سهير الجبرتي

جاء شهر رمضان المبارك ..شهر الصيام والقيام والبركات .. فهل تنتهز الأسرة هذه الفرصة الثمينة التي تُتاح لنا مرة واحدة في كل عام لتصلح أحوالها، ويستعيد أفرادها مشاعر الحب والمودة والتسامح مرة أخرى؟ ومتى نتعامل مع رمضان على أنه شهر عبادة وغسل ذنوب، وليس شهر طعام وإسراف؟
• الدكتورة نجوى أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة ترى أن رمضان هو شهر التواصل الأسري .. ومن الممكن أن نستعيد فيه الكثير من القيم والسلوكيات الإيجابية والمشاعر الدافئة التي ضاعت منا في زحمة الحياة .. ففي الظروف الحالية التي تمر بها الأسرة العربية وتحت ضغوط الحياة، أصبح من النادر جداً أن يجتمع أفرادها معاً، ولو على مائدة طعام .. كما أن الآباء والأبناء كثيراً ما يواجهون صعوبات في تبادل الحديث .. ولكن مع رمضان فإن مائدة إفطاره تجمع شمل الأسرة صغيرها وكبيرها .. وينتعش من جديد التواصل الأسري مع تجاذبهم أطراف الحديث والحوارات بينهم؛ مما يضفي مزيداً من التفاهم والألفة والمودة بين أفرادها .. وكذلك أداء عبادات رمضان من صوم وصلاة وزكاة وصدقة يرقى بمشاعرهم.

رأب الصدع الأسري

تضيف الدكتورة سحر الشعراوي مدرس علم النفس بكلية البنات ـ جامعة عين شمس قائلة: إن روحانيات هذا الشهر الكريم هي فرصة للزوجين أن يتدربا طوال شهر كامل على التحكم في انفعالاتهما والسيطرة على الغضب الذي يحوّل بيوتنا إلى ساحات حرب يتربص فيها كل واحد منا بالآخر؛ لأن الغضب هو أساس تصاعد المشاعر السيئة في حياتنا كلها. حتى يخرج الأزواج من رمضان بسلوكيات أفضل بعد مران شهر كامل على التحمل والصبر، والتحكم في الغضب، والتقبل والرضا، والوعي بمشاعر الطرف الآخر، والتسامح فينصلح حالنا وحال أولادنا بعد رأب الصدع في البيوت.
أما الدكتورة سعاد صالح عميدة كلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر فتقول: إن رمضان فرصة لإعادة الحقوق الواجبة لأصحابها والتي أولها: الحقوق الواجبة على الأولاد لآبائهم وتتمثل في البر والإحسان إليهم والأدب معهم، وطاعتهم بالمعروف وعدم العقوق .. وكذلك الأجداد فهم آباؤنا، والجدات هن أمهاتنا أيضاً .. وثانيها: حقوق الأبناء الواجبة على الآباء، وهنا تتمنى د. سعاد أن يتذكر دائماً الآباء والأمهات ما أوصانا به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تجاه أولادنا حتى تنصلح أحوال أسرنا ويُرأب الصدع فيها .. فقد قال رسولنا الكريم:"أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم فإنهم هدية الله إليكم"، فالتربية الصالحة من أهم واجبات الأبوين التي يرضاها الدين الإسلامي وليس الإنفاق فقط كما يحدث الآن .. وإهمالها والتفريط فيها يبعث على نقمة الله تعالى صاحب هذه المنحة ألا وهي الأولاد .. وأتذكر أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: "أعينوا أولادكم على بركم، من شاء استخرج العقوق من ولده" . وأخيراً لابد من اغتنام شهر رمضان فهو شهر الصيام والقرآن وليلة القدر.

التخلص من العادات الخاطئة

وتؤكد الدكتورة سامية الجندي عميدة كلية الدراسات الإنسانية بعين شمس قائلة: إنه إذا اغتنمت الأسرة فرصة شهر رمضان للتخلص من العادات الغذائية الخاطئة التي تعتمد على الكمية وليس النوعية .. لأمكنها ذلك طوال شهور السنة كلها .. وعليها أن تتذكر دائماً أن رمضان شهر عبادة وليس شهر طعام؛ فالاعتدال مطلوب في وجبتي الإفطار والسحور، والمهم هو القيمة الغذائية .. فلا تسرف في الإنفاق، وإنما في حدود ميزانيتها المتاحة، وهناك بدائل للأطعمة يمكن اللجوء إليها حتى بالنسبة للحوم، ومشروباتنا الشعبية كالخروب والعرق سوس وغيرها أفضل من المشروبات عالية الثمن قليلة الفائدة .. وتتساءل: لماذا الإسراف في الحلويات التي تضر أحياناً بالصحة؟!.. وتطالب د. سامية ربة البيت بتقدير الاحتياجات الفعلية لأسرتها عند الشراء، وعند الطهي، وكذلك عند تقديم الأطعمة على المائدة لتقلل من الفاقد منها.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 638 مشاهدة
نشرت فى 28 أغسطس 2011 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,885,699

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters