يعتبر التخطيط سمة من سمات الحياة العصرية ، وما من امة تسعى إلى مستقبل أفضل إلا وتضع التخطيط سياسة لها ، تسير عليه وتستفيد منه في كافة المستويات التربوية .

وفي عالم اليوم ، ازدادت الحاجة إلى التخطيط ، بعد أن تعقدت وسائط معيشة الإنسان وتشابكت وسائلها وتشعبت جوانبها وتعددت إمكانياتها وزادت التحديات في حياتنا اليومية .

ومن هنا ، فقد دفع ذلك جهات التخطيط إلى ضرورة البحث عن أنماط وصيغ جديدة من التخطيط تتسم بقدرتها على التعمق في روح  النظام بغية إظهار القيم الجوهرية التي توجه مساره ومن هنا ظهر التخطيط الاستراتيجي .

وقد أشار إلى هذا التخطيط شاندلر بقوله ( انه تحديد الأهداف الأساسية بعيدة المدى وتكييف الأداء وتوزيع المصادر أو الموارد لتحقيق هذه الأهداف).

أيضا وضح أنسوف أن التخطيط الاستراتيجي يتضمن أربعة عناصر رئيسة هي :

حدود الإنتاج والسوق.

القوى المحركة للنمو.

معدل المنافسة.

التعاون.

مشكلة الدراسة

لقد بينت الكثير من الشواهد والمؤشرات في داخل الواقع التعليمي على فشل التخطيط التربوي القائم حاليا ، والذي يبنى على وضع تنبؤات قصيرة الأجل دون أن يعتني بالطريقة التي سيبنى بها ويتغير بها المستقبل ، بالتالي لا يعكس الحقيقة الديناميكية للنظام التعليمي ، ويعني ذلك فشل التخطيط الكمي المحدود حاليا ، وضرورة أن يتجه الفكر التربوي نحو الفكر الاستراتيجي بتقنياته المتقدمة من اجل تحقيق أهداف التنمية التربوية لإزالة الفجوة بين التعلم والمجتمع .

تعريف التخطيط الاستراتيجي

يعرف مكوين التخطيط الاستراتيجي بأنه عميلة تخطيط منطقية تمتاز بتأثيراتها السيكولوجية الفعالة في التأثير على الأفراد داخل تنظيم معين ، من خلال مجموعة من الخطوات المنطقية العقلانية التي تستهدف الارتقاء بهذا النظام ، وبالتالي يهتم بالمتغيرات والعوامل الاقتصادية والسكانية والتنظيمية.

الأهداف التي يسعى التخطيط الاستراتيجي إلى تحقيقها

الأهداف التي يسعى التخطيط الاستراتيجي إلى تحقيقها حسب رأي ستينر :

تغيير اتجاه المنظمة التعليمية.

الإسراع بالنمو وتعظيم الفائدة.

تركيز المصادر أو الموارد على الأشياء الهامة.

تطوير التنسيق الداخلي بين الأنشطة.

تطوير عملية الاتصال.

تدريب الرؤساء.

تنحية ذوي الأداء المتدني.

وضع القضايا الاستراتيجية في بؤرة اهتمام الإدارة العليا.

خلق قاعدة بيانات دقيقة أمام المسئولين والمخططين.

مشكلات التخطيط الاستراتجي

 

وضح كل من بين و كيه BEN & KAH  هذه المشاكل على النحو التالي:

مشكلات تختص بالأهداف ، أي عدم وضوح الأهداف أمام القائمين على التخطيط.

مشكلة المشاركة ، إذ أن اقتناع أفراد المنظومة التعليمية بأهمية التخطيط يعتبر أمرا هاما لإنجاحها ودعم الخطة .

مشكلة البيانات التي تتمثل في عدم الفهم الكامل لعملية التخطيط الاستراتيجي ، وعدم الحصول على البيانات الدقيقة وعدم التمكن من تقديم وصف كامل ودقيق للمنفذين للخطط .

مشكلة الاعتماد المتبادل ، أي أن قدرة المنظمة التعليمية على التخطيط تتوقف بدرجة كبيرة على الاعتماد المتبادل بين التنظيمات الفرعية المكونة لها .

مشكلات تتعلق بالمصادر ، عدم توافر المصادر أو الموارد المخصصة لعملية التخطيط.

مميزات التخطيط الاستراتيجي عن غيره من أنواع التخطيط الأخرى

يختلف التخطيط الاستراتيجي عن غيره من التخطيط ، وقد يعتقد البعض أن التخطيط الاستراتيجي يشبه التخطيط طويل المدى ، لكن هناك اختلاف هيكلي بينهما ، فالتخطيط طويل المدى يبدأ عادة بافتراض أن التنظيم سيظل ثابتا بصورة نسبية.

الجدول التالي يوضح مقارنة بين التخطيط الاستراتيجي والتخطيط طويل المدى

وبشكل عام يفرق زيرمان بين التخطيط الاستراتيجي والتخطيط طويل المدى كما يلي

التخطيط طويل المدى يتبع في الأوضاع الراهنة للتنبؤ بالمستقبل.

التخطيط الاستراتيجي يرجع إلى الخلف كي يحدد ما تفضل المنظمة التعليمية أن تصل إليه في المستقبل ، اعتمادا على فهم البيئة الخارجية وقوى وحدود الإمكانات الداخلية.

التخطيط طويل المدى يبنى على الظروف الداخلية للنظام .

التخطيط الاستراتيجي يشتمل على تلك التغيرات الحادثة في البيئة ، ولا يفترض وجود حالة ثابته للنمو.

بعض نماذج التخطيط الاستراتيجي

نموذج ستينر Steiner Model

نموذج مكوين Mccune Model

نموذج كامل غراب

أسس التخطيط الاستراتيجي حسب مكوين

أولا : التخطيط من اجل التخطيط

ثمة أنشطة هامة يجب القيام بها كالمسح البيئي ، أي جمع وتحليل البيانات والمشاركة والمشورة وإعلام المجتمع ، ويمكن تقسيم المسح البيئي إلى نوعين :

المسح البيئي الخارجي ويشمل

البيئة السكانية.

البيئة الاقتصادية.

البيئة السياسية.

البيئة الاجتماعية.

البيئة التعليمية.

البيئة التقنية.

المسح البيئي الداخلي ، أي النظر العميق لنقاط القوة ونقاط الضعف والفجوات والقضايا التي تواجه الإدارة التعليمية .

ثانيا : وضع الخطة الاستراتيجية

 

الاستعانة بمجموعة من كبار الإداريين وأعضاء من المجتمع وأعضاء من الهيئة التعليمية من ذوي المعرفة الواسعة ومراجعة كل البيانات السابقة ، ويفضل أن يكون العدد من ( 12 – 18 فردا ) ، وهنا يتم التوصل إلى المسودة الأولى.

ثالثا : تطوير خطة التنفيذ.

رابعا : تنفيذ ومراجعة الخطة.

خامسا : تجديد الخطة.

التوصيات والمقترحات

من ما سبق يتبين مدى أهمية التخطيط الاستراتيجي ، ومن أهم ايجابيات هذا النوع من التخطيط :

يزود التخطيط الاستراتيجي المنظمات التعليمية بالفكر الرئيس لها .

يساعد إدارة التعليم على تحديد القضايا الجوهرية التي تواجهها والتي يجب الاهتمام بها.

يساعد التخطيط الاستراتيجي على توجيه وتكامل الأنشطة الإدارية والتنفيذية.

يسهل عملية مراقبة وتقيم الأداء الوظيفي للمنظمة التعليمية.

يساعد القادة التربويين على صنع قرارات استراتيجية مستقبلية دقيقة وواضحة.

يفيد التخطيط الاستراتيجي في إعداد كوادر للإدارة التعليمية العليا.

أخيرا فإن التخطيط الاستراتيجي يعتبر احد أدوات التكنولوجيا الإدارية الحديثة ، والتي يتطلب التعامل معها إتقان مهارة التفكير العلمي والتحليل الموضوعي المنظم ، من اجل الوصول إلى قرارات رشيدة وإصدار أحكام عقلانية ذات رؤية مستقبيلة ثاقبة.

 

المصدر: م. أمجد قاسم مجلة مستقبل التربية العربية العدد 16 ، 17 أكتوبر 1998 – يناير 1999 د . عادل السيد محمد الجندي كلية التربية / جامعة الإسكندرية
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 2315 مشاهدة
نشرت فى 23 يونيو 2011 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,758,901

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters