هدف البحث إلى وضع آليات للتنمية المهنية المستدامة للمعلمين في ضوء متطلبات معايير الاعتماد المهني، ولتحقيق ذلك سعت الدراسة الميدانية للوقوف على أساليب التنمية المهنية التي اندمج فيها معلمي المدارس الثانوية الحكومية بمحافظة جدة، وتحديد مدى تحقيق أساليب التنمية المهنية الموجهة لهم لأهدافها، والتعرف على العوامل المؤثرة على اندماجهم في برامج التنمية المهنية المتاحة لهم. والكشف عن الفروق بين متوسطات استجابات المعلمين والتي تعزى لاختلاف متغيرات: (المؤهل، والتخصص، وسنوات الخبرة).
وتحقيقا لأهداف البحث، استخدم الباحثان المنهج الوصفي، وقاما بإعداد استبانة تضمنت ثلاثة محاور، طبقت على عينة عشوائية طبقية من معلمي المدارس الثانوية الحكومية بمحافظة جده، بلغت (358) معلما بنسبة (10.1%) من أفراد مجتمع البحث.
وتوصل البحث إلى العديد من النتائج، منها: أنّ أكثر أساليب التنمية المهنية التي اندمج بها المعلمين خلال السنوات الثلاث السابقة كانت: برنامج تدريبي ليوم واحد، يليه تبادل الزيارات الصفية، وكان أقلها الدورات التدريبية خارج المملكة، ودورات فصلية بمؤسسات التعليم العالي. وتبين تحقيق أساليب التنمية المهنية المستدامة الموجهة للمعلمين لأهدافها من وجهة نظرهم بدرجة متوسطة، وكان أكثر الأهداف تحققا، تغيير الاتجاه نحو الموضوعات المهنية، تحسين مهارات التدريس. وكانت أكثر العوامل اعاقة لاندماج المعلمين في برامج التنمية المهنية المستدامة في السنوات الثلاث الأخيرة، عبء العمل، يليه الظروف الشخصية، وقلة الحوافز للمشتركين في برامج التنمية المهنية. ولم تظهر الدراسة فروقا دالة احصائيا بين متوسطات استجابات المعلمين تعزى لاختلاف متغيرات الدراسة. وانتهت الدراسة بوضع تصور مقترح للتنمية المهنية في ضوء متطلبات معايير الاعتماد المهني.
ومما أوصى به البحث: نشر ثقافة المعايير والاعتماد المهني في البيئة المدرسية. وازالة كافة العقبات التنظيمية والاجتماعية التي تعيق المعلمين عن الاندماج في برامج التنمية المهنية. ووضع التصور المقترح الذي وضعته الدراسة موضع التنفيذ.
