله عظيم، ومنهن من تكون متوسطة في ذلك، المهم أن تكون معروفة بالستر والعفاف والصيانة، قائمة بفروض الله من الصلاة والصيام والحجاب تاركةً المحرمات كسماع آلات اللهو والغناء والتعلق بالأفلام ونحو ذلك من الأمور، صحيح أنه حتى مع تبسيطنا للمسألة فإنها عزيزة في الوجود نظراً لكثرة الفسق في عصرنا؛ لكن مع انتشار الصحوة والحمد لله لن يعدم الإنسان امرأة ذات دين في الواقع، ولا يقل: لم أجد امرأة ذات دين، الذي يقول: كل هذا المجتمع ما وجدت فيه امرأة ذات دين فهذا إنسان في نظرته نظر. ولا ينبغي التساهل في هذا المطلب مطلقاً، فإن كثيراً من الأشخاص الذين تزوجوا بغير ذات الدين، وقالوا: في المستقبل يصلحها الله.. في المستقبل يهديها الله.. في المستقبل سأجتهد عليها حتى تلتزم بالدين. فنقول: إن الهداية بيد الله، فربما تجتهد وتعمل وتعمل ثم لا تتدين المرأة، فتتبرج وتذهب إلى الأماكن والأعراس المختلطة ونحو ذلك.. فماذا ستفعل وقد تورطت، وصار لك منها ولد، وصار الاستغناء عنها الآن أعسر بكثير من ذي قبل، وستعض أصابع الندم وتتمنى لو كنت من البداية قد تزوجت ذات الدين؟ ومن الأشياء الطريفة! أن أحد الشباب عرضت عليه امرأة متدينة، فقال: أنا لا أستحقها، فنقول: هذا تواضع مذموم، فاحمد الله إذا عرضت عليك امرأة ذات دين ولو كنت أنت عندك شيء من التقصير فربما تكون هدايتك على يديها، وهنا قد يقول بعض الناس: هل أنت تدعو لترك غير المتدينات فمن سيتزوجهن إذاً؟ أقول: أنا أدعو إلى ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم: ( فاظفر بذات الدين ) وليحدث هذا الشعور في نفوس بعض النساء غير المتدينات إذا شعرت الفتاة غير المتدينة إنها غير مرغوب فيها إذا كانت غير ذات دين، وقد كثر في المجتمع الكلام عن ذات الدين وأن ذات الدين مطلوبة فسيكون هذا من الدوافع لهؤلاء الفتيات أن يلتزمن بالدين، وقد يلتزم الإنسان بالدين من باب مادي أو يظهر الالتزام بالدين ثم يقوده ذلك إلى الإخلاص لله سبحانه وتعالى، كما حصل من بعض السلف الذين قالوا: طلبنا هذا العلم للدنيا فأبى الله إلا أن يكون لوجهه، فساقهم الله عز وجل للإخلاص في النهاية. وبعض الشباب الذين تهاونوا في شرط الدين سبب لهم هذا التهاون -والعياذ بالله- انتكاسة ووقعة ورجوعاً ونكوصاً على الأعقاب بعد الزواج، لم يصبح الأمر على ما أراد أنه سيجعلها تلتزم بالدين، وإنما الذي حصل أنها الذي أوقعته في فتنة الدنيا وهي التي أرجعته خطوات كثيرة إلى الوراء.
وبعض الناس يلعب ويلهو ويعصي ويفجر ثم يقول: أريد امرأة متدينة، وهو يقول من تجربته في عالم الفساد: إنه لا يؤتمن على البيت إلا المرأة المتدينة، كلامه صحيح لكن من أسباب توفيق الله للشخص من امرأة متدينة أن يكون متديناً. نعم إن بعض الناس كانوا أصحاب فجور، فلما تزوجوا بنساء متدينات أثر ذلك فيهم، لكن إذا أراد الشخص أن يصل إلى بغيته من امرأة ذات دين، فينبغي له أن يتقي الله حتى يجعل له من أمره يسراً ويرزقه من حيث لا يحتسب، وحتى يجعل الله له فرجاً ومخرجاً ويرزقه بذات الدين المطلوبة، أما الواحد يعصي ويفجر ثم يقول: أريد ذات الدين فربما تكون معصيته وفجوره من الأشياء التي تحول بينه وبين الوصول إلى ذات الدين. ......
نكاح البكر:
كذلك من الأشياء أو الصفات التي حثت الشريعة عليها نكاح البكر في مواصفات المرأة، قال البخاري رحمه الله تعالى: باب نكاح الأبكار، عن عائشة رضي الله عنها قالت: (قلت: يا رسول الله! أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قد أكل منها، ووجدت شجراً لم يأكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال: في التي لم يرتع منها) أي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها، وهذا من إدلال عائشة بنفسها؛ فإنها كانت تدلل نفسها عند النبي صلى الله عليه وسلم وتلفت نظره إلى هذا الأمر بين فترة وأخرى والنبي عليه الصلاة والسلام لم ينكح بكراً غيرها، فإذاً نكاح البكر مستحب ولا شك، وفي ذلك فوائد منها:
1- أنهن أعذب أفواهاً.
2- أنتق أرحاماً.
3- أرضى باليسير.
فهي مستعدة للحمل والإخصاب أكثر من الثيب، وكذلك فالنتق هو الرمي والنقض والحركة، وكذلك في العشرة أكمل، وكذلك فإنها أرضى باليسير، لأنها ليست ذات تجارب سابقة وتتطلع إلى الدنيا كما تتطلع أو تعرف ذلك الثيب، لكن الإنسان لا يعني هذا أنه لو وجد ثيباً ذات دين وأنه وجد المصلحة في نكاحها فإنه لا يفعل، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقر جابراً رضي الله عنه لما عدل عن البكر إلى الثيب لمصلحة وهي أن عنده أخوات صغيرات لم يشأ أن يأتي لهن بواحدة مثلهن في السن، وإنما رأى المصلحة أن يتزوج ثيباً تقوم بأمرهن فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على هذا، مع أنه دعاه إلى هذا فقال: (هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك أو تضاحكها وتضاحكك) وكذلك لو أن الإنسان تزوج بكراً وتزوج ثيباً ضمها إليه؛ لأجل الإحسان إليها، أو لأنها أرملة مثلاً، أو ليتم أولادها.. أو لنحو ذلك فهذا إنسان على خير عظيم، وهذا من الحلول التي تكون لكثرة الطلاق أو النساء الأرامل أو المطلقات الموجودات في المجتمع، فإن حث الشريعة على الزواج بالبكر ليس معناه إهمال الجانب الآخر وإنما ما هو الأفضل؟ هذا هو الأفضل. ......
الحث على الزواج بالمرأة الولود الودود:
كذلك فإن من الصفات التي دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى مراعاتها: الودود الولود، فقد يقول قائل: إذا كانت بكراً كيف نعرف أنها ولوداً؟ فالجواب: يعرف ذلك بأمور، منها: النظر في حال أمها وجدتها وخالاتها وعماتها، فإذا كان النسل عندهن كثيراً عرف أن هذه في الغالب ستكون على منوالهن، فإذا كانت قريباتها من أصحاب الأولاد الكثر فإنها كذلك في الغالب. ولنعلم -أيها الأخوة- أن الاختيار أمر مهم ليست المسألة تسلية أو مثل السيارة تشترى وتباع والتخلص منها سهل لا. والذين يتساهلون في مسألة التخلص من الزوجة أو يتزوج ويطلق ويتزوج ويطلق، ويقول: أجرب، نقول: هذا الشخص يرتكب عدة سلبيات بفعله ذلك، فليست المسألة بهذه السهولة، وحسن الاختيار ينبني عليه التوفيق في الحياة، فالذي يتزوج امرأة لعزها ربما لا يزداد إلا ذلة، والذي يتزوجها لمالها ربما لا يزداد إلا فقراً، والذي يتزوجها لحسبها ربما لا يزداد إلا دناءة، وأما الذي يتزوج ليحصن فرجه ويغض بصره ويصل رحمه فإن الله سبحانه وتعالى يبارك له فيها، والمسألة مسألة نية، فإذا صدق الشاب مع الله سبحانه وتعالى وفقه لاختيار الصواب؛ لأن هذه المسألة صحيح أن فيها بحث وبذل أسباب وسؤال وتحري لكن قد يخدع الإنسان.. قد يتخذ قراراً غير سليم.. قد يعمل بناءً على غلبة الظن ثم يكتشف أن ظنه في غير محله، فإذاً المسألة مسألة توفيق من الله سبحانه، لابد أن يكون فيها نية طيبة. ......
شروط غير معقولة عند طلب الزوجة:
لنعلم -أيها الإخوة- أن هذا المجتمع فيه ثغرات كثيرة، فمثلاً: المجتمع لم يلغِ الفوارق ولا يعين على تجاوزها، ولذلك تحدث كثير من المشكلات في قضية الزواج، فيرفض الشخص لأنه ليس من قبيلة معروفة، أو لأنه ليس من طبقة معينة.. ونحو ذلك، ولذلك نقول: إن الشخص لا يطرق الأبواب التي يتوقع منها الرفض فيلج بيت رجل من علية القوم يعرف أن عنده غنىً وبطراً، ثم يقول: زوجني ابنتك، وهو فقير صعلوك ويتوقع الاستهزاء به وطرده، فهذا ليس مدخلاً كريماً يدخله فيوفق فيه، لكن لو كان أبوها صالحاً لطبق الحديث: (ترضون دينه وخلقه) فزوج البنت لهذا الشاب كائناً من كان ما دام تنطبق عليه المواصفات. ولذلك نقول: على الإنسان أن يبحث عن المرأة التي تناسبه في بيئته وطبيعته ومستواه الاجتماعي والمادي حتى لا يحدث نتيجة التفاوت مشكلة في المستقبل. نعم، إن التفاوت قد لا تجعله الشريعة مقياساً وأساساً أبداً، لكن مراعاة هذا التفاوت من الحكمة التي أمرت بها الشريعة، ولذلك الإنسان يحرص أن يأخذ من هي قريبة منه في مستواه وطبقته فهذا أحرى أن يؤدم بينهما. وبعض الناس قد يشترط شروطاً، فيقول: أريدها طالبة علم وجميلة ومن بيت معين، ويشترط شروطاً كثيرة لا تجتمع إلا في النادر، ويقول: أنا مستعد أن أنتظر سنة وسنتين وثلاث وخمس ليس مهماً عندي، فنقول: كيف هذا؟ كيف تمكث هذه الفترة من حياتك فترة طويلة في عالم الفتن وتضيف شرطاً إلى شرط وتعقد المسألة، وكلما أتيح لك المجال قلت: بقي شرط واحد لم يتوفر، فنقول: هذا من قلة العقل، وبعضهم يقول: أريد فتاة تعرف الطبخ حتى تبيض وجهي مع ضيوفي، فنقول: خذها ولو كانت لا تحسنه فإن الطبخ من شيم النساء وهي مفطورة على سرعة تعلمه والقيام بالبيت فستتعلم إن شاء الله، يندر أن نسمع أن امرأة بقيت عشرين سنة لا تحسن الطبخ بل إنها في الغالب ستتقنه ولو بعد حين. وبعض الشباب قد لا يبالي بالزواج من المرأة التي تكون في البيئة المترفة، ثم يحصل له انتكاسة وصدمة، فإن الفتيات اللاتي يعشن في البيئات المترفة في الغالب لا تعرف كيف تطبخ ولا كيف تنظف ولا كيف تكوي الملابس.. ونحو ذلك، وربما إذا أرادت أن تتزوج أتت معها بخادمة أمها لأنها كانت مترفة في تلك البيئة فهي لا تصلح أن تكون ربة منزل ولا أن تدبر شئونه. ولكن المسألة وسط.. فالإنسان هو الذي يبحث عن امرأة جادة ليست من بيئة مترفة أو عندها استعداد للتغيير ولو كانت في بيئة مترفة، المهم أن تكون صاحبة دين، ثم ينبغي أن يصبر عليها ريثما تتعلم شئون منزلها وتتعلم الطبخ والغسل والتنظيف.. ونحو ذلك، فإنها قد تكون ذات أم، أو عندها خدم في البيت يقومون بكل شيء، فلذلك لا تنشأ متعلمة لهذه الأشياء، لكن على الشاب ألا يتوقع أن تكون الزوجة هذه تعطيه خدمة فندقية من فئة خمسة نجوم، فإن بعض الناس يريد ذلك ويتوقعه.. يريد زوجة تعطيه من البداية خدمة ممتازة، فنقول: حلمك وصبرك فإذا كان عندك رفق فسيأتي المطلوب بإذن الله تعالى.
كيفية البحث عن الزوجة:
كيف يبحث الشخص عن الزوجة حيث وأنه قد عرف المواصفات، من أين له أن يعثر عليها؟ إن المسألة بطبيعة الحال شاقة، نعم بعض الناس لا يتعبون؛ لأنه قد يكون عنده إحدى قريباته بنت عم أو بنت خال معدة أو من زمن يتكلمون أنها لفلان، فببساطة إذا كانت بنت خاله أو بنت خالته مثلاً صاحبة دين.. فتاة متدينة.. أمه كلمت أخته أو أخاها وصارت المسألة سهلة وخُطبت الفتاة ووافقوا والمسألة عائلية وانتهت القضية، لكن ليس كل الناس يتوفر لهم هذا ويجدون في أقربائهم من تكون فيها المواصفات الطيبة أو يريدون الابتعاد، يقولون مثلاً: أخشى إن تزوجت بإحدى قريباتي أنه نتيجة الخلافات التي قد تحدث مستقبلاً يصل الأمر إلى قطع الرحم، فلو اختلفت معها ذهبت إلى أمها التي هي خالتي وشكت لها ما يحدث، فخالتي غضبت وكلمت أمي فأمي انتصرت لابنها فقامت المشكلات بين أمي وخالتي، وبيني وبين خالتي، أو بيني وبين خالي، أو بيني وبين عمي، فأنا أريد أن أختصر المسألة من البداية وأبتعد وأتزوج من نساء بعيدين، وليس هذا عيباً ولا خطأ في النظرة، لكن لا عيب أن يتزوج الإنسان من إحدى قريباته، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش وما هي قرابتها منه؟ بنت عمته، فإذاً دعك من الكلام الذي يقوله بعض الناس.. ابتعد عن الأقارب والأقارب عقارب، وأنها الأمراض الوراثية.. ونحو ذلك، فالزواج من الأقارب معروف من عهد الصحابة والسلف؛ لكن لو أراد الإنسان أن يبتعد، رأى مثلاً هناك مرضاً وراثياً في العائلة فخشي إن تزوج أن يكون ذلك في أولاده، فلا حرج عليه مطلقاً أن يبعد ويتزوج من الأباعد وفيها فوائد، مثل: تقريب الأسر البعيدة، فهذه الأسرة ليس بينه وبينها قرابة من قبل، فتتقارب الأسر البعيدة بالزواج من الأباعد ويكون أبعد عن قطيعة الرحم لو صارت مشاكل أو مشكلات بينه وبين زوجته. إذا غير البحث في الأقارب كيف يبحث الشخص؟ البحث في الغالب يكون عن طريق النساء؛ لأنه من الذي يعرف أن هذا البيت عندهم بنات؟ المسألة سيكون فيها وسائط من النساء، ولذلك فهو سيتجه للبحث عن طريق محارمه مثلاً من النساء وفلانة تكلم فلانة وما أحسن النساء في هذا المجال؛ فانتشار الأخبار عندهن سريع، وكذلك فبعض الأمهات يصطحبن بناتهن إلى الأعراس من أجل أن ترى فتخطب مثلاً، فلذلك البحث عن طريق النساء من الوسائل المهمة جداً، لكن الآن -ولله الحمد- بعد انتشار التدين قد عرفت غير الملتزمة تعريف الملتزمة، ففي المدارس والكليات وعلى مستوى الأسر والعوائل معروفة الآن من هي المرأة المتدينة؛ إذا قلت لهم: من هي المرأة المتدينة؟ قالوا: التي لا ترى التلفزيون، ولا تسمع الأغاني، وتلبس قفازات، باختصار: مسألة صفات المتدينة في الغالب معروفة، نعم هي لا تعرف قضية العلم ولا تستطيع أن تختبر العلم الشرعي لكن كما قلنا: يكفي المتدينة التي تقوم بالواجبات، وتمتنع عن المحرمات. وبالمناسبة فإن طريق النساء حتى الخطابات قال بعض العلماء: يدفع لها أجرة الدلالة لو طلبت، لو كان في المجتمع من يخطب أو تدل دلالة تدل العوائل أو تدل فلاناً على زوجة ثم طلبت الأجرة تعطى ولا حرج شرعي في هذا. وكذلك يمكن البحث عن طريق الأخت لو كانت في مدرسة ثانوية أو كانت في كلية.. ونحو ذلك، وكذلك عن طريق الإخوة في الله. ......
مسألة البحث عن زوج للأخت:
هنا مسألة ينبغي التأكيد عليها، وهي: أن كثيراً من الأمور يمكن أن تحل لو أن كل شخص بحث لأخته عن زوج متدين، لو كان ينشط في البحث لأخته عن زوج متدين فتأتي المسألة بالعكس تأتي المسألة من الجهة الأخرى ولكن هذا وللأسف ليس منتشراً كثيراً عند الناس؛ بل بعضهم يعده عيباً وعاراً، ويقول: بناتنا لسن للعرض، ومن قال لك: أخرجهن لي حتى أراهن في البيت إذا أردت أن أتقدم أو في الشارع؟ المسألة مسألة البحث عن الكفؤ لها، ألم يأتك نبأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما تأيمت حفصة فمات زوجها خنيس بن حذافة السهمي بـالمدينة، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة، فقال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي ثم لقيني، فقال: قد بدا لي ألا أتزوج يومي هذا، قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق، فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر فصمت أبو بكر فلم يرجع إليَّ شيئاً، وكنت أوجد عليه مني على عثمان ، صحيح أن الإنسان قد يُصدم عندما يرفض منه الطرف الآخر وتكون المسألة كأنها فشيلة كما يقول بعض الناس، أعرض عليه أختي أو بنتي ثم يرفض، فنقول: لا حرج في ذلك إذا رفض، أنت عملت جهداً مشكوراً ومأجوراً عليه -إن شاء الله- للبحث لأختك عن زوج متدين أو لابنتك عن شخص متدين ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت عليَّ حين عرضت عليَّ حفصة فلم أرجع إليك شيئاً؟ فقال عمر : قلت: نعم. قال أبو بكر : فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد ذكرها فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقبلتها] ......
الحث على السعي في التوسط في تزويج الشباب:
كذلك من الأمور المهمة أن الشخص صاحب الدين يتوسط لمن يريد الزواج أو صاحب العلم أو صاحب الفضل أو الشخص المشهور أو السيد في قومه يتوسط، هذه من وسائل التقريب بين الشاب والفتاة أن يوجد هناك من يتوسط.. من يبذل جاهه في سبيل الله.. يبذل مكانته في المجتمع في سبيل الله فيبحث.. يشغل زوجته في البحث، وقد وجد من المشاريع الطيبة في الدلالة في الزواج ما جعل الله فيه خيراً عظيماً، بحيث يمكن أن يستغل ويأتي بنتائج كبيرة للغاية فهذا من الطرق، أيضاً النبي عليه الصلاة والسلام كان أحياناً يأمر عائلة أن يزوجوا فلاناً يعرض عليهم كما توسط لـجليبيب ولم يكن رجلاً سيداً ولا رجلاً مشهوراً ولا رجلاً نسيباً ولا حسيباً، جليبيب رجل متواضع فقير ليس ذا حسب، أرسل لأناس أن يزوجوه فكأن الأم امتنعت، فالبنت كانت مطيعة، ولفتت نظر أهلها كيف تخالفون مشورة النبي صلى الله عليه وسلم! كيف ترفضون طلب النبي صلى الله عليه وسلم فاقتنعوا وزوجوه، وكذلك توسط عليه الصلاة والسلام لـأبي هند عند بني بياضة وهو حجام.......
النظر في أهل الزوجة:
من الأمور المهمة أيضاً أن ينظر الشخص في حال أهل زوجته، ويحاول أن يختار المرأة من المنبت الحسن، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم) أي: اطلبوا لها أطيب المناكح وأزكاها والحديث صحيح بطرقه، وقال عروة بن الزبير : [ما رفع أحد نفسه بعد الإيمان بالله بمثل منكح صدق، ولا وضع نفسه له بعد الكفر بالله بمثل منكح سوء]. وقال بعض الشعراء:
وأول خبث الماء خبث ترابه وأول خبث القوم خبث المناكح
ولا شك أن هذه المرأة سيكون أبوها جداً لأولادك، وأمها جدة لأولادك، وأخوها خال لأولادك، وأختها خالةٌ لأولادك؛ فلذلك ينبغي الاعتناء بالأسرة قدر الإمكان. إن الحاجة التي نحن فيها الآن في هذا الزمان وهي حالة انتشار الفسق والفجور في المجتمع تجعل التوصل إلى امرأة متدينة من بيت متدين أمراً صعباً، ولذلك فلو أن الإنسان لم يجد إلا امرأة متدينة وأهلها غير متدينين فلا مانع أن يخطبها فينكحها، وقلت تصحيحاً للاسم الوارد قبل قليل النبي عليه الصلاة والسلام توسط لـأبي هند وقال: (يا بني بياضة! أنكحوا أبا هند وأنكحوا إليه) وكان حجاماً، روى الحديث أبو داود رحمه الله تعالى وهو حديث صحيح. فنقول: إن البحث عن منبت حسن للزوجة هو من الأمور المهمة. ......
الاستداد للزواج أمر مطلوب:
كذلك فإن الاستعداد للزواج أمر مهم، فإن بعض الشباب لا يقدرون للأمر قدره، ولا يعدون له عدته، يأتيك شخص متحمس يقول: أريد الزواج والشريعة حثت على الزواج، وأنا لا بد أن أتزوج ويسعى في الأمر سعياً شديداً، لكنه ما أعد العدة من جهة الشعور بالمسئولية.. من جهة العلم بالحقوق الشرعية للزوجين.. من جهة البحث عن مصدر للمعيشة، وبعض الأشخاص إذا تزوج ليس مستعداً أن يذهب ويشتري طعاماً ولا أن يأتي بمن يكمل بيته؛ لأنه ليس عنده شعور بالمسئولية، ولذلك كثير من هذه الزواجات تفشل لهذا السبب. وإعداد الشاب نفسه للمسئولية مستقبلاً أمرٌ مهم، وقلنا: الإعداد يكون إعداداً علمياً ويكون إعداداً نفسياً، وأن يقدر المسألة قدرها، وأن هذه أسرة ستنشأ، وأولاد سيتحمل مسئوليتهم.. سيأتي لهم بطعامهم ولباسهم ويذهب بهم إلى الطبيب، فبعض الكسالى يقولون: نريد زواجاً بغير مسئوليات، كيف تريد زواجاً بغير مسئولية؟! ولذلك يقع لهم في بداية أمرهم أشياء محرجة للغاية حتى يعاب من قبل أهل زوجته، يقولون: زوجنا شخصاً غير ناضج، إذا انتهى الغاز من البيت لا يأتي بالغاز، وإذا انتهى اللحم لا يأتي بلحم، وإذا انتهى الخبز من البيت ليس مستعداً أن يذهب إلى البقالة ليأتي به فهو كسلان، هذه قضايا مهمة ومسائل واقعية؛ ولذلك من أسباب فشل الزواجات عدم الاستعداد النفسي لتحمل المسئولية في المستقبل، تريد أن تقدم على خطوة كهذه الله يعينك نعم لا شك في ذلك؛ لكن إذا لم تبذل الأسباب ولم تعرف قدر القضية فلن تنجح.......
التغافل عن أخطاء الزوجة من بداية الأمر:
بعضهم يريد زوجة طائعة من أول الأمر! فإذا خالفته في شيء حلف عليها بالطلاق، يقول: كيف تعصيني؟ لم يدخل إلى الزواج من بوابة واقعية الأمر، المرأة ليست ملكاً لا يخطئ، إنها تخطئ وقد تعصي وفيها اعوجاج، بل أخبر النبي صلى الله عليه وسلم (إنها خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه) ولذلك فلابد أن يدخل الشخص إلى عالم الزواج وهو مروض نفسه أنه سيكون واقعياً، وليس هذا معناه الرضا بالمنكرات كطبيعة الحال لكن معناه تحمل أخطاء.. مسامحة وصبر، يوطن نفسه على مقاومة ما يكون في نفسه من المشاعر الرديئة: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن ساءه منها خلق رضي آخر) ربما لا يعجبك طبخها لكن ينفعك دينها وصلاحها.. ربما يسوءك شكلها لكن يأتيك منها ولد يساوي الدنيا، ولد صالح يكون مفخرة لك، بعض الناس يقول: هذه زوجتي لو ما جاءني منها إلا هذا الولد لكفى، من كثرة ما يراه من نجابة الولد وصلاحه يقول: يكفي أنها أنجبت لي هذا الولد. وكذلك بعضهم قد يتزوج امرأة غير متعلمة فيصاب بنوع من الحرج وخصوصاً إذا أراد أن يستقبل ضيوفاً أو أصحاباً له، له نساء متعلمات، فيقول: هذه زوجتي إذا جلست معهن فلا تحسن الكلام، ولا تفتح موضوعات، ولا تعرف تناقش.. ونحو ذلك، فنقول: علمها، والتعليم بالمناسبة ليس كل شيء؛ لأن بعض النساء قد درسن في مدرسة الحياة، وعندهن من الفطنة والذكاء ولو لم تكن جامعية ولا لديها مؤهل ثانوي لكن عندها فطنة وذكاء وأدب درست في مدرسة الحياة، وقد تكون الجامعية وبالاً على زوجها، فالمسألة إذاً في القضية هذه مسألة وسط، لا للجاهلية الأمية التي يحرج زوجها لا يشترط أنه يوافق عليها، ابحث عن امرأة فيها شيء من التعلم والوعي، وهذا ينفع ولا شك حتى الوعي بالأشياء الطبية والإسعافات الأولية تنفع المرأة. وكذلك ينبغي على الشاب في هذا الموضوع أن يكثر من الاستشارة، وألا يفاجئ أصحابه بزواج وهو لم يتأكد من وضع قدمه في المكان المناسب والصحيح، قد يشير عليه بعض أصحابه برأي سديد، قد يكون بعضهم على علم أو سمعوا أخباراً عن هذه الفتاة التي تقدم إليها، قد يعرفون من طبيعته أشياء ينبهونه بها إلى أمور تنفعه، قد يكون عنده طبيعة حارة أو عصبي المزاج والمرأة كذلك، فمثلاً: سمعوا أنها متدينة وتصلي ومتحجبة لكنها عنيدة وعصبية، وهو عصبي وعنيد، إذاً وجود هذين الأمرين معاً سيؤدي إلى مشكلات كثيرة، فربما وجد نصيحة من بعض أصحابه لا تقدر بثمن. ثم إن بعض القصور في المعلومات عن تدين المرأة التي سيتقدم إليها ربما تأتيه بها زوجة أحد أصحابه عن طريق صاحبه وأخيه المسلم.......
الوضوح عند الزواج:
من الأمور المهمة للشاب على عتبة الزواج: الوضوح، فلابد أن تكون الأمور واضحة، مسألة أن تكمل البنت دراستها أم لا؟ أن تتوظف أم لا تتوظف؟ الراتب من حق من؟ هذه قضية مهمة، ولذلك كانت الشروط بين المسلمين محترمة، (المسلمون على شروطهم) وبعض الناس يغضبون لو شُرِط عليه شيء أو يغضب منه لو شَرَط شيئاً، لكن العامة يقولون: (الذي أوله شرط آخره نور) وهذا صحيح، نحن لا نقول: عقد المسألة من البداية وضع شروطاً صعبة أو هم يضعون عليك شروطاً صعبة، لكن الأشياء الأساسية التي لها تأثير في الواقع كقضية عمل المرأة بعد التخرج، هذه قضية سيترتب عليها أشياء في حياتك العملية في تربية الأولاد.. في رجوعك إلى البيت واستقرار البيت، ولذلك لابد أن تكون واضحة من البداية، وكثير من حالات الطلاق ناتجة عن الاختلاف على راتب الزوجة، وعلى عمل الزوجة، وعلى إكمال الزوجة للدراسة.. ونحو ذلك. فالوضوح إذاً أمرٌ مهم لكن لا للشروط المعقدة.......
مسألة العيوب الموجودة في الزوجين:
قضية العيوب الموجودة بين الطرفين ذكرها الفقهاء في كتاب النكاح من كتب الفقه، قد يكون هناك عيب يمنع من الاستمتاع كما أن يكون أحد الطرفين مصاباً بمرض الصرع أو انفصام الشخصية مثلاً، أو قد يكون بالمرأة عيب يمنع من الاستمتاع بها، العيوب المانعة من الاستمتاع من الأشياء التي يحق بها للطرف الآخر فسخ النكاح، وبعض الناس عندهم خديعة ومكر، فيريدون أن يزوجوا ابنتهم ولو كان ما بها من العيوب دون أن يبينوا للزوج كبرص مثلاً ونحوه وهذا حرام، أو يكون في الزوج عيب، مثل: مرض الصرع مثلاً لا يبينه، فإذا كان المرض مستفشياً فإنه ربما يكون من الأشياء، أو مرض انفصام الشخصية هذا مرض خطير في طبيعة الحال لابد أن يبين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (المكر والخداع في النار) بعض الشباب يقول: لو أخبرتهم بما عندي لم يوافقوا يعني: لا تخبرهم؟ تخفي عنهم ذلك؟ إذا كانت الأمراض تعالج فلتعالج قبل الزواج، هل يجوز للشخص أن يدخل بامرأة وفيه مرض معدٍ ينتقل إليها؟ هذه قضية حساسة وخطيرة، نعم نحن لسنا مع الذين يعقدون الأمور ويقولون: يجب الفحص الطبي قبل الزواج، هذا لا يجب في الشريعة، شيء ما هو معلوم لو كان معلوماً وجب ذكره لكن لو قال شخص: هل يجب الفحص الطبي قبل الزواج؟ الجواب: لا يجب ذلك، لكن من أراد أن يفحص فليفحص، لكن أن نوجبه ونؤثم من لا يقوم به؟ الجواب: لا.......
معرفة الحقوق الزوجية:
من الأمور كذلك معرفة الحقوق الشرعية لكل منهما، فإن بعض الناس يدخل في الزواج وليس عنده علم بالحقوق الشرعية لزوجته، وبعض النساء تدخل في الزواج وما عندها علم بالحقوق الشرعية لزوجها، فلا يعرف كل واحد منهما ما حق الآخر عليه؛ ولذلك يحصل الخصام والنكد والمشاجرات التي لو كانت الحقوق الشرعية واضحة لما حصلت، وكذلك فإنه لو علمت الحقوق الشرعية لما حصل بين الزوج وزوجته كثير من المشكلات. عن عبد الله بن عمرو قال: (زوجني أبي امرأة من قريش -بالمناسبة نساء قريش هن أصلح النساء بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم أحناهن على ولد في صغره، وأرعاهن لما في ذات يد الزوج، خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش- فلما دخلت عليَّ جعلت لا أنحاش لها -أنحاش: مأخوذ من التجمع والجمع أي: لا أقربها- مما بي من القوة على العبادة من الصوم والصلاة، فجاء عمرو بن العاص إلى كنته -الكنة هي زوجة الابن- حتى دخل عليها -وهذا فيه فائدة تفقد أبي الزوج لزوجة ولده بعد الدخول؛ لأنه قد يكون هناك خلل يستطيع أن يساعدها في حله- فقال لها: كيف وجدت بعلك؟ قالت: خير الرجال أو كخير البعولة من رجل لم يفتش لنا كنفاً -ما كشف ستراً ولا جانباً هذا تلميح دقيق ناتج من فطنة عظيمة، قالت: خير الرجال ولدك، هذا أحسن الرجال لكنه لا يفتش لنا كنفاً- ولم يعرف لنا فراشاً، يقول عبد الله بن عمرو بن العاص : فأقبل عليَّ -أي: أبي- فعاتبني وعضني بلسانه -أي: عنفني ووبخني- فقال: أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب وفعلت وفعلت -فعلت ببنت الناس وتركتها بغير حق الفراش- ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني، فأرسل إليَّ النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته، فقال: أتصوم النهار؟ قلت: نعم. قال: وتقوم الليل؟ قلت: نعم. قال: لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام -وهو صلى الله عليه وسلم يعاشر النساء- ثم قال لي: فمن رغب عن سنتي فليس مني، قال: اقرأ القرآن في كل عشرة أيام، قلت: إني أجدني أقوى من ذلك، قال: فاقرأه في كل ثلاثة أيام، ثم قال: صم في كل شهر ثلاثة أيام، قلت: إني أجدني أقوى من ذلك، قال: فلم يزل يرفعني حتى قال: صم يوماً وأفطر يوماً فإنه أفضل الصيام وهو صيام أخي داود، وقال له: إن لكل عمل شرة -أي: نشاط وقوة- ولكل شرة فترة -أي: هبوط وانحدار، فإما إلى سنة وإما إلى بدعة- فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك).