دور الطاقة النووية في إنتاج المياه

        تعتبر مشكلة المياه من أهم الموضوعات التي يجب أن نوليها أهمية قصوى، بل لابد من أن تضعها الدول العربية في أولوياتها حيث أن نقصها علي المدى القريب وندرتها علي المدى البعيد يهدد فعلا المشروعات التنموية في العالم العربي، ولابد أن نبدأ من الآن في التخطيط لإنشاء محطات نووية لتحلية المياه لسد النقص المتوقع في مصادر المياه.

 

        فإذا استعرضنا ما ورد في شبكة المعلومات الدولية عن العالم العربي نجد أنه يتكون من 22 دولة، تمتد من الخليج العربي شرقا حتى المحيط الأطلنطي غربا، وعدد سكانها حوالي 300 مليون نسمة. وتجدر الإشارة إلي أن معدل النمو السكاني  في تلك المنطقة 7, 2 %. وطبقا لتقرير عام 2000 والخاص بالتنمية البشرية للأمم المتحدة، نجد أن معدل النمو الاقتصادي في تلك الدول لا يتمشي مع معدل النمو السكاني وأن الركيزة الأساسية لدفع عجلة التطور والتنمية هي المياه و الطاقة. ولمعرفة مدي أهمية المياه للدول العربية فإننا نجد أن استخدامات المياه في الزراعة   تحتل أعلي نسبة، ثم يلي ذلك الاستخدامـات اليوميـــة والصناعية.  

 

وإذا نظرنا من قريب إلي موضوع المصادر المائية، فإنه يتضح أن ندرة المياه والنمو السكاني يمثل لب المشكلة في عمليات تنمية المناطق الشبه قارية والتي تشمل الدول العربية. إن الأهمية الأساسية للمياه للمعيشة والتقدم الحضاري توضح أن مشكلة ندرة المياه والتغلب عليها تمثل المعركة الرئيسية للوصول إلي مستوي حياة أفضل في المناطق الفقيرة المشتملة علي تعداد كبير من السكان.

 

وتجدر الإشارة إلي أن أهمية موضوع المياه في الدول العربية معروف جيدا" حيث أن الوضع الذي يواجه بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هو حرج للغاية، فمثلا يوجد احدي عشرة دولة من بين العشرين دولة الموجودة في هذه المنطقة تستخدم حاليا أكثر من نصف مصادر المياه بها. وأن ليبيا ودول الجزيرة العربية عدا عمان تستخدم 100% من مصادر المياه بها، وهم يعتمدون علي تحلية مياه البحر بالطرق التقليدية أو السحب من خزانات المياه الغير متجددة في أغل الأحيان مع توقع زيادة عدد السكان بطريقة مفزعة.

 

ولمعرفة مدي خطورة الموضوع مستقبلا فلا بد من أن نستعرض ما سوف يكون الوضع عليه عام 2025 بناءا" علي دراسات حديثة لتعداد السكان وتقديرات مصادر المياه المتجددة، فمثلا نجد أن لبنان ستواجه ضغطا بالنسبة للمياه Water Stress  حيث أنه سيصل نصيب كل 600 - 1000 فرد 1 مليون متر مكعب ( أي وحدة FU = 1 مليون متر مكعب مياه).

أما مصر والمغرب وسوريا سوف يحدث بها ندرة للمياه Water Scarcity حيث سيصل نصيب كل 1000 إلي 2000 فرد علي واحد مليون متر مكعب مياه. أما الجزائر، البحرين، جيوبوتي الأردن، الكويت، ليبيا، عمان، قطر، السعودية، الصومال، وتونس ودولة الإمارات العربية المتحدة واليمن سوف تقابل مانع مائي Water barrier قبل عام 2025 حيث يوزع واحد مليون متر مكعب ماء علي أكثر من 2000 فرد.

هذا بالإضافة إلي التغيرات التي تطرأ علي مناخ كوكب الأرض والاحتباس الحراري. فمثلا اتضح من دراسة صور الأقمار الصناعية أن بعض البحيرات في إفريقيا بدأت تنكمش أو ينخفض مستوي المياه بها. فمثلا بحيرة تشاد انكمش حجمها ليصل إلي 2% من حجمها في عام 1960، كما أن بحيرة فيكتوريا انخفض منسوب المياه بها 6 أقدام في الثلاث سنوات الأخيرة، وهذا يوضح مدي الخطورة التي سوف تواجه دول حوض النيل من احتمالات نقص مصادر المياه.  

ويتضح مما تقدم أن هناك مشكلة طاحنة بالنسبة لنقص المياه يتوقع حدوثها في البلدان العربية في خلال العشرين عاما القادمة وما بعدها، ولذا ـ يجب من الآن ـ العمل علي تلافي هذه الكارثة وذلك بالعمل علي إنشاء محطات نووية مزدوجة الغرض يكون إحدى أهدافها تحلية مياه البحار، وذلك لزيادة مصادر المياه في تلك الدول.

 

المصدر: من مقالاتي المنشورة باللاصحف
absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 429 مشاهدة
نشرت فى 13 يناير 2009 بواسطة absalman

ساحة النقاش

دكتور: عبدالعاطي بدر سالمان

absalman
Nuclear Education Geology & Development »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,457,140