نظرية الترقي الشامل بالتنزيل
أولا
التصور الشامل للإنسان والبيئة والمجتمع ومآله في الآخرة في ضوء مبادئ الخلق التسعة
*) الذرة ومحتواها حتى أبسط صورها؛ وهي ذرة الهيدروجين؛ بها تصميمات كاملة لجميع الخلائق؛ بجميع خصائصها وعلاقاتها ببعضها؛ من عناصر ومواد وأحياء حتى الإنسان؛ وكائنات غير مرئية؛ وسجلات مع آليات مصنِّفة للأعمال، وبها آليات أو منظومات مسئولة عن عمليات التنزيل من هذا المخزون إلى حيز الواقع أو التنفيذ، هذا التنزيل يحدث بواسطة إيعازات مرتبطة بالشكل البيئي والظرف البيئي، مما ينشأ عنه تكوين كافة البدائل التي ينشأ عنها كل الأكوان المتداخلة وما فيها من كائنات وعلاقات وتصريفات.
*) تَرَقِّي الكائنات منشؤه التنزيل من الذرة عندما تتاح الظروف البيئية المناسبة لذلك، حيث تشكل الظروف البيئية ما يسمى بالإيعاز، ومن أمثلة هذا التنزيل على مستوى العناصر هو عنصر الحديد (Fe) وإيعاز التنزيل له هو ارتباط 26 بروتون معا وعدد آخر من النيوترونات اختلاف عددها يحدد نظائر الحديد، وعلى مستوى المادة هو الماء وإيعاز التنزيل له هو ارتباط ذرتي أيدروجين (H) مع ذرة أكسيجين (O) واحدة، وعلى مستوى الأحياء هو المواد العضوية وإيعاز التنزيل لكل منها هو عدد ونوع العناصر الداخلة في التكوين وشكل ارتباطها، ثم تعقدها للتكاثر الذاتي، ثم الخلية الحية، ثم تنزيل {الأطقم النوعية للترقي} لأنواع[1] جديدة.
*) شُكِّلَ الكون الأولي ونجم عنه سبعة أكوان متداخلة ومتكافئة ولطيفة، وانبثق عنهم أكوان عليا لاسببية لطيفة لانهائية الأجل والعدد؛ نشأت لغرض جزاء المكلفين في الأكوان السبعة.
نتصور الكائنات في الأكوان العليا أنها نشأت بدون أنساب "فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ{101}" المؤمنون23، وجنس واحد " ..ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ ..{46}" الأعراف7، ويُنشأ له الجنس الآخر نشأة جديدة "إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً{35} فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا{36} عُرُبًا أَتْرَابًا{37} لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ{38}" الواقعة56، تذوب أو تختفي فيه العواطف الحالية لتُصب في قوالب جديدة متناسبة مع تصنيف العمل وتقييمه.
*) مبدأ الحساب في الأكوان العليا مأخوذ من مبادئ التشريع في الأكوان السبعة.
*) تكوينات النفس المكلفة من قلب وفؤاد ونفس لوامة وذاكرات وغيرها تؤدي إلى ظهور الشخصية في خصوصها وعمومها.
*) ظهور الكائنات الحية، في كيانات (أنواع) محددة وليست مختلطة، وفي هيئة جميلة، وبعلاقات بينية منظمة ومتوازنة مع البيئة، وشواهد أخرى، كل هذا يوحي بأن المصمم واحد لتوحد هدفه وهو الله -سبحانه وتعالى-، والتنفيذ تم في هيئة سببية وتحت مظلة كافة المبادئ التسعة للخلق.
ومع ما سبق من ملاحظات وشواهد ومن بعض علوم الذرة، ونشأة الكون والنظريات الحديثة التي تحاول تفسير الظواهر التي يرصدها العلماء عن طريق أحدث التليسكوبات الفضائية، والتي تنشر في المجلات العلمية ومنها مجلة العلوم الأمريكية المترجمة في الكويت، ومن العديد من الكتب التي يتكلم مؤلفوها في الباراسيكولوجي والقوى الخفية، ومع ملاحظاتي الخاصة عن ظاهرة الرؤى والتأثيرات الخاصة جدا، والمتافيزيقا والظواهر الخارقة، استخلصت نظرية الترقي الشامل بالتنزيل والتي صُبَّت في قالب تلك المبادئ التسعة التي استنتجتها بالتحليل المنطقي لعدد من آيات القرآن في سورة فصلت وهي:-
بسم الله الرحمن الرحيم
"قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ{9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ{10} ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ{11} فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ{12}" فصلت41
وأيضا يوجد بعض هذه المبادئ في الكتاب المقدس:-
حيث جاء في الكتاب المقدس في العهد القديم سفر التكوين الإصحاح الأول:-
الآيات من 9 : 13 "(9)وقَالَ اللهُ لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ، وكَانَ كَذَلِكَ (10)وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضًا، وَمُجْتَمَعَُ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارًا، وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ (11)وَقَالَ اللهُ لِتُنْبِتِ الْأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلًا يُبْزِرُ بـَِـزْرًا وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ بـَِـزْرُهُ فِيهِ عَلَى الْأَرْضِ، وَكَانَ كَذَلِكَ (12)فـَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلًا يُبْزِرُ بــــَِـزْرًا كَجِنْسِهِ وَشَجَرًا يَعْمَلُ ثَمَرًا بـــَِـزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ، وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ (13)وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَالِثًا".
1- التصمـيم الهادف المرحلي المدون الســـابق للخلق التنفــيذي.
2- الخلق الدوري.
3- الخلق الحتمي.
4- الخلق السببي.
5- الخلق المتعدد التداخلي.
6- الخلق المرحلـي.
7- الإدارة الذاتيـة.
8- الجمال والزينة.
9- الحفظ والتــــوازن الـــذاتي.
من المبدأ الأول يتبين أن الله -سبحانه وتعالى- قد صمم جميع الكائنات من عناصر ذرية ومركبات كيميائية وكائنات حية وحيوانات من كل نوع، وصمم العلاقات التي تربط بين كل هذه الكائنات والكائنات التي تسجل وتصنف أعمال البشر، تصميما كاملا، وصمم موازين ونظم حاكمة لهذا الخلق، الهدف منه توفير البيئة المناسبة لوجود المخلوق المكلف وهو الإنسان، الذي سوف يأتي في آخر سلسلة الخلق التنفيذي، ليجد جميع ما يحتاج إليه من مأوى ومياه وملبس ومأكل, وتشريع يهدف لصيانته وتطهيره، وهذا التصميم تم على مراحل عددتها الآيات 9، 10 في سورة فصلت رقم 41، وقد كتب الله -سبحانه وتعالى- هذا التصميم في سجل أسماه [أم الكتاب] "وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ{2} إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ{3} وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ{4}" الزخرف43، ووضع معه آلية أو منظومة تتولى تلقي الإيعازات البيئية وتستجيب لها بالتنزيلات المناسبة، هذا السجل تم نشره في جميع ذرات الوسط الأولي للخلق التنفيذي، وهو غاز الأيدروجين ثم الهيليوم، في تلك المرحلة نجد أن كل التصميمات في حالة كمون إلا الأيدروجين والهيليوم، هما التصميمان فقط اللذان أصبحا في حالة الأداء، ومنهما تم تنزيل كافة العناصر الذرية؛ ومنها الحديد؛ سببيا داخل الشموس (النجوم).
والمبدأ الثاني يبين ويؤكد على دورية الخلق، فنجد أن للماء على الأرض دورة حيث يتبخر من أسطح البحار والمحيطات ليكون سحابا ثم يتساقط أمطارا على المناطق المرتفعة ليسير في أنهار ليُتم دورته إلى البحار مرة أخرى، والأكسيجين وثاني أكسيد الكربون والنيتروجين وكثير من الأشياء ذات دورات، والكون نفسه له دورات من نشأة وفتق ثم تجميع ورتق ثم نشأة وفتق ثم تجميع ورتق وهكذا، وكل دورة عبارة عن حلقة كونية مكونة من سبعة أكوان متكافئة لطيفة متداخلة ينطبق عليها المبادئ التسعة في النشأة، تستمر هذه الحلقات نشوءًا وتجميعا إلى الأبد، مؤدية إلى دوام الأكوان في كليتها، وإن كانت متبدلة الأجزاء والحلقات، فالشموس لها أعمار محسوبة، عندما ينتهي هذا الأجل ينتهي معها كل المجموعة التابعة لها من أراضٍ وأقمار وكائنات، ويترتب على انتهاء أجل الحلقة وتجميع ورتق مكوناتها إلى نشوء عدد مماثل من الأكوان العلا دائمة الوجود التي يعاد فيها إحياء موتى الحلقة الزائلة؛ ويتم مجازاتهم في تلك الأكوان، وتظل هذه الأكوان العلا دائمة؛ وإن كان بها دورات تبديل داخلية لمكونات كائناتها؛ "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا{56}" النساء4، وبدوامها يخلد من فيها.
والمبدأ الثالث يؤكد على حتمية الخلق ويدحض النظريات التي قالت بأن هذا الكون إنما خلق مصادفة، وقالوا بأنه كان من الممكن ألا يكون هناك ذرات أيدروجين كافية لبدء وجود مجرات وبالتالي شموس عند بدء النشأة الأولى.
والمبدأ الرابع الذي يؤكد سببية الخلق، يحسم جميع الخلافات المذهبية، ويدحض فلسفة اللاسببية والتي نادى بها البعض من الشرق والغرب، والنظريات التي تخلط بين السببية واللاسببية، وعلى رأس الذين نادوا بمبدأ اللاسببية هما <الإمام الغزالي> و<ديفيد هيوم>[2]، والخلط هو الاعتراف بالسببية إلا من بعض الظواهر، كظاهرة خلق آدم وعيسى عليهم السلام؛ كنظريات الأشاعرة، ولما حسم هذا المبدأ هذا الخلاف فإنه يفسر جميع الظواهر غير الطبيعية تفسيرا سببيا، وسبب عدم وضوح أسبابها هو عدم العلم الكافي من الإنسان لتفسير الظاهرة تفسيرا سببيا، أما الركون إلى التفسير اللاسببي هو استسهال الشرح والركون إلى الأسهل وغياب العلم بالأسباب، ومبدأ السببية يدفع المؤمنين به إلى البحث واستعمال المنطق لفهم طبيعة الأشياء، وقد أمر الله بالبحث والنظر للوصول إلى حقيقة بداية الخلق، ولو كان المبدأ معكوسا لنهى الله عن البحث والنظر لأنه لن يجدي حيث تنقطع النتائج عن أسبابها، ولكن كل آيات القرآن تعضد الفكر والبحث وتمجد العلم والعلماء، وبالتالي تنتفي فكرة انقطاع النتائج عن أسبابها التي هي اللاسببية ويتأكد مبدأ السببية.
والمبدأ الخامس يبين أننا لسنا في كون واحد ولسنا وحدنا المكلفين، ولكن يوجد غيرنا من المكلفين كثيرون، ويوجد من الأكوان ستة تشبه وتكافئ كوننا في كل شيء، والسبعة متداخلون في {الحيز العام}[3] ولا يشعر كل منهم بالآخرين.
والمبدأ السادس يؤكد على فكرة النشأة المرحلية، أي مرحلة تلو أخرى أيا كانت فترة المرحلة قصيرة أو طويلة زمنيا، وهناك مراحل خاصة بالتصميم ومراحل أخرى خاصة بالتنفيذ.
والمبدأ السابع يبين أن كل كون يدير ذاته، وأن هذه الإدارة أوحاها الله في وسط مادة الخلق، فكل القوانين التي يكشف عنها الإنسان والتي تعمل على ربط حركة الأجرام السماوية ببعضها هي من وحي الله، أودعها داخل المادة لتصبح في مجموعها منظومة دقيقة لإدارة الكون ومكوناته ومخلوقاته، إلى آخر مرحلة من وجوده المقدر.
والمبدأ الثامن يظهر أن الجمال والزينة التي تسربل الكائنات ليست وليدة صدفة، وإنما هي من صنع الخالق عمدا وتصميميا كما جاء في المبدأ الأول، وهذا رد على بعض الآراء، ومحو لتعجب بعض الباحثين، وتقويم لبعض النظريات التي تجاهلت زينة الخلق وجماله.
والمبدأ التاسع يبين أن الله -سبحانه وتعالى- أوحى في كل كون آليات خاصة لحفظه وحفظ الحياة عليه، مثلما اكتشف الإنسان طبقات الغلاف الجوي ومنها الأوزون؛ والغلاف المغناطيسي والذين يقومون بحماية كوكب الأرض من الأشعة الضارة والجسيمات المشحونة المقذوفة من الشمس والشهب، وأوحى في كل منهم آليات حفظ التوازن البيئي لحياة الكائنات على الأراضي دون اختلال، ونجد أيضا في أجسام الكائنات الحية آليات للدفاع عن الجسم ضد الغزو الفيروسي والميكروبي والطفيلي، وآليات نفسية للدفاع ضد غزو النفس من فكر أو عقيدة فاسدة أو إيحاءات شريرة، وآليات إصلاح الجينوم من ضربات الأشعة والسموم التي تهدم بعض لبنات تكوين الجينات.
ونجد أن المبادئ مرتبة ومبدأ السببية هو رابعها إذ يؤدي دوره قبل ظهور المادة الأولية، مما يوحي بأن جميع حلقات الترقي الخَلقي تابعة له، لتصبح جميع حلقات الدورات سببية، ومن ضمنها ترقي الحياة ونشأة الإنسان بظهور أول أسرة بشرية، وهي أسرة آدم وزوجه.
=======
ثانيا
بنيت هذه النظرية على مشاهدات <داروين> المذكورة في كتابهأصل الأنواع، وعلى تسعة مبادئ لخلق الكون مستخرجة منطقيا من القرآن الكريم والكتاب المقدس، وأذكرها مرة أخرى وهي:-
1- الـتصميم الهادف المرحلي المدون السـابق للخلق التنفيذي.
2- الخلق الدوري.
3- الخلق الحــتمي.
4- الخلق الســببي.
5- الخـلق المتــعدد الــتداخلي.
6- الخلق المرحلـي.
7- الإدارة الذاتيــة.
8- الجمال والزينة.
9- الحفظ والتـــــوازن الـــذاتي.
*) تم تصميم كافة الكائنات تصميما مرحليا مصنفا هادفا؛ قبل إيجاد أي منها على مستوى الأداء، هذا التصميم شمل ذرات العناصر ثم المركبات ثم العضويات ثم الأحياء وارتقائها حتى الإنسان؛ وعلاقاته بالبيئة والخير والشر والقوى المعلومة والغيبية، وشمل أيضا منظومة التنزيل، وشمل نوعين من الأكوان؛ النوع الأول حلقات زمكانية سببية[1]؛ كل حلقة مكونة من سبعة أكوان متكافئة تماما؛ تنشأ معا بفتق، وتتوازى معا في تداخل لطيف، وتنتهي معا برتق، ثم تعود لتنشأ وتنتهي في حلقات زمكانية متتابعة إلى الأبد، والنوع الثاني الأكوان العلا وهي تنشأ مع انتهاء كل حلقة من حلقات الأكوان السبعة بناء على معلوماتها المدونة والمصنفة؛ التي تنتقل إلى الأكوان الجديدة[2]، وتتزايد أعداد هذه الأكوان مع كل انتهاء للحلقات من النوع الأول إلى مالانهاية، وتتداخل مع النوع الأول بلطف وهي لاسببية[3]، ولا يمكن القول بأن أفراد النوعين بعيدون مكانيا عن بعضهم. ومع كل تصميم لأي كائن توجد معه خصائصه الفيزيائية والكيميائية والنووية، وارتباط هذه الخصائص بالبيئة من درجة الحرارة وضغط الهواء؛ وبالزمن؛ وبالسبب الذي سينشأ وفقا لوجوده؛ وغيرها. وتم تسجيل هذه التصميمات في وسط عام منيع تكون الذرة دليلا عليه أو تحمل في داخلها نسخة منه.
*) يتم توزيع هذا التصميم أو نشره أو نفخه أو بثه من الوسط العام أو {الحيز العام} المنيع إلى جميع ذرات العنصر الأولي الذي ينشأ منه كل كون من النوع الأول، في المراحل الأولى وهو الأيدروجين المكون من بروتون واحد في النواة وإلكترون واحد في مدار حول هذا البروتون، وبذلك فإن ذرة الأيدروجين بما تحتوي على جميع التصميمات والخصائص لجميع الكائنات تشبه الخلية الحية التي تم تلقيحها توا بما تحتوي على جميع مورثات الكائن الحي، وبالتالي فعلى عاتق الأيدروجين عبء إنشاء كون كامل بكل تفاصيله بفكرة [التنزيل] آليا.
*) [التنزيل] يحدث بإيعاز أو بتحريض من البيئة بالتآثر مع الكائن، مثل تنزيل خصائص الهليوم بمجرد وجود2 بروتون في النواة، وكلما ارتقيت بالعدد الذري في الجدول الدوري للعناصر وجدت عنصرا جديدا له خصائص محدِّدة له.
يعتبر الماء نموذجا مثاليا لهذا [التنزيل] على مستوى الـمُرَكَّبات الكيميائية، إذ يمكن تركيبه وتحليله بسهولة، فبحرق الأيدروجين تتحد ذرة أكسيجين مع ذرتين من الأيدروجين، ويعتبر هذا التراص للذرات الثلاث إيعازا أو تحريضا لحث آلية التنزيل[4] لإخراج خصائص الماء الفيزيائية والكيميائية لحيز الأداء، التي تظهر فجأة، ولا يمكن التنبؤ بها من خلال خصائص عنصري التكوين؛ وهما الأيدروجين والأكسيجين، اللذين تختفي خصائص كل منهما فجأة. وإن قمت بتحليل الماء كهربيا، تظهر ذرات عنصري الأيدروجين والأكسيجين وتختفي جزيئات الماء، وتختفي خصائص الماء فجأة وتظهر خصائص عنصري الأكسيجين والأيدروجين مرة أخرى، وهذا الظهور والاختفاء الفجائي للخصائص هو الدليل على وجودها كتصميمات مسجلة داخل الذرة، وظهور مثل هذه الخصائص لأي تشكيل ذري أو جزيئي يرتبط بالبيئة؛ مثل درجة الحرارة والضغط، مما يجعل هذه الخصائص دوالا[5] لهذه المتغيرات البيئية، مما يعطي تنوعا كبيرا في الخصائص يفيد الأحياء على الأرض، مثل تغير الخصائص الفيزيائية للماء عند تغير درجة الحرارة، فأعلى كثافة للماء تحدث عند درجة4 مئوية، مما يجعل أحياء البحار في أمن من تجمد الماء عليها فلا تموت، حيث يطفو الجليد الأقل كثافة على سطح الماء الأعلى كثافة. وارتباط تجمده بالضغط الجوي يجعل قمم الجبال مخزنا طبيعيا للمياه العذبة اللازمة لإعاشة الأحياء عليها وفي الوديان.
حدث في المواد العضوية وغير العضوية مثل ما حدث مع الماء، إذ تعتبر التشكيلات الذرية للمادة إيعازا لآلية التنزيل لإظهار خصائص وآليات منبثقة تؤثر في بناء تشكيلات جديدة من المواد موجهة من قبل هذه الآليات لأهداف محددة[6]، وبتكرار التشكيل الذري وما يتبعه من تنزيل خصائصه التي تعمل على إيجاد تشكيلات أخرى لها خصائص جديدة، يحدث ما يشبه السلم، ترتقي عليه المادة وخصائصها بالتنزيل المتتابع المتآثر مع البيئة؛ حتى تنزيل المادة العضوية القابلة للتكاثر، وارتقائها بنفس الفكرة حتى الخلية الحية والكائن الحي معقد التكوين.
تقوم آليات خاصة في الجينوم بإخراج أو بتكوين جزيئات جديدة؛ استنادا إلى التصميمات المسبقة المسجلة في الذرة؛ عندما يتأتى الظرف البيئي المناسب مع وجود الكائن المناسب للارتقاء، ويتوالى تنزيل الآليات الجديدة بالتتابع مع الجزيئات الجديدة لتنشأ أنواع جديدة.
*) في الكائنات التي تتكاثر جنسيا -وربما ما قبلها أيضا بشكل ما- يحدث ما يسمى بتنزيل الطاقم الراقي، في وجود الإيعاز البيئي المناسب للترقي؛ والأم المناسبة لذلك، حيث تظهر آليات خاصة بالتجديد لتغيير مورثات خلية جنسية لتنتج بويضة خاصة (أو حيوان منوي، وعلى العلماء دور الكشف عن أيهما هو سبب التغيير) لنوع جديد مخالف لنوع الآباء وبتلقيح هذه البويضة ينشأ جنين عندما ينمو ويولد فيبدو كأنثى، ولكن مورثاته ليست كالأنثى العادية، وعندما تصل إلى سن البلوغ تكون قادرة على الحمل الذاتي، ويكون حملها ذكرا -طبقا لقوانين الوراثة-، يولد الذكر من نفس النوع الجديد، يشكل الذكر والأنثى الأم معا أول أسرة للنوع الجديد، حيث تحمل الأنثى وذكرها كل التباديل الوراثية لكل الضروب أو الأنسال المحتملة لهذا النوع؛ لينشأ من نسلهما ضروبا عديدة؛ يتوافق كل منها مع ظروف بيئية خاصة، مثل ما حدث في الإنسان مع آدم وزوجه، حيث شبه الله -سبحانه وتعالى- خلق عيسى بخلق آدم.
"إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{35} فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ{36}" آل عمران3
"إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ{59} الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ{60}" آل عمران3
"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا{1}" النساء4
"هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ{189}" الأعراف7
"خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَاـنِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاـثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ{6}" الزمر39
وعليه فربط هذه الآيات الثلاثة بالآيات التي سبقتها من سورة آل عمران يتضح جليا أن النفس الأولى هي أنثى من نوع جديد؛ وُلدت من أنثى إنسان أقل درجة في الخلق؛ لم يكلف بتكاليف شرعية يحاسَب عليها لأن فطرته لصيقة بطبيعته، ثم حملت حملا ذاتيا في ذكر أصبح زوجها ليسكن إليها وتحمل منه في ضروب آدمية عديدة؛ يحمل كل منها صفاتٍ تتناسب مع الأحوال البيئية المتعددة، وأصبح كائنا مكلفا بفصل فطرته عن طبيعته.. وأصبح مخيرا في اتباع الفطرة أو مخالفتها.
رسم يوضح فكرة الخلق المستقل
======================
شكل توضيحي يبين الارتقاء الناعم المترقي دوما كما يصوره داروين
==================================
شكل1 يبين في الأعلى فكرة الخلق المستقل، نظرية داروين في الوسط ونظرية الترقي الشامل بالتنزيل في الأسفل
-----------------
لاحظ الفرق الجوهري بين النظريات الثلاث الخلق المستقل لا تتوافق مع العلم ولا مع المبدأ الرابع وهو السببية، ونظرية داروين تعارض العلم في كون الجينوم لا يرتقي بل ينحدر في تراكم سلبيات وراثية تؤدي إلى فناء النوع وعدم قدرته على مواكبة التغيرات البيئية، ونظرية الترقي الشامل بالتنزيل التي تبين أن الترقي قافز لتظهر أنواع جديدة لديها قدرة موروثة على التوافق مع الظرف البيئي المستحدث، وتتدنى الأنواع دوما إلى حد الانقراض.
================================================
يعتبر الآدميون هم قمة الترقي ولن يأتي منهم ما هو أرقى، حتى لو تكررت الآلية السابقة، فالابن لن يتزوج أمه التي ولدته هذا من جانب ومن جانب آخر فإن الله -سبحانه وتعالى- قرر أن الإنسان قد خُلق في أحسن تقويم. ويبدو أن الله قد طهر مريم الصديقة العذراء وراثيا ونفسيا وجسديا، بهذه القفزة الراقية، وبالتالي ابنها المسيح عيسى.
"وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ{42}" آل عمران3
"قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا{19} قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا{20} قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا{21}" مريم19
*) وبالرجوع للمبادئ السابقة وتأكيدا لها، وخاصة المبدأ التاسع القائل بالحفظ والتوازن الذاتي، حدث أن أنزل الله -سبحانه وتعالى- من نفس المصدر تشريعا فطريا، موزعا على أنفس جميع أفراد ضروب أو أنسال النوع الآدمي ذكورا وإناثا، وهذه القواعد الفطرية تحكم السلوك البشري إن احتكم إليها الفرد، لضمان معيشة الأفراد في مجتمعات منظمة، تُصلح من شأن البيئة والمجتمع، ولا يعتدي بعض أفراده على البعض في ممتلكاتهم أو أعراضهم أو أجسادهم، ولا يؤذي الفرد نفسه في سلوك شاذ أو مأكل ضار، ولكن لأن الإنسان ينحرف بمجتمعه عن هذه [الفطرة]، فقد كان ضمن التصميمات المذكورة في البند الأول، آليةً تعمل على تنزيل كتب تشريعية على رسل من البشر لهم صفات أخلاقية كاملة فلا يكذبون ولا ينسون ولا يضجرون، وكلما تجاهل الناس رسالة، جاءتهم مرة أخرى على رسول آخر [بالتنزيل]، وإيعاز تنزيل الكتاب الإلهي له ملاك خاص هو جبريل الأمين، وآخر التنزيلات من هذا النوع هو القرآن المجيد، الذي أنزل من مصدره الأصيل بواسطة جبريل الأمين على آخر نبي بشري على الأرض وهو الرسول الصادق الأمين <محمد بن عبد الله بن عبد المطلب>، له منا الشكر وعليه الثناء.
*) يتم تسجيل أعمال البشر تسجيلا مرقوما مصنفا داخل قسم خاص في الذرة فهي تحتوي على ذاكرة هائلة تسمح بتسجيل كل شيء حتى نهاية الحلقة، هذا التسجيل والتصنيف يتم بواسطة منظومة أمينة، فالأعمال الموافقة لإصلاح النفس والبيئة والمجتمع تسجل في كتاب اسمه "عليون"، والأعمال غير الموافقة لإصلاح النفس والبيئة والمجتمع تسجل في كتاب اسمه "سجين"، ثم عندما تنتهي الحلقة الكونية بما أسماه الله يوم القيامة، تنتقل الكتب الرقمية المصنفة عليون وسجين من وسط الحلقة المنتهية إلى وسط أكوان أخرى غير الأكوان السبعة، تسمى الأكوان العلى، والتي تتزايد أعدادها إلى مالا نهاية كلما تزايدت حلقات الأكوان السبعة، ثم تدخل هذه الكتب في تكوين أجسام المبعوثين للحساب، ليكون الحساب ذاتيا "اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا{14}" الإسراء17، والنشأة بلا أنساب أو تناسل وبلا ذكورة أو أنوثة، فيصبح الثواب والعقاب نسبيا "قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ{38}" الأعراف7، ومبنيا على الأعمال بشكل كامل وبلا أدنى تفاوت، ويخلد كل فرد في درجته، ويخلق الله الحور العين خلقا جديدا، ثوابا للخالدين في النعيم، جنسا مكملا للجنس الواحد الذي كُتب له النعيم.
رسم توضيحي يبين حلقات الأكوان السببية وبدء الأكوان اللاسببية
=========================
رسم توضيحي لخطوات إنشاء الأكوان السباعية السببية
=================================
والحياة الآخرة لها بعض الخصائص التي ذُكرت في القرآن كالآتي:-
1- نسبية الشعور:-
*) في الزمن المقطوع بعد الموت وقبيل البعث، حيث يكون شعور المبعوث بأنه قضى بعض الوقت كما كان يشعر مع النوم، فيكون الشعور العام لديه هو اتصال الحياة كما اعتاد في الدنيا، فهو اعتاد أن ينام ويستيقظ ثم ينام ويستيقظ ثم يموت ويستيقظ بنفس الوتيرة الشعورية، والذي لا يشعر نهائيا بفترة الموت هو الشهيد، هذا الشهيد يصبح شعوره متصلا، فور بعثه في الحياة الآخرة.
*) في النعيم أو العذاب حيث الدرجات المتفاوتة؛ دون شعور الآخرين مع قربهم وتحاورهم "وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ{50}" الأعراف7.
2- تصريف الرؤية والأبصار والحوار:-
*) بين أهل الجنة وبين أهل النار، حيث يطلب أهل النار من أهل الجنة بعضَ الماء أو الرزق وأهل الجنة يردون عليهم بأن الله حرمهما عليهم.
*) بين رجال الأعراف[7] وبين أهل الجنة وأهل النار، حيث يطمعون في مثل ما يرون لأهل الجنة، وعندما تُصرف أبصارُهم تلقاء أهل النار يحمدون الله على ما هم فيه "..ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ{46} وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{47}" الأعراف.
3- تدوير أعضاء الجسم عند تلفها كما يحدث لجلود أهل النار:-
*) حيث يقول جل وعلا بشأنهم أنه كلما نضجت جلودهم بدلهم جلودا غيرها "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا{56}" النساء4.
-------------------------
[1] النوع هو وحدة الارتقاء في الكائنات الحية، والطاقم النوعي يبدأ بميلاد أنثى لنوع جديد لأبوين من نوع قديم؛ لهذه الأنثى خاصية الحمل الذاتي ويكون حملها ذكرا من نوعها الجديد، ليكونا أول أسرة لنوع جديد.
[2] حيث قالا بأن ما نطلق عليه "مبدأ السببية" هو في حقيقته غير موجود في العالم الخارجي، وإنما هو مجرد عادة عقلية فقط، وأن تعاقب بعض الظواهر في ترتيب معين لا يعني بالضرورة أن الظاهرة السابقة هي سبب حدوث الظاهرة اللاحقة، وتكرار الحدوث هو الذي جعلنا نعتقد في مبدأ السببية بالخطأ، وقال الغزالي بأن النار لا تحرق أحيانا مشيرا إلى حادثة محاولة حرق الخليل إبراهيم وامتناع النار عن حرقه.
[3] [الكرسي] الذي يشمل كل الأكوان.
[1] الكون السببي هو الذي يسمح بإنشاء حضارات حيث يمكن التأكد من نتيجة فعل جملة أسباب.. فمثلا يمكنك أن تجعل الماء يغلي عندما توصل درجة حرارته إلى درجة100 مئوية والضغط الجوي97 سم/زئبق.. والنتيجة الحتمية لايمكن أن تتغير وهي الغليان.
[2] ذكرت مجلة العلوم الكويتية مجلد19 عدد ديسمبر2003 أن كشفا علميا مثيرا في نظرية الأوتار يعرف باسم (تقابل) يشير إلى أن الثقالة الكمومية بحد ذاتها واحدية، وهذا يعني أن الثقوب السوداء لا تتلف المعلومات، بل تنقلها إلى مكان آخر.
[3] الكون اللاسببي هو الذي يستحيل فيه التنبؤ بنتيجة تحريك الأسباب.. وهي الأكوان التي يكون فيها الجزاء للكائنات التي كلفت من قبل في أكوان سببية وانتقلت إلى هذه الأكوان اللاسببية.. فمثلا طلب شيء ما فإنه يأتيك بهيئة لا يمكن التنبؤ بها.. وإذا ما طلب ثانية تكون النتيجة مغايرة للأولى، فلا يمكن معها إنشاء حضارات، وقد صممت فقط للجزاءات؛ إما سعادة دائمة بلا رتابة؛ وإما شقاء دائم بلا تعود.
[4] آلية التنزيل هي مجرد {صورة علمية} لا يعلم العلماء عنها أي شيء حتى الآن. راجع مقدمة كتاب المصدر (مبادئ خلق وترقي الكائنات).
[5] الدالة هي المتغير التابع لمتغيرات مستقلة، مثل وصول المياه إلى داخل المنازل يعتبر دالة لتعرج المواسير في الشوارع حتى داخل كل منزل وبالتفصيل الذي أراده صاحب المنزل.
[6] مثل إنشاء جينات خاصة بتكوين أنسولين بشري يختلف عن الأنسولين الخاص بباقي الكائنات الأخرى.
[7] هم الذين يكونون في درجة وسط بين الجنة والنار فهم لا يعذبون ولا هم ينعمون.