وكلاء الموساد فى مصر                           هل ستتركنا إسرائيل ــ أو أى دولة لا تريد لنا الخير ــ فى حالنا؟! هل ستترك ثورتنا تنجح حتى النهاية فى نقل مصر إلى عصر جديد من الحرية والتقدم والكرامة؟!.

مرة أخرى ورغم أن العدو الصهيونى كان يعتبر حسنى مبارك «كنزه الاستراتيجى» فإنه لم يتوقف عن التآمر على نظامه، أرسل الجواسيس من عزام عزام وحتى ايلان تشايم جرابيل قبل أيام. وبالتالى فعلينا أن نتوقع كيف سيتعامل مع الثورة الجديدة التى تريد نقل مصر للمستقبل.

إسرائيل لا تترك فرصة لجعل مصر وكل العرب والمسلمين ضعفاء، هى لم تكن تعادى نظام مبارك، لكنها كانت تريده ضعيفا هشا فاسدا، لكنها لم تتمن انهياره وسقوطه أبدا.

علينا أن نتوقع من الآن فصاعدا المزيد من الألاعيب والفخاخ والعمليات المشبوهة ذات الصناعة الإسرائيلية. بالطبع نستبعد دخول إسرائيل بجيوشها إلى أراضينا لكنها ستبذل كل جهودها من أجل أن تعم كل الفوضى ربوع البلاد.

من مصلحة إسرائيل ألا تستقر الأوضاع فى سيناء، ولذلك ففى اللحظة التى زار فيها د.عصام شرف المنطقة وجلس وأكل «عيش وملح وتمر» مع شيوخ وأعيان وأبناء سيناء قبل أسابيع، لم تكن لحظة سعيدة فى حياة الإسرائيليين.

لا تريد إسرائيل اندماج أبناء سيناء فى وطنهم، تتمنى أن يكونوا فى خلافات دائمة مع الحكومة المركزية فى القاهرة، تحاول شراء بعض ضعاف النفوس هناك عبر المخدرات أو الجنس أو المال. 

أسعد لحظات الإسرائيليين والموساد هو منظر احتراق كنيسة فى إمبابة أو الإسكندرية أو أطفيح، ليس مهما من أشعل الفتيل أو كان السبب فى الحريق.. المهم أنه حدث.

تعيش إسرائيل على حلم دائم أن تكون هناك حرب بين المسلمين والمسيحيين فى مصر، ويكفى أن يكون لها جاسوس واحد يقوم باطلاق رصاصة واحدة فى أى موقف مشتعل مثل إمبابة أو عين شمس لتشتعل الأحداث وتتوالى بعدها بطريقة ذاتية.

يتمنى الإسرائيليون ألا تتوقف المظاهرات الفئوية، وأن يدخل أصحابها فى صراعات مستمرة مع الحكومة.

لا يمكن أن نستبعد دورا لإسرائيل فى عمليات تهريب السولار أو السلع المدعمة من أجل التأثير على الجبهة الداخلية.

يمكن ايضا لإسرائيل عبر سيطرتها على وسائل إعلامية عالمية مؤثرة أن تشوه صورة مصر وثورتها، عبر دس السم فى العسل، ونشر الإشاعات، والتأثير على البورصة، وصولا إلى أى فعل حتى لو كان تخريبيا.

الكيان الذى فجر القنابل فى أوساط يهود مصر والعراق أوائل الخمسينيات لاقناعهم بالهجرة إلى فلسطين المحتلة لا يتورع عن فعل أى شىء ضد مصر.

لا نحتاج لنظرية مؤامرة كى نشير بأصابع الاتهام إلى إسرائيل، فالأخيرة لا تخفى نواياها، وأصابعها يمكن رؤيتها فى مناطق عربية كثيرة هذه الأيام. لكن المشكلة أن هناك أطرافا محلية كثيرة تنوب عن إسرائيل فى التخريب بقصد أو بدونه.

كل بلطجى أو محرض على الفتنة الطائفية أو مهرب سلع رئيسية أو من يصر على المطالب الفئوية أو يحاول إلصاق كل المشاكل الحالية بالثورة أو يشكك فى دور القوات المسلحة أو يحاول الوقيعة بينها وبين الشعب أو يطالب بالرأفة والعفو عن مبارك ونظامه.. كل هؤلاء يلعبون نيابة عن الموساد وإسرائيل. فهل يتنبهون إلى أنهم يعملون لصالح الموساد حتى لو كانوا حسنى النية؟!.  
عماد الدين حسين

 

المصدر: الشروق المصرية/ مقالات وأعمدة/ بقلم: عماد الدين حسين
  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 183 مشاهدة
نشرت فى 16 يونيو 2011 بواسطة TAHAGIBBA

ساحة النقاش

TAHA GIBBA

TAHAGIBBA
الابتسامة هي اساس العمل في الحياة والحب هو روح الحياة والعمل الصادق شعارنا الدائم في كل ما نعمل فية حتي يتم النجاح وليعلم الجميع ان الاتحاد قوة والنجاح لا ياتي من فراغ »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

755,748

السلام عليكم ورحمة الله وبركات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته