العنوسة هي إحدى المشكلات الكبرى التي نعاني منها كثيرا في مجتمعاتنا، وقد انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك إلى أسباب اجتماعية, واقتصادية, ونفسية من أهمها على طريق الذكر لا الحصر، غياب الوعي الديني وضعف التربية الدينية, البطالة، غلاء المهور، وتكاليف الزواج المبالغ بها للتفاخر والمغالاة، والتشدد في الشروط التي ما جعل الله بها من سلطان.. وغيرها
أختي الفاضلة..
عليك عزيزتي أن تتسلحي أولا بدينك وبثقتك بربك.. وتعملي على تقوية الصلة به وتكثري من الذكر والدعاء وقراءة القران والعمل الصالح، والبعد عن السيئات.
تذكري أن الزواج هو احد النعم والأرزاق التي ينعم الله بها علينا.. وان الله قد قسم جميع النعم علينا بطرق متفاوتة. وانه تعالى إذا كتب عليك نعمة
لزواج ستتزوجين أما إذا لم يكتبها لك، فلن يتمكن احد من تزويجك مهما بذل أو حاول، وتذكري قول المصطفى صلى الله عليه واله وسلم" واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وان اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك".
تذكري أن كل شيء قضاء وقدر، وقد لا يقدر الله لك الزواج ، فلا تجعليه شغلك الشاغل، واستمتعي بحياتك كما هي، ولا تظني أن السعادة أو النجاح مقترنا بالزواج فقط، فقد يكون الزواج أحيانا نقمة لا نعمة، وقد يكون عائقا أمام البعض في تحقيق طموحاتهن.
تذكري أن الزواج ليس هو كله الحياة .. وان المرأة التي لم يكتب لها الزواج لن تنتهي حياتها قبل أوانها.. فعليك أن تستمعي بنعم الله الأخرى التي انعم بها عليك وتذكري الحكمة التي تقول "لا تفكر في المفقود فتفقد الموجود".
وهذا لا يعني أن لا تبذلي الأسباب التي من أهمها:
* عليك تذليل وإزالة أي عقبات سواء مادية أو اجتماعية، أواخلاقية يمكن أن تقف في طريق زواجك أو تسبب في تأخيره.
* اجلسي مع نفسك جلسة صراحة لتعرفي ما هي الاسباب التي تعتقدين انها السبب في تأخير زواجك، وحاولي ان تجدي للاسباب التي يمكن تغييرها حلا.
* لا تبالغي في الأحلام أو وضع صورة خيالية لفتاك الذي تحلمين بالاقتران به، فيدفعك ذلك إلى رفض المتقدمين لك لعدم مطابقتهم للصورة المنسوجة في خيالك.
* إذا كنت ممن يتشرط أو يضع العقبات أنت أو اهلك فتذكري قوله صلى الله عليه واله سلم: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" وحاولي أن تلتزمي به.
* لا تجعلي تحصيلك العلمي أو الوظيفي سبباً في تأخيرك عن الزواج، إذا آتاك من يتحلى بالخلق والدين، وكان بينكما توافق وتكافؤ اجتماعي، فيمكنك أن تكملي مشوارك العلمي أو العملي في بيت زوجك والأمثلة في ذلك كثير.
* قد يكون في التعدد حل لمشكلتك، فإذا تقدم لك شخص متزوج، به معظم الصفات التي تتمنيها وترضين دينه وخلقه وعيبه الرئيسي هو أنه متزوج، فأنصحك أن تفكري في الأمر بجديه وتستخيري الله ولا ترفضيه.
* تأكدي انك ما تزالين في عمر الزواج، ولم يفتك القطار بعد.. فانتظري نصيبك الذي سيرسله لك الله سبحانه وتعالى في الوقت المناسب، ولعل المانع خيرا، وتذكري قوله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم).
* عليك أن لا تقنطي من رحمة الله ولا تيأسي أبداً، وتذكري قوله تعالى (إنه لا ييأس من رَوح الله إلا القوم الكافرون) فأكثري من الدعاء والاستغفار. فمادامت الحياة موجودة فالأمل موجود.. فعليك التحلي بالصبر وانتظار الفرج وهو قريب بإذن الله فقد قال سبحانه (فإن مع العسر يسراً)