يعتبر مرض الربو الشعبي من الأمراض التي تؤرق حياة المريض بالفعل  وعندما نتحدث عن الربو الشعبي فإننا نتحدث عن مرض يصيب أكثر من 330 مليون نسمة على وجه الأرض .....فما طبيعة هذا المرض ؟ وهل وجد الطب له علاجا حاسما ؟ وما هي طرق التعايش مع هذا المرض ؟

ما هو الربو وما الذي يحدث فيه؟

     قبل أن نتحدث عن الذي يحدث في الربو يجدر بنا أن نتحدث عن تركيب الجهاز التنفسي وطريقة عمله

* كما هو الحال مع سائر الأعضاء والأجهزة الحيوية الخطيرة والبالغة الأهمية في الجسم يوجد الجهاز التنفسي داخل الجسم ضمن حماية ربانية تتمثل في عظام الصدر (الضلوع وعظمة القص والفقرات) والرقبة 

 

* ويتركب الحهاز التنفسي وظيفيا  وتشريحيا من:                                    

جزء علوي ( القناة التنفسي العليا )                                                

وجزء سفلي (القناة التنفسية السفلى)                                                 

أما الجزء العلوي  فيتكون من الأنف والبلعوم الأنفي والقصبة الهوائية  المغطاة بغشاء مخاطي عليه أهداب.

 

 

 رسم توضيحي يبين الرئتين والقصبة الهوائية والقصيبات والأكياس الهوائية

 

 أما القناة التنفسية السفلى فتبدأ عندما تبدأ القصبة الهوائية في التفرع إلى فروع تأخذ في الصغر كلما اتجهنا إلى الأسفل مكونة  شجرة من عشرات الآلاف من القنوات و الشعب والشعيبات  الهوائية لتؤدي في النهاية إلى الحويصلات الهوائية الصغيرة ، وتغطى القناة التنفسية السفلى بأهداب  تتوقف عند الحويصلات الهوائية فهي غير مغطاة بأهداب، هذه الحويصلات الهوائية هي التي يتم فيها تبادل الأكسيجين وثاني أكسيد الكربون

 

 

 

* والذي يحدث في الربو هو ضيق القنوات الهوائية ينتج عنه صعوبة في دخول الهواء وخروجه وبالتالي يحدث خلل في عملية تبادل الغازات مما يتسبب في حرمان المريض من الأكسيجين بنسب تختلف باختلاف شدة المرض .

 

ما هي المكونات الأساسية لمرض الربو من الناحية المرضية؟

 

  مريض الربو الشعبي لديه مكونان أساسيان إذا تواجدا فهو مريض ربو وهما ضيق الشعب والتهاب جدرانها  فضيق الشعب سببه انقباض العضلات  المحيطة بالشعب وانتفاخ جدرانها وإفراز  المخاط داخلها.أما بالنسبة للالتهابات المزمنة في جدران الشعب فهي ناتجة عن التعرض المستمر للمهيجات الخارجية مما يتسبب في حدوث التفاعلات طويلة الأمد ولذلك تحدث هذه الالتهابات المزمنة بعد فترة كبيرة من الزمن.

 

 

هل يصيب الربو كل الأعمار؟ أم أن هناك عمرا ما تكثر فيه الإصابة؟

 

    يجب أن يوضع في الاعتبار أن الربو يصيب كل الأعمار ، وإن كانت مرحلة  الطفولة هي أكثر المراحل التي يصيبها المرض وتخف حدة المرض في الأطفال كلما اقتربوا من سن البلوغ ، لكن ليس هناك ضوابط أو ضمانات أو علامات محددة تبين من هو الطفل الذي ستتحسن حالته من الطفل الذي  سيبقى كما هو ،

والفئة العمرية الثانية التي  تتلوها هي فئة البالغين في بداية العقد الثالث من العمر.

 

 

هل وجد الطب علاجا حاسما لهذا المرض؟

 

حتى الآن لم يجد الطب علاجا حاسما يمكن أن نقول أنه قد قضي به تماما على هذا المرض ولكن يمكن تخفيف حدة المرض عن طريق أخذ العلاج المناسب لكن لا يمكن استئصاله نهائياً مثله في ذلك مثل معظم الأمراض المزمنة ، لذلك لو خفت أعراض المرض في مرحلة من مراحل العمر فهذا لا يعني أن المرض قد قضي عليه تماما  فهو قابل للرجوع في أي وقت من العمر

ولهذا كان أحد عمالقة أساتذتنا في الأمراض الصدرية وهو  الأستاذ الدكتور السيد سالم يقول إن مرضا كمرض السل الرئوي على ما يحاط به من هالة من الرعب والهلع هو في اعتباري أهون وأسهل في علاجه وفي التعامل معه من مرض الربو الشعبي الذي لم يوجد له علاج حاسم لأنه مرتبط بعوامل بيئية وخارجية وداخلية وليس مسألة ميكروب يمكن القضاء عليه بنوع أو أنواع مجتمعة من المضادات الحيوية كما هو الحال في السل الرئوي الذي عرفت الجرثومة المسببة له  ويتم توجيه المضادات الحيوية المناسبة لها مع تحقق شرط انضباط المريض في العلاج أما الربو الشعبي ففي أي لحظة يمكن أن ينتكس المريض إذا حاصرته أسباب تهييج نوبة الربو عنده وهذا أمر قد لا يكون في إمكان المريض التحكم فيه في كل وقت.

ولكن الذي يجب أن يذكرهنا أن الكثير من التطور العلمي حدث في السنوات الأخيرة بما يستحق أن نسميه طفرة علاجية كبيرة تبشر بالخير

 

ما هي أسباب المرض؟

 

     يمكننا أن نصنف الربو من حيث الأسباب إلى صنفين رئيسيين :

* الربو الناتج عن التعرض لعوامل خارجية كالغبار وعوادم السيارات والروائح النفاذة وعثة غبار المنزل والتدخين.

* الربو الناتج عن عوامل داخلية مثل العوامل النفسية ، الدورة الشهرية ،الحمل...الخ .

 

لماذا انتشر الربو إلى هذه الدرجة؟ ولماذا - وبالرغم من التقدم المذهل في الطب- لم تحسم مشكلة الربو حتى الآن؟

 

     هناك سبب رئيسي في هذا المضمار وهو أن المريض نفسه لا يأخذ الجرعة الكافية  للسيطرة على المرض لأنه بمجرد أن يشعر بالتحسن والارتياح يتوقف عن استكمال العلاج ، أو لا يستمر في أخذه  بشكل منتظم كما نصحه الطبيب  ويصاحب ذلك عدم حرصه على الحضور في مواعيد العيادة التي يضعها له الطبيب لاعتقاده أنه أصبح سليماً.

أو أن الحالات التي يتم تشخيصها  بالفعل على أنها ربو شعبي لم يوصف لها  القدر الكافي من الجرعات الدوائية  ولذلك تعود النوبات على فترات متقاربة أو لا تنتهي النوبة بنوع من الارتياح التام وتبقى بقايا من المرض (residuals)

وهناك أسباب أخرى منها  أن الكثيرين  من مرضى الربو لا يتم تشخيصهم  ابتداءً على أنهم مصابون بالربو ، بسبب ظهور المرض في غير صورته المألوفة  ( مثلاً  يغلب عرض السعال فقط أحيانا  في بعض الأطفال دون ظهور الأعراض الأخرى المميزة للربو ) وخصوصا عندما يفحصون بواسطة أطباء غير متخصصين   ، فيصفون لهم  أدوية أخرى  كالمضادات الحيوية بدون داعٍ لها بينما تبقى المشكلة الأصلية كما هي  ولم يوجه لها العلاج المناسب.

 

هل للربو باعتباره مرضا مزمنا  آثار أخرى غير الآثار الصحية ؟

 

     يترك المرض أثرين هامين على المريض  :

1) الأثر المباشر على الصحة : الذي  يتمثل في القلق وعدم الراحة أثناء النوم وعدم القدرة على ممارسة الرياضة  والخوف من بذل أي مجهود جسماني خشية التعرض للنوبة ، كما قد يسبب تأخراً في النمو عند الأطفال في الحالات الشديدة.

2) الأثر النفسي والا جتماعي : وهذا الأثر يترسب من تغيب المريض عن العمل والأطفال عن الدراسة مما يجعل مريض الربو يشعر دائما أنه مختلف عن الآخرين ويولد لديه شعورا بالخجل وبالخوف من سخرية الزملاء خصوصا عند الأطفال في المدرسة والحي.

 

كيف يحدث الربو؟

 

 عندما يتعرض المريض للمرة الأولى للمهيج ، تفرز بعض خلايا الدم أجساماً مضادة تسمى

Immunoglobuline E

أو اختصارا

IgE

تلتصق بالجدار الخارجي لخلايا تسمى خلايا ماست

 عند التعرض المتكرر للمهيجات لا تصلح  هذه المواد  للتعامل مع المهيجات لأنها تعمل لعدة ساعات وينتهي مفعولها، ويسمى ذلك بالتفاعل قصير الأمد لمريض الربو ولذلك يحتاج الجسم مع تكرار التعرض للمهيجات إلى استدعاء خلايا أكبر يستمر عملها لفترات أطول وهو ما يسمى بالتفاعل طويل الأمد لمرض الربو. هذا التفاعل طويل الأمد تصاحبه التهابات مزمنة بجدار القنوات الهوائية بالرئتين.   تؤدي هذه الالتهابات المزمنة إلى انقباض القنوات الهوائية وانحباس الهواء داخل الصدر وظهور الأعراض المعروفة عند التعرض للمهيج.  

ما هي الصورة السريرية أو الإكلينيكية التي يظهر بها المريض المصاب بهذا التشكيل المرضي (ضيق+ التهابات بالشعب) ؟

  هذا التشكيل المرضي يظهر على المريض في صورة أربعة أعراض رئيسية هي :

1- سعال.

 2-أزيز.

 3- ضيق في التنفس. 

4- إحساس  بثقل في  الصدر

 

 

ما هي المهيجات المسببة لنوبة الربو؟ وماهي طرق الوقاية منها؟

      هناك عوامل مهيجة للمرض تختلف من شخص لآخر تتسبب في حدوث نوبات الربو عند التعرض لها ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر   

1- نزلات البرد والزكام والتعرض لتيار هوائي بارد بشكل مفاجئ ، والتي تعتبر من أهم العوامل المهيجة للنوبات.

 

  الوقاية : الحرص على محاولة تجنب التعرض لنزلات البرد والراحة أثناء حدوثها وعدم التعرض للتيارات الهوائية الباردة بقدر الإمكان

 

2- التدخين بسائر أنواعه وصوره وأشكاله يعتبر  كذلك من أهم المهيجات لنوبة الربو سواء كان المريض مدخنا أو متواجداً في مكان يدخن فيه آخرون ( التدخين السلبي ) .

 

الوقاية : يجب أن يمتنع مريض الربو عن التدخين وعن مخالطة المدخنين بالأخص في الأماكن المغلقة والسيارة وغرفة النوم .                                                     

3- العطور والبخور  والمبيدات الحشرية ومعطرات الجو والمنظفات  ومواد الطلاء.

 

الوقاية : تحاشي التعرض لروائح العطور والطلاء  ودخان المصانع والمنظفات والمبيدات الحشرية أو على الأقل عدم التواجد لحين ذهاب رائحتها

 

4- الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب والخيول وكذلك الحشرات المنزلية مثل الصراصير وعموما كل الحيوانات الأليفة والطيور والحشرات التي تحيط بنا ونتعامل معها

 

الوقاية : يجب في حالة وجود مريض ربو الامتناع تماما عن اقتناءالحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب والطيور ، أو على الأقل إبعادها عن غرفة النوم وغرفة المعيشة ، مع العلم أنه حتى لو استبعدت هذه الحيوانات فإن المواد المثيرة للربو قد تظل عدة شهور مما يجعل التحسن بطيئاً .

 

5- والشيء الذي قد يخفى على كثير من الناس هو عثة غبار المنزل : وهي  كائنات مجهرية لا ترى بالعين المجردة وتتواجد بغزارة  في الأثاث والمفروشات المنزلية ، كالسجاد، والموكيت والبطانيات وفرش الكنب  وقماش الستائر، ،  والعاب الأطفال التي تحتوي  على الفرو أو الصوف ( وهذه ينسى تنظيفها دائما بالمكنسة الكهربائية ) رغم أن العثة تعتبر  من أهم المهيجات لنوبة الربو والصورة التي ترونها هي صورة مكبرة للعثة

   

الوقاية : هذه بعض الإرشادات للتقليل من تأثيرها لأن إزالتها بالكلية أمر متعذر مهما كانت درجة نظافة المنزل :

 

* التهوية الجيدة للغرف عموما ولغرفة النوم على وجه الخصوص والسماح للشمس بدخول المنزل أكبر فترة ممكنة .

* عدم استخدام ألعاب الفرو ما أمكن لأنها مصدر رئيسي لتجمع العثة فإذا اصر الأطفال على تواجد هذه الألعاب في  المنزل فيجب من حين لآخر وضع هذه الألعاب في الفريزر لمدة ست ساعات للقضاء على العثة  ثم استخدام المكنسة الكهربائية  لإزالة العثة .

* ينصح باستخدام المكانس الكهربائية المحتوية على فلاتر خاصة لا تسمح للغبار بالخروج من الطرف الآخر للمكنسة

* عدم تواجد المريض أثناء عملية الكنس .

* فرش الأرض بالسيراميك أو البورسيلين  أوبالفينيل البلاستيكي بدلاً من الموكيت.

* تغيير  فراش السرير والوسائد بصفة مستمرة ويفضل يوميا وغسلها  بماء ساخن و تجفيفها جيدا تحت أشعة الشمس أوبالمجفف الكهربائي  .

* تغطية الوسادة ومرتبة السرير بغطاء طبي خاص ( غطاء بلاستيكي مثلاً ) .

* استبدال الوسائد المحتوية على الريش والقطن بأخرى صناعية .

* استخدام الستائر المصنوعة من النايلون أو أشياش الألمنيوم بدلا من القطنية .

 

6- الأدوية : مثل الأسبرين وبعض الأدوية المسكنة للألم مثل البروفين وكذلك بعض أدوية الجهاز الدوري وبعض قطرات العين المحتوية على مضادات بيتا.

 

الوقاية : يجب على مريض الربو  عدم استخدام الأدوية المهيجة للربو مثل الأسبرين  والبروفين و بعض أدوية الجهاز الدوراني التي تحتوي على ( Beta blockers ) أو حتى قطرة العيون المحتوية على هذه المجموعة الدوائية.

 

7- الرياضة : تترسب النوبات عادة بعد الانتهاء من  أنواع الرياضة التي يتعرض فيها المرء  لدخول الهواء البارد والجاف  لمجاريه التنفسية مثل رياضة العدو  أو كرة القدم وما شابهها ؛ لذلك كانت رياضة السباحة من أفضل أنواع الرياضة التي يمكن لمريض الربو أن يمارسها دون حدوث نوبات ربو.

 

الوقاية : يجب على مريض الربو أن لا يتوقف عن ممارسة الرياضة إطلاقاً من أجل المرض ولكن يستشير الطبيب في نوع الرياضة التي تلائمه وبذلك  يمارس حياته بشكل طبيعي وينصح بالأمور التالية :

* أن يستخدم البخاخ الموسع للشعب الهوائية قبل البدء في الرياضة بربع ساعة  ، وأن يبدأ النشاط الرياضي بالإحماء أولاً (التسخين) .

* إذا أحس المريض باي نوع من أعراض بدايات حدوث النوبة فعليه التوقف فورا عن الرياضة وأخذ العلاج المناسب حسب الإرشادات المسبقة لطبيبه المعالج.

* وكما ذكرنا تعتبر السباحة من أفضل أنواع الرياضة لمريض الربو.

 

8- العفن: العفن عبارة عن فطريات تنمو على الأطعمة وفي الأماكن قليلة التهوية كالمخازن والأدوار الأرضية التي لا ترى الشمس والأماكن الرطبة وأركان الغرف التي لا تصلها يد التنظيف بسهولة.

الوقاية : يجب تهوية المخازن والأماكن الرطبة وتعريضها لأشعة الشمس من وقت لآخر وعدم جلوس المريض بها لفترات طويلة .

9- وللضغوط النفسية أثر ملحوظ في ترسيب نوبة الربو .

الوقاية : يفضل تجنب الضغوط النفسية قدر الإمكان وأخذ قسطٍ  كاف ٍ من الاسترخاء والراحة الذهنية عند التعرض للأزمات والرضا بما قدره الله وتعلم فن التعامل مع الأزمات ( فن إدراة الأزمات).

10- حبوب اللقاح: 

تتطاير حبوب اللقاح في الهواء  وتزداد في الأماكن الزراعية والبساتين خلال مواسم التلقيح.فيستنشقها الإنسان مسببة نوبات الربو

الوقاية : ينصح المريض بالبقاء داخل المنزل وإغلاق النوافذ في مواسم تطاير حبوب اللقاح عندما يكون عدد حبوب اللقاح كبيراً في الهواء وعدم الاقتراب في تلك المواسم من الأماكن الزراعية والبساتين فإن ذلك يساعد إلى حد لا بأس من تخفيف نسبة التعرض لهذه الحبوب .

 

 

 
هل لبعض المأكولات دور في تهييج المرض..؟

 

 

دور المأكولات في تهييج المرض ليس مؤكداً وإن كانت أصابع الاتهام قد أشارت إلى بعض المأكولات مثل البيض ، الحليب  ، السمك ،المانجو ، وبعض المواد الحافظة مثل التارترازين وهوصبغ غذائي أصفر اللون معتمد.

وعموما ينصح  المرضى بتجنب المأكولات التي يشعرون أنها قد تسبب لهم نوبات الربو ويختلف ذلك من مريض لآخر.

 

ماذا عن الربو والحمل ؟

 

      يختلف تأثير الحمل بين النساء من امرأة إلى أخرى فقد تسوء الحالة أو تتحسن أو تظل كما هي وليس هناك قاعدة محددة وهناك دراسات تفيد بأن ثلث حالات الربو تسوء خلال الحمل، والثلث الآخر يتحسن والثلث الأخير يظل كما هو ، لكن الأمر المؤكد أن المرأة الحامل والمصابة بالربو الخارج عن السيطرة تكون أكثر عرضة للمضاعفات خلال الحمل سواء  على الأم مثل :  (تسمم الحمل ، ارتفاع ضغط الدم ، النزيف المهبلي ، ارتفاع معدل الوفيات للأمهات)  أو على الطفل مثل : (نقص وزن الجنين ، الولادة المبكرة، ، اختناق الجنين) ولذا فإنه من المهم جداً المحافظة على استقرار حالة الربو قبل الحمل و الاستمرار في تناول العلاج أثناء فترة الحمل والولادة ، لأنه ومن خلال دراسات عالمية كثيرة وجد أن خطورة المضاعفات التي تحدث نتيجة عدم التحكم الجيد بالمرض أكبر بكثير من مخاطر استعمال علاجات الربو ، وتعتبر أزمات الربو الحادة لدى الحوامل من الحالات الطارئة التي يجب علاجها بسرعة (في المستشفى) لحين استقرار الحالة .

 

العلاج

 

     كما ذكرنا فإن العلاج في حالة مرض الربو الشعبي لا يعني –حتى الآن - القضاء النهائي على المرض لأننا أوضحنا أن الربو مرض مزمن ولكن يعتبر العلاج ناجحا إذا وصلنا إلى تحقيق الآتي في أحسن صورة :

 

* الاقتراب من مرحلة الخلو من أعراض المرض أو أقل ما يمكن منها .

* الوصول إلى أقل عدد من النوبات الحادة .

* استخدام أقل عدد من موسعات الشعب الهوائية قدر الإمكان .

* تمكن المريض من ممارسة حياته الطبيعية دون أي معوقات في معظم الأوقات .

* أن يستطيع  المريض  ممارسة الرياضة دون حدوث مشاكل مرضية أثناء أو عقب الرياضة .

 

وعليه فإن  جزءا كبيرا من العلاج يكمن في الوقاية بإزالة وتجنب  المهيجات وهنا يأتي دور التوعية والتثقيف الصحي ولهذا نقول إن قاعدة السلامة الذهبية لمريض الربو الشعبي هي :  (تجنب المهيجات يعتبر الجزء الرئيسي في الوقاية من حدوث النوبات المرضية)

 

نصائح علاجية لمرضى الربو

 

* أهم ما ننصح به مريض الربو هو المتابعة الدورية المنتظمة لان الربو مرض مزمن، لذا يجب على المريض مراجعة الطبيب بانتظام.

*  مشكلة الكثير من مرضى الربو أنهم يتوقفون عن مراجعة العيادة عندما يشعرون بتحسن ولا يأتون إلا عندما تسوء الحالة.

* ومن الطبيعي أن  عدد الزيارات للطبيب يمكن أن يقل كلما تحسنت حالة المريض، ولكن في كل الأحوال يجب أن لا تنقطع مراجعة الطبيب بشكل عام.

* عند تحسن الحالة – وبمشورة من الطبيب - يمكن تقليل جرعة الدواء لأقل مستوى ممكن والاستمرار عليها فترة طويلة.

* يوقف الدواء من قبل الطبيب فقط وليس من قبل المريض إطلاقاً.وذلك عندما  تمر فترة طويلة دون معاناة من أي  أعراض أو نوبات حادة وتمر فترة طويلة لا يسجل فيها أي احتياج لاستعمال البخاخات فإن الطبيب وحده حينئذ - وليس المريض- هو الذي يتخذ القرار المناسب.

 

نصائح خاصة لمريضات الربو عند والولادة

 

* تعتبر أزمات الربو الحادة نادرة الحدوث أثناء الولادة بسبب إفراز كميات كبيرة من هرمون الكورتيزون في الدم في تلك الفترة .

* تنصح المرأة الحامل بضرورة   استمرار تناول علاجات الربو الموصوفة من قبل الطبيب وعدم التوقف عن استعمالها حتى أثناء الولادة إذا دعت الحاجة إليها.

* من الممكن أن تلد مريضة الربو ولادة طبيعية، إلا إذا كانت هناك ضرورة طبية لأن تلد بعملية قيصرية حسب توصية الطبيب المختص .

* إذا احتاج الأطباء إلى استخدام التخدير فينصح باستخدام  التخدير الموضعي بدلاً من التخدير العام لدى مرضى الربو.

* قد يحتاج الأطباء  لاستخدام مادة بروستاجلاندين ف2 (Prostaglandin F2) لحفز عملية الولادة  حينئذ ينبغي توخي الحذر إذا استعمل هذا العقار  لمريضة ربو فقد يتسبب في ترسيب نوبة ربو.

 

نصائح خاصة لمريضات الربو عند الإرضاع

 

* باستثناء مادة الثيوفيللين التي قد تظهر في حليب الأم( بنسبة أقل من 1%) وهي نسبة قليلة على كل حال ، فإن كل الأدوية المستعملة في علاج الربو لا تفرز في حليب الأم ولذلك فهي لا تشكل أي خطورة على الطفل الرضيع أثناء فترة الرضاعة.

* ولكن هل تؤثر عملية الإرضاع نفسها على الأم المصابة بالربو سلبا أو إيجابا؟ الدراسات تقول إن الرضاعة الطبيعية تباعد بين فترات الإصابة بنوبات بالربو لذا يجب على الأم أن تستمر في  إرضاع طفلها رضاعة طبيعية حتى ولو كانت مصابة بالربو

 

حديث خاص إلى والدي الطفل المصاب بالربو

 

* الربو مرض شائع وقد يكون خطيراً إذا لم يتم علاجه والسيطرة عليه

* العلاج المستخدم للربو له فوائد وإيجابيات أكثر بكثير من  سلبياته القليلة.

* الربو مرض يمكن التحكم فيه  بإذن الله.

* الربو مرض مزمن ، ولذا يجب التعايش معه بطريقة صحيحة حتى لا يؤثر على حياة العائلة بأكملها. ولذا يجب أن يفكر اولياء الأمور بحكمة ويستشيروا الطبيب قبل الإقدام على أي نوع من أنواع فرض القيود على حياة الطفل ونشاطه.

* يجب أن توطن الأسرة نفسها على أن نوبات الربو  قد تعود في الظهور عند الأطفال بين فترة وأخرى فقد يتحسن الطفل بصورة ممتازة ثم ينتكس مرة أخرى فيجب ألا يصيب هذا الأمر الأسرة بالإحباط أو اليأس.

*  قد يشفى الطفل ويختفي المرض وقد يظهر مرة أخرى أو مرات عديدة بعد سن البلوغ أو في متوسط العمر ولكن في معظم الأحيان فإن الأطفال الذين يصابون بنوبات  متكررة وشديدة في مراحل الطفولة المبكرة غالباً تتكرر معاناتهم في مراحل سنية أخرى من العمر.

* أهم أسباب تكرار حدوث النوبات هو وجود المهيجات والتي منها التدخين فإذا كان في الأسرة من يدخن فليتق الله في هذا الطفل المسكين الذي هو ضحية لغبار هذا التدخين.

* ينبغي للأسرة أن تحرص على أن يأخذ الطفل بخاخته معه في المدرسة وأن تفهمه أن هذا لا يصيبه بأي نوع من الحرج .

* يسير علاج الربو عند الأطفال في 3 خطوط رئيسية :

أولاً : تجنب مهيجات الربو واهمها :عثة غبار المنزل والتدخين والروائح والهواء الملوث والفرو الموجود في لعب الأطفال وشعر  الكلاب والقطط المنزلية وحبوب اللقاح المتواجدة بغزارة في الحدائق والبساتين وإهمال علاج نزلات البرد.

ثانياً : الاهتمام بالدواء الموصوف وعدم تغيير أي شيء فيه دون استشارة الطبيب،وتوفير الدواء في كل الأوقات والظروف والأماكن.

ثالثاً : الوعي الكافي بالمرض ومهيجاته وطرق التعامل مع حالات الطوارئ فيه.

 

ما الذي يجب أن يعرفه طاقم المدرسة عن الطفل مريض الربو ؟

 

1) قد يكون لدى  كثير من المعلمين خبرات ضئيلة في التعامل مع حالات الربو الحادة التي تصيب الأطفال ولذلك يجب على المعلمين أن يعرفوا القدر الكافي من التثقيف الصحي اللازم للتعامل مع حالات الربو كي  يمكنهم تقديم الإسعافات اللازمة لهؤلاء التلاميذ .

2) ينبغي على طاقم التدريس أن يشرح لبقية الأطفال غير المصابين بالربو أن هذا المرض أمر طبيعي وأنه غير معدٍ للآخرين وأن هناك من الأطفال من هو مصاب بالسكري وهناك من هو مصاب بسيولة الدم ومن هو مصاب بأمراض في القلب..وهكذا؛ فلا يجب السخرية من  زميلهم مريض الربو بل يجب بث روح محبة هذا الزميل والتسابق في تقديم المساعدة إليه إذا دعت الحاجة.

3) في كثير من الأحيان قد لايحتاج الطفل إلى أخذ علاجه معه في المدرسة لأن معظم الأطفال يحتاجون للعلاج 2-3 مرات يومياً ولذلك يمكنهم أخذ جرعات العلاج في المنزل .

4) ينبغي أن يكون هناك كارت علاج خاص بالطفل يكون  همزة الوصل بين المدرسة والبيت والطبيب .

5) طبيب و ممرضة المدرسة لهما دور كبير في الاهتمام بالأطفال المصابين بالربو في مدرستهم ويجب عليهم تدوين أسمائهم في سجل خاص وتوفير احتياطات علاجية تلائمهم في حالة عدم اصطحاب الأطفال لعلاجاتهم .

6) كما يجب على الطاقم الطبي والصحة المدرسية المرور على هؤلاء الأطفال دوريا لمتابعة حالتهم الصحية والنفسية .

 

داخل منزلك تكون الوقاية

 

1- حاول تخفيض مستويات الرطوبة داخل المنزل إلى أدنى مستوياتها

2- لا تضع نباتات الزينة داخل المنزل ولكن ضعها بالخارج ( بشرفة المنزل مثلا أو بالحديثة )

3- تعتبر الحمامات والمطابخ أهم مصدر للرطوبة في المنزل لذا يجب أن توضع فيها شفاطات لإزالة بخار الماء ومنع تكثفه على الجدران

4- يجب منع الحيوانات الأليفة من دخول غرفة نومك ومن الأفضل منعها تماما من التواجد داخل المنزل عموما.

5- تجنب وضع الموكيت والسجاجيد والبسط السميكة واستخدم بدلا منها أرضيات السيراميك أوالباركيه أوالبورسلين أوالرخام.

6- تجنب الستائر السميكة التي يمكن أن يتجمع بها الكثير والكثير من العثة المنزلية

7- تجنب الأثاث ذا التعاريج والقطع المتداخلة الكثيرة الذي يمكن من خلاله تجمع الغبار الكثير

8- تجنب الأثاثات المنزلية المصنوعة من القماش والجلد واستعمل بديلا عنها الأثاثات المصنوعة من الخشب  او البلاستيك.

9- تجنب الأغطية القطنية السميكة للأرائك واستخدم بديلا عنها  أغطية البوليستر.

10- تجنب حشد الكثير من الكتب والصحف في رفوف مكتبتك المنزلية واستخدم بديلا عنها أقراص الكمبيوتر لتخزين قدر أكبر من المعلومات ولتقليل تراكم الغبار في المنزل.

11- تخلص بسرعة وبصورة منتظمة من المجموع الورقي غير المرغوب فيه ( مثل الصحف اليومية ...) .

12- تجنب تواجد الكثير من المواد الكيماوية المصنوعة للاستخدامات المنزلية مثل العطور والروائح وكولونيات الجسم وملطفات الشعر والأصباغ والطلاءات و.....

13- المنظفات ذات الرائحة النفاذة يجب تفادي استخدامها منزليا

14- تجنب الوسائد والمفارش القطنية واستخدم الوسائد المصنوعة من الفوم واجعل الوسائد في أماكن جافة و لا ينبغي وضعها في أماكن عالية الرطوبة.

15- كصورة مثالية يجب وضع الوسائد القطنية داخل أكياس من البلاستيك ، وإن كان هذا الأمر يتسبب في أصدار أصوات مزعجة من الأكياس البلاستيكية.

المصدر: المنتدى الطبى الإسلامى .
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 145/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
49 تصويتات / 10005 مشاهدة
نشرت فى 7 سبتمبر 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,878,008

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters