يعتبر عنصر (التشجيع) من أهم العناصر المحفزة لجيل الشباب في وقت تتلاشى فيه مكانة أي دور للتوبيخ والإجبار، ومبدأ الاعتماد على التشجيع لتنمية الطاقات والمهارات والقدرات هي عملية أساسية يجب أن تواكب مسيرة الشاب من بداية نشأته إلى أن يكون رجلا يعتمد على نفسه في النوائب والشدائد، والتاريخ مليء بالقصص المتعلقة بتحفيز الشباب على العطاء، ويروى أن سيدة نساء أهل الجنة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حرصت على تنمية روح الخطابة في نفسية ابنها الحسن عندما كان طفلا بحثه على إلقاء الخطبة التي يلقيها الرسول صلى الله عليه وسلم في مسجده بالمدينة المنورة، حيث كان يحفظها ثم يأتي والدته ليلقيها على مسامعها، وكان والده أيضا يشجعه على ذلك لإيمانهم العميق بأهمية دور التشجيع في تنشئة الشباب ورفع معنوياتهم. وتأكيدا لإيمان المجتمع الأول بهذا المبدأ واعتماده عليه تلك القصة البطولية التي رويت عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما حينما حاصر الحجاج ابن الزبير في مكة لأجل قتله، فكانت كلماتها نبراسا مضيئا كان لها أثرا في رفع معنويات ابنها وتذكية روح الشجاعة فيه حينما نهته عن قبول أي عرض لا يقتنع به كراهية للموت، ولما أراد أن يودعها نادته إليها وقبلته وضمته فأحست بدرع على صدره، فقالت: ما هذا؟! ليس هذا لمن يريد الشهادة؟ قال: والله مالي به من حاجة، إني أخاف أن يمثلوا بي . قالت: "إن الشاة لا يضرها سلخها بعد ذبحها" وهناك الكثير من النماذج والقصص التي تبرز مكانة وأهمية عنصر التشجيع في حياة كل فرد، فلا شك أن لكل إنسان موهبة معينة أو مجموعة من المواهب، لكنها تحتاج للاكتشاف أولا ثم استنهاض الهمم في إثرائها وإنمائها حتى تنضج، وبالتالي تكون عطاء وإبداعا يستفيد منه صاحبه ويفيد غيره.
فظاهرة التثبيط أو النقد اللاذع التي يتصف بها بعض الأفراد وبالذات المربون منهم يعتبر وأداً للطاقات في بدايتها، والنتيجة نشوء أجيال معاقة فكريا وذهنيا. ولا نغفل هنا أن عملية التشجيع لا تتعارض مطلقا مع توجيه النقد البناء الذي يساهم في صقل الموهبة والخروج بها إلى حيز الكمال.
المصدر: الرياض - باب
نشرت فى 1 إبريل 2011
بواسطة ahmedkordy
أحمد السيد كردي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
30,874,543