أسس تنمية مهارات الإتصال عند الأطفال .
* ـ اهتم الإسلام بالتنشئة الصالحة للمسلم ليكون عضواً نافعاً في المجتمع , مؤدياً لرسالته في الحياة كما أرادها الله , متفاعلاً مع كل معطياتها كمؤثر ايجابي في استخلاف الله له في الأرض , وقد وجه الإسلام المربي إلى العمل على تهيئة هذا الناشئ كحق من حقوقه , ولعل مرحلة الطفولة هي المرحلة التي تبذر فيها البذرات الأولى لتعزيز السلوكيات التي فطر الله الإنسان عليها , حتى يكون قادراً على التفاعل مع الآخرين ,
وهنا سأورد بعضا مما ينبغي على المربين لتعزيز مبدأ الحوار في نفوس الأطفال .
1 ـ الاستماع إلى الطفل ، واحترام عقله .
2 ـ الإيحاء بأن في استطاعته الوصول إلى الحقائق بجهده وفكره .
3 ـ تعليمه كيف ينقد ويناقش ويقبل أو يرفض، فإن ذلك يمثل احتراماً للآخر .
4 ـ احترام الطفل وتعليمه احترام الآخر .
5 ـ تقبل الأهل ما يطرحه الطفل من أفكار، حتى لو كانت بسيطة وغير جيدة .
6 ـ تصحيح الأخطاء مع محاولة إعطائه الدليل أو الحجة على خطأها .
7 ـ التشجيع على التفكير من جديد ، وبطريقة أفضل .
8 ـ تعزيز احترام القدرات حتى لا تحمله الأخطاء الحكم على نفسه بالغباء والعجز .
9 ـ إحاطة خطأ الطفل في التفكير ببعض الأجواء التي توحي له أن مصدر خطأه لا يكمن في شخصه، بل في طريقة معالجته أو في الأدوات التي استعملها في محاولة الوصول إلى النتائج .
10 ـ تعزيز مبدأ تكرار المحاولة مع إرشاده إلى المنهج المناسب ، حتى يصل إلى نتائج إيجابية .
يعرّف سحر الشخصية بأنه أهم صفة يمكن أن يمتلكها من يسعى إلى كسب الآخرين إلى صفه سواء في العمل أو في الحياة الخاصة، وبأنه القدرة على تكوين علاقات ناجحة مع أي شخص يكون فيها كلا الطرفين مستريحا للحديث وتبادل وجهات النظر مع الطرف الآخر.
بالطبع سيكون التساؤل الذي يطرح نفسه عند الحديث عن موضوع سحر الشخصية هو ما إذا كان هذا السحر صفة يولد بها المرء. يجيب الكتاب عن هذا التساؤل بأنه على الرغم من أن بعض الناس يبدون كما لو كانوا يمتلكون هذه الصفة تلقائيا، إلا أنها في النهاية تعد مهارة يمكن للمرء تعلمها وصقلها بالممارسة والتمرين.تعتبر مهارة التعامل مع الناس من المهارات الحيايتة المهمة التي يجب إكسابها للأبناء منذ الصغر. والطريقة الوحيدة التي تجعل من الفرد قادراً على اكتساب مهارة التعامل مع الناس هي تطبيق المعرفة في هذا الخصوص وتنفيذ المبادئ الأساسية في مهارة التعامل مع الآخرين
فتجنب الإحساس بضرورة الإبتعاد عن الآخرين لتجنب الاحتكاك معهم والمتاعب التي قد تنجم من تعاملهم.يعتقد البعض بأنهم لو تعاملوا مع الناس سوف يتعرضون للمتاعب بسبب الاحتكاك مع أشخاص لا يعرفونهم جيداً، فيتجنبون التعامل مع هؤلاء الناس أصلاً، وهذا وحده كفيلاً بفشل تعاملهم المتوقع في حال إضطرتهم الظروف لذلك، لذا فمن الأفضل إكتساب مهارة التعامل مع الآخرين أياً كان نوعهم.
النظر إلى مهارة التعامل مع الآخرين على أنها مهارة مجزية تفعلها برضا حقيقي.
لا تحط من قدر الآخرين أياً كانوا خاصة الذين يقلون عنك في مستواهم الثقافي أو الاجتماعي أو الاقتصادي.
لا تتسرع في الحكم على الآخرين آجل حكمك على الآخرين لحين تكوين صورة متكاملة عنهم، ولا تجعل إنطباعك الأول هو إنطباعك الأخير، ولا تتأثر بالمظهر العام للفرد وتجعله المحك الوحيد لحكمك.
لا تفترض أن في الآخرين الكثير من العيوب، بل افترض أنك أنت الممتلئ بالعيوب.
تمالك غضبك إذا أغضبك الناس
تذكر دائما أن تسيطر على غضبك وعدم إظهاره ، وابتسامة واحدة كافية لأن تحل الموقف، ولا تعطي الفرصة لاستفزازك.
تذكر أسماء الناس الذين تعاملت معهم من قبل إذا في حد ذاته يعطي الآخر سبباً وجيهاً للراحة في التعامل معك مبدئياً كانطباع أولي.
أمدح الآخرين وأشكرهم لكن دون نفاقهم أو تملقهم فكلمة اشكرك في كثير من الأحيان تعمل ككلمة سحرية تفعل الكثير.
لا تتمسك برأيك إلى حد العناد واسمع رأي الآخرين فقد تكتشف منه أشياءً لا تعرفها من قبل.
لا تمازح الآخرين وتداعبهم أكثر من اللازم فالتمادي في المزح معهم قد يؤثر على رأيهم فيك، ويجعل التعامل معهم صعباً.
لا تكن جاداً أكثر من اللازم فالعبوس والكثير من الجد قد يكون له أثراً سلبياً في التعامل مع الآخرين.
لا تتظاهر بحقيقة غير حقيقتك، ولا تزيف مظهرك الاجتماعي
لا تستخدم أسلوب التهديد أو الضغط والسيطرة في التعامل مع الناس للحصول على مكاسب , فاستخدام النفوذ والسلطة في التعامل مع الآخرين للضغط عليهم أو تهديدهم أو ترهيبهم قد ينجح مؤقتا سرعان ما يزول تأثيره فور خروج الشخص عن حدود سيطرتك وستسمع منه ما لا تحب سماعه.
فتعليم الأطفال لا يقتصر على الأحرف والأرقام، بل هناك علم يجب علينا العناية به وتعليمه لهم منذ نعومة أظافرهم، علم أدب التعامل وحسن التصرف هو من أهم العلوم الأخلاقية والسلوكية في حياتنا.
ولذلك يجب علينا نحن الآباء والأمهات التعرف أكثر على هذا العلم واكتسابه لنقله إلى فلذات أكباهم.
1. الطلب والشكر:
هناك كلمتان سحريتان كلمة "من فضلك" عند طلب الشيء، وكلمة "شكراً" هي أفضل الطرق للإعراب عن الامتنان والعرفان، والأفضل منها "من فضلك" التي تحول صيغة الأمر إلى طلب وتتضمن معنى الاختيار بل وإنها تجعل من الطلب غير المرغوب فيه إلى طلب ممتع في أدائه.
2. الألقاب:
الطفل الصغير لا يبالي بمناداة من هم أكبر منه سناً بألقاب تأديبية تسبق أسماؤهم لأنه لا يعي ذلك في سن مبكرة ولا يحاسب عليه، ولكن عندما يصل إلى مرحلة عمرية ليست متقدمة بالدرجة الكبيرة لا بد من تعليمه كيف ينادي الآخرين باستخدام ألقاب تأديبية لأن عدم الوعي سيترجم بعد ذلك إلى قلة الأدب.
3. آداب المائدة:
آداب المائدة للكبار هي نفسها للصغار باستثناء بعض الاختلافات البسيطة وإن كان يعد اختلافاً واحداً فقط هو تعليمهم عدم إصدار الأصوات العالية على مائدة الطعام أو التحرك كثيراً، مع الأخذ في الاعتبار إذا استمرت الوجبة لفترة طويلة من الزمن فإن الطفل لا يطيق احتمال الانتظار لهذه الفترة ويمكن قيامه آنذاك.
4. الخصوصية:
لكي يتعلم طفلك احترام خصوصيات الكبار، لا بد وأن تحترم خصوصياتهم في ما يلي:
- لا تقتحم مناقشاتهم.
- لا تنصت إلى مكالماتهم التليفونية.
- لا تتلصص عليهم.
- لا تفتش في متعلقاتهم.
- انقر الباب واستأذن قبل الدخول عليهم.
ولا تتعجب من هذه النصائح لأن تربية الطفل في المراحل العمرية الأولى واللاحقة ما هي إلا مرايا تعكس تصرفات الوالدين وتقليد أعمى لها.
5. المقاطعة:
والأطفال مشهورون بمقاطعة الحديث، وإذا فعل طفلك ذلك عليك بتوجيهه على الفور أثناء المقاطعة ولا تنتظر حتى تصبح عادة له.
6. اللعب:
من خلال السلوك المتبع في اللعب بين الأطفال تنمو أساليب للتربية عديدة بدون أن يشعر الآباء:
- روح التعاون.
- الاحترام للآخرين.
- الطيبة.
- عدم الأنانية وحب الذات.
ويتم تعليم الأطفال من خلال مشاركة الآباء لهم في اللعب بتقليد ردود أفعالهم.
7. المصافحة بالأيدي:
لا بد وأن يتعلم الأطفال مصافحة من هم أكبر سناً عند تقديم التحية لهم مع ذكر الأسم والنظر إلى عين من يصافحهم، وقم أنت بتعليمهم ذلك بالتدريب المستمر. ومع كبرهم يجب شرح القواعد الشرعية للأبنة بعدم جواز مصافحة الرجال الأجانب، وللأبن بعدم مصافحة المرأة الأجنبية عنه.
8. تربية في الداخل والخارج:
جميع الآداب السابقة لا تقتصر على المنزل وإنما في كل مكان وفي كل شيء. للأباء، والأجداد، والأصدقاء، وفي المحادثة وعند الطعام. وعند الذهاب للمدرسة أو النادي.فالحوار مطلب حضاري وإنساني يدعو للاعتراف بالأطراف المشاركة في الفكر أو الحاجة والمصلحة بغض النظر عن نوعها والقدرة على الحوار سمة فردية وميزة إنسانية تميز الفرد عن الآخرين ومع ذلك نجد الكثير من المعلمين والآباء يغفلون عن ثقافة الحوار ولا يعملون على تنمية قدرات الطلاب على التفاعل المعرفي والعاطفي والسلوكي مع الآخرين؛ وناشد عدد من المربين بالعمل على تأصيله وترسيخه في نفوس النشء لافتين إلى أنه السبيل الأمثل للتفاعل والاندماج مع الآخرين وأن تجاهله يسبب خللا في المنظومة الفكرية والاجتماعية وذكروا أن حسن الاستماع من أهم شروط التواصل الناجح مع الآخرين ويفيد الطرفين في إستمرار الحوار والتواصل ويشعر المتحدث بالراحة والاطمئنان والمستمع بالفهم الجيد والإلمام بموضوع الحوار مما يمكنه من الرد المناسب.
وأكدوا على أهمية الاستماع الجيد بين المتحاورين. وأوضحوا أن بعض المعلمين وأولياء الأمور لا يولون ثقافة الحوار إهتمامهم ولا يعمدون إلى اخذ مقتضياتها بعين الاعتبار ويعملون على كبت هذه الثقافة وقمع المتحاورين مما خلق لنا جيلا خطواته بطيئة وخجولة.أن وأد وقتل الحوار يبدأ عندما يتحدث الأبناء مع الآباء والطلاب مع المعلمين ولكن لا يجدون من يقبل نحوهم ومن ينصت لحديثهم وليت الأمر يقف عند هذا الحد بل يتعدى إلى زجرهم ومطالبتهم بإلزام الصمت التام وعدم الاستمرار في الحديث (اسكت) وهذا مؤداه الشعور بعدم الرضا وفقدان الاطمئنان والقلق النفسي والتوتر العصبي عند النشء لأنهم يجدون في ذلك الغلظة في التعامل والتجاهل للحاجات وعدم الفهم للرغبات ومن ذلك يتبين وقع الرد وقسوته إن كان من الآباء أو المعلمين ويواجهون الأحكام المجحفة والجائرة في حقوق النشء فتجعلهم مكسوري الأجنحة ينتابهم الخوف ويصيبهم القلق كلما فكروا في مخاطبة ومناقشة الآخرين أفرادا كانوا أو مسؤولين وتجميد الحوار يسبب خسارة النشء لتصحيح مدركات وتعديل سلوكيات وتعميق مفاهيم وتأصيل قيم وغرس اتجاهات خصوصا وأن لحظات الحوار وإثارة التساؤلات مؤشرات على الاستعداد الذهني والتهيؤ النفسي للمتلقي لكي يتعلم.إن تأفف المعلمين والآباء وإبداء الاستياء وإظهار علامات عدم الرضا عند طرح الأبناء والتلاميذ للتساؤلات عليهم أو إبداء وجهات النظر أو تبرير المواقف ويكون ذلك اما بصدودهم الواضح أو الضمني الذي يبدو في صورة تقطيب الحاجبين وشد الشفتين وإيماءات أخرى يستشف النشء من خلالها سلبية المعلمين والآباء نحوهم في الوقت الذي يجدون أنفسهم في أمس الحاجة لتقبل آبائهم ومعلميهم لهم ويريدون رؤية ما يؤكد قبولهم ورضاهم من تعابير قوليه وسلوكية لأن ذلك حتما سيدفع الناشئة للتعبير عما يجيش في صدورهم وما يدور في أذهانهم بطريقة حوارية صحية خصوصا وان السلوكيات الايجابية من المعلمين والآباء تنتقل إلى الأبناء والطلاب وتصبح جزءا لا يتجزأ من سماتهم الشخصية.إن انفعالات بعض المعلمين في كل موقف لا يتفق مع رغباتهم أو لا يروق لهم متناسين بذلك أنهم جاءوا من أجل تربية وتعليم طلابهم فهم تعوزهم وتنقصهم الكثير من الخبرات المربية التي يحتاجونها للتعاطي مع مواقف الحياة ومطالبتهم بما لا يملكون ظلم لهم أضف إلى ذلك أن الانفعالات ستجعل المعلمين وكذلك الآباء يتصرفون بطريقة غير صحيحة وسيترتب على هذا السلوك خسارة تربوية جسيمة للنشء فهم يريدون امتلاك القدرة على الحوار الهادئ واكتساب الشجاعة الأدبية وهذا لا يتحقق في ظل إتباع سياسة قمع الحوار التي ينتهجها بعض أولياء الأمور والمعلمين وألمح إلى عدم إعطاء المتحدث (الابن - الطالب) فرصة التحدث ومنعه من إتمام حديثه مؤشر صدق على أن المعلم بعيد كل البعد عن الواقع وغير متعايش للموقف مما يجعل المتحدث يتلعثم ويفقد التركيز والقدرة على إكمال حديثه فلم لا يقابل طلابه بوجه مشرق وابتسامة معتدلة وإيماءات مشجعة مما يدفع الطلاب والأبناء نحو الاسترسال وإبقاء التواصل مع الآخر لبيان وإيضاح ما يريد بيانه وإيضاحه عندما يتبع ذلك يكون المعلمون قد كرسوا مفهوم الحوار في أذهان الطلاب والآباء في أذهان الأبناء .وتظهر أهمية إشعار المعلم بالقبولية لطلابه وبالإقبال على حديثهم والاستماع لشكواهم وعدم مقاطعتهم بصوت عال أو الرد عليهم بعبارات جافة أو كلمات نابية لأن ذلك يربكهم ويتسبب في جفاف أجواء الحوار ويصيبه بالسلبية والعقم وما أحوج التلاميذ للعبارات الجميلة الحانية والكلمات الجزلة المنتقاة والألفاظ الراقية الحسنة تقدم كتقديم الهدية رضا ابتسامة تقدير اعتزاز بهذا الأسلوب ينمو الحوار ويتعمق مفهومه في نفوس النشء.فيجب على اولياء الأمورعدم استفزاز الأبناء والطلاب عندما يريدون الوصول إلى حقيقة معينة أو الكشف عن جانب غامض واحترام ارائهم وعدم تسفيهها وإعطائهم فرصة للدفاع عن أنفسهم وتبرير مواقفهم .أن تسلط الأب والام والمدرس والمسؤول يعتبر نوعا من العدوان الشديد ويعد إلغاء لكيان الآخرين كونه يعتبره أدنى من أن يحاور، بل عليه فقط السماع للأوامر الفوقية والاستجابة دون مناقشة أو تضجر وهذا النوع من الحوار فضلا عن أنه إلغاء لكيان (وحرية) طرف لحساب الطرف الآخر فهو يلغي ويحبط القدرات الإبداعية للطرف المقهور فيؤثر سلبيا على الطرفين وعلى الأمة بأكملها فنأمل أن يتنبه أولياء الأمور والمعلمين والمسؤولين لذلك وأخذه بعين الاعتبار وحذر من اعتبار التحاور حول الأمور الجوهرية محظورا أو محاطا بالمخاطر لأن هذه النظرة تقود إلى تسطيح الحوار وتحييد المتحاورين عن تحقيق أهداف الحوار وجني ثمارها.فلا أحد يستطيع أن ينكر العائد التربوي للحوار الإيجابي وأوصى بأن يكون الحوار هادئا ومتفائلا دون مبالغة ويجب أن نكون عند محاورتنا أكثر صدقا وجدية وكلماتنا منتقاة وواضحة لمن نحاور مناسبة لمستواه العلمي والعقلي خالية من المصطلحات الغريبة التي تشتت فهم الطرف الاخر ومن الأمور التي ينبغي مراعاتها من المعلم والإداري هو إعطاء الطلاب الفرصة كاملة لكي يعبروا ويبدعوا مع احترام ارائهم وإن تواضعت ولا ننتظر منهم ما هو فوق مستواهم وإن نظرنا فقد ظلمناهم بنظرتنا تلك وعلينا أن نعي تماما أن حتمية الخلاف في الحوار أمر وارد وطبيعي .أن الحوار مطلب حضاري وإنساني يدعو للاعتراف بالأطراف المشاركة في الفكر أو الحاجة والمصلحة بغض النظر عن نوعها والمتأمل في أهمية الحوار لا يجدها تنحصر على طرف واحد فقط بل على الجميع وللأسف أن تهميش رأي فرد أو مجموعة والاكتفاء برأي أو وجهة نظر واحدة كالأقوى أو الأغلب مثلا له نتائج سيئة على المدى البعيد فعندما نهمش رأي التلميذ في كل مراحل حياته الدراسية سيأتي يوما من الأيام ويكون متمردا أو كارها للأعلى أو الأكبر لأنه تحمل كثيرا وجاء دور التمييز والاستغلال ولو كان خاطئا والانفراد بالرأى ولو كان شاذا وفي ذلك تعطيل للمصالح العامة وتغليب للمصالح الخاصة دون غيرها ما ينتج عنه خلل في المنظومة الفكرية الاجتماعية للمجتمع في وقت نحن أحوج ما نكون للوحدة والاجتماع والالتقاء على منهج واحدإن فكرة الفرد عن نفسه هي انعكاس مباشر لفكرة الآخرين عنه ، وأن الفرد يبني كثيراً من علاقاته على أساس من الرأي السائد فيه " .
فالمتربي يتأثر بأقوال وآراء المربي عنه ، ويبني الآراء عن نفسه وفقاً لما يقوله الآخرون عنه ، فإذا كان المتربي محلاً لثقة المربي ، ومعروفاً أو مذكوراً عنده بالقدرة والنشاط والمبادرة ، وموكولاً إليه من المهمات والأعمال ما يتطابق مع الرأي فيه ، وإذا كان يلقى من التشجيع والتأييد ومن التوجيه والتكليف ما يمثل اتجاها ورأياً يتناسب مع قدراته وإمكاناته ، فإنه يسعى لتأصيل ذلك في ذاته ، وجعله صفة من صفاته وسمة من سمات شخصيته ما أمكن . وكذلك الصفات السلبية تتأصل من خلال مسالك وآراء المربي فيه .
وهكذا فالمتربي يقدم أو يحجم ، وينشط أو يجبن ، ويجتهد أو يكسل ، ويجرؤ أو يسكت ، وفق ما يعلمه من رأي المربي فيه ، ووفق ما يقوم به من معاملة مبنية على ذلك .