العديد من الناس يرغبون في استثمار اموالهم ويبدأون في البحث عن افكار مربحة ومن ثم يقومون بعمل دراسات جدوى بغرض دراسة تلك الافكار والوقوف علي مدي ربحيتها، ولكنهم يتناسون ما اذا كانوا يصلحون كصغار مستثمرين ام لا، فنجاح اي مشروع يرتبط بشكل اساسي بسمات صاحبه الشخصية، فلو توافرت به سمات المستثمر الصغير فإنه سيحقق النجاح وذلك بعد توفيق الله ودراسته لكل شئ بدقة، اما ان لم تتوافر فنسبة نجاحه ستكون ضئلية بكل تأكيد حتي وان درس مشروعه. فيما يلي سنعرض تلك السمات ومن خلالها يمكنك معرفة ما اذا كنت تصلح ان تكون مستثمر صغير ام لا.
اقرأ ايضًا نصائح أمانسيو أورتيغا لنجاح المشاريع الناشئة
اقرأ ايضًا كيف تحصل علي فكرة مشروع مناسب بسهولة
سمات المستثمر الصغير:
١- الرؤية:
يجب علي صاحب المشروع او المستثمر الصغير ان تتوافر فيه سمة الرؤية، فالرؤية تمثل نقطة الانطلاق او القوي الدافعة التي تدفع المشروع للنجاح.
٢- المبادرة:
من الصفات الضرورية التي يجب ان تتوافر في المستثمر الصغير هي صفة المبادرة، فالشخص المبادر يصيغ الاهداف ويحرف علي تحقيقها بكفاءة ويسيطر علي الاوضاع ويعمل علي حل المشكلات التي تظهر في مشروعه بمرور الوقت بكفاءة عالية.
٣- سرعة البديهة:
من الضروري ان تتوافر سمة او صفة سرعة البديهة في صاحب المشروع، فسرعة البديهة تساعد كثيرًا علي اتخاذ القرارات بشكل سريع وصحيح في المشاريع الصغيرة، حيث ان القرارات لا يتم اتخاذها وفقًا لحقائق ملموسة معلومات متوفرة فقط بل يتم اتتخاذها وفقًا لخبرة صاحب المشروع وحسه العملي ومشاعرة اللحظية.
٤- الحاجة للانجاز:
عندما يتولد الاحساس لدي المستثمر الصغير او صاحب المشروع بأنه في حاجة الي الانجاز والتوفق فإنه سيعمل بجد وسيتحمل المسؤلية وبهذا سيكون قادر علي منافسة المنافسين وتحقيق النجاح، هذا وتتميز الحاجة للإنجاز بثلاث خصائص رئيسية يشترك فيها كل المستثمرين، وهي،،
- الرغبة في حل المشاكل، وتحقيق الإشباع نتيجة إنجاز الأهداف السابق تحديدها ووضع أولوياتها.
- القدرة على تحمل المخاطر المعقولة بعد دراسة كل البدائل.
- الحاجة إلى إرجاع الأثر كمقياس لما حققه من نجاح.
٥- الاستقلالية:
العديد من الاشخاص تركوا وظائفهم علي الرغم من انهم كانوا ناجحين فيها وذلك لشعورهم بأنهم بحاجة الي الاستقلال والعمل بشكل حر دون التقيد برؤساء او مديرين، وهذه الصفة تعد من الصفات المهمة الواجب توافرها في المستثمر الصغير، الا انه لا يجب ان شخصًا محبًا للسيطرة، فمن الواجب ايضًا ان يكون شخصًا ودودًا ويفوض سلطاته الي الاكثر كفاءة، لا ان يعمل بمفردة علي ادارة المشروع دون تفويض سلطاته او تكليف العاملين الاكفاء ببعض الصلاحيات.
٦- المخاطرة:
من المعروف لدي اغلب القراء في مجال المال والاعمال ان رائد الاعمال وكذلك المستثمر الصغير يجب ان يتمتع بروح المخاطرة، ولكن بكل تأكيد تحمل المجهول دون دراسته يعد من دربًا من الجنون وينم عن قلة خبرة وجهل اداري، فالمخاطرة يجب ان تكون محسوبه ومدروسة، لأنه كلما دٌرست المخاطرة وتم حسابها بشكل صحيح اصبحت اقل خطورة علي الرغم من انها قد تبدو لبعض المحايدين انها مخاطرة كبيرة.
٧- تحمل المسؤلية:
المستثمر الصغير الذي يحقق النجاح دائما ما يكون شخص لدية قدرة علي تحمل نتيجة تصرفاته وسلوكياته ولا يلقي اللوم علي الاخرين او الظروف الخارجية اذا ما فشل او حدثت له بعض الخسائر. وان تحدثنا عن هذه النقطه من جانب الواقع الذي نعيشه فسنجد ان العديد من اصحاب المشاريع الصغيرة وربما اصحاب بعض الشركات يلقون باللوم عند فشلهم علي وضع السوق او ظروف البلد او حتي رغبة المنافسين في القضاء عليه، وهذه كلها اعذار واهية بالطبع وما الفشل الا نتيجة قرارات خاطئة ويجب علي صاحب المشروع الاعتراف بأخطاءة ليصححها ليتمكن من اكمال مسيرته بنجاح.
الابداع والابتكار:
ادارة المشروع بشكل تقليدي لم يعد امر مجدي في هذه الايام حتي وان كان المشروع نفسه تقليدي، فالمنافسين قد زاد عددهم وتختلف وسائلهم وطرقهم في ادارة مشاريعهم والجميع يسعي الي التميز عن الاخرين بشكل ما ليزيد من حصته السوقية، فلو ادرت مشروعك بشكل تقليدي دون او تبدع وتبتكر في كافة الجوانب مثل اختيار المنتجات والحملات التسويقية والوصول الي العملاء فقد يدهسك المنافسين.
الخلاصة:
من العرض السابق نستنتج ان المستثمر الصغير يجب ان تتوافر فيه بعض السمات الضرورية لكي يتمكن من تحقيق النجاح، هذه السمات تتمثل في (الرؤية، المبادرة، سرعة البديهة، الحاجة للانجاز، الاستقلالية، المخاطرة، تحمل المسؤلية، الابداع والابتكار). هذا وان كنت تعتقد ان جميع او بعض هذه الصفات تتوافر بك فأنت قادر بكل تأكيد علي بدأ مشروعك الخاص ومع توفيق الله ودراسة المشروع ومعرفة كافة جوانبه ستحقق الكثير من النجاحات والارباح، اما اذا كانت تنقصك العديد من هذه السمات فمن الضروري ان تنمي قدراتك لتكتسب تلك السمات ومن ثم يمكنك البدأ في تنفيذ مشروعك الخاص.