تدريب الطفل على آداب قضاء الحاجة

المسلم محكوم في جميع شؤونه بمنهج الإسلام، فكما أنه يلتزم بآداب الأكل والشرب وغيرهما، فكذلك يلتزم آدابا وواجبات لقضاء حاجته، والتخلص من الفضلات.

ومن أهم هذه الآداب تعويد الولد على حب الاستتار عن أعين الناس، وهذا يبدأ معه من سن مبكرة جدا، ويكون بأمر الأهل بعدم إظهار عورته أمام الناس، حتى ولو كان لتنظيفه وهو رضيع، ليعود على هذا الأدب من صغره، كما أن كشف عورة الصغير ليس بالأمر المستحب.

ويعلِّم الولد أن استعمال اليد اليمنى في الإستنجاء لا يجوز، بل تستعمل اليد اليسرى، وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام: ((لايمس أحدكم ذكره بيمينه، ولا يستنجي بيمينه))، وهذا لأن الأعمال الشريفة تستعمل لها اليد اليمنى، والأعمال المتصلة بالقذارات تختص بها اليد اليسرى، ويكلف الولد بتنظيف نفسه متى عرف الطريقة، وتمكن من الجلوس لقضاء حاجته، وتدرب على استعمال الحمام، وتوقيت ذلك عندما يطلب الولد، أو عندما يرى أهل البيت أنه قادر على تولي هذه المهمة بنفسه، ولا يمكن تحديد سن معينة لذلك، إلا أنه لا ينبغي أن تتجاوز السابعة كحد أقصى، لأنه في هذا العمر يستطيع الولد أن يتولى كثيرا من شؤونه الخاصة السهلة كالملبس والمأكل، ولا يحتاج في العادة إلى من يساعده، ولا ينبغي أن يدرب الولد على التحكم في إفرازاته قبل السنة والنصف من العمر، فإن ذلك يضره، ويؤذيه، وله عواقب سيئة على نفسه.

ويعلِّم الأب ولده دعاء دخول الحمام، ويحفِّظه إياه وهو ما كان يقوله عليه الصلاة والسلام عند دخول الخلاء: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث))، ويعلمه معنى هذا الدعاء وأنه التجاء إلى الله من شر ذكور الشياطين وإناثهم، وأن الحمام أحب مكان إليهم، وكذلك الأماكن القذرة التي توافق أحوالهم الخبيثة. ويمكن للأب - زيادة في الحرص - وضع بطاقة لاصقة بالقرب من دورة المياه مكتوب عليها هذا الدعاء، فيتذكر الولد الدعاء عند دخوله الحمام.

وكذلك يحفظ الدعاء عند الخروج من الحمام بعد قضاء الحاجة، فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r: ((كان إذا خرج من الغائط قال: غفرانك)).

والأب يتابع ولده  دائما ويسأله عند دخوله الحمام، وعند خروجه منه: ((ماذا تقول يا بني عندما تدخل الحمام ؟))   وكذلك عندما يخرج من الحمام يسأله: ((ماذا تقول يا بني عندما تخرج من الحمام ؟))، ويتعقبه في ذلك حتى يتعود ولا يهمل.

وإذا لاحظ الأب إهمال الولد في تنظيف نفسه وتطهيرها، فإن التوجيه، والوعظ مطلوب هنا، إذ إن الطهارة، وإزالة النجاسة من القضايا الهامة، وذلك لما يترتب عليها من عبادات في المستقبل لا تتم إلا بها. والولد سائر إلى التكليف، فإن لم يتعود إجادة الطهارة منذ الصغر، فإنه ربما أهملها في كبره. وقد جاء التحذير والإنذار من رسول الله r في هذا الشأن فقد قال: ((أكثر عذاب القبر في البول))، أي في إهمال التطهر والتنزه منه، فينبه الولد إلى ذلك ويحذر بمثل هذه الأحاديث ليتعود وينزجر.

وهذا التحذير لا ينبغي أن يوجه ليشمل الولد المريض الذي يتفلت منه البول، ولا يستطيع أن يتحكم فيه - خاصة أثناء النوم - فإن هذا الصنف من الأولاد يؤخذ إلى الطبيب إن كانت مشكلته عضوية، أما إن كانت نفسية، فينظر إلى السبب، هل هو من الغيرة من بعض إخوته، أو لشعوره بالنقص وحبه في لفت الأنظار إليه، أو غير ذلك من المشاكل النفسية، ويراعي الأب الهدوء والسكينة عند المعالجة مع إشعار الولد بأن المشكلة سهلة وبسيطة، ويحاول الأب قدر الإمكان أن يستر عليه، لئلا يعرف إخوته بمشكلته فيعيروه وتزيد العقدة في نفسه، وإن كان الولد ممن يتفلت بوله ليلا، كلف دخول الحمام قبل النوم مباشرة، وفي بعض الفترات أثناء النوم في الليل حتى لا يبقى في مثانته شيء من البول. مع ملاحظة تجنبه النوم في الغرف الباردة جداً.

ولحفظ الولد من أن تجرح كرامته بين إخوته، لوجود بلل في فراشه، يفضل أن ينام بعيدا عنهم، ولو في غرفة مستقلة، ويتم إيقاظه وطي فراشه قبل استيقاظهم، فلا يعرفون من أمره شيئاً. 

 

المصدر: عدنان باحارث .
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 166/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
56 تصويتات / 2074 مشاهدة
نشرت فى 8 أغسطس 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,774,675

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters