الخريف العربي
صور القتلى والجرحى والأشلاء تثير الحزن العميق وتلهب المشاعر..
وتبعث من في قلبه رحمة أن يعاون من بقوا على قيد الحياة.
ولكن من المسئول عن حدوث هذا؟
تنافرت الآراء حول هذه الأحداث المؤلمة:-
منهم من يحمل العرب جميعا هذه المسئولية
ومنهم من يحمل مصر هذه المسئولية
ومنهم من يحمل الصهيونية وعلى رأسهم أمريكا هذه المجازر
ومنهم من يحمل فصائل بعينها هذا الإجرام
وتتعالى الاتهامات إلى حد إخفاء المزيد من التأوهات والأنين.
أين الحقيقة يا سادة؟
من ناحية الدين فقد واعد الله الذين تشرذموا بدينهم بأيام سوداء مثلما حدث لقوم نوح وثمود وعاد ولقوم لوط.. حيث لا فرق بين طفل وشيخ في هذه المواعدة.
ومن ناحية السياسة فهي ليست إلا نتيجة للتشرذم الديني.. فلا لوم على فصيل بعينه ولا رئيس بعينه ولا ملك بذاته.. فالكل مدان أمام السكوت عن التشرذم.
وأذكر أنني نصحت أحد أصدقائي من دولة كانت على وشك أن تخوض ثورة ضد حاكمها.. فقلت له ناصحا .. لا تنجرفوا وراء ثورة لم تنبع من ذواتكم بل جاءتكم مغلفة من الخارج ولا تعلمون ما الفخ الذي وضع في لفائفها.
فقاطعني وتجنبني..
وكانت النتيجة أن اللفائف كانت تحوي ما لم يكن يراه.. لأنه لم يدرس التاريخ جيدا.. مع أنه كان ضابطا كبيرا في جيش بلاده.
التاريخ بدأ منذ 120 سنة تقريبا بإنشاء الصهيونية العالمية ومبادئها ونواياها وخططها.
ومن هنا بدأت المؤامرة الكبرى.
====
فتقاذف الأسباب جزء من هذه المؤامرة الدنيئة.
وإنكار المؤامرة جزء من المؤامرة
والتشكيك فيها جزء منها.
والتشكيك بقدرات العرب جزء منها.
واتهام الدين الإسلامي جزء منها.
وتقافز البراغيث الملحدة من البرد إلى المواقد علنا والتفاخر بهذا جزء منها.
والتراشق بالألفاظ البذيئة والسب جزء منها.
و...
و...
====
بقي أن أقول لكم يا إخواني العرب.. هذا ليس نهاية المطاف.
ابدأوا بنبذ التمذهب الديني واتبعوا دين الفطرة لتصبحوا إخوانا من جديد.. فقد كنتم أعداء وألف الله بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا من قبل، ثم تركتم الدين الذي ألف بين قلوبكم فكانت العودة إلى ما كنتم عليه قبل بعث محمد له الشكر والثناء.
عودوا إلى دين الله بلا مذاهب تفلحوا.
لن يستطيع بني صهيون أن يفرقوكم إلا بإرادتكم.. فلا تمنحوهم الفرصة مجانا كما فعلتم ثم تتباكوا على أطفالكم ونسائكم وشبابكم.
لا تتقاذفوا التهم هنا وهناك فالتهم لا يفلت منها أحد منكم.
اتركوا البكاء وفكروا في العودة إلى الله بقوة.


