اصبح العالم المحيط بنا مليء بالأفكار المبتكرة والناجحة في نفس الوقت في جميع المجالات مما يؤكد ان الالتزام بأفكار محددة وممنهجة من الممكن ان يؤدي الى الفشل بسبب روتينية هذه الأفكار وانها اصبحت بلا جدوى ومن ضمن الأشياء التي حدث بها تغير وابتكار كبير هي علم التسويق، فمباديء وقواعد التسويق المتعارف عليها اصبحت لا تجدي نفعاً امام الافكار الجديدة والغريبة وفي بعض الاحيان يصفها البعض بأنها افكار تسويقية مجنونة والغريب في ذلك ان كثير من هذه الافكار يؤدي الى النجاح بل ومن الممكن ان يتبعها الناس ايماناً منهم بها وبنجاحها.
امثلة على افكار تسويقية مجنونة حققت الكثير من النجاح :
طبق طائر من الالماس :
كان يوجد محلاً جديداً لبيع المجوهرات وكان في منطقة مليئة بالمحلات التي تعمل بنفس المجال وكانت شهرة هذه المحلات كبيرة وعليها اقبال كبير وكثير من العملاء اعتادوا الذهاب اليها على مر السنين في حين ان هذا المحل لم يهتم به احد ووجد صاحبه انه يجب ان يتوصل لفكرة غير تقليدية تجذب الناس للشراء من هذا المحل فقام بصنع طبق طائر مرصع بالألماس ووصل سعره في هذا الوقت الى خمسة آلاف دولار وساعة رملية تعمل بالألماس بدلاً من الرمال وكان سعرها حوالي عشرة آلاف دولار وعلى الرغم من انه لم يبع هذه الاشياء الا انها كانت سبباً في تحقيق هذا التاجر لشهرة كبيرة واصبح الناس يذهبون الى محله بل واصبح من اكبر متاجر المجوهرات في هذا الوقت.
اقرأ ايضًا نصائح وارن بافيت للخريجين ورواد الاعمال الجدد
تسمية بلدة بإسم موقع الكتروني :
كان موقع “Half.com” من المواقع الغير معروفة على الاطلاق وذلك منذ عام 1999 حيث كان لا يزوره احد تقريباً الا الاشخاص الذين قاموا بتأسيسه بالرغم من بذلهم لجهود كبيرة في الترويج والتسويق له حيث كان موقع جيد لبيع المنتجات المستعملة وكانت تتم عمليات البيع في مقابل اسعار ثابتة لا تقبل المزايدة وظل الموقع غير معروف للناس حتى حدثت مفاجئة غيرت كل شيء حيث سمع نائب مدير الموقع بالصدفة عن انه يوجد بلدة صغيرة تقع في ولاية اوريجون الامريكية تسمى “هاف واي” وكانت صغيرة جداً وعدد سكانها لا يتعدى 360 شخص فقط ومن هنا جاءت له فكرة مذهلة وهي انه يتفق مع اهالي البلدة على تغيير اسمها لمدة عام واحد فقط لتحمل نفس اسم الموقع ” هاف دوت كوم” وذلك يكون مقابل مائة الف دولار يقوم الموقع بدفعها لهم بالإضافة الى 20 جهاز كمبيوتر جديد هدية لمدرسة ابتدائية تتواجد في هذه البلدة ووافق الاهالي بالفعل وتم الاتفاق بينهم وبين اصحاب الموقع وتحول اسم البلدة الى ” هاف دوت كوم” لمدة عام واحد وسرعان ما انتشرت هذه الفكرة وتناولتها وسائل الاعلام الامريكية كفكرة تسويقية جديدة و غير مسبوقة وتناقلت الصحف والمجلات هذا الخبر الغريب من نوعه ونال الموقع شهرة واسعة. وبعد اتمام الصفقة بثلاثة اسابيع قام موقع “eBay” الشهير بطلب شراء هذا الموقع وتم الاتفاق بالفعل على البيع مقابل مبلغ 350 مليون دولار . وبذلك فإن فكرة غريبة وغير تقليدية وكلفت اصحابها 100 الف دولار كانت سبباً في اتمام صفقة كان مكسبها 350 مليون دولار في واحدة من اكبر الصفقات واغربها نتيجة افكار تسويقية مجنونة.
اقرأ ايضًا نصائح تسويقية لرواد الاعمال الجدد
رولنج ستون مجلة صغيرة نالت شهرة واسعة :
كانت مبيعات المجلة الامريكية المحلية رولنج ستون متدنية جداً في سبعينات القرن الماضي مما كان سيؤدي الى اغلاقها وكان المحرر بالمجلة ” هنتر طومسون” قد وصل لفكرة غريبة ربما تعمل على زيادة المبيعات حيث قام بكتابة رسالة تم طباعتها على النسخ الشهرية للمجلة يطلب فيها من المشتركين تجديد اشتراكاتهم السنوية بالمجلة لأنها هي المصدر الوحيد لعمله واذا تم اغلاقها فسوف يؤدي ذلك الى ضياعه وتدهور حياته وبالفعل تمت الاستجابة لهذه الرسالة الغريبة واعتقد الناس انها من الطرائف التي تقدمها المجلة للقراء وقام المشتركين بتجديد اشتراكهم السنوي ونالت المجلة شهرة كبيرة واصبحت من المجلات المعروفة في واحدة من افكار تسويقية مجنونة.
اقرأ ايضًا كتب تحفيزية يجب على كل رائد اعمال ان يقرأها
من يحقق افضل النتائج يذهب الى هاواي :
كانت هناك شركة تنتهج طرق تسويقية تعمل على تحفيز وزيادة حماس فريق التسويق والمبيعات لديها على تحقيق افضل النتائج وقامت الشركة بتحديد رقم معين في المبيعات واعلنت ان من يتخطى هذا الرقم سيفوز برحلة ترفيهية شاملة النفقات الى ولاية هاواي الساحرة.
وفي ذلك الوقت كانت الرحلة من نصيب فرداً واحداً فقط قام بتخطي هذا الرقم الذي حددته الشركة ولكن لتحفيز باقي الموظفين قامت الشركة بإتباع اساليب جديدة لتدعيم فكرة الفوز بالرحلة وزيادة تحفيز فريق مبيعاتها حيث تم وضع صور لولاية هاواي على الاشياء التي كانت تقدمها لرجال المبيعات لديها من اقلام وصور واكواب للقهوة وبالفعل في العام التالي لذلك سافر 15 فرداً من فريق مبيعات الشركة الى ولاية هاواي بسبب تحفيز الشركة لهم وتقدير مجهوداتهم.
وبذلك فإن تحقيق الشهرة والانتشار الكبير بين الناس نتيجة افكار تسويقية مجنونة وغريبة يعد دليلاً على ان الابتكار دائماً مايكون حليفه النجاح ويعمل على كسر القواعد الروتينية والتي اصبحت مملة بعض الشيء.