تنمية وعي القراءة لدى الأطفال ..
كتب الأطفال التي تحكي قصصا ممتعة لها دور كبير في تنمية قدرات الطفل العقلية، و في تنمية إدراكه خاصة إذا كانت مزودة بصورة توضيحية جميلة، تسهل على الطفل الفهم و الاستيعاب، و تغريه بالتصفح و القراءة.
يجب أن تقدم هذه الكتب للطفل في سن مبكرة قبل أن يتعلموا القراءة و الكتابة، فقراءة هذه القصص للأطفال و تلخيصها حسب المستوى الإدراكي للطفل، و الإطلاع معه على الكتاب تساعد جدا في النضج العقلي و النمو الإدراكي له.
و أهم ما يستمتع به الطفل مساءا عند إيوائه إلى سريره، أن يسمع بعض القصص التي تستهويه عن حياة الأطفال اليومية، عن الحيوانات اللطيفة، عن مكارم الأخلاق، و عن الأنبياء و الصالحين، و عن أمجاد الأمة.
و لا ننس ما لهذه القصص و الحكايات من أهمية عظيمة في توجيه الطفل ثقافيا و تربويا و علميا، و غرس المبادئ و القيم في نفسه، و هذه الإثارات الخفيفة و القصص الصغيرة، تطبع في ذهن الطفل شعوريا أو لا شعوريا. و تنمو بداخله و تزهر، و تصير المحرك الأساسي له في حياته شاء أم أبى.
و يجب أن نعلم أن العقل قوة، و القوة تحتاج إلى قوة أخرى تغذيها لكي تستمر، و الكتب هي غذاء العقول، و أكبر طاقة تدفعها إلى الأمام.
إذن يجب أن نختار لأطفالنا ماذا يقرؤون، و لتكن قراءتهم هادفة.
<!-- google_ad_section_end -->
كما أن الطفل لا يتعلم الجري إلا إذا استعد له في مراحل المشي ولا يتعلم المشي إذا تكون عنده الاستعداد لتعلمه فإنه لا يتعلم القراءة إلا إذا تكون عنده الاستعداد لتعلمها ولقد أصبحت القراءة في نظر المدينة الحديثة لها نفس الأهمية الحيوية للمشي أو النظر أو الكلام فالقراءة هي اساس التعليم بمعناه المعروف فالقراءة مظهر هام من مظاهر الشخصية والقراءة من مفاتيح المعرفة تفتح أمام الإنسان افاق واسعة فالطفل في العصر الحديث يبدأ بتعلم القراءة منذ طفولته الأولى لكنه لا يتعلمها منذ سنواته الأولى بالصورة التي نعرفها إنما يستعد لها وكما أن الطفل لا يتعلم الجري إلا إذا استعد له في مراحل المشي ولا يتعلم المشي إلا إذا تكون عنده الاستعداد لتعلمه فإنه لا يتعلم القراءة إلا إذا تكون عنده الاستعداد لتعلمها .
ومن هنا كان الاهتمام بكتاب الطفل الذي يناسب مراحل العمر المختلفة والذي يجعل الطفل مستعداً لتعلم القراءة ثم يحببه في القراءة عند تعلمها فالطفل الذي يعبر في أي سن من سنوات حياته عن رغبته في القراءة كما أن هناك الدافع الذي يدفع الطفل إلى الاهتمام بالكتاب وهذا ينشأ من مرحلة مبكرة ويستمر حتى يتعرف الأطفال معاني الرموز المكتوبة في سن ست سنوات فإن الأطفال قبل سن السادسة يشاهدون الاباء وهم يقرؤون وقد خبروا ما تحتويه بيوتهم من كتب ويجب أن نملأ محيطهم بكتب تقترب من الألعاب وتساهم الحواس في التعرف عليها هناك أنواع من الكتب البارزة التي تتحسسها الأصابع وأخرى لها طابع اللعب تطوى وتفرد وتفكك وتتحرك ومنها الكتب المجسمة بعد فتح الصفحات تحكى قصة وكذلك هناك كتب ملونة تجذب اهتمام الطفل وبعد السادسة يزداد الاهتمام بالكلمة وبعد العاشرة يزداد الاهتمام بالكلمة والصورة وبعد سن الخامسة عشر تكون الكتابة هي العنصر الاساسي فالأطفال الذين يولدون في بيئة تشجع القراءة فيجد والده ووالدته يطالعان دائماً وينشأ في بيت فيه مكتبه يخصص للطفل حيز منها في هذه البيئة تنمو قدرة الأطفال على القراءة .
وعندما يذهب الطفل إلى المدرسة يبدأ تعلمه للقراءة بالمعنى المدرسي فيجد الأفكار والمدركات التي تكونها القراءة تعينه على فهم ما يقرأ وان القراءة عملية معقدة وليست مجرد التعرف على الحروف ونطقها أو التعرف على شكل الكلمات ونطقها فالقراءة هي القدرة على فهم معاني الكلمات والجمل والربط بينها مع القدرة على التركيز والتذكر والاستيعاب وإعادة التعبير عما تمت قراءته وان الاستمرار في حب القراءة للأطفال يجب أن ينمو في بيئة تحب القراءة وتكوين شخصيته محاطة بالكتب المناسبة لعمره وان يمنح الطفل فرصته الاتصال بالحقائق ويترك ليلاحظ ويتعلم من خلال الرحلات والتجول والزيارات للمتاحف والمصانع ثم يترك للتحدث عما شاهده
لذلك يجب الصبر على أسئلة الطفل فإن الإجابة من أهم وسائل تنمية قدرة الطفل على فهم ما يقرأ ويجب مساعدة الطفل للتعبير عما يجول بخاطره وعما يفكر به ونساعده على استعمال الكلمات ونطقها وأن يتعود على سماع القصص وإعادة روايتها ويجب أن ألا ندفع الطفل إلى تعلم القراءة قبل سن المدرسة بل نعده للقراءة وأن نحذر السخرية من أخطاء الطفل اللغوية لأن الخوف من الوقوع في الخطأ كثيراً ما يعوق الأطفال عن التعلم وأن نحذر من مقارنة طفل بآخر كوسيلة للتحفيز على التعلم ويجب كذلك اختيار الكتب المناسبة في موضوعها وصورها لكل سن واختيار الكتب ذات الحروف المناسبة لأن الأطفال يصعب تركيز ابصارهم فترة طويلة على الأشياء الدقيقة
وإذا كان هناك أطفال لم تتح لهم الفرصة في بيئتهم بالتزود بالخبرات للتهيؤ للقراءة فيجب على القائمين على تثقيف الأطفال أن يقوموا بتنمية الاتجاهات اللازمة لا قبال هؤلاء الأطفال على المطالبة وتنمية حب الكتاب والتعبير والصياغة اللغوية فنضع بين أيديهم الكتب المشوقة وتنمية التعبير لديهم .
القراءة وتنمية وعي الأطفال
أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة ان القراءة للأطفال بصوت عال ذات تأثير مباشر وقوي على تنمية مدارك عقولهم وانطلاقهم نحو حب التعلم والدراسة، كما انها تغرس فيهم عادة التعاون والمشاركة، بالإضافة إلى إقامة علاقات ناجحة مع الآخرين.
وقد أشارت الأبحاث أيضا إلى ان عادة القراءة بصوت عال ذات أثر جيد في تجمع الأسرة الواحدة، مما يعزز الشعور بالترابط والدفء العائلي، كما يضفي بكثير من مشاعر الحب والأمان على الأطفال، ويشعرهم بأنهم محبوبون من عائلاتهم.
وينصح الخبراء والباحثون بضرورة قيام كل من الأب والأم بتخصيص بعض الوقت للقراءة بصوت مرتفع لأطفالهم.
وتؤكد الباحثة النفسية "دولا ريزدركين" على أهمية القراءة بالنسبة للأطفال من خلال النتائج التي توصلت إليها بعد بحث استغرق أكثر من خمس سنوات على أكثر من 300طفل. وخلاصة البحث ان الأطفال الذين عوّدهم آباؤهم منذ البداية على القراءة يسبقون سنهم الدراسي بحوالي سنتين ونصف، كما انهم يتفوقون في عملية تحصيلهم واستيعابهم للدروس.
ان لكل مرحلة عمرية في حياة أطفالنا ما يناسبها من كتب ومجلات. كما ان الميول الطبيعية والقدرات للطفل في كل مرحلة عمرية تؤدي إلى الاستجابة والتفاعل مع لون معين من الكتب. ونلاحظ ان الطفل في سن الثالثة يفضل الكتب أو القصص البسيطة التي تتناول الأشياء المألوفة لديه، أو الموجودة في بيئته، كما انه يهتم بالكتب المزودة بالصور الملونة التي تشد اهتمامه.
اما الطفل الذي تتجاوز سنه الثالثة وحتى ست سنوات فإنه يفضل الكتب التي تحتوي على عناصر الإثارة والتشويق.
ويفضل الطفل من ست سنوات إلى تسع سنوات الكتب التي تتناول الهوايات والألعاب التي تدور حول اهتماماته وميوله الشخصية.
اما الطفل من سن تسع سنوات إلى اثنتي عشرة سنة فيفضل القصص المملوءة بالمغامرات والكتب الفكاهية، كما انه يحب المجلات أو الكتب التي تحتوي على الألغاز والمسابقات من أجل حلها والكشف عن أسرارها.
وخلاصة القول ان القراءة مهمة جدا لتنمية وعي الأطفال، كما ان دور المنزل دور فاعل في غرس عادة القراءة لدى الأطفال، وخاصة فيما يتعلق بالسلوك العملي للأب والأم، واهتمامهما بزرع عادة القراءة لدى اطفالهما، مما يحفز الأطفال على التفوق في الدراسة بإذن الله تعالى.