معدلات وإشكاليات :
لا يوجد نشاط جنسى مثير للجدل والنقاش وعلامات التحذير وفى ذات الوقت يمارس على مستوى كبير مثل العادة السرية , فعلى الرغم من كل الإعتبارات الدينية والإجتماعية والأخلاقية والطبية وشبه الطبية إلا أن الثابت من الإحصاءات (خاصة تلك التى أجراها ألفريد كنزى) فإن تقريبا كل الرجال وثلاثة أرباع النساء قد مارسوا تلك العادة فى فترة من فترات حياتهم , وبعضهم استمر يمارسها بقية حياته فى حين توقف الآخرون . وقد تمت بعض الدراسات الأحدث فى بعض المجتمعات الغربية لقراءة الظاهرة إحصائيا فوجد أن 88% فى سن الخامسة عشرة يمارسون العادة السرية (الإستمناء) , وأن هذه النسبة تقل مع التقدم فى العمر . ووجد أيضا أن نصف غير المتزوجين من الرجال والنساء يمارسونها حتى سن الخمسين وما بعدها , وقد يستمر الرجل فى ممارستها حتى مراحل متأخرة من عمره. ولا توجد – حسب علمى – دراسات منضبطة فى المجتمعات العربية والإسلامية توضح لنا نسبة من يمارسون ذلك من الرجال والنساء , وهناك صعوبة فى مثل هذه الدراسات حيث تؤدى الوصمة الإجتماعية والموقف الأخلاقى والدينى إلى ميل الناس لإخفاء هذا الأمر , وبذلك تصبح النتائج غير عاكسة للحقيقة , وهذا مما يجعل الباحثين فى العلوم النفسية عازفين عن القيام بدراسات فى مثل هذه المسائل , ولكن الملاحظات الطبية والحياتية اليومية تؤكد انتشار هذا الأمر بشكل واسع خاصة لدى الشباب الذى يعيش أزمة التعرض للمغريات ليل نهار على الفضائيات وفى الإنترنت والشارع فى الوقت الذى لا تتاح له فرصة الزواج – إن أتيحت – إلا فى وقت متأخر من عمره , ومن هنا كانت أهمية دراسة هذا الموضوع برؤى متعددة ومحايدة .
التعريف :
واللفظ الأكثر شيوعا فى العصر الحالى هو العادة السرية أما فى العصور السابقة فقد كانت تستخدم كلمات أخرى للتعبير عن هذا الفعل , وفى اللغة العربية يسمى "استمناءا" عند الذكور و"تبظرا" عند الإناث , وهو يعنى الدلك بقصد للأعضاء التناسلية مع تخيلات جنسية أو بدونها للوصول إلى درجة الإنزال (القذف) . وفى هذه الدراسة قد نستخدم مصطلح العادة السرية أو الإستمناء كمرادفين للدلالة على نفس الفعل .
معركة العادة السرية:
بسبب تضارب الآراء الطبية والدينية يدخل الكثير من المراهقين والشباب فى صراع مرير ومؤلم مع العادة السرية فهم يقعون تحت ضغط وإلحاح الغريزة الجنسية وفى نفس الوقت لا يجدون منصرفا طبيعيا مشروعا لها فيلجأون للعادة السرية وربما ينغمسون فيها , ثم تطاردهم أفكار بأن ما فعلوه يؤدى إلى ضعفهم العام وهزالهم واصفرار وجوههم وحب الشباب المنتشر لديهم , والدمامل التى تصيبهم , وضعف بصرهم , والرعشة فى أطرافهم , وقلة تركيزهم وتوهانهم وشرودهم . ثم يزداد الأمر صعوبة ويزداد الضغط على أعصابهم حين يسمعون أن الإستمناء حرام , هنا تثور مشاعر الذنب وربما تستمر لسنوات , وتحدث حالة من ضعف تقدير الذات والإحساس بالدونية والقذارة والضعف والهوان .
وقد كان بعض علماء النفس يعتقدون أن حالات النهك العصبى (الشعور بالإرهاق والتعب والضعف ) قد يسببها إدمان العادة السرية . وقد ثبت بعد ذلك من الأبحاث العلمية أن تلك الحالة من الإرهاق والتعب يكمن وراءها مشاعر الخوف والذنب والصراع المرير مع الرغبة والعجز عن تصريفها أو التسامى بها , كل هذا يشكل استنزافا لقوى الشخص . ونظرا لاعتياد الشخص على الإستمناء واعتقاده بأنه مرفوض دينيا واجتماعيا وطبيا ومع ذلك يمارسه , فإن ذلك يؤدى إلى حالة من الإذدواجية حيث يظهر أمام المجتمع فى صورة الشخص المهذب المطيع , وحين يخلو إلى نفسه يفعل عكس هذا تماما , وهنا تترسب فى أعماقه فكرة أنه منافق أو مخادع أو جبان , وترتبط لديه مشاعر اللذة (أى لذة ) بالشعور بالإثم والعار .
الموقف الطبى :
وهذا الموقف تعكسه المعلومات المتوفرة فى المراجع العلمية , ونحاول أن نوجزه فيما يلى :
تعتبر العادة السرية تجربة أولية (بروفة) للعلاقة الجنسية , وهى نوع من الممارسة السرية الذاتية قبل الخروج بالممارسة إلى العلاقة الثنائية التى يوجد فيها طرف آخر . وقد يعتقد البعض خطا أن العادة تبدأ ممارستها بعد البلوغ , وهذا غير صحيح فمن المعروف أن محاولات الإثارة الذاتية شائعة ليس فقط فى سن الطفولة بل حتى فى سن الرضاعة , حيث يقوم الطفل بملامسة أعضائه التناسلية فيستشعر أحاسيس معينة نظرا لوجود أعضاء حسية جنسية فى هذه المناطق فيشجعه ذلك على معاودة هذا الفعل ,وبعضهم ينغمس فى ممارستها من وقت لآخر إلى درجة الإرهاق مما يؤدى إلى إزعاج الأهل وشفقتهم على الطفل أو الطفلة . وهذا يبدأ كنوع من حب الإستطلاع , فكما يتعرف الطفل على أصابعه وفمه يفعل نفس الشئ مع أعضائه التناسلية , ولكن ملامسة الأعضاء التناسلية يعطى قدرا أكبر من الأحاسيس السارة للطفل لذلك يعاود ملا مستها ويصبح لديه اهتماما طبيعيا بهذه الأعضاء وبما يتصل بها من أحاسيس , وقد تحاول الأم كف الطفل (أو الطفلة) عن هذا الفعل فيتوجه انتباهه (أو انتباهها) أكثر تجاه هذه الأعضاء المثيرة والمرفوضة فى ذات الوقت , وهذا ربما يثبت العادة أكثر وأكثر . وبينت الدراسات أن الأطفال يبدأون فى مداعبة أعضائهم التناسلية فى سن 15-19 شهرا من عمرهم . ولا يتوقف اهتمام الطفل على أعضائه التناسلية فقط وإنما يمتد اهتمامه إلى أعضاء الآخرين (كنوع من حب الإستطلاع) مثل الأبوين أو الأطفال الآخرين أو حتى الحيوانات . ومن هنا تبدأ محاولات الإستعراض والإستكشاف لتلك الأعضاء بين الأطفال وبعضهم , وقد يتوقف ذلك عند المشاهدة وقد يتعداه إلى الملامسة , وهى سلوكيات تعتبر طبيعية بشرط عدم الإستغراق والتمادى فيها , أى أنها تكون سلوكيات عابرة فى حياة الطفل يتجاوزها مع نموه النفسى والإجتماعى ويكتسب القدرة على الضبط السلوكى والإجتماعى فيعرف ما يجب ومالا يجب بالقدر الذى يناسب مراحل نموه وتطوره . ولكى يحدث ذلك فمن الأفضل أن لا تحاط هذه الأشياء الإستكشافية بمشاعر ذنب شديدة أو بتحذيرات مخيفة أو بعقوبات قاسية لأن كل ذلك من شأنه أن يحدث تثبيتا لهذا السلوك , ويشعل الرغبة أكثر وأكثر فى مزيد من حب الإستطلاع لهذه الأشياء اللذيذة والممنوعة فى آن واحد لدى الطفل .
ومع بداية البلوغ وزيادة نشاط الهورمونات الجنسية , تشتعل الرغبة بشكل كبير وتزيد معدلات ممارسة العادة السرية لدى المراهقين خاصة أنه ليست لديهم وسيلة أخرى لتفريغ هذه الطاقة وليست لديهم مهارات كافية للتعامل معها بشكل إيجابى , ويزيد هذا الأمر لدى المراهق المنطوى الهادئ الذى يفتقد للعلاقات الإجتماعية وليست لديه اهتمامات ثقافية أو رياضية مشبعة لأن طاقته فى هذه الحالة تتوجه أغلبها فى اتجاه العادة السرية. وفى هذه المرحلة من العمر تحدث الرغبة الجنسية ضغطا هائلا على المراهق , فهو قادر على الممارسة الجنسية ولكن القيود والضوابط الإجتماعية تمنعه من ذلك , وهنا يشعر بتوتر شديد ويبحث عن مسار آمن يخفف به هذا الضغط , فيجد أمامه العادة السرية والتى تشعره بهويته الجنسية وفى ذات الوقت لا تعرضه لمشاكل اجتماعية . ومن المعروف أن الذكور يمارسون العادة السرية بشكل أكثر من الإناث ويصلون فيها إلى درجة الإرجاز (القذف والنشوة) . وهناك فرق مهم بين ممارسة العادة السرية فى الطفولة وممارستها فى المراهقة وهو وجود الخيالات الجنسية فى فترة المراهقة , تلك الخيالات التى تلعب دورا فى تحديد الهوية الجنسية فيما بعد , فإذا كانت الخيالات المصاحبة للمارسة غيرية (أى موجهة للجنس الآخر ) تأكدت الهوية الجنسية تجاه الجنس الآخر , أما إذا كانت تجاه نفس الجنس فإن الهوية الجنسية المثلية تتأكد مع تكرار الممارسة مع هذه الخيالات . وتمتد ممارسة العادة السرية فى سن الشباب إلى أن تستبدل بالممارسة الطبيعية مع الزواج , وهناك بعض الناس يستمرون فى ممارستها بعد الزواج فى فترات تعذر الممارسة الطبيعية كالبعد عن الزوجة , أو عدم الرضا بها , أو وجود عائق مثل الحمل أو الولادة أو مرض الزوجة أو الزوج .... الخ . وفى نسبة قليلة من الأزواج قد تكون العادة السرية بديلا مفضلا عن الممارسة الجنسية الطبيعية حتى فى حالة إتاحة الأخيرة ويكون هذا نوع من التثبيت على الإثارة الجنسية الذاتية , وهنا تحدث مشاكل زوجية كثيرة نظرا لاكتفاء الزوج بالإشباع الذاتى وانعزاله عن زوجته . وقد بيّن "كينزى" (الباحث الشهير فى السلوك الجنسى) أن غالبية النساء يفضلن التنبيه البظرى أثناء ممارسة الإستمناء , وأكد "ماستر وجونسون" (وهما أيضا من أشهر الباحثين فى السلوك الجنسى) أنهن (أى النساء) يفضلن مداعبة عنق البظر وليس رأسه حيث أن الأخير يكون شديد الحساسية للإستثارة الزائدة . أما الذكور فيمارسونها عن طريق مداعبة عنق القضيب ورأسه بشئ من العنف أحيانا . وهناك طرق أخرى للمارسة لدى الجنسين حسب طبيعة ومزاج كل شخص وبعض هذه الطرق قد تحمل مخاطر للأعضاء الجنسية خاصة فى الفتيات كأن تحاول الفتاة إدخال جسم غريب فى العضو التناسلى مما يؤدى إلى فض غشاء البكارة , أو حدوث تقرحات أو التهابات فى هذه الأعضاء .
وعلى الرغم من بعض الأقوال التى تشير إلى أن العادة السرية تؤدى إلى المرض النفسى أو إلى ضعف القدرة الجنسية فإنه لا يوجد دليل علمى على ذلك , ويبدو أن هذه الأقوال مرتبطة أكثر بالتحريم الأخلاقى أو الإجتماعى ,
أما من الناحية الطبية فإن العادة السرية تصبح عرضا مرضيا فقط فى ثلاث حالات :
1 – حين تصبح قهرية , بمعنى أن الشخص لا يستطيع التحكم فيها وينغمس فيها لأوقات طويلة حتى وهو غير مستمتع بها .
2 – حين يسرف فيها إلى درجة كبيرة , فالإسراف فى أى شئ يعتبر اضطرابا يخرج عن إطار الصحة التى تتطلب الإعتدال , والإسراف هنا يؤدى إلى حالة من الإرهاق والتشوش والعصبية , ويستهلك طاقة الإنسان التى كان يجب أن توظف فى أنشطة إيجابية .
3 – حين تصبح بديلا للمارسة الجنسية الطبيعية فيكتفى بها الشخص وينصرف عن الزواج أوعن الزوجة .
ونظرا لاأن العادة السرية تمارس على نطاق واسع فى كل الثقافات لذا يرى الباحثون أنها مرحلة فى النمو النفسى-الجنسى , وأنها فى فترات معينة تكون نشاطا تكيفيا لحين توافر الممارسة الطبيعية .
كان هذا هو الرأى الطبى والذى ننقله عن عدة مصادر أهمها :
Synopsis of Psychiatry , By Sadock ,B and Sadock , V , vol 2 , 2004
وهو المرجع الأساس فى الطب النفسى فى أكثر دول العالم , وقد يختلف البعض أو يتفقون مع بعض أو كل ما ورد فيه , ولكنه يبقى رؤية طبية قائمة على الملاحظة العلمية والدراسات الإحصائية , وكعادة العلم فهو قابل للمراجعة والتعديل مع توالى الدراسات والأبحاث .
حكم الشرع فى العادة السرية (الإستمناء) :
حسب علمنا وبعد محاولات بحث وتقصى عديدة لا يوجد حديث صحيح حول موضوع الإستمناء (العادة السرية) , وكل ما ورد من أحاديث عنها إما ضعيف أو موضوع , مثل " ناكح كفيه ملعون" . وهذا يستدعى وقفة وتأملا , فعلى الرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك شيئا إلا وضّحه وتحدث فيه إلا أنه لم يتحدث عن هذا الأمر وسكت عنه مع أنه منتشر بين الناس وخاصة الشباب فى ذلك العصر وفى كل العصور , ولا يتصور أن يسكت الرسول عن أمر واسع الإنتشار كهذا الأمر نسيانا , وهذا يجعلنا نتعامل مع هذا الأمر على أنه من المسكوت عنه رحمة بالناس وتقديرا لضعفهم واحتياجاتهم . أما على مستوى القرآن الكريم فالله تعالى يقول فى سورة المعارج : "والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " ( المعارج 29-31 ) . ووردت آيات ثلاث بنفس النص فى سورة المؤمنون : " والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ) (المؤمنون 5-7) .
يقول ابن كثير فى تفسير هذه الآيات من سورة "المؤمنون" : " أى والذين قد حفظوا فروجهم من الحرام فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه من زنى ولواط , لا يقربون سوى أزواجهم التى أحلها الله لهم أو ما ملكت أيمانهم من السرارى , ومن تعاطى ما أحله الله له فلا لوم عليه ولا حرج ولهذا قال " فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك" أى غير الأزواج والإماء "فأولئك هم العادون" أى المعتدون . وقد استدل الإمام الشافعى رحمه الله ومن وافقه على تحريم الإستمناء باليد بهذه الآية الكريمة "والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم ألأو ما ملكت أيمانهم " قال فهذا الصنيع خارج عن هذين القسمين , وقد قال الله تعالى "فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون" , وقد استأنسوا بحديث رواه الإمام الحسن بن عرفه فى جزئه المشهور حيث قال : حدثنى على بن ثابت الجزرى عن مسلمة بن جعفر عن حسان بن حميد عن أنس بن مالك عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : "سبعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا يجمعهم مع العالمين ويدخلهم النار فى أول الداخلين إلا أن يتوبوا ومن تاب تاب الله عليه : الناكح يده , والفاعل والمفعول به , ومدمن الخمر, والضارب والديه حتى يستغيثا , والمؤذى جيرانه حتى يلعنوه , والناكح حليلة جاره " , هذا حديث غريب وإسناده فيه من لا يعرف لجهالته والله أعلم (ابن كثير , تفسير القرآن العظيم , الجزء الثالث , دار المعرفة , بيروت , صفحة 249, 250 ) .
وقد اختلف العلماء حول المقصود من قوله تعالى " ما وراء ذلك " كالتالى :
* الشافعية والمالكية : رأو أن العادة السرية ( الإستمناء ) تدخل فى " ما وراء ذلك " وبالتالى فإن من يرتكبها يكون من " العادون " , وبالتالى فهى حرام . وهذا الحكم يجعل العادة السرية فى مقام الزنا , ولم يقل بذلك أحد , والقول بالتحريم هنا لا يستند إلى دليل صريح .
* الحنفية : رأوا أن " ما وراء ذلك " يقصد بها الزنا فقط , وبالتالى فإن العادة السرية مكروهة , وإن ممارستها تنتقل من الكراهة إلى الإباحة بثلاثة شروط :
1- أن يلجأ اليها الشخص خشية الوقوع فى الفاحشة
2- أن من يقوم بها يكون غير متزوج
3- أن يمارسها لتصريف الشهوة إذا غلبته وليس لإثارة الشهوة الكامنة
ويقول الشيخ سيد سابق عن احكم الإستمناء ( العادة السرية ) فى كتابه "فقه السنة" ( المجلد الثانى الطبعة الثامنة , 1407ه-1987م , دار الكتاب العربى , بيروت , صفحة 388-390 ) :
" إستمناء الرجل بيده مما يتنافى مع ما ينبغى أن يكون عليه الإنسان من الأدب وحسن الخلق , وقد اختلف الفقهاء فى حكمه : فمنهم من رأى أنه حرام مطلقا , ومنهم من رأى أنه حرام فى بعض الحالات وواجب فى بعضها الآخر , ومنهم من ذهب إلى القول بكراهته . أما الذين ذهبوا إلى تحريمه فهم المالكية والشافعية والزيدية , وحجتهم فى التحريم أن الله سبحانه أمر بحفظ الفروج فى كل الحالات , إلا بالنسبة للزوجة وملك اليمين , فإذا تجاوز المرء هاتين الحالتين واستمنى كان من العادين المتجاوزين ما أحل الله لهم إلى ما حرمه عليهم , يقول الله سبحانه : " والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " ( المعارج 29-31 )
وأما الذين ذهبوا إلى التحريم فى بعض الحالات والوجوب فى بعضها الآخر فهم الأحناف , فقد قالوا : إنه يجب الإستمناء إذا خيف الوقوع فى الزنا بدونه ,جريا على قاعدة : ارتكاب أخف الضررين . وقالوا: إنه يحرم إذا كان لاستجلاب الشهوة وإثارتها . وقالوا : إنه لا بأس به إذا غلبت الشهوة , ولم يكن عنده زوجة أو أمة واستمنى بقصد تسكينها .
وأما الحنابلة فقالوا : إنه حرام , إلا إذا استمنى خوفا على نفسه من الزنا , أو خوفا على صحته , ولم تكن له زوجة أو أمة , ولم يقدر على الزواج , فإنه لا حرج عليه .
وأما بن حزم فيرى أن الإستمناء مكروه ولا إثم فيه , لأن مس الرجل ذكره بشماله مباح بإجماع الأمة كلها , وإذا كان مباحا فليس هنالك زيادة على المباح إلا التعمد لنزول المنى , فليس ذلك حراما أصلا , لقوله تعالى : " وقد فصّل الله لكم ما حرم عليكم " ( الأنعام 119 ) , وليس هذا مما فصل لنا تحريمه , فهو حلال لقوله تعالى : " خلق لكم مافى الأرض جميعا " . قال : وإنما كره الإستمناء لأنه ليس من مكارم الأخلاق ولا من الفضائل , وروى لنا أن الناس تكلموا فى الإستمناء فكرهته طائفة وأباحته أخرى , وممن كرهه ابن عمر وعطاء , وممن أباحه ابن عباس والحسن وبعض كبار التابعين , وقال الحسن : كانوا يفعلونه فى المغازى " ( انتهى كلام الشيخ سيد سابق).
وورد فى موسوعة الفقه الإسلامى المعاصر التى يرأس تحريرها الدكتور عبدالحليم عويس (الجزء الثالث – دار الوفاء – الطبعة الأولى 1426ه-2005م , صفحة 620-621) فى باب "مشكلات الجاليات الإسلامية فى ضوء الفقه الإسلامى" ما يلى : "لا ينكر عاقل أن هذه العادة إنما هى عادة مرذولة , وأنها مما تنفر منه الفطرة السليمة . وقد ذهب كثير من العلماء إلى تحريم الإستمناء باليد , ولا شك أن هذا التحريم هو الأصل خضوعا لنداء الفطرة التى توجب وضع هذه الطاقة الغالية فى مصارفها الصحيحة , وأيضا لما يفهمه العقل المسلم من قوله تعالى "والذين هم لفروجهم حافظون* إلا على أزواجهعم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون "(المؤمنون5-7) . فلا شك أن الآية تفيد أنه ما وراء الزوجة وملك اليمين حرام , والإستمناء باليد هو مما وراء ذلك , وإلى هذا الرأى ذهب الإمام مالك والجمهور . لكن الإمام أحمد بن حنبل اعتبر المنى فضلة من فضلات الجسم , فجاز إخراجه كالفصد وقد أيده فى ذلك الإمام ابن حزم .
لكن فقهاء الحنابلة قيدوا هذا الجواز بأمرين :
الأول : خشية الوقوع فى الزنا
الثانى : عدم القدرة على الزواج
ويرى الدكتور يوسف القرضاوى ويوافقه فى ذلك الشيخ محمد الغزالى والشيخ حسنين مخلوف والدكتور سعيد رمضان البوطى رئيس قسم الفقه بجامعة دمشق والدكتور عبدالعزيز الخياط عميد كلية الشريعة بالجامعة الأردنية والشيخ على الطنطاوى وغيرهم , يرى كل هؤلاء أنه من الأولى الأخذ برأى الإمام أحمد بن حنبل فى حالات ثورات الغريزة وخشية الوقوع فى الحرام كشاب يتعلم أو يعمل غريبا عن وطنه فى أوروبا أو أمريكا أو غيرها ولا سيما وأسباب الإغراء أمامه كثيرة وهو يخشى على نفسه العنت , فلا جرم عليه أن يلجأ إلى هذه الوسيلة (غير الطبيعية) يطفئ بها ثوران الغريزة على ألا يسرف فيها أو يتخذها عادة .. وينصح هؤلاء الأساتذة الشباب الذين يتعرضون لمثل هذه الحالات باللجوء إلى المراكز الإسلامية والإندماج فى أنشطتها ومجتمعاتها الطيبة والإكثار من صوم أيام الإثنين والخميس وغيرهما إذا تهيأت لهم الفرصة (انتهى كلام الدكتور عبدالحليم عويس فى موسوعة الفقه الإسلامى) .
الإستمناء بعد الزواج :
قد يستمر بعض المتزوجين فى ممارسة الإستمناء بعد زواجهم , وهناك ثلاثة أنماط لهذا الإستمرار:
1 – أن يكون فى فترات ابتعاد الزوجين عن بعضهما جسديا بسبب السفر أو الحيض أو النفاس أو المرض . وفى هذه الحالة يتوقف الإستمناء عند زوال السبب .
2 – أن يفضله أحد الزوجين على العلاقة الزوجية الطبيعية , ويرجع ذلك إلى اعتياده (أى الإستمناء ) أو إدمانه , أو الفشل فى إقامة علاقة مشبعة مع آخر , والإكتفاء أو الميل للإشباع الذاتى , وقد يكون هذا فى بعض الشخصيات النرجسية أو الشخصيات المنطوية والتجنبية , أو نتيجة نفور من الشريك أو مكايدة له أو عدوان عليه . وبعض الأزواج يقررون أنهم يجدون فى الإستمناء متعة أكثر من العلاقة الزوجية خاصة وأنهم يكونون أحرارا فى تخيلاتهم ورسم الصور والسيناريوهات التى يحبونها أثناء ذلك , وربما يكون لدى بعضهم ميولا جنسية مثلية فيفضلون الإستمناء مع تخيلات جنسية مثلية على العلاقة بالجنس الآخر .
3 – أن يمارسه أحد الزوجين بمساعدة الآخر , وفيه إشارة إلى ميول نرجسية وإلى التعلق بخيالات الطفولة والمراهقة بديلا عن العلاقات الأكثر نضجا . وقد يكون هذا شيئا مقبولا إذا تم بطريقة تبادلية كوسيلة للإستمتاع بين الطرفين .
4 – أن يرتبط الإستمناء بممارسة سلوك مرضى مثل الإستعراء (بأن يظهر الشخص أعضاءه التناسلية أمام الآخرين ويجد متعة فى ذلك ) , أو التلصص (بأن يتلصص على أحد يغير ملابسه فيراه عاريا أو على زوجين يمارسان الحب ) , أو يكون الشخص مريضا نفسيا (كالفصام والهوس) فيفعل ذلك أمام الناس دونما اكتراث , وربما يفعله أمام محارمه .
واستمرار الإستمناء بعد الزواج بصورة منتظمة قد يسبب مشكلة لأنه يسرب الطاقة الجنسية بعيدا عن الشريك وبالتالى يؤثر على العلاقة بين الزوجين , وحين يكتشف الشريك ذلك يعتبر ذلك إهمالا له أو انتقاصا من كيانه أو عدوانا عليه , إضافة إلى ما يتركه من نظرة احتقار إلى هذا الفعل غير الناضج وإلى من يقوم به.
تخيلات الإستمناء وأثرها ودلالاتها :
تعتبر التخيلات السابقة والمصاحبة للإستمناء من الأهمية بمكان حيث أنها تحدد إلى مدى بعيد التفضيلات الجنسية للشخص , ولذلك نهتم –كمتخصصين- بالسؤال عنها , فهى تكشف عما إذا كانت الميول والرغبات فى اتجاهها الطبيعى أم انها تذهب فى اتجاهات فرعية أو جانبية أو غريبة . وتتوقف تفاصيل هذه التخيلات على ثقافة الشخص وقدرته على صنع صور ذهنية تصل به إلى قمة الإحساس بالرغبة والتى ربما تصل لدى البعض إلى حالة الإنزال بدون مداعبة جسدية أو بأقل قدر من المداعبة , وهذا النوع يسمى "الإستمناء النفسى" . واستخدام تخيلات معينة قد يدعم التوجهات الجنسية سواء كانت طبيعية أم شاذة لأن تكرار الإحساس بلذة الإرجاز مع وجود تخيل معين يثبت هذا التخيل ويجعله موضوعا شبقيا تتوجه ناحيته الطاقة الجنسية , وهذا الأمر قد يستخدم فى تعديل بعض الميول الجنسية الشاذة . وترتبط التخيلات بالمدلولات الثقافية لموضوعات الحب والجنس , وقد تكون فى بعض الأحيان جانحة أو جامحة بحيث تستخدم صورا وألفاظا يصعب استخدامها فى السياق المعتاد للشخص ولكنها مع جموحها وفجاجتها تحرك مشاعر الشخص ورغباته وقد تعكس ميلا أنماط ومستويات دنيا من الحياة تكون أكثر حرية وشبقية وبدائية وانغماسا فى الملذات بعيدا عن دواعى الرقى والتحضر .
أنماط من الإستمناء :
1 – الإستمناء الإستكشافى : ويحدث فى الأطفال والمراهقين كنوع من حب الإستطلاع , وقد يتوقف بعد فترة أو يستمر ويأخذ أحد الأنماط الأخرى .
2 – الإستمناء الإستمتاعى (الترفيهى) : ويمارسه الشخص بهدف الإسمتاع والشعور باللذة , خاصة وأن الأعضاء الجنسية مزودة بكم هائل من الأعصاب الحسية التى تعطى أكبر قدر من اللذة يستشعره الجهاز العصبى .
3 – الإستمناء التفريغى : ويقوم به الشخص حين يشعر بالرغبة الجنسية تضغط عليه وتسبب له حالة من التوتر فيشعر بعد الإستمناء أن الشحنة التى كانت مخزونة فى داخله قد تم تفريغها , ويستريح لعدة ساعات أو أيام حتى تتراكم شحنة أخرى تتطلب التفريغ , وهكذا .
4 – الإستمناء القهرى : وفيه يشعر الشخص بحالة من التوتر الشديد مع رغبة لا تقاوم فى الإستمناء للتخلص من هذا التوتر , والشخص يحاول أن يقاوم هذه الرغبة العارمة ولكنه فى النهاية يسلم لها فيمارس الإستمناء ليستريح بعض الوقت , ويعاوده التوتر مرة أخرى بعد مدة قصيرة غالبا ويحاول المقاومة ويفشل فيستسلم ..... وهكذا ربما يتكرر ذلك مرات عديدة فى اليوم الواحد مع إحساس شديد بالندم بعد كل مرة . والشخص الذى يقع فريسة للإستمناء القهرى لا يجد ريّا ولا إشباعا حين يمارس تلك العادة لأن الإرجاز (هزة القذف) حدث على مستوى عضوى ولم يكتمل على المستوى النفسى . واكتماله على المستوى النفسى هو الذى يعطى الإشباع الكامل , وهذا المستوى يحتاج لشريك جنسى حقيقى مشروع يساعد على ذلك خاصة فى وجود مشاعر طيبة من السكن والمودة والرحمة , فالشعور بالإرتواء ليس من صفات الجسد وإنما من صفات النفس والروح .
والممارسة القهرية للإستمناء أشبه ما تكون بمدمن المخدرات الذى لا يشبع ولا يكتفى ولا يرضى , وإنما يظل دائما تحت تأثير الحاجة إلى المخدر . أو كمن يشرب من ماء البحر يريد أن يرتوى منه فيصبح فى كل مرة أكثر عطشا . والإستمناء القهرى قد يكون عقابا للذات , والعقاب هنا يتمثل فى شيئين : الفعل نفسه وما يمثله لدى الأنا من عملية استنزاف للطاقة , ثم ما يعقبه من مشاعر تأنيب الضمير القادمة من الأنا الأعلى .
5 – استمناء الخجول المنطوى : الشخص الذى يهرب من الواقع , ويجد صعوبة فى إقامة علاقات اجتماعية صحية مع الآخرين , ويجد صعوبة أكثر فى التعامل مع الجنس الآخر . وهذا النوع من الشخصيات يستسلم لخيالاته وهو قابع فى عزلته ويختزل الجنس الآخر إلى موضوع جنسى فقط , لذلك يرتبك بشدة عند مواجهته , وكأن تخيلاته وتصوراته عنه تكاد تفضحه , لذلك يرتبك ويحمر وجهه ويتلعثم ويهرب فى أقرب فرصة من تلك المواجهة التى تكاد تخرج خبيئة نفسه . هذا الشخص يميل إلى الإستمتاع الذاتى بعيدا عن الآخرين , والإستمناء هنا يغنيه عن الشريك الذى لا يقوى على الإقتراب منه أو مواجهته .
6 – استمناء المحبط : والشخص المحبط يميل إلى الإستمناء كوسيلة للخروج من إحباطه . ولدينا نوعين من هؤلاء الأشخاص (عبدالمنعم الحفنى , الموسوعة النفسية الجنسية , 1992) :
*المحبط العدوانى : وهو هنا يخرج غضبه وعدوانه فى صورة الإستمناء , وكأنه يعاقب نفسه ويعاقب الآخرين بممارسة هذا الفعل , ويحدث لديه اقتران بين اللذة والعقاب , وبما أنه يريد طول الوقت أن يعاقب نفسه أو الآخرين فإنه بعاود الممارسة مرات عديدة طول اليوم حتى يصل إلى حالة من الإرهاق الجسدى والنفسى .
*المحبط المكتئب : وهو شخص مفتقد للحب ومفتقد للإستمتاع , لذلك يحاول من خلال الإستمناء تنشيط قدرته على الإستمتاع أو تخيل مشروع أو موضوع للحب . والمكتئب أيضا لديه شعور بالذنب ولذلك يعاقب نفسه بالإنغماس فى الإستمناء كوسيلة لاستنزاف القوة .
7- الإستمناء النرجسى : فالشخص النرجسى المعجب بذاته والمنشغل بها قد يجد تلك الذات أفضل موضوع للإستمتاع , فيمارس الإستمتاع الذاتى من خلال مداعبة أعضائه , وقد يكون هذا بديلا عن العلاقة بآخر أو بأخرى .
8 – الإستمناء الفصامى : فالفصامى منكفئ على نفسه ومنعزل عن العالم وليست لديه القدرة على التواصل الإنسانى الطبيعى , ولهذا تنتشر العادة السرية بين الفصاميين خاصة أن أكثرهم لا يتزوجون .
العادة السرية والخنق :
هناك طريقة فى ممارسة العادة السرية تسمى الإثارة الذاتية بالخنق وفيها يقوم الشخص بممارسة العادة السرية بينما هو يخنق رقبته بأى شئ , وذلك بهدف الإرتفاع بالإحساس الشبقى لقمته وليصل إلى قمة النشوة من خلال تقليل كمية الأكسجين الواصلة للمخ وبالتالى تثبيط المراكز العليا فيه المنوطة بالتحكم والسيطرة والتعقل , وهذا يتيح الفرصة للمراكز الدنيا ( الشبقية والعدوانية ) لتتحرر وتبلغ الذروة فى الأحاسيس المطلوبة . وبسبب هذه الطريقة فى ممارسة العادة السرية يموت 500-1000 شخص فى أمريكا سنويا وهم لا يقصدون الإنتحار . ومعظم من يفعلون ذلك هم من الذكور الذين لديهم ميل لارتداء أزياء الجنس الآخر للشعور باللذة الجنسية , وهم غالبا من المراهقين وتغلب عليهم النزعة الماسوشية (الرغبة فى تعذيب الذات واستشعار اللذة فى ذلك) , وعادة ما يكون لديهم اضطرابا نفسيا مثل الفصام واضطرابات المزاج .
وبسبب التواصل القوى على شبكة الإنترنت أصبح الشباب فى كثير من أنحاء العالم يحاولون تقليد هذه الطريقة كنوع من حب الإستطلاع والمغامرة . وفى مصر والعالم العربى تم رصد عدد من هذه الحالات خاصة تلك التى انتهت بالوفاة نتيجة خطأ غير مقصود من الشخص , وقد أثار موضوع الخنق ضجيجا إعلاميا منذ شهور على الفضائيات العربية دون الإنتباه إلى مغزاه ومقاصده الحقيقية.
مكافئات الإستمناء :
قد يقوم الشخص بأفعال تعتبر بديلة عن الإستمناء المعروف (القائم على مداعبة الأعضاء الجنسية مع التخيل أو بدونه) , وذلك بلمس عضو من أعضاء الجسد كالفم أو الثديين أو أى منطقة من الجلد , أو يقضم أظافره , أو يعاود شد الجلد الميت بجوار الظفر , أو يعض ذراعه ويتشمم مكان العض , أو يلهو بأطراف ثوبه أو منديله , أو يلعب فى ياقة قميصه أو يلوكها فى فمه من حين لآخر , أو ينتف شعره أو يفتله , أو يتحسس أنفه بأصابعه من وقت لآخر , أو يضع شيئا فى فمه بشكل مستمر كالسيجارة أو القلم , أو يمسك شحمة أذنه , أو يدخل إصبعه فى أنفه أو أذنه أو فمه ...... إلخ . هذه الأفعال قد تأخذ شكل العادة أو تصل فى حدتها وشدتها إلى مستوى الفعل القهرى الذى لا يستطيع الشخص أن يقاومه , أو قد تزيد بشكل ملحوظ فى أوقات الضغوط والتوترات النفسية.
الإستمناء كعلاج :
أحيانا يستخدم الإستمناء كعلاج فى الحالات التالية :
1 – الجنسية المثلية : حيث يتطلب الأمر إحداث ارتباطات شرطية جديدة بمعنى أن ترتبط لذة الإرجاز (القذف ونشوة الإنزال) بتخيلات جنسية طبيعية (أى موجهة نحو الجنس الآخر) بديلا التخيلات الشاذة (الموجهة نحو نفس الجنس) . ومع تكرار الإستمناء مع تخيل الجنس الآخر أو رؤية صور تمثله , يتكون ارتباط شرطى جديد يحول الطاقة الجنسية مع الوقت إلى المسار الطبيعى لها بشكل كلى أو جزئى .
2 – علاج القذف المبكر : وفيه يقوم الرجل بمحاولة الإستمناء ثم التوقف عند الشعور بالإقتراب من الإنزال , ويكرر ذلك عدة مرات , وهذا يعطيه القدرة على التحكم فى سرعة القذف . وقد تفعل ذلك زوجته له فى تدريبات مشتركة بحيث تساعده على ضبط سرعة قذفه .
3 – علاج البرود الجنسى : وخاصة عند النساء , حيث تعتبر عمليات الإستمناء نوع من تنشيط الأحاسيس الجنسية لدى المرأة التى تعانى من البرود .
كلمة أخيرة :
حتى لا يزداد الناس حيرة تجاه موضوع العادة السرية (الإستمناء) بعد استعراض الموقف الطبى والآراء الفقهية المختلفة , نحاول أن نوجز الأمر فى نقاط محددة :
1 – على الرغم من عدم ثبوت علاقة مؤكدة بين العادة السرية وبين الأمراض النفسية أو الجسدية (باستثناء الحالات المرضية لممارسة العادة كأن تكون قهرية أو يكون هناك إسرافا شديدا فى ممارستها أو تكون بديلا للعلاقة الزوجية الطبيعية) , إلا أن الأطباء لا يشجعون على ممارستها كما أنهم فى نفس الوقت لا يأخذون موقفا مبالغا فيه فى التخويف أو التحذير من آثارها , فهى فى المنظور الطبى جزء من مراحل النمو النفسى والجنسى , وتجربة أولية للنشاط الجنسى تجهيزا للممارسة الطبيعية فيما بعد , وربما تكون تفريغا للضغط الجنسى حين لا تكون هناك وسيلة أخرى للتفريغ .
2 – وعلى مستوى الآراء الشرعية نلاحظ ما يلى :
* أن العادة السرية من الأمور المسكوت عنها أوعلى الأقل التى لم تذكر بتفصيل كأحد المحرمات صراحة , ويمكن أن نفسر هذا السكوت أو عدم التفصيل بشيئين :
الأول</