لا يُمكن لكائن الاستغناء عن النوم، فهو من الوظائف المهمة المتعلقة بالحالة الصحية للإنسان؛ إنه وسيلة راحة، وطريقة لتجديد الطاقة والنشاط، بل هو- بالنسبة للإنسان الصحيح- وسيلة تكيف مع الظروف الداخلية والخارجية المحيطة به.

فقد يصاب المرء ببعض الاضطرابات العضوية أو النفسية أو السلوكية التي تؤثر على آلية النوم وينتج عنها اضطرابات في النوم، وقد يكون اضطراب النوم مشكلة ناتجة عن سبب أو مرض آخر، وللإطلالة على أهم الجوانب في موضوع مشكلات النوم والاضطرابات المصاحبة له نبدأ بالحديث عن:

النوم

يعرف النوم بأنه حالة منتظمة ومتكررة من الهدوء، يتميز بانخفاض الاستجابة للمؤثرات الخارجية، وتعتمد دراسة ظاهرة النوم على المتابعة الخارجية للتغيرات الملاحظة على النائم، ويصاحب النوم الكثير من التغيرات الحيوية في وظائف الجسم مثل: التنفس والدورة الدموية وضغط الدم ودرجة حرارة الجسم، وإفراز المواد الحيوية بالجسم مثل الهرمونات.

وقد بدأت الدراسات بتناول الجوانب المختلفة المتعلقة بالنوم والصحة مع التركيز على فسيولوجية النوم ومشكلاته والاضطرابات المصاحبة له.

الطب النفسي وعلاقته بالنوم

يعتبر الطب النفسي التخصص الأقرب علاقة بالشكاوى المتعلقة باضطراب النوم، فقد يشكو المريض في العيادة النفسية مما يعتريه من صعوبات واضطرابات أثناء النوم، ويمكن حصر شكاوى المرضى المتعلقة بالنوم فيما يلي:

• لا أستطيع النوم.
• أنام كثيرا في الليل والنهار.
• أتعرض لأشياء غريبة أثناء النوم.

 

أهم مشاكل واضطرابات النوم:

قبل الحديث عن اضطرابات النوم يجب التفريق بين اضطرابات النوم العادية، التي تزول بزوال أسبابها، واضطرابات النوم المرضية المصاحبة للأمراض النفسية والبدنية المختلفة، التي لا بد من البحث عن أسبابها وعلاجها.

ومن أهم الأسباب المؤدية لمشاكل واضطرابات النوم ما يلي:
1.الأرق لمزيد من التفاصيل عن مرض الأرق انظر.
يقف الأرق على رأس أهم الأسباب المؤدية لاضطراب النوم، مع العلم أنه ليس مرضا بحد ذاته، إنما هو عرض لمشكلة طبية أخرى، ويعاني من هذه المشكلة أعداد كبيرة من الناس، وينتشر بشكل أكبر عند النساء خاصة في منتصف العمر، ويمكن تعريف الأرق على أنه صعوبة الدخول في النوم، أو تقطعه، أو عدم الحصول على ثمرته، فيشكو المرء من عدم الحصول على نوم مريح، مما يؤثر على نشاطه البدني وصحته النفسية والجسدية خلال النهار.

وتختلف الأسباب المؤدية للأرق وعلاجه من شخص لآخر حسب حالته وظروفه ونشاطاته والبيئة المحيطة به، التي تنشأ جميعها أثناء النهار، لتعتمد عليها جودة النوم بالليل.

ومن أهم هذه الأسباب:

• التدخين: فالتدخين قبل النوم من أهم أسباب الأرق، لأن النيكوتين الموجود في التبغ مادة مثيرة للدماغ وتبعد النوم.
• تناول الكثير من الطعام في وقت متأخر يؤدي إلى عسر الهضم الذي يسبب الأرق.
• معاقرة المخدرات والمسكرات: فمدمن المخدرات وشارب الخمر يتعرضان لاضطرابات شديدة أثناء النوم.
• شرب المنبهات قبل وقت قصير من النوم يسبب الأرق واضطرابات شديدة في النوم.
• الإصابة بأمراض مثل: التهاب المفاصل، الصداع أو الحرارة، مرض الكلى، خلل في عمل القلب، الربو.. الخ
• الاضطرابات التنفسية، ويحدث هذا النوع من الاضطرابات مع المصابين بهبوط في القلب.
• القلق والضغط النفسي: وهو من أهم أسباب الأرق على الإطلاق.
• عدم القيام بجهد جسمي كبير؛ فيكثر الأرق عند العاملين في المكاتب.
• تناول بعض أنواع الأدوية، مثل: الأدوية التي تستعمل لعلاج الربو ومضادات الاكتئاب وارتفاع الضغط.

2.الاكتئاب وكذلك نفعل هنا


أحد الأمراض الشائعة فى جميع المجتمعات عامة والصناعية منها خاصة، يصيب النساء أكثر من الرجال بنسبة 1:2، والشكوى من اضطراب النوم شكوى عامة لدى مرضى الاكتئاب.

ويعرف الاكتئاب على أنه مرض نفسي مزمن وشامل، يؤثر على جسم الإنسان ومزاجه وأفكاره، ويعتبر من المشاكل الصحية الرئيسية في المجتمعات الحديثة، وأحيانا لا يتناسب مع أي مؤثر خارجي يتعرض له المريض.

وعند وجود الاكتئاب لا يصبح النوم على النمط المعتاد، ويتحول إلى فترة من الأرق والقلق والأحلام المزعجة، فحين يأوي المكتئب إلى فراشه يهرب النوم من عينيه، وفي حالات أخرى ينام لساعات قليلة أول الليل ثم يستيقظ ولا يستطيع النوم مرة أخرى، وفي بعض الحالات الاستثنائية انعكاس للأمر؛ بحيث إن المكتئب ينام مدة طويلة قد تصل إلى أكثر من ثلثي ساعات اليوم، ليهرب من اكتئابه.

أسباب الاكتئاب:

تتداخل العوامل المؤدية للإصابة بالاكتئاب مع بعضها، فهناك عوامل مباشرة، وهناك عوامل تحفز حدوثه، ومن أهم هذه الأسباب والعوامل:
• اختلال التركيب الكيميائي في مخ المريض: من الطبيعي أن تختلف نسب النواقل العصبية في مخ الإنسان الطبيعي من وقت لآخر بحسب الحالة التي يمر بها الشخص؛ فهي تختلف في وقت الحزن عنها في وقت الخوف أو وقت الفرح، لكن هذه الاختلافات طارئة وغير دائمة لدى الشخص الطبيعي، أما مريض الاكتئاب فهو يعاني من اختلالات وتذبذبات دائمة في نسب النواقل العصبية الموجودة في المخ.
• الظروف البيئية والاجتماعية المحيطة بالمريض: كما في حالات وفاة عزيز أو الشعور بالوحدة أو المعاناة من الأمراض، وهذه محفزات لحدوث الاكتئاب لدى المريض وليست مسببات أساسية للمرض، بدليل أنه بعد زوال هذه العوامل تزول حالة الاكتئاب لدى المريض.
• العامل الوراثي: إذ تزداد نسبة الإصابة به بين الأقارب من الدرجة الأولى، كما تزداد عند التوائم المتطابقة(التوائم التي تنتج من تلقيح حيوان منوي واحد لبويضة واحدة).
• العوامل الهرمونية وأمراض الغدد الصم: فقد تساهم في حدوث الاكتئاب وخاصة تلك الاضطرابات التي تصيب الغدة النخامية.

3.الإفراط في النوم


عدد حالات الإفراط في النوم أقل بكثير من حالات الأرق، إلا أنها تمثل نسبة كبيرة من شكاوى اضطراب النوم، وفي هذه الحالة تكون هناك رغبة قوية في النوم أثناء النهار، بالإضافة إلى زيادة عدد ساعات النوم اليومية.

ومن أهم أسباب الإفراط في النوم:


•بعض الأمراض العضوية التي يصاحبها خلل في هرمونات الغدد الصم، وتكون زيادة النوم مصحوبة باضطراب نفسي، وبالتهاب المخ.

•حالات التسمم الناتجة عن استخدام بعض أنواع الأدوية والمواد المخدرة وشرب الخمور.

•أسباب نفسية كما في بعض حالات الاكتئاب، ولدى المرضى الذين يتجنبون التعامل مع الآخرين.

•وقد يحدث نتيجة التعرض لظروف الحياة القاسية مثل فقدان شخص عزيز.

4.شلل النوم


في هذه الحالة يحدث شلل مؤقت لعضلات الجسم لثوان معدودة قد تصل عدة دقائق، وتحدث هذه الحالة لدى البعض في بداية خلودهم للنوم، ونظرا لأن الشخص ما يزال يقظا ويشعر بهذا الشلل القصير المؤقت فإنه يقلق ويخاف..، لكن هذه المشاعر تزول بعد زوال الشعور بالشلل تلقائيا بعد فترة بسيطة، أو بمجرد أن يلمسه شخص آخر.

5.هلاوس النوم


تحدث هذه الهلاوس في بداية النوم أو قبيل الاستيقاظ، وهي عبارة عن اضطرابات إدراكية يرى فيها النائم صورا بصرية، أو يسمع أصواتا تسبب له الفزع، لكنه يهدأ عندما يعود إلى حالة الوعي الطبيعي ويتبين الوضع.

6.ثمل النوم


يحدث هذا النوع من الاضطرابات في عائلات معينة، وفي هذه الحالة يفيق الشخص من نومه مترنحا ناقص الوعي، وقد يقوم ببعض الأعمال دون إدراك، ومن الضروري التأكد هنا من عدم وجود اضطرابات أخرى وراء هذه الأعراض، أو تعاطي أي أدوية أو مواد مخدرة قبل أن يتم تشخيص هذه الحالة.

بعض الظواهر التي تحدث أثناء النوم


هناك بعض الظواهر غير الطبيعية تحدث أثناء النوم لها أهمية خاصة، ومن هذه الظواهر:


•المشي والكلام أثناء النوم: تجمع هذه الظاهرة متناقضين هما المشي الذي يتطلب الحركة، والنوم الذي يفترض فيه السكون، وتحدث غالبا عند الأطفال أكثر من الكبار، والسبب غير معروف، وتستمر فترة المشي بين ثوان ودقائق، وقد تكون العينان مفتوحتين وقد يقوم النائم بارتداء ملابس الخروج أو العمل، وقد يجيب على بعض الأسئلة بكلمات بسيطة، ولكنه لا يتذكر أي شيء فعله أو قاله عندما يستيقظ.

•الكوابيس الليلية: تحدث في وقت متأخر من الليل، وهي عبارة عن حلم مزعج يستيقظ بعده الشخص في حالة من الانزعاج والحزن.

•الفزع الليلي: يحدث فزع النوم في مراحل النوم العميقة، وفيها يستيقظ الشخص فزعا وهو يصرخ بقوة وشدة، وقد تحدث نوبات الفزع الليلي نتيجة بعض الأمراض العصبية، وقد تكون مصحوبة بالمشي أثناء النوم أو التبول الليلي، أما صباحا فلا يتذكر الشخص شيئا مما حدث.

<!-- / message -->
المصدر: منتدى الصحة العامة
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 204/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
67 تصويتات / 3355 مشاهدة
نشرت فى 22 سبتمبر 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,760,950

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters