أبحاث وفكر

أبحاث منطقية في القرآن الكريم، وموقف القرآن من قضايا العادات الموروثة

النفس

(يجب أن تعلم بأن النفس ليست هي [الرُّوح])

النفس البشرية؛ نظام أداء تفاعلي؛ من صنع الله -سبحانه وتعالى-، تتكون من برنامج كلي؛ وبرامج فرعية؛ وبرامج مكتسبة.

1-           كينونة كاملة.

"... ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ ۗ...{28}" آل عمران3

"وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ{116}" المائدة5

"لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا{95}" النساء4

2-           إنسان حي في كامل وعيه، في الدنيا أو الآخرة.

"فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا{6}" الكهف18

"وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ{20} وَفِي أَنْفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ{21}" الذاريات51

"وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ{20} وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ{21}" ق50

3-           الشق البرمجي الكامل لإنسانٍ ما، وهو المنوط به التآثر مع الذات والبيئة والمجتمع والخالق.

"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ{93}" الأنعام6

4-           الشق البرمجي المسئول الواعي لإنسانٍ مكلف وكامل الأهلية، وهو المنوط به التفاعل مع الواقع دون إفساد.

"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا{9} وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا{10}" الشمس91

5-           قسم متخصص من الشق البرمجي المسئول؛ ومنها برامج فرعية؛ ومنها برامج مكتسبة.

"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ{1} وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ{2} أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ{3} بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ{4}" القيامة75

" وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{54}" البقرة2

فالنفس المطلوب قتلها هي البرنامج المكتسب لعبادة العجل؛ أو لعبادة غير الله.

6-           جنس أو نوع أو قومية أو قبيلة أو فئة.

"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{21}" الروم30

"ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ ۖ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{28}" الروم30

كلمة "أَنْفُسِكُمْ وأنفسَكم" تعود إلى فئة الأحرار؛ وضمير المفعول به في"تَخَافُونَهُمْ" يعود إلى فئة العبيد والإماء، حيث لم يكن لهم الحق في تملك أي شيء.

"لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ{164}" آل عمران3

وسوف أتعرض هنا للبنود من الثالث إلى الخامس بشيءٍ من التفصيل، حيث تعريف النفس بأنها الشق البرمجي الكامل في الإنسان، والشق البرمجي المسئول في نفس إنسان، وقسم متخصص في الشق البرمجي المسئول لإنسان.

فالنفس البرمجية هي برنامج أداء من تصميم الله الخلاق العظيم، هذا البرنامج له برامج فرعية متخصصة يسيطر عليها, مؤداها ظهور الشخصية في عمومها وخصوصها وظاهرها وباطنها، تقوم هذه البرامج على الجسم كله وخاصة الجهاز العصبي بالكامل من مخ وأعصاب، وللنفس نموذج لكل أعضاء الجسم ويظل هذا النموذج سليما حتى وإن بُتِر العضوُ الحقيقي من الجسم المناظر لشبيهه بالنموذج.

وهذه النفس تشبه برامج الحاسب الآلي (Software) التي تدير أجهزته بناء على تعليماتها، كما يشبه الجسم أجهزة الحاسب الآلي (Hardware) التي لا تؤدي أي وظيفة إلا بتعليمات دقيقة ومرشِدة من البرامج، مع مراعاة أن الصناعة البشرية متواضعة أمام الإبداع الإلهي.

وللنفس أداء على مستوى الوعي وأداء على مستوى اللاوعي، والأداء اللاواعي مثل إدارة العمليات الحيوية من هضم وضبط درجة الحرارة وضبط ضغط الدم وضبط الهيمنة الهرمونية وتهيئة الجسم لمواجهة الطوارئ البيئية على المدى البعيد مثل وضع جهاز المناعة على درجة معينة من التأهب لمواجهة بعض الأمراض الشرسة، أو المدى القريب مثل مواجهة الخوف الشديد بإفراز سريع لهرمونات خاصة تهيئ الجسم تهيئة خاصة جدا تساعده على الفكر السريع للتصرف فوق العادي بسرعة عالية؛ لمواجهة الأخطار المفاجئة، كما أن معظم خطوات الفكر تحدث على مستوى اللاوعي، وهناك تصرفات كاملة تحدث في مستوى اللاوعي مثل تفاصيل قيادة الآلات وغيرها من مهارات مكتسبة بالتدريب.

أما الأداء الواعي فيمثله عموم العمليات الفكرية والتصرف في الرغبات والعواطف والتعقل، والإرادة الواعية كلها قولا وفعلا، والنفس المسئولة الواعية هي المصدر المسئول عن كافة التصرفات الواعية أمام المجتمع وأمام الله -سبحانه وتعالى-، وهذه المسئولية تتناسب زيادة ونقصا مع زيادة ونقص الإمكانيات المتاحة من حرية وصحة وملكية وسلطة.

"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ{1} وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ{2} الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ{3} وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ{4} فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا{5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا{6} فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ{7} وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَبْ{8}" الشرح94

فكلمة "مع" تفيد الملازمة أثناء العسر ليكون هناك يسر في نفس الوقت، والعبارة مكررة للتأكيد، ونحن نرى كثيرا من حالات العسر تنتهي بصاحبها إلى الوفاة مرورا بأزمات وعسر شديد لا ينفرج، فالمعنى الذي نراه يثير فرحة المؤمن عندما تتأزم الأمور لديه، حيث يكون الحساب يسيرا نتيجة صبره على العسر الشديد الذي يتعرض له، وهو مستعين بالله دون تواكل محاولا دائما قهرَ ذُلِّ ما يصيبُه.

 رسم يبين النفس البشرية وفروعها

وزوال النفس الواعية أو غيابها يسمى [وفاة] وهذا الزوال يكون إما مؤقتا عند النوم أو الإغماء أو إغماءة التنويم الإيحائي (ومنه ما يسمى بالتنويم المغناطيسي.)، أو يكون الزوال دائما إلى يوم القيامة عند [موت] الجسم، وفي حالة الغياب هذه تنغلق عنها كل أدوات الإدراك الزمني والبيئي، ولا تعود للإدراك إلا عند حلولها في جسد مرة أخرى؛ حيث تنفتح لها منافذ الإدراك من خلال هذا الجسد.

أما إزالة النفس قسرا بسبب غير طبيعي زوالا دائما إلى يوم القيامة فهو [قتل] النفس حتى لو بقي الجسم على قيد [الحياة] إلى فترة تطول أو تقصر بعد [القتل].

SaidAM

عدم تعريف الألفاظ يربك القارئ

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 402 مشاهدة
نشرت فى 29 نوفمبر 2016 بواسطة SaidAM

سعيدعبدالمعطي حسين عبدالمعطي

SaidAM
مواطن مصري يحب بلده، ويحب العالم كله، له فكر مستقل حر، درس القرآن منذ عام 1967م وحتى الآن، له العديد من المؤلفات والاختراعات الهندسية الالكترونية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

56,735

تعريفات التعبيرات

عندما يكتب معبرٌ ما نصًا؛ ولا يُعَرِّفُ معاني تعبيراتِه يُصبحُ النصُّ كلُّه غامضًا.