هل تخطط للنجاح كمتداول في أسواق المال ؟
هل تخطط للنجاح كمتداول في أسواق المال ؟
طبعا إجابة أغلب المنخرطين في مجال التداول سوف تكون، نعم أنا اريد ان أحقق النجاح والأرباح والثروة من خلال التداول في أسواق المال. لكن سؤالي لم يكن القصد منه ماذا تريد أن تحقق أو ماهي أمانيك وأحلامك، وانما قصدت، هل لديك خطة واضحة المعالم والخطوات ترسم لك الطريق الذي يجب عليك أن تسلكه حتى تحقق أهدافك من التداول.
المنتديات والمواقع المتخصصة في التداول في أسواق المال على الانترنت، مليئة بقصص الفشل والإخفاقات للكثير من الذين جربوا الدخول الى معترك الصراع بين الدببة والثيران في حلبة البورصات العالمية.
وتشير الكثير من الإحصائيات أن نسبة كبيرة من المتداولين الأفراد في أسواق المال يخسرون أموالهم، خاصة في سوق العملات الأجنبية الفوركس. وهناك اعتقاد مشهور في مجتمعات المتداولين على الانترنت أن نسبة الخاسرين في السوق بين المتداولين الافراد تبلغ 95%، هذا الرقم حتى وان كان تقديري ولم يصدر من جهة هيئة معتمدة، الا أنه يعطي صورة تقريبية عن النسبة الكبيرة للخاسرين في هذا المجال.
ومن أهم الأسباب التي تؤدي الى الفشل في عالم التداول، هي غياب خطة التداول. كل المتداولين المحترفين والناجحين في سوق، سواء من الافراد أو المؤسسات المالية الاستثمارية من بنوك أو صناديق استثمار وتحوط لديها خطة تداول يسير عليها كل المتداولين العاملين فيها.
وجود خطة تداول لا يعني ولا يضمن النجاح وتحقيق الأرباح في أسواق المال، ولكنها خطوة مهمة وركيزة أساسية من أجل بناء جدار يفصل النجاح والفشل ويفرق بين المتداول المحترف والمتداول الهاوي والمبتدأ. فاذا كنت تمتلك خطة محكمة، مبروك عليك فانت تنتمي الى فئة النخبة من المتداولين أو على الأقل أنت على الطرق الصحيح، حتى وان لم تكن تحقق أرباح وأهدافك من التداول.
اقرا ايضا : أسرار النجاح المالي – كيف تحقق النجاح المالي ؟
هناك مقولة مشهورة لبنجامين فرانكلين والذي يعتبر من الآباء المؤسسين في الولايات المتحدة، وأيضا من أبرز العلماء والمخترعين، يقول فيها: ” إذا فشلت في وضع خطة فأنت تخطط للفشل “.
العالم اليوم صار أكثر تعقيدا من أي وقت مضى، في جميع مجالات الحياة، لذلك فان التخطيط لكل الأمور صار من الضروريات حتى في أبسط أمور حياتنا اليومية. أما إذا كنت تريد القيام بعمل تجاري أو انشاء شكة ولم تكن لديك خطة عمل واضحة، فان احتمالات فشلك أكبر بكثير من احتمالا ت النجاح .
فالنجاح في عصرنا هذا يرتكز بالدرجة الاولى على حسن التخطيط التنفيذ، والتداول في الأسواق المالية لا يخرج عن هذه القاعدة. التداول في الأسواق المالية في الأول والأخير عمل تجاري، فانت تبيع وتشتري مختلف الأصول المالية بهدف تحقيق الأرباح، من خلال استغلال الحركة الدائمة في أسعار هذه الأصول.
فالتداول في أسواق المال ليس مقامرة أو رهان يعتمد على الحظ والعشوائية، بل هي تجارة تنظم العمل فيها قوانين صارمة، وتتحكم في حركة أسعارها الكثير من العوامل والمتغيرات التي يمكن دراستها والتنبؤ بها في حدود معينة، ويمكن استغلالها والاعتماد عليها لتحقيق الأرباح.
ولكي تنضم الى فئة النخبة، من المتداولين المحترفين الذين يجنون الأرباح بصفة دائمة ومنتظمة من هذه الأسواق، يجب عليك أن تعتبر التداول في سواق المال مشروع تجاري أو مشروع شركة يحتاج بالإضافة إلى رأس المال، إلى التخطيط المحكم المبني على الخبرة المتراكمة والمعرفة والكثير من الجهد لتحقيق النجاح. فلا يكفي قراءة كتاب هنا أو بعض المقالات هناك، ثم فتح حساب تجريبي لبعض الوقت قبل استعمال المال الحقيقي، فالأمر أعقد وأكبر من ذلك بكثير.
إذا كنت تريد تحقيق وجنى الأرباح في أسواق المال، يجب عليك تتعامل مع التداول كمهنة وعمل جاد، وليس مجرد لعبة في صالة قمار أو على الانترنت لا تتطلب منك سوى الضغط على أزرار لوحة المفاتيح حتى تتدفق عليك الأرباح من كل حدب وصوب.
وكأي مهنة، فلكي تصل الى مرحلة الاحتراف والاتقان فأنت تحتاج أن تتعلم وتتدرب كثيرا على التداول، بداية على الحساب التجريبي الذي والذي توفره كل شركات الوساطة ثم على الحساب الحقيقي. وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون فان عملية التدرب تحتاج الكثير والكثير من الوقت، حتى تصل الى مرحلة الاحتراف، وأنا هنا أتكلم عن سنوات من التدريب.
=> لماذا حان التفكير في سوق المال الآن؟ <=
خلاصة القول، التخطيط هو سر النجاح في التداول او أي مهمة أو مهنة أو مشروع في عالمنا المعاصر، فالخطة توضح المعالم وتبين الوسائل وتحدد الهدف وترسم الطريق الذي يجب سلوكه لبلوغ ذلك الهدف. والتداول لا يمثل استثناء في هذه النقطة بالذات، لكن للأسف فإن أغلب المتداولين وخاصة المبتدئين منهم، يفشلون في إدراك هذه القاعدة الأساسية لتحقيق الارباح بصفة دائمة ومستقرة في أسواق المال ، وخطة التداول لا تدخل حتى ضمن مجال تفكيرهم.