الطـريق إلي أمـن سينـاء
(الجيولوجيا في خدمة التنمية)
دكتور جيولوجي: عبدالعاطي بدر سالمان
عضو اللجنة القومية للعلوم الجيولوجية
رئيس هيئة المواد النووية سابقا
جيولوجي استشاري
تعتبر شبه جزيرة سيناء إحدى بوابات مصر الشرقية علي قارة آسيا، وهي تحتل مكانة غالية في قلوب المصريين جميعا وأن أمنها جزء لا يتجزأ من أمن بقية أجزاء مصر، وهي تمثل الدرع الواقي لبقية أجزاء الوطن ضد ألأطماع الخارجية علي مر العصور وخاصة في عصرنا الحديث. وفي اعتقادي أن أعظم شيء لضمان أمن سيناء هي تنميتها وذلك بإنشاء مراكز تنمية صناعية علي طرقها ومحاورها الرئيسية. وهذا يتطلب من علماء مصر وخبرائها لدراسة أفضل الطرق المناسبة لتنمية سيناء وماهي المدخلات اللازمة لهذه التنمية.
ومن المعروف أن سيناء تغطي مساحة تقدر بحوالي 62000 كيلومتر مربعا، يحدها شمالا البحر الأبيض المتوسط، وغربا خليج وقناة السويس، وشرقا خليج العقبة وجنوبا البحر الأحمر. تغطي أرض سيناء منكشفات من الصخور والرسوبيات التي تنتمي إلي عصور جيولوجية مختلفة من عصر ما قبل الحياة حتي العصر الرباعي والحديث. أي أن سيناء كلها تقريبا عبارة عن أراضي صحراوية وجبلية. ولما كانت هناء مشكلة وهي نقص المياه في سيناء فإن تنميتها عن طريق المشروعات الزراعية لا يمكن تنفيذه إلا في أضيق الحدود.
وتجدر الإشارة إلي أن الدولة قد بذلت ولا تزال تبذل الجهود الكبيرة لتنمية سيناء، ولكن ذلك ركز بقدر كبير علي النواحي السياحية، وفي اعتقادي أن هذا مهم وقد حصلت خزينة الدولة منه علي موارد كبيرة، ولكنه لا يمثل التنمية المستقبلية التي تضمن أمن سيناء، وتدر علي الاقتصاد المصري أموالا طائلة أو تغير من خريطة جغرافية السكان في سيناء الحبيبة. لذلك فكرت في طرح هذا المشروع الهام لتنمية سيناء والذي يعتمد أساسا علي المصادر الطبيعية وخاصة الثروات المعدنية والصخرية، والبنية التحتية المتاحة.
ويتلخص هذا المقترح في دراسة إنشاء مراكز تنمية علي الطرق الرئيسة في سيناء والتي تمتد من الغرب إلي الشرق، ويمكن تقسيم تلك الطرق إلي أربعة محاور رئيسية لتنمية سيناء وهي: (1) الطريق الساحلي، (2) طريق القنطرة شرق - بئر جفجافة - العريش، (3) الشط - نخل – طابا، (4) طريق وادي فيران – نويبع. هذا ويتم دراسة المصادر الطبيعية من المعادن والصخور القريبة من كل محور من تلك المحاور، ثم يتم تحديد مراكز تنمية صناعية مناسبة تعتمد علي تلك المصادر الطبيعية المحيطة بكل محور، مع الأخذ في الاعتبار النواحي الجغرافية والبيئية المحيطة. وفي اعتقادي أن هذا المشروع سوف يمثل دفعة كبيرة علي طريق التنمية في سيناء، حيث أنه سوف يجذب العديد من المستثمرين، وسوف يغير من خريطتها السكانية لأنه سوف يمثل مناطق جذب للعديد من شباب مصر الذين يحلمون بمستقبل أفضل ويريدون أن يساهموا في بناء مستقبل مصر الاقتصادي ومستقبلهم، كذلك سوف يمثل هذا المشروع درعا واقيا لأمن مصر القومي، كما أنه سوف يرفع من معدلات النمو الاقتصادي.
ساحة النقاش