السلاح النووي الإسرائيلي

وفي عام 1986 نشرت صحيفة صنداي تيمز اللندنية وصفا وصورا عن الرؤوس النووية الإسرائيلية. وكان مصدر تلك المعلومات هو مردخاي فانونو، الفني الإسرائيلي الذي هرب، وكان يعمل في مفاعل ديمونه النووي الإسرائيلي. وبناءا علي تلك المعلومات التي نشرت علي لسان مردخاي فانونو قدر المحللون مخزون إسرائيل ما بين 100 إلي 200 رأس نووي. ومن الجدير بالذكر أن مفاعل ديمونه الإسرائيلي يمثل النوع الذي تحتاجه إسرائيل لتنفيذ مشروعاتها من ناحية التسليح النووي. وتفيد البيانات الواردة عام 1986 عن لسان فانونو أن هذا المفاعل ينتج 40 كيلوجرام من البلوتونيوم الصالح لإنتاج الأسلحة النووية. وإذا صح هذا التقدير فإن قدرة مفاعل ديمونه الحقيقية هي 150 ميجاوات، وهذا يمثل ضعف القدرة التي بدأ بها عام 1970…!!!.

وتجدر الإشارة إلي أنه في أواخر التسعينات قدر جهاز المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)  مخزون إسرائيل من السلاح النووي ما بين 75 إلي 130 رأس نووية، وقد بني هذا التقدير علي حسابات إنتاج البلوتونيوم الصالح للتصنيع النووي الحربي. ويشتمل هذا المخزون غالبا علي رءوس نووية للصواريخ المتحركة "جر يكو-1 و جر يكو-2  ) 2 ( Jericho 1 and 2) ، بالإضافة إلي قنابل ذرية لتسليح الطائرات الإسرائيلية، وربما يحتوي المخزون النووي الإسرائيلي أيضا علي أسلحة نووية تكتيكية من أنواع مختلفة. ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض البيانات المنشورة التي تفيد أن مخزون إسرائيل من الأسلحة النووية وصل إلي 400 "أربعمائة" رئس نووي في أواخر التسعينات، ولكنه من المعتقد أن هذا التقدير مبالغ فيه...!!! (المرجع: شبكة المعلومات الدولية (10).

 

وغني عن البيان أن التهديد النووي الاسرائيلي هو أخطر التهديدات الاستراتيجية للأمن القومي العربي في العقدين القادمين. إذ تنفرد اسرائيل باحتكار القدرة النووية العسكرية في المنطقة العربية وتملك من الأسلحة ووسائل إطلاقها الحجم الذي يشكل تهديدا حقيقيا لدول المواجهة العربية مجتمعة (11).  

 

ومن الأهمية بمكان معرفة أن السياسة الإسرائلية في المجال النووي قد تحددت طبقا لمبدأ مناحم بيجن الذي أعلنة عام 1980. وهذا المبدأ يحدد المجال الحيوي لاسرئيل بجميع الدول العربية، فضلا عن باكستان وإيران وتركيا، وحتي الجنوب الإفريقي. ومعني ذلك أن علي اسرائيل أن تمنع هذه الدول من تملك أي قدرات نووية، أو صاروخية بعيدة المدي، أو حتي معرفة تكنولوجية متقدمة، حتي لوأستخدمت اسرائيل القوة العسكرية لتنفيذ ذلك. وهو ماحدث بالفعل للمفاعل العراقي واغتيال العلماء المصريين، بدءا من الدكتور علي مصطفي مشرفة،الذي لقي مصرعة في حادث سيارة بأمريكا في 16 يناير 1950، وحتي اغتيال الدكتور/ يحي المشد في باريس 1980، بالإضافة إلي الكثير من عمليات التخريب للمعدات النووية قبل شحنها(12).

المصدر: من كتابي: العصر النووي
absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 135/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
45 تصويتات / 614 مشاهدة

ساحة النقاش

دكتور: عبدالعاطي بدر سالمان

absalman
Nuclear Education Geology & Development »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,441,020