الكثير منّا يعاني من مشكلة أو عدّة مشاكل نفسية نتيجة لأسباب من الممكن أن تكون ملموسة أو غير ملموسة لدينا، ولكن من الصعب أن نتخطّاها دون الحصول على مرشدٍ ومختصٍّ يمدّ لنا يد المساعدة، ويضعنا على أول الطريق الصحيح لتخطّي هذه المشكلات.

النظر إلى الحياة منظار التفاؤل

  • ماهو التفكير الخاطئ؟
    هو الطريقة أو الأسلوب الذي نتبعه في التفكير، ولكلّ منّا أسلوب يميّزه عن غيره، وكما يوجد تفكير سليم، فهناك أيضاً تفكير خاطئ.
  • ما أنماط التفكير الخاطئ؟
    للتفكير الخاطئ أنماط عديدة نتبعها، وقد حددها علماء النفس كالتالي:
  1. التصفية: هذا نمط يجعلك كمن يحمل تليسكوباً ولا يرى من خلاله إلا ما هو سلبي، فالغاضب لا يرى إلا الظلم في كل شيء، والمكتئب يرى ما يفقده، ولا يرى ما يملك ... الشخص القلق يرى الخطر في أي مشكلة تواجهه، ويتوتر لمجرد التفكير، إن تفكيرك هنا يصبح مركزاً على السلبية، كأنك تختار لقطة بعيدة فتكبرها وتلغي كل ما عداها فتتأثر بها.

    حتى ذاكرتك تبدأ في انتقاء الذكريات، إلا تتذكر كل ما يسبب الحزن والاكتئاب، ولا يممكن أن تكون كل حياتك تعيسة، إذْ لا بدّ أن تكون هناك لحظات سعيدة، حتى وإن كانت قليلة.
  2. الاستقطاب: في هذا النمط كل شيء يمر إما سالباً أو موجباً، وليس هناك وسط بينهما.. الأشخاص، الأحداث والأشياء، كلٌ يحتمل وصفين فقط: رائع أو فظيع – فظيع أو لايطاق، جيد أو سيء.

    وبما أن تفسيرك للأمور متطرف بعض الشيء، فإن اتفعالاتك بالتالي تصبح متطرفة، وتكون أحكامك على نفسك شديدة القسوة.. إذا أخطأت فأنت في نظر نفسك فاشل، وإذا لم تكن بارعاًَ ومبدعاً فأنت فاشل ولا تحتمل. الأم التي تدير المنزل وترعاه تنهار يوماً أمام موقف معيّن، فلا تقول أنه موقف عابر وسهل وبسيط، بل تنعت نفسها بمختلف الأوصاف، وتعتبر نفسها أماً فاشلة.
  3. التعميم: في هذا النمط، أنت تتوصل إلى استنتاج عام مبني على موقف واحد أو دليل واحد، خبرة واحدة سيئة تعني أنك كلما مررت بهذا الموقف، فإنك ستتعرض لنفس الخبرة.

    ويظهر هذا النمط في طريقتين:
    - طريقة تفكيرك:
    يظهر ذلك بوضوح في كلامك فتردد كلمات مثل: (كل.. كل واحد، ولا واحد، دائماً، أبداً، كلهم، ولا واحد فيهم، كله تشذي، محد يحبني، في السفر، عند اختيار شركات الطيران، المطاعم، التسوق، التعامل مع الآخرين.

    - الطريقة الأخرى التي تظهر ف يها التعميم هي نظرتك إلى من حولك من أشخاص،، أحداث، أماكن أو أشياء لا تحبها.

    أنت دائماً تضعها في قوالب معينة، وتطلق عليهما الألقاب، قد يكون في هذه القوالب ذرة من الصحة أو ذرتان أوثلاث، ولكنكك تعممها لتصبح قاعدةى وحكماً عاماً متجاهلاً كل الدلائل المعاكسة، فتصبح نظرتك مطبوعة بكابع معين، وتكون أحادية البعد.

 

الاعتدال الأسلوب الأمثل في الحياة

  1. قراءة الأفكار: عندما تقرأ الأفكار فأنت تصدر أحكاماً سريعة على الآخرين. تفترض هنا أنك تعرف كيف يشعر الآخرون وما الذي يدفعهم إلى التصرف بطريقة معينة.

    أنت هنا تحكم على تصرفات الناس وتفترض افترضات قد تبدو لك منطقية، ولكن دون أن تسأل، ولا يمكنك أن تتأكد من صحتها: ( أنا أدري فيه) ( أكيد علشان كذا وكذا).

    قراءة الأفكار تجعل استنتاجك يبدو منطقياً لك، فتفترض أنه الإستنتاج الوحيد.

    أنت تفترض أنك تعرف أيضاً لماذا يعاملك الآخرون بطريقة معينة، مثل عبارة (تحسبني غبية) الافتراض هنا مبني على الإحساس والفهم الخاطئ أو الخبرة السابقة.. ولكنها افتراضات تحتمل الخطأ كما تحتمل الصحة، ولم تثبت صحتها، ولكنك تصدقها على الرغم من ذلك، ويعتمد هذا النمك على تصوّر الفكرة وكأنها حقيقة. أنت تتخيّل أن الناس تفكر وتتصرف بنفس طريقتك، ولذلك فإنك لا تتصور أنهم قد يكونون مختلفين عنك.

    إذا كنت لا تحب التأخير فأنت تفترض أن الجميع لا يحبون التأخير.. إذا كان هناك سلوك معيّن يضايقك، تفترض أنه يضايق الجميع.

    لا تعطي الأشياء أكبر من حجمها
  2. التهويل: أنت تتوقع المصيبة قبل أن تحدث، أو حتى يمكن تخيلها.. تسمع عن مشكلة أو تلاحظ مشكلة، وتبدأ في أسئلة ماذا لو؟ ماذا سيحدث لي لو؟

    الصداع العادي قد يصبح مرضاً خطيراً.. تسأل نفسك دائماً ماذا لو حدث هذا لي؟ لديك بيئة خصبة بالأفكار السلبية المختصة بالمصائب، وتعيش بطريقة (عسى ما...).
  3. التضخيم: عندما تضخم فأنت تعطي الأشياء أكبر من حجمها الطبيعي.. الأخطاء الصغيرة تصبح فشلاً ذريعاً،.. الاقتراح العادي يصبح انتقاداً جارحاً.. العراقيل البسيطة تصبح عوائق مستحيلة.

    التشاؤم هو سمة حديثك وكلماتك تحتوي على الكثير من: (كثير- كبير- مستحيل- لا يمكن..)، الوجه الآخر للتضخيم هو التقلي؛ ففي نفس الوقت الذي تضخم صعوبات الحياة، وترى في حياتك كلما هو سلبي، فإنك عندما تنظر إلى قدراتك ومهاراتك تراها صغيرة جداً وكلما هو إيجابي فيك تراه قليلاً.
  4. الاستهداف الشخصي: هذا النوع يجعلك تعتقد أن كلما يحدث من حولك يستهدفك شخصياً، وتفترض أن كلما يفعله الآخرون هو ردّ فعل لك، وأنت المقصود به، فإذا تذمّر الزوج من غلاء الأسعار اعتقدت الزوجة انه ينتقد طريقتها في الصرف.. وغذا قالت سيدة ملاحظة عامة فهمتها سيدة أخرى على أنها المقصودة.

    وهناك نوعان من هذا النمط:
    - النوع الأول: هو أن تقارن نفسك بالآخرين (هو أفضل مني في الدراسة) (هي تهتم بنفسها أكثر) (عندها إرادة) (هي أشطر مني).

    - النوع الثاني: هو أن تقارن الأخرين بك ( أنا أحلى منها) (أنا أحسن منها) (أنا أذكى منه)، حتى وإن كانت المقارنة لمصلحتك فإن التفسير هو أن نظرتك لنفسك تكون محلّ فحص، ودائماً تقيم نفسك بالنسبة للآخرين. إذا كانت الأفضل تشعر براحة مؤقتة.. وإذا كنت الأقل تشعر بأنك لا شيء.

    لا دخل للشعور في تفسير الأمور
  5. إلغاء الإيجابيات: في هذا النوع أنت تصر على أن إنجازاتك لا تعني شيئاً، وإذا امتدحك أحد فإنك تقلل من شأن نفسك، وتعتبر أن هذه الصفات غير مهمة، ولا تعني شيئاً.
  6. التفسيرات الإنفعالية: أنت تفسر كل شيء حسب شعورك: " أنا أشعر بأنني غير محبوب، إذاً لابدّ لي أن أكون غير محبوب" أو "أنا أكره الرياضة إذاًَ لن ألعب الرياضة الآن" أو "أنا أشعر بالغباء، إذاً لابد أن أكون غبياً".
  7. الإلزام: في هذا النمط يكون لديك قائمة من القواعد الصارمة في كيفية التصرف التي تتبعها وتتوقع من الآخرين أن أيضاً أن يتبعوها.. تغضب إذا خالف أحد هذه القائمة، وتشعر بالذنب إذا خالفتها أنت.

    هذه القواعد صحيحة بالنسبة لك، ولا تقبل المناقشة، وأي اختلاف عن هذه المعايير في نظرك يعتبر سيئا، ولذلك تجد نفسك تحكم على الناس وتبحث عن الأخطاء في تصرفاتهم.

    الذين يسببون لك التوتر لا يحسنون التفكير ولا يحسنون التصرف، لديهم صفات عادات، سلوكيات وآراء لا تعجبك ولا تطيقهم، وعليهم أن يتعلّموا قواعدك وأن يتبعوها.

هذه القواعد صعبة على حاملها كما هي صعبة على الآخرين.. أنت تشعر بدافعية لكي تتصرف بطريقة معينة، ولكنك لا تتوقف لتفكر إن كان هذا يعني أي شيء.

مثل:
يجب أن ..
المفروض..
لازم..
ضروري..

الجدول التالي يعرض موقفاً معيناً وتفسيره بعدّة طرق
الموقف: تأخرت صديقتك عن الموعد

ماذا تفعلين؟

بم تشعرين؟

فيم تفكرين؟

الاتصال بأحد للإطمئنان عليها

متوترة وقلقة

قد تكون تعرضت لمكروه

مهاجمتها عندما تصل أو معاملتها بهدوء

متوترة وغاضبة

لم تكلف خاطرها حتى ولو باعتذار

لا شيء محدداً

لا مبالاة

لا يهمني إن وصلت في الوقت أو تأخرت

استرخاء وتمتع بالوقت

راحة

هذا أفضل؛ فلدي المزيد من الوقت للترتيب

المصدر: مجلة أسرتي- العدد(1519) /أبريل 09
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 87/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
28 تصويتات / 5635 مشاهدة
نشرت فى 16 يناير 2011 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,878,352

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters