تعتبر المملكة العربية السعودية من أسرع دول العالم نمواً في أسواق الإنترنت. وقد قفز عدد مستخدمي الإنترنت من 200.000 مستخدم عام 2000م إلى 4,800,000 مستخدم عام 2006م، مما يعني أن قرابة 20% من سكان المملكة يستخدمون الإنترنت، غير أنه من المرجح تزايد هذا العدد بشكل مضطرد عاماً بعد عام.
هذا النمو الضخم في عدد المستخدمين سينجم عنه طلب هائل على الخدمات المختلفة المتعلقة بالإنترنت، مقروناً بنمو ضخم لعدد الأشخاص والمؤسسات الراغبين في تسويق بضائعهم وخدماتهم عبر الإنترنت. وسنلقي الضوء في هذه المقالة على الفرص التجارية المختلفة التي تحتويها الإنترنت في المملكة العربية السعودية.
ما هي التجارة الإلكترونية؟
يمكن إطلاق مسمى التجارة الإلكترونية على أي نوع من النشاطات التجارية أو التعاملات التجارية التي تتضمن نقل المعلومات عبر الإنترنت. ومن الأمثلة النموذجية لمواقع التجارة الإلكترونية هي متاجر الشراء عبر الإنترنت التي تبيع الكتب أو الأجهزة الإلكترونية المنزلية. ومن الأمثلة الأخرى كذلك وكالات السياحة والسفر، التي يمكن للعملاء الحجز من خلالها والدفع مقدماً لقاء رحلات الطيران وحجوزات الفنادق واستئجار السيارات.
التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية
يوجد حالياً عدد قليل من الشركات التي تقدم خدماتها أو تبيع منتجاتها عبر الإنترنت. ومن المتوقع أن يتغير هذا الوضع في غضون السنوات القليلة القادمة وذلك لعدة أسباب؛ منها ازدياد عدد مستخدمي الإنترنت وازدياد الوعي باستخدام الإنترنت، إضافة إلى صدور تشريعات جديدة (مثل نظام التعاملات الإلكترونية ونظام الجرائم المعلوماتية) تزيد من اطمئنان مستخدم الإنترنت أثناء قيامه بالتسوق. وسيزداد كذلك إلى حد بعيد الطلب على التسوق عبر الإنترنت والمعاملات التجارية الأخرى. ويتضح من خلال الأمثلة من خارج المملكة أن الشركات الراغبة بالاستثمار في تطوير خدماتها للتجارة الإلكترونية هي الشركات الأكثر استفادة في المستقبل من إمكانيات التجارة الإلكترونية.
الأنواع المختلفة من التجارة الإلكترونية
تغطي التجارة الإلكترونية عددا كبيرا من النشاطات التجارية بدءاً من مواقع تجارة التجزأة مروراً بمواقع المزادات والبرامج الحاسوبية ومواقع التبادل التجاري للبضائع والخدمات بين الشركات.
بيع البضائع عبر الإنترنت:
أحد أسهل وأيسر الطرق لممارسة التجارة الإلكترونية هو إنشاء متجر عبر الإنترنت، بحيث يستطيع العملاء من خلال هذا المتجر القيام بما يلي:
- معرفة المزيد عن المنتجات المعروضة.
- طلب تسليم المنتجات إلى منازلهم إما مباشرة بواسطة التاجر أو عبر خدمة البريد أو خدمات التوصيل الأخرى.
- دفع قيمة مشترياتهم عبر الإنترنت.
أما بالنسبة للآخرين الذين لديهم متاجر فعلية (مثل المحلات المتخصصة بالكمبيوتر)، فيتم فتح متاجر إلكترونية لكي يبيعوا عبر الإنترنت نفس البضائع التي تحتوي عليها متاجرهم الفعلية، وهي طريقة سهلة لزيادة مبيعاتهم واجتذاب عدد اكبر من العملاء من مناطق أخرى داخل المملكة أو حتى من خارج المملكة.
أما الحل الآخر، فهو أن يكون لديك متجر إلكتروني دون أن يكون لديك متجر فعلي، وهو خيار مثالي للشركات المستوردة والموردة للمنتجات أو المنتجة للبضائع (كالجواهر على سبيل المثال).
ونظرياً، يمكن للمتجر الإلكتروني بيع أي شئ تبيعه المتاجر التقليدية كالكتب والأقراص المدمجة والإلكترونيات والألعاب والملابس.
ومن الواضح أن ثمة منتجات تكون مناسبة أكثر من غيرها للبيع عبر الإنترنت، ونضرب مثالا على ذلك وهو لعب الأطفال التي يمكنها خزنها لفترة طويلة ولا تحتاج لترتيبات تسليم خاصة ويكون بيعها عبر الإنترنت أنسب من بيع المنتجات الطازجة.
بيع الخدمات عبر الإنترنت:
يمكن كذلك ممارسة التجارة الإلكترونية من خلال بيع أنواع مختلفة من الخدمات عبر الإنترنت، ويمكن تصنيف هذه الخدمات إلى فئتين:
1. الخدمات المتعلقة بالإنترنت، ومنها:
- خدمات الإنترنت لاستضافة المواقع الإلكترونية، خدمات المدونات الإلكترونية weblog وخدمات المنتديات الحوارية.
- خدمات التعليم الإلكتروني لإعطاء الدروس عبر الإنترنت.
- بوابات المواقع الإلكترونية للشركات من اجل تسويق وبيع منتجاتها.
- المواقع الإلكترونية ذات الوصول المقيد، حيث يتم دفع رسوم عضوية للسماح بوصول المستخدم إلى المواد المتوفرة في هذه المواقع والتي يمنع غير الأعضاء من الوصول إليها، ويمكن أن تكون هذه المواد مقالات أو تقارير أو منتديات حوارية.
2. الخدمات التقليدية غير المتعلقة بالإنترنت مثل:
- خدمات وكالات السياحة والسفر: مثل حجوزات الطيران والفنادق واستئجار السيارات.
- الخدمات الاستشارية والأبحاث التسويقية حيث يتم بيع التقارير الخاصة عبر الإنترنت والتواصل مع العملاء.
الإعلانات عبر الإنترنت:
يوفر الإعلان عبر الإنترنت العديد من الفرص المثيرة للمهتمين بالتسويق. وعلى سبيل المثال، تعتمد محركات البحث في دخلها على الإعلانات التجارية، ولهذا فهي بحاجة إلى شركاء ووكالات تسويق. ومن المتوقع أن ينمو سوق الإعلانات التجارية باللغة العربية عبر الإنترنت من 37.5 مليون ريال سعودي في عام 2006م إلى 562 مليون ريال عام 2008م.
متطلبات إنشاء موقع إلكتروني بسيط للتجارة الإلكترونية
بشكل عام، فإن معظم المواقع الخاصة بالتجارة للإلكترونية تحتاج لما يلي:
- وصف المنتجات والخدمات المعروضة للعملاء.
- برنامج عربة التسوق (shopping cart) يتيح للعملاء اختيار المنتجات والخدمات الراغبين في شرائها.
- واحد أو أكثر من طرق الدفع الآمنة، ويفضل أن تكون هناك بحد أدنى طريقة دفع واحدة عبر الإنترنت (على سبيل المثال الدفع عن طريق البطاقة الائتمانية).
وإن كنت تبيع بضائع مع خدمة التوصيل لمنزل العميل، فإنه يجب أن يكون لديك كذلك خيار واحد على الأقل للتوصيل.
مثال عن موقع للتجارة الإلكترونية
قرر مصمم جواهر (صائغ) توسيع قاعدة عملائه لزيادة مبيعاته من الجواهر والمصوغات. ولهذا فقد أنشأ لنفسه متجراً إلكترونيا يستطيع من خلاله عرض معلومات عن شركته وإيضاح فلسفته في تصميم المجوهرات إضافة إلى عرض المجوهرات التي يقوم ببيعها. وقد تم تقديم وإظهار كل قطعة مجوهرات مع وصف تفصيلي وعرض صور جميلة لها. وتم تصميم موقعه الإلكتروني بنفس درجة الجمال التي يصمم فيها مجوهراته. وحيث أنه يرغب في تسويق منتجاته إلى خارج المملكة، فقد جعل موقعه باللغتين العربية والإنجليزية، وضمنه الخيارات المتعلقة بالدفع والتسليم للراغبين في شراء منتجاته من خارج المملكة. وفضلا عن ذلك، قام بإضافة موقعه إلى معظم محركات البحث، وقام أيضاً بشراء بعض المساحات الإعلانية من المواقع المخصصة لتسويق المنتجات المنزلية والأزياء. وبذلك، فإنه سرعان ما أصبح يتلقى العديد من طلبات الشراء من الخارج. كما أنه عثر على موقعه أحد المشترين الذين يملكون سلسلة من محلات بيع المجوهرات في ألمانيا، وأعجب بتصاميمه وطلب منه تسويق منتجاته في جميع أنحاء ألمانيا.
الخلاصة
الإنترنت هو سوق المستقبل، وكلما عجلت الخطى في التفكير بكيفية استخدام التجارة الإلكترونية لبيع منتجاتك وخدماتك، كلما حصلت على نتائج أفضل من وراء ذلك.