له ثلاثة أنواع وهي قمل الرأس ، قمل الجسم و قمل العانة . هذه الأنواع تتطفل على الجسم وتتغذى بدمه وتحــدث أعراضاً مختلفة ، ويلاحظ في الوقت الحاضر معاودة وازدياد الإصابات بهذه الحشرات بعد أن كادت تتلاشى ولعـل عـادات المجتمع والبيئة وتبدل مستوى المعيشة أثر في ذلك مع أن هذا لا يعني أن الإصابة تأتي من الإهمال وقلة النظافة بل إنها في الدرجة الأولى تنجم عن العدوى المباشرة .
قمل الرأس :
هو الأكثر شيوعاً يتراوح طول قمل الرأس بين 2-4ملـم و العرض الهام الأول في قمل الرأس هو الحكة في الفروة ويلاحظ بالفحص تسحجات في الفروة ، إلا أن الشكاية الرئيسية التي يراجع المريض من أجلها هي التقيح الجلدي في فروة الرأس وقد يأخذ شكلاً أكزيمياً ناحية النقرة يطلق عليها اسم : أكزيما القمل وقد تتشارك مع ضخامة العقد اللمفاوية الناحية .
التشخيص : نادراً ما يشاهد القمل ولكن نلاحظ الصئبان (يكفي لعدد قليل جداً من القمل أن يسبب الحكة) .
تأخذ الصؤابة شكلاً بيضوياً طولها 0.8مم معلقة بسقيبة الشعرة ذات غلاف كيتيني ، تفرق الصئبان عن قشرة الرأس بكونها ملتصقة بالشعر فلا يمكن إزالتها بسهولة .
إن كل مريض يشكو من حكة مع تقوبؤ في الفروة خاصة في الناحية القفوية فلا بد عنده من الإشتباه بقمل الرأس.
قمل الجسد:
يبلغ طول القملة 3-4.5مم و تنجم الإصابة عن العدوى وتزداد في حالة إهمال نظافة الجسم العامة ، فتلاحظ الإصابـة عند المشردين والعجزة المهملين ، يقيم قمل الجسد في طيات الثياب ويهاجمه عند تغذيه . تتطلب بيوضه أسبوع أو أكثر لتفقس ولا تعيش أكثر من يومين دون أن تتغذى بالدم في الأحوال العادية .
تتظاهر الأعراض بسحجات خطية عميقة على الجذع وتتصف بامتدادها وتوازيها وخاصة على الظهر ناحية الأكتاف ويرافق ذلك اندفاعات تقيحية ثانوية تالية للحكة من بثرات وقشور وسطوح متأكزمة واندفاعات أليرجيائية حطاطية وشروية و يرافق ذلك في الحالات المزمنة تحزز وتصبغات جلدية.
التشخيص :الاندفاعات الموصوفة توجه للتشخيص الذي يتأكد برؤية القمل أو الصئبان في طيات الملابس الداخلية .
قمل العانة:
طوله1.5-2مم أصبحت تذكر هذه الإصابة أيضاً في عداد الأمراض المنتقلة جنسياً،كمــا يمكن أن تنتقل بالتمــاس المباشر أو استعمال الحوائج المختلفة . يقيم الطفيلي في ناحية العانة إلا أنه يمكن أن يصيب أي منطقة تحوي غدد عرقية مفترزة مثل الإبط والناحية الشرجية التناسلية،كما أنه يصيب النواحي ذات الأشعار الغزيرة كالصدر والبطن ويمكن كذلك أن يصيب الأهداب .
يتظاهر سريرياً بحكة تزداد ليلاً ووجود بقع نزفية ذات لون أزرق قطرها 3مم-1سم في النواحي المصابة ، كما يمكن أن نرى القملة بالإضاءة الجيدة واستخدام العدسة المكبرة وتبدو بشكل نقاط سوداء ، كما يشكو المريض من إفرازات متسخة احمرارية تمشح ثيابه الداخلية .
المعالجة : نتحدث هنا عن معالجة الأنواع السابقة من القمل بذكر أهم أنواع العلاج مع التركيز على بعض النقاط الرئيسية الخاصة بكل نوع إن وجدت .
ففي قمل الرأس يفضل قص الشعر ما أمكن و يجب فحص باقي أفراد الأسرة أو التلاميذ في المدرسة و يفضل علاج أفراد الأسرة جميعا" حيث تبين أن 6 % من الحالات لا عرضية و كذلك لا بد من الانتباه لضرورة غسل فراشي الشعر وتسريح الشعر خلال فترة العلاج بالمشط الناعم مع خل الطعام و ذلك لحل الصئبان . أما في قمل الجسد فلابد من غسل الثياب وتبديلها يومياً وتبديل الأغطية و علاج الشريك الجنسي أيضا"و قد تبين أن القملة يمكن أن تعيش مدة شهر كامل في الملابس بعيدة عن مصدر التغذية بدم الإنسان . أما في قمل العانة فلا ننسى علاج الشريك الجنسي لأن هذا المرض يعتبر من الأمراض المنتقلة جنسيا" .
أما أهم أنواع العلاج المطبقة فهي :
1. غاما بنزين هكساكلوريد 1 %( ليندان): في قمل الجسد و العانة يدهن الدواء السائل مساءً من العنق حتى الأقدام ويغسل صباحاً أما في قمل الرأس فيدهن على الفروة مساء" حتى الصباح مع التمشيط الناعم لأشعار الفروة صباحا"بحمض الخل 5% لحل الصئبان . يمكن الإعادة بعد أسبوع . يجب الحذر من تخريشه وتأثيره العصبي.
2. بنزيل بنزوات 25% : في قمل الجسد و العانة يطبق كما في علاج الجرب حيث يدهن الدواء مساء" من العنق حتى الأقدام و نبقيه حتى 48 ساعة حيث يتم الإستحمام مساء و تبدل الملابس ، أو يمكن بطريقة أخرى أن يكرر الدهن المسائي يوميا" لمدة ثلاثة أيام دون استحمام الذي يتم في اليوم الرابع مع ضرورة تبديل الملابس يوميا" .
الدواء مخرش ، مؤكزم و رائحته واخزة . يفضل عدم استخدامه عند الحامل و المرضع و عند الأطفال الرضع أيضا" .
أما في قمل الفروة فيطبق الدواء مساء على الفروة مع تجنب التماس مع بشرة الوجه و العينين وفي الصباح يتم تسريح الشعر بالمشط الناعم مع استخدام حمض الخل ونغسل بعدها الشعر بالماء و الصابون تكرر نفس الطريقة في اليوم الثاني و الثالث ثم يعاد العلاج نفسه بعد أسبوع .
3. مركبات المالايتون : لكن لها تأثيرات سمية عبر الإمتصاص الجلدي للمادة.
4. د . د . ت : سام ذو تأثيرات جانبية.
5. البيرمترين(2.5- 5 % ) : السمية قليلة جداً وتخريشه قليل ومعدل الشفاء عال. و يهدف العلاج إلى إتلاف القمل و البيوض و هذا يتم تحقيقه باستخدام هذا الدواء .
ففي قمل الجسد و العانة يطبق العلاج لمدة 10 – 30 دقيقة ثم يغسل مع الانتباه ألا يعاد الغسل قبل مرور 24 ساعة على الأقل . يعاد العلاج بعد أسبوع . أما في قمل الرأس فيعتبر الدواء فعالا" أيضا"، حيث يطبق الدواء بعد غسل الشعر و تجفيفه حيث يتم دهن الكريم على الفروة و يمكن في الحالات الشديدة أن يغطى بغطاء الحمام و يترك لمدة 30 – 60 دقيقة حيث يغسل على شرط ألا يعاد الغسل مرة أخرى قبل مرور 24 ساعة على الأقل . يعاد العلاج بعد أسبوع أيضا" .
في قمل الأهداب الذي يعد شكلا" خاصا" من قمل العانة يطبق الفازلين مرتين يوميا" لمدة 8 أيام مع إزالة ميكانيكية للقمل العالق بين الأهداب .
المصدر: د.سعيد قبلان
ماجستير أمراض جلدية وزهرية
عضو الهيئة التعليمية في كلية الطب - جامعة دمشق
نشرت فى 27 فبراير 2011
بواسطة ahmedkordy
أحمد السيد كردي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
30,769,577