تنمية مهارات الإستماع عند الأطفال ..

حسن الاستماع سلوك لا يخضع للقواعد مثل القراءة والكتابة. فهو سلوك يأتي بشكل طبيعي وتلقائي، ولا يحتاج إلى قول أو عمل شيء آخر. وتشير أحدث الدراسات إلى أن حسن الاستماع يشكل جزءا كبيرا وهاما من عملية التعلم، وأهم الوسائل الأساسية للتواصل الشخصي مع الآخرين. فالطالب يقضي 50 – 75 في المئة من وقته في صفه الدراسي في الاستماع إلى المعلم ، أو الزملاء، أو الوسائل التعليمية السمعية.


ووفقا للبحوث العلمية، فإن الاستماع مهارة تعني تركيز الاهتمام على المعلومات الواردة وتمحيصها. ويمكن للوالدين أن يعطيا لأبنائهم نموذجا سلوكيا لحسن الاستماع، وتقديم المشورة لهم بشأن طرق الاستماع كمتعلم فعال مثل: إبراز النقاط الأساسية في المحادثة، وطرح أسئلة ذات صلة. ومن المفيد في بعض الأحيان أن نظهر للطفل أن المستمع الفعال هو الذي ينظر إلى المتكلم في عينه، وان يقوم بإغلاق التلفاز للتأكد من عدم وجود عوامل تشتت خارجية تؤثر على قدرة المستمع على السمع والتواصل.
فإذا كان للاستماع هذه الأهمية الكبيرة في العملية التعليمية، وفي التفاعل الاجتماعي، فكيف يمكن للأمهات والآباء مساعدة أطفالهم على تنمية قدراتهم ومهاراتهم؟

* أظهري اهتماما وانتباها. فالأطفال يستطيعون معرفة ان كان الوالدان مهمتين ومنتبهين من طريقة الرد أو عدم الرد. وتجنبي عوامل التشتت المختلفة وحافظي على التواصل بالعين لتشعري الطفل أنك فعلا معه بكل حواسك.


* اسألي طفلك عن أفكاره وآراءه بشكل دائم. إن إدراك الطفل بأنك تهتمين حقيقة بما يفكر، وما يحس به، سيجعله مرتاحا أكثر للتعبير عن أفكاره بصفاء.


* شجعي طفلك على الحديث، فبعض الأطفال يحتاجون دعوة لبدء الحديث. وبادري بسؤاله كيف كان يومك في المدرسة فالأطفال يبادرون لتبادل الأفكار والمشاعر حين يحسون باهتمام الآخرين بهم . وتجنبي الأسئلة ذات الأجوبة المقتضبة . واسألي أنواع الأسئلة التي تخلق تفاعلا بدلا من تلك التي تحد منه. كالأسئلة التي تتطلب الإجابة بنعم أو لا، وتؤدي بالحديث إلى طريق مسدود. وجهي الأسئلة التي تحتاج إجابتها للوصف والشرح، أو تبادلي معه الأفكار التي تساهم في تمديد المحادثة.


* استمعي بصبر. فالناس يفكرون أسرع مما يتكلمون. وبوجود قاموس محدود المفردات وقلة الخبرة في الكلام لدى الطفل، فإنه غالبا ما يستغرق وقتا أطول من الكبار لإيجاد الكلمات الصحيحة. وأشعريه انك تعطينه من الوقت ما يشاء. وساعديه على توضيح وربط الخبرات. وعندما تستمعين، حاولي توضيح مشاعر طفلك بوصفها بعباراتك الخاصة. فوجود قاموس لغوي واسع لديك، وقدرتك على استخدام المفردات، يمكن أن يساعد الطفل في التعبير عن نفسه بوضوح وبدقة قدر الإمكان، ويمنحه فهما أعمق للكلمات والأفكار والمشاعر الداخلية.


* وسعي الحوار، اختاري جملة من كلام طفلك، وردي عليها بطرح سؤال جديد باستخدام بعض كلماته وجمله الخاصة، انك باستخدامك لكلماته وصيغته الخاصة في الكلام ، تعززين ثقته بمهاراته اللغوية، والتواصلية كالمحادثة والحوار حتى يطمئن إلى أن أفكاره قد قيمت إيجابيا.


* شاركي الطفل بما تفكرين به. وخذي رأيه بما تعتزمين عمله مثل: التسوق أو إعادة ترتيب الأثاث في غرفة الجلوس بالقول لست متأكدة أين نضع هذا الكرسي؟ ما هو المكان الأنسب برأيك؟


* استمعي جيدا للطفل وتجنبي مقاطعته قبل أن ينهي كلامه. فمن السهل تكوين رأي أو رفض رأي الطفل قبل أن ينهي كلامه، ولكن من الصعب الاستماع له باحترام، وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديه، واحترام حقه في التعبير عن رأيه.


* استمعي إلى الرسائل غير اللفظية التي يرسلها، فكثيرا ما يعبر الأطفال ويتواصلون بإرسال رسائل غير لفظية مثل: نبرة الصوت، أو تعابير الوجه، أو مستوى طاقتهم، أو طريقة الوقوف، أو الجلوس، أو التغييرات في أنماط السلوك. وبإمكانك أن تفهمي من طريقته في قول الكلمات أكثر مما تقوله الكلمات. فعندما يأتي الطفل وعلامات الاستياء بادية على وجهه بوضوح، فعليك إيجاد الوقت المناسب لمساعدته على استكشاف هذه المشاعر والتعبير عنها. وراقبي إشاراته التي يرسلها أثناء حديثك معه. فعندما يبدأ الطفل بالتحديق في الفضاء، وإعطاء ردود سخيفة، أو يطلب منك تكرار تعليقاتك، فهذه دلائل على أن الوقت قد حان لإنهاء المحادثة.

* من أهم مهارات الاستماع القدرة على وضع نفسك مكان الآخر، أو التعاطف معه بمحاولة فهم أفكاره ومشاعره. ويمكنك التعبير عن مشاعر طفلك من خلال تكرارها. فيمكنك أن تعبري عن مشاعر طفلك عندما يعود غاضبا من المدرسة بالتعليق: يبدو كما لو انك غاضب من معلمتك. كذلك فإن إعادة كلام طفلك أو إعادة صياغته سيكون مفيدا عندما يمر بمشكلة بحيث تكون عواطفه متأججة ولا يكون قادرا على إدراكها أو فهمها .


هكذا يمكن أن يلعب الآباء والأمهات دورا أساسيا في بناء مهارات الاستماع للأطفال، لأن الأطفال يقضون مع والديهم وقتا أطول مما يقضونه مع أي من الكبار الآخرين. ويمكن للوالدين التحكم بالعديد من اتصالات الطفل مع المجتمع والعكس بالعكس.


ويمكن للآباء والمعلمين تقديم قدوة لحسن أو لسوء الاتصال،. فعندما يستمعون إلى أطفالهم، باهتمام وانتباه، وصبر، يقدمون نموذجا رائعا لحسن الاستماع والتواصل.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 205/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
68 تصويتات / 5008 مشاهدة
نشرت فى 17 مايو 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,763,441

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters