يعزى إلى خلل في المناعة والتشخيص المبكر له يساعد في علاجه , الالتهاب المفصلي الروماتويدي هو عبارة عن التهاب مزمن غير معروف السبب، يصيب المفاصل في أجزاء الجسم المختلفة بصورة متوازية في الجانبين الأيمن والأيسر ويؤثر في أغلب الأوقات على المفاصل الصغيرة لليد. ويتسبب هذا الالتهاب بإتلاف الغشاء الزلالي الذي يربط بين العظام والمفاصل، ويعد أحد أهم أنواع التهابات المفاصل المسببة للإعاقة.
سبب هذا المرض غير معروف، ولكنه يعزى إلى خلل في جهاز المناعة، إذ تقوم بعض خلايا المناعة المنوط بها مهاجمة الميكروبات، بمهاجمة الخلايا المبطنة للمفاصل.

وهناك نظريات على أن الخلل في جهاز المناعة يعود إلي عوامل جينية أو عوامل بيئية أو يعود إلى أنواع من الفيروسات غير معينة. ويؤثر المرض أيضا على أجزاء أخرى من الجسم، كالرئة والأوعية والشعيرات الدموية، والقلب والعين. ولم يعرف حتى الآن ما الذى يثير جهاز المناعة ويجعله ينتج تلك المضادات المهاجمة المسببة للالتهاب، الذي من الممكن أن يدمر جميع مكونات المفصل.

ويصيب المرض النساء أكثر من الرجال وفي أي مرحلة من العمر، لكن تحدث الإصابة بالمرض بصورة أكبر بين عمر الثلاثين والخامسة والأربعين.

أعراض المرض أهم أعراض المرض، الشكوى من الآم وتصلب فى المفاصل عند الاستيقاظ، حيث يجد المريض صعوبة فى فتح أو ضم الأصابع أو تحريكها وصعوبة عند استخدامها، وذلك حسب حدة المرض، ويستمر ذلك عادة فترة ساعة أو أكثر، يصاحب ذلك إحساس بالخمول والتعب والإرهاق مع ارتفاع طفيف غير ملاحظ فى درجة الحرارة، وتشبه فى ذلك أعراض الانفلونزا التى تسبق ظهور التهاب المفاصل الصريح بأسابيع أو عدة أشهر، الذي عادة ما يصيب عدة مفاصل بصورة متوازنة على الجانبين فيستهدف مفاصل متشابهة على كل من جانبي الجسم خاصة مفاصل الأصابع، قاعدة الأصابع، الرسغين، الكوعين، الركبتين، الكاحلين، القدمين. عند ذلك يشكو المريض من انتفاخ المفاصل وألم يصاحبه أحمرار ودفء عند ملامستها، ويحدث ذلك نتيجة لتجمع السائل الزلالي بكثرة في المفصل المصاب، مما يعوق المريض من ممارسة أعماله اليومية البسيطة والوظائف الحيوية كالأكل وارتداء الملابس، وحتى السير وأي عمل يستدعي استخدام اليدين والقدمين، وقد يعاني المريض من حالة نشاط للالتهاب الحاد في الغشاء الزلالى (الهلامي) يستمر من بضعة أسابيع الى شهور ثم يزول، وعندما يخف الالتهاب يشعر المريض بتحسن فى جسمه بصورة عامة ويبدو أكثر نشاطا.

المضاعفات وأكثر ما يظهر التلف في هذا المرض على المفاصل، لكنه قد يصيب أجهزة الجسم المختلفة بالكامل، وخاصة القلب والعينين والرئتين والأوعية الدموية والعقد الليمفاوية والطحال، فيشتكى المريض من الهزال والأنيميا، أو يصاب بإحدى مشاكل العينين كالاحمرار والجفاف كالإحساس بوجود أجسام غريبة أو شعر أو وجود تراب بالعين، أو أن يشتكي من حرقان بالعين أو حكة جلدية حولها.

كما وقد تظهر بعض حبيبات التهابية جلدية( rheumatoid nodules) كنتوءات تحت الجلد يتراوح حجمها بين حبة البازلاء وحبة الجوز عند مناطق الضغط كالكوعين، وعلى امتداد الأوتار أو أسفل أصابع القدمين، وتزول وتختفي من تلقاء نفسها.


لا يمكن التنبؤ بخط سير المرض؛ فمنذ البداية يتأرجح بين الهدوء والنشاط، حيث تهدأ الأعراض تماما لفترات قد تتعدى الأسابيع الى شهور ثم تبدأ بالنشاط مرة أخرى وهكذا دواليك، ولكن الأمر المهم المتفق عليه هو سرعة تشخيص المرض والبدء بالعلاج لتجنب المضاعفات الأليمة للمرض، فإذا لم يتم التعامل مع المرض بتشخيص وعلاج مبكر وطريقة مناسبة، فسوف يؤدي ذلك إلى التهاب مفاصل مزمن ومن ثم تآكل المفاصل، ويحدث نتيجة لذلك نوع من التشوهات وضمور في العضلات، وينتقل المريض إلي مرحلة مزمنة يصعب فيها أداء العمليات الحيوية، وهذا عند أغلب المرضى وإن كان هناك بعض الاختلافات حول كم من الوقت يحتاج المريض في حالة عدم العلاج لتحدث لديه هذه التشوهات، والتي تختلف من حالة إلى أخرى. وفي جميع الأحوال يحدث ذلك إذا لم يتم التعامل مع المرض بطريقة سليمة منذ البداية، فالذي يحدث أن السائل الهلامي الموجود في المفاصل بكمية بسيطة له دور في تغذية المفاصل وكذلك في مساعدة المفصل على الحركة، لكن مع الإصابة بالمرض يحدث التهاب في الغشاء، حيث يحدث تجمع للسوائل كما أسلفت، ويكون السائل محتوى على الكثير من المواد المضادة المسببة للالتهاب، والتي هي ضارة بالمفصل، فيحدث التآكل وبالتالي يتحطم المفصل ويتشوه، ويفقد المريض القدرة على استخدامه.

ويمكن أن يصاب المريض حال تأخر العلاج بهشاشة العظام، وقد تؤدي هشاشة العظام إلى سهولة تكسر المفاصل والعظام وتشوهها.

أما من جهة الأجزاء الأخرى من الجسم، فقد تصاب الرئتان بالتليف، وتجمع السوائل ما بين أغشية الرئة الداخلية والخارجية، وقد تتأثر الأعصاب الطرفية، وفي بعض الحالات المتقدمة ممكن أن يؤثر المرض على عمل الكلى، وعادة ما يصبح مرضى الروماتويد أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب كتصلب الشرايين والأوعية الدموية من غيرهم.

سبل العلاج أن أهم الأمور فى العلاج هو التشخيص السليم المبكر، ومن ثم الاهتمام بتوعية المريض بشكل مختصر وواضح وسهل الفهم عن ماهية المرض وأسبابه وأهمية العلاج، وماهية المضاعفات ومدى خطورتها حال عدم الانتظام في أخذ العلاج، ومثل هذه التوعية تساعد المريض على فهم وتقبل حالته والاهتمام بنفسه وعلاجه. ثم تأتي مرحلة العلاج غير الدوائي والتي تنصب في العلاج الطبيعي، وتكمن سهولة علاج المريض بالعلاج الطبيعي في مدى تقدم حالته، ويتم العلاج عن طريق عمل حماية طبيعية للمفصل بالحث على تقوية العضلات المحيطة بالمفصل، والعلاج الطبيعي خطوة مهمة جدا وأساسية فى العلاج.


* العلاج الدوائي: هنالك الكثير من العقاقير الطبية التي تستخدم في علاج التهاب الروماتويد المفصلي، وهناك خيارات كثيرة حسب جنس المريض وحسب عمره وحسب وجود أمراض أخرى يحملها المريض يمكن أن يسبب بعض الأدوية مضاعفات له فيها، وأيضا هناك خيارات للدواء تتم حسب العمر بالنسبة للسيدات المصابات، وأيضا يعتمد الاختيار إذا كانت المرأة مرضعا أو راغبة في الحمل أو حاملا، فهناك بعض الأدوية لا تستخدم إذا كان هناك حمل لما فيها من خطورة على صحة الجنين، وهناك الأدوية الأخرى التي تعمل على تثبيط الالتهاب والعمل على ضموره كمضادات الالتهاب سواء كانت الاستيرويد أو غيرها.


أول العقاقير المستخدمة هي الأدوية اللا ستيرودية المضادة للالتهاب، وخاصة الأسبرين وبدائل الأسبرين للتقليل من الشعور بالألم والالتهاب، فإن لم يكن لها فعالية في العلاج خلال الأسابيع الأولى، فإن أغلب الأطباء يضيفون عقاقير تتعامل مع جهاز المناعة، مثل الهيدروكسيكلوروكين أو الميثوتريكسات والتي لها مضاعفات يجب أن تشرح للمريض، وفي الماضي كانت تستعمل هذه الأدوية كملاذ أخير، ومن المعلوم الآن أن الجرعات المنخفضة لتلك العقاقير التي تؤخذ في بدايات المرض يمكنها تحسين العلاج، ومن ثم يمكن أن توصف بعض العلاجات الأخرى والتي تعمل كمضادات للروماتيزم عن طريق تغيير وتقليل الالتهاب بصورة تفاعل مع الجهاز المناعي للجسم، بحيث تعمل على تثبيط المرض في مراحله الأولى، أما عقاقير الكورتيزون فتوصف لعلاج حالات التهيج المفاجئة للأعراض وقد توصف بجرعات منخفضة بشكل يومي لوقف نشاط الأعراض، غير أن الأطباء لا ينصحون بالاستعمال المنتظم للجرعات المرتفعة تفاديا لآثاره الجانبية الخطيرة.

هناك بعض الأدوية الحيوية المتوفرة في هذا الوقت ومنها ما يعطى بالوريد أو على شكل حقن تحت الجلد أو ما يؤخذ عن طريق الفم، وقد أثبتت هذه الأدوية أن لها فعالية قوية جدا، ويمكن أن تحسن من التخلص من المرض بطريقة سريعة وفعالة، وذلك بسبب أن المرض في هذه الحالة يصبح في حالة كامنة، لتعاملها المباشر مع جهاز المناعة بطريقة معينة (بعض العقاقير تعمل على تثبيط الخلايا تي والخلايا بي)، بحيث يتم غلق الالتهاب الروماتويدى أو المسبب الرئيسي له، ولا تستخدم هذه الأدوية إلا تحت إشراف طبي، فلها ضوابط معينة بكيفية استخدامها ووقت استخدامها وموانع لاستخدامها. وما زالت الأبحاث مستمرة وواعدة لاكتشاف كل ما هو جديد من عقاقير لعلاج هذا المرض.


* العلاج الجراحي: يتم الاستعانة بالعلاج الجراحي حال حدوث تشوه كبير في المفصل أو تلف يعيق المريض عن استخدامه، هنا قد يصبح من الضروري التدخل الجراحي لاستبدال المفصل والاستعاضة عنه بمفصل صناعي حسب حالة المريض بصورة عامة.

 

المصدر: "جريدة الشرق الأوسط"
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 140/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
46 تصويتات / 1393 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,759,800

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters