هناك الكثير من الدراسات التى أخدت على عاتقها التوصل إلى مفهوم إستراتيجى يخدم البنية الإدارية بمنظمات الأعمال , وهده الدراسات ركزت على أحد الجوانب الإستراتيجية , دون لفت الإنتباه إلى كيفية تواصل هدا الجانب كجزء منفرد فى التطبيق جانب الإدارة التقليدية الغير إستراتيجية .

فمثلا كيف يمكن تطبيق التدريب الإستراتيجى فى بيئة لاتطبق الإدارة الإستراتيجية من منظور شامل على المستوى التنظيمى , وكيف يمكن تفعيل وتطوير وتطبيق إدارة الموارد البشرية الإستراتيجية فى منظمة لا تطبق الإدارة الإستراتيجية وتهتم فقط بإستراتيجية الموارد البشرية وتهمل تطبيق التوجه الإستراتيجى فى التسويق والتمويل والإنتاج ,,,, وهكدا ,, كل هده الإسئلة تجيب عليها سياسة التركيز الإستراتيجى .

وللتوضيح الأكثر لرؤية سياسة التركيز الإستراتيجى فى الحياة العملية خد مثلا :- عندما نريد تغير شخص غير سوى إلى السلوك السوى فهدا الشخص مدخن ولايصلى بدىء اللسان كادب وسارق ووووو ,,,, ونريد إصلاحه فهل يمكن التغيير الجدرى لهدا الشخص لكل هده الصفات معا أم من الممكن التركيز على أحد الصفات الغير سوية وتقويمها وعلاجها بفاعلية ثم الإنتقال إلى الصفه الأخرى بعدما نتأكد من نجاح التغير إلى الأفضل فى هده الصفه ,, ويمكننا ملاحظة تأثير أحد الجوانب السلوكية السوية فى نجاح إتمام بقية متطلبات التغيير .

فلا تقدر قيمة تعلم كيفية التركيز بثمن , ولتحقيق أكبر نجاح ممكن في كل الجوانب الإستراتيجية يجب أن تكون المنظمات قادرة على تركيز كل التوجهات في الفكرة التي تعمل عليها حاليا, واستثمار الأشخاص القادرين على التركيز فى كل الأفكار البناءة ، وحجب الأفكار الهدامة . ولن تستطيع أعظم المنظمات تحقيق أي شيء إذا افتقد التركيز .ونستطيع من خلال الفكرة المركَّزة أن نحقق الميزة التنافسية فالتركيز هو الطاقة الداخلية التي تتحكم بكل الأفعال الواعية.والمنظمة القادرة على التركيز هى منظمة دات إتزان جيد .

والمسألة هنا فى سياسة التركيز ليست مسألة براعة ولكن القدرة على التركيز الفكرى والإبداعى فى النطاق الأنسب للقيام بالمهام والعمليات , وكدلك التركيز على الأولويات والإستفادة من مجالات التميز والموهبه , فالتركيز يوجد الطريق نتميز بطبيعتين؛ تدفعنا الأولى إلى التقدم ، في حين تجرنا الأخرى إلى الخلف، والطبيعة التي نركز فيها هي التي تحدد ما سنكون عليه ,فالمنظمات رهنٌ بالأفكار التي تركز فيها. وكيف تستطيع أن تخلق المنظمات الفرصة ؟ فالفرصة بالنسبة إلى منظمة ما قد تكون خسارةً بالنسبة إلى آخرى , وكل من ينوي سالفاً أن يبذل الجهد الضروري يمكنه تحقيق النجاح. وليس العمل الناجح نتيجة للحظ , ولا ينتج الإخفاق عن الحظ الرغبة العميقة الضرورية لنجاح العمل. ومن يحققون إنجازات دائمةً يستحقونها.

والغاية من سياسة التركيز الإستراتيجى .

- تكوين صورة كاملة وواضحة للأهداف وخطوات تحقيقها .

- تحقيق أفضل توازن للعمليات من خلال نظام " كن متيقظا " , فسياسة التركيز تدعم عملية التوازن الإستراتيجى بين العمليات الداخلية والخارجية وكدلك المادية والإبداعية .

وإدارة التركيز الإستراتيجى تركز على إدارة المهام الصعبة بالعقل بعيدا عن العواطف فالتركيز هو لغة العقل مع الأخد فى الإعتبار مبدأ المرونة فى تخطى العواقب التى تعيق إتمام المهام وإجراءات العمل , وتقوم على مبدأ الإستغلال الأمثل للموارد المتاحة المادية والمعنوية والبشرية وكدلك الإستغلال الأمثل للوقت بفاعلية .وتضع سياسة التركيز فارقا فى هدا الشأن بين مفهوم الأمثل والأنسب فاستغلال الموارد يجب أن يتم بطريقة مثالية حتى لا يكون هناك هدر فى الموارد المتاحة بأقصى درجة ممكنة من الحيطة والحدر . ويعمل التركيز على التنسيق بين عمل الإرادة والذكاء فالتركيز  الإستراتيجى هو القوة الصامتة التي تحقق النتائج في كل الأعمال.

مفهوم التركيز الإستراتيجى فى إدارة الموارد البشرية .

هو تركيز المهام والمتطلبات الرئيسية فى سبيل نجاح وفاعلية إدارة الموارد البشرية من منظور إستراتيجى ومن خلال تحديد المهارات الخاصة والواجبات والمسؤليات والتى تحددها عملية الوصف الوظيفى , ثم التركيز على تحديد القدرات والكفاءات البشرية والصالحة للقيام بهده المهام ومن خلال توثيق الرؤية المشتركة بين (المهارات والقدرات والمهام والجوانب الفنية ) لتحقيق أهداف إدارة الموارد البشرية الإستراتيجية .

إختبار التركيز الإستراتيجى .

هو إختبار يحدد يحدد مدى صلاحية القدرات البشرية على القيام بالمهام الصعبة من خلال تحديد المهارات الخاصة اللازمة والمطلوبة فى هده المهام , ويقوم بإعداد هذه الإختبارات فريق العمل المنوط والمفوض بتحديد إجراءات عمل سياسة التركيز وتحليل المنظمة إستراتيجيا وتتبع خط سير العمل التركيزى على مستوى المنظمة .

مفهوم سياسة التركيز فى التسويق .

وإستراتيجية التركيز فى التسويق تستند على أساس اختيار مجال تنافسي محدود في داخل قطاع الصناعة حيث يتم التركيز على جزء معين من السوق وتكثيف العمل في هذا الجزء ، لإبعاد الآخرين ومنعهم من التأثير على المنظمة في حصة هذا الجزء , مثلاً قيام شركة سيارات بالتركيز على إنتاج السيارات الصغيرة.

التركيز الإستراتيجى ومبدأ الحيطة والحدر.

تقوم سياسة التركيز الإستراتيجى فى منظمات الأعمال على مبدأ الحيطة والحدر بمعنى عدم الإعلان عن المهام الإستراتيجية قبل إتمام عملية التنفيد فى غرف صنع واتخاد القرار لضمان مدى إتمام تنفيد هده المهام بنجاح وسلامة ,, ودلك لتحقيق الأهداف بفاعلية وكفاءة .

وكدلك يندرج تباعا لمبدأ الحيطة والحدر فى سياسة التركيز الأخد فى الإعتبار الحيطة والحدر فى هدر الموارد المتاحة بمعنى إتخاد القرارات والإجراءات التصحيحية اللازمة للإستغلال الأمثل للموارد المتاحة بأقصى كفاءة ممكنة منعا من حدوث أى هدر فى هده الموارد .

سياسة التركيز الإستراتيجى ومبدأ الشفافية .

والمقصود بمبدأ الشفافية فى إدارة التركيز الإستراتيجى هو بأن تكون جميع المعلومات الخاصة بالمهام والعمليات متاحة للعاملين والقائمين على تطبيق الإستراتيجية فى الوقت والمكان المناسبين مع الإلتزام بكافة الإجراءات ومتطلبات إجراءات العمل بكل نزاهة ومصداقية ,, وليس هناك تعارض إطلاقا بين مبدأ الشفافية ومبدأ الحيطة والحدر فى سياسة التركيز الإستراتيجى , لأن مبدأ الشفافية يطرح المعلومات الخاصه بالعمليات بعد إتمام وإجراء والإنتهاء من المهام بكل مصداقيه وشفافية , ولكن مبدأ الحيطة والحدر يكون بعدم الإعلان عن المهام الرسمية والتى لها طابع خاص وتؤدى للمرة الأولى قبل البداية فى التنفيد ووضع الخطة حتى تضمن سلامة إتمام العمليات بنجاح كدلك مبدأ الحيطه والحدر يلفت الإنتباه إلى كيفية الإستفادة من   والإستغلال الأمثل للموارد المتاحة بأقصى درجه ممكنة من الحيطه والحدر حتى لا يكون هناك أى هدر فى هده الموارد .

سياسة التركيز وعملية التحليل الإستراتيجى .

هناك علاقة طردية بين فاعلية التحليل الإستراتيجى على مستوى المنظمة وبين التطبيق الأمثل لمنهج التركيز الإستراتيجى كأحد إستغلال مواطن القوة والفرص الإستراتيجية , حيث أن عملية التحليل الإستراتيجى تهتم بالتعرف على مواطن القوة والضعف ببيئة الأداء الداخلى للمنظمة وكدلك مواطن الفرص والتهديدات الخارجية وباعتبار التركيز الفنى والإبداعى والإنتاجى أهم دعائم وركائز القوة التنظيمية وأن أى قصور فى هده الجوانب سيؤثر سلبا على الأداء التنظيمى , لدلك فتحليل البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة يهىء المنظمة أن تكون على أهبة الإستعداد لتنفيد الإستراتيجية ومن ثم إختبار الإستراتيجية من خلال سياسة التركيز الإستراتيجى للتعرف على مدى صلاحية تطبيق التوجة الإستراتيجى فى تحقيق الأهداف التنظيمية .

خاتمة .

لاشك أن القدرة على التركيز الإستراتيجى صارت من أهم مقومات النجاح فى منظمات الأعمال العصرية , حيث يقول أ.ج. جريس، وهو من أهم رجال الصناعة البارزين: (إن صب الاهتمام في العمل أو المشكلة التي قيد البحث، ثم نسيان الأمر بتاتًا بمجرد حسمه، والوصول إلى قرار فيه، بحيث تستعيد قوة التركيز كاملة غير منقوصة، من أهم الأسباب المؤدية إلى النجاح في الحياة).

بينما يقول فليبيس بروكسل: (إن حصر الاهتمام هو أول مقومات العبقرية)، ومما سبق نستنتج أن التركيز ما هو إلا توجيه الفكر إلى موضوع بعينه توجيهًا كاملًا إستراتيجيا ، كأن نحصر التفكير بمشكلة ما في العمل ، فننظر في جميع زواياها وجوانبها، ونحلل ونقارن حتى نصل إلى الحل.إذًا فالتركيز هو طريق للنجاح والعبقرية.

 

المصدر: أحمد السيد كردى , قوة التركيز الإستراتيجى بمنظمات الأعمال , 2011م.
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 26/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
9 تصويتات / 2257 مشاهدة
نشرت فى 16 يناير 2011 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,876,260

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters