من أخلاق سيدنا محمد وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ مَا كَانَ أَحَدٌ أَحْسَنَ خُلُقًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وأما أخلاقه الظاهرة فقد قال الله سبحانه ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم قد ألزم نفسه ألا يفعل إلا ما أمره به القرآن ولا يترك إلا ما نهاه القرآن فصار امتثال أمر ربه خلقا له وسجية صلوات الله وسلامه عليه الى يوم الدين وقد قال الله تعالى إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم فكانت أخلاقه صلى الله عليه وسلم أشرف الأخلاق وأكرمها وأبرها وأعظمها فكان أشجع الناس وأشجع ما يكون عند شدة الحروب وكان أكرم الناس وأكرم ما يكون في رمضان وكان أعلم الخلق بالله وأفصح الخلق نطقا وأنصح الخلق للخلق وأحلم الناس وكان صلى الله عليه وسلم أشد الناس تواضعا في وقار صلوات الله وسلامه عليه الى يوم الدين قالت قيلة بنت مخرمة في حديثها عند أبي داود فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المتخشع في جلسته ارتعدت من الفرق وفي السيرة أنه صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة يوم الفتح جعل يطأطىء رأسه من التواضع حتى إن مقدم رحله ليصيب عثنونه وهو من شعر اللحية وكان أشد حياء من العذراء في خدرها ومع ذلك فأشد الناس بأسا في أمر الله وروي عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم أنا الضحوك القتال وهكذا مدح الله عز وجل أصحابه حيث قال تبارك وتعالى محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم وستأتي إن شاء الله تعالى بقية أوصافه الجميلة مستقصاة فيما نورده من الأحاديث بعد هذا إن شاء الله تعالى وبه المستعان فصل
ساحة النقاش