أبحاث وفكر

أبحاث منطقية في القرآن الكريم، وموقف القرآن من قضايا العادات الموروثة

authentication required

بسم الله الرحمن الرحيم

مــيزان الأحــاديث

دراسة مختصرة لعلوم الحديث والسنة
وكيفية الضبط الذاتي لمتون الأحاديث

تأليف
سعيد عبد المعطي حسين عبد المعطي
2011م

الأحــاديث والســنة

ما هي..الأحـــاديث؟

هي كل الأقوالِ التي جمعها المجتهدون منسوبةً إلى رسول الله –له منا الشكر وعليه الثناء-، سواء كانت حقيقية أو غير حقيقية.

بعض الأحاديث بها سياق اللفظ كأن اللهَ هو المتكلم، ومن هنا سميت بالأحاديث القدسية، ولكنها في النهاية ينطبق عليها كلُّ الأحكام المعمولِ بها مع كل الأحاديث.

ما هي..الســـنة؟

السنة النبوية قديما هي الطريقة التي طبق بها الرسول الكريم تعليمات القرآن الكريم.. مع العلم بأن مفهوم السنة في زمن الرسول ليس هو نفس المفهوم الآن، ومفهوم السنة النبوية الآن هو كل قول أو فعل ورد عن الرسول، ويتضح الاختلاف الكبير بين المفهومين.. حيث اعتُبرت الروايات الواردة على ألسنة الرواة على اختلاف مآربهم سنةً نبوية مطهرة!!!.

النسـب أو السـند

هو سلسلة الرواة صعودا حتى المصدر الرئيسي للرواية وهو الرسول، وقد فطن الوضاعون لهذا، وأضافوا السلسلة الذهبية<!-- لكثير من الأحاديث التي ألفوها عن عمد.

المـــتن

هو نص الحديث، ويحتوي على بناء لفظي وبناء نحوي، وبلاغة ولهجة، ومفهوم.

وقد ذكره علماء السنة في ضبط الأحاديث إضافة إلى النسب، ليصبح العمل بصحة السند أولا، ثم ضوابط المتن ثانيا (مع العلم بأن هذا لم يطبق حتى الآن من قبل الأزهر أو مركز البحوث الإسلامية!!!!!).

ضــوابط المــتن

بعد التأكد من البناء اللفظي والنحوي والبلاغي؛ واللهجة؛ على أنهم للرسول دون غيره فأي حديث يخالفُ مفهومُه أيَّ نص قرآني، أو يخالف الواقع الذي هو العلم، أو يخالف العقل الذي هو المعايرة على معايير الفطرة والمنطق والعلم، أو كان غير قابل للتطبيق، فهو مرفوض كحديث ينسب إلى الرسول. هذه الشروط الأربعة يجب الأخذ بها في التعامل مع الأحاديث.

لماذا لم يأمر الرسول بتدوينها؟

الرسول أمر بعدم تدوينها بأمر صريح، وعمل به الصحابة من بعده، والخلفاء جميعهم، نظرا لأن الرسالة الإلهية كانت قد اكتملت، وكانت آخر وصية له وهو يُحتضر أن أوصى بكتاب الله<!--. مع أن المجتهدين في جمع الأحاديث قالوا حتى لا تختلط بالقرآن الكريم، ولكنني أعترض على هذا القول لأن الرسول الكريم هو أول من يعلم بأن الله قد تكفل بحفظ القرآن الكريم، فهو لا يشك لحظة واحدة بأن لا شيء يمكنه أن يطغى على القرآن الكريم.

ولكنه خشي أن تسبب فتنا وفرقة، حيث كان حدس الرسول واضحا حينما قال بأن الأمة سوف تتفرق إلى أكثر من سبعين فرقة جميعهم في النار إلا واحدة، فلا أقل من أن تكون أحاديثه بريئة من شبهة هذه الفرقة المزرية، وخاصة أن الله تكفل بحفظ القرآن ولم يتكفل بحفظ أي شيء آخر من الكتب حتى ولو كانت أحاديث الرسول.

ما هو تصنيفها علميا؟

العلم في مفاهيم القرآن هو كل المدركات الحسية؛ وما بني منطقيا عليها، وعلى ذلك فلا تجد علما يناقض علما، فإذا كنتُ معك وننظر سويا إلى السماء فلن نختلف على أين هي الشمس؛ ستكون إشارتنا إليها في اتجاه واحد، أما عندما يأتي الليل ونجلس جماعة ونسأل أين الشمس الآن؟ سوف تجد اضطرابات القول كثيرة والاختلافات كبيرة.

فعندما غاب أعلام الإسلام الأُوَل، محمد (له منا الشكر وعليه الثناء)، أبو بكر، عمر، عثمان، علي، (رضي الله عنهم جميعا)، ومن كان من الأتقياء بينهم ومن بعدهم بقليل، ابتدأ أعداء الإسلام بتنفيذ مؤامراتهم الخبيثة بتدمير مبادئ الإسلام التي سادت في الفترة التي ذكرتها، انتقاما لزوال سلطاتهم، ولم يستطيعوا اختراق القرآن الكريم، فألفوا عشرات –بل مئات- الألوف من الأحاديث وساعدهم على هذا الخراب..

عدة أمور:-

أولا: اللجوء لجمع الأحاديث وعدم الاكتفاء بالسنة الفعلية المتواترة (كإقامة الصلاة والحج والعمرة).

ثانيا: انتشار جهل الناس بلسان الرسول وبلاغته ولهجته بعد وفاة أصحابه.

ثالثا: انتشار جهل الناس بجوهر اللسان العربي الأصيل بسبب ازدياد الداخلين الجدد للعروبة بالفتوحات.

رابعا: تشوق المحبين للرسول أن يعرفوا المزيد عن سيرته، ورغبة الكارهين في تدمير العقيدة والتشريع معا.

وكانت النتيجة هي مزج كثير من (السم في العسل) ووقوع المحظور الذي حذر منه الرسول، وهو التشرذم والتفكك، وانطبق عليهم قول الله تعالى:-

 "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ{159}" الأنعام6.

 التصنيف: كل الأحاديث بدأ جمعها بعد وفاة الرسول بحوالي مائة سنة أي بعد زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه)، وهي ضرب من الظن حسب تعريف القرآن لتعبير الظن، فما هو:-

الــــــــــــــظن؟

الظن هو التصديق بفكرة أو رواية تصديقا مطلقا؛ بدون دليل علمي.. حسب تعريف تعبير العلم في القرآن الكريم.

فمثلا إذا جاءني صديق مخلص وصادق وأمين وقال لي بأن حادثا مروريا وقع أمامه؛ وحكى لي تفاصيل الحادث كاملة، هل يجوز لي أن أشهد أمام القضاء بما سمعت مع العلم بأن صديقي لا يكذب وأنا أصدقه، بالطبع سوف يرفض القاضي شهادتي.. لماذا؟

لأن الشهادة يجب أن تكون بعلم، وما لدي من اعتقاد لا يتعدى تصنيفه أن يكون ظنا، ويطلب القاضي شاهدا عاين الأحداث بذاتها ورآها بعينيه وسمع أحداثها لا أخبار أحداثها.

وقد قال نفس هذه المقولة شيخ الإسلام <فخر الدين الرازي> (بأن القرآن قاطع في متنه وخبر الواحد ظني، والمقطوع راجح على المظنون).. وقد قال فضيلة الدكتور <محمد حجازي السقا> في كتابه لا رجم للزانية (بأن السنة توافقُ القرآنَ ولا تُكَمِّلُه)، وقال: (وأما قولهم بأن الأحاديث تخصص عام القرآن فهذا الذي اختلفوا فيه لأن القرآن قطعي الثبوت والحديث ظني الثبوت وراوي الحديث واحد عن واحد عن واحد ولا يصح تخصيص عام القرآن بخبر الواحد).

وقال العلامة <فخر الدين الرازي> بأن (كل الألفاظ دلالتها ظنية ولا تفيد إلا الظن).. ولكن كان لي تعليق على هذا القول للرازي في (التعريفات الاشتراطية لتعبيرات القرآن الكريم)، ويمكنكم أيضا الاطلاع عليها في كتابي"مبادئ خلق وترقي الكائنات".. وفي هذا الموقع.

والقرآن الكريم لم يحرم علينا استعمال الظن كلية بل حذرنا من مغبة السقوط في مشاكله قائلا:-

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ {12}" الحجرات49

فكل حياتنا مبنية على التنبؤ بالمستقبل القريب أو البعيد وأي تنبؤ ما هو إلا ظن ولن تستقيم أعمالنا إلا بهذه الظنون، فعندما أجد أحد أبنائي ليس مجتهدا في تحصيل دروسه أتنبأ له بالفشل وهذا ظن، فالتنبؤ ما هو إلا ظن، أما الظن الذي يؤخذ به عقيدة للعمل بها أو تشريعا يترتب عليه مصير إنسان فهذا ظن ممقوت، وهو ما نهانا عنه الله، فمثلا هناك حديث يأمر بقتل الناس وسلب أموالهم إذا لم يشهدوا بوحدانية الله وبرسالة محمد<!--، لو طُبِّق هذا لكان معناه محاربة الأرض كلها وكل دولة تشتعل فيها الحروب الطائفية، فهل هذا مقبول؟.. بالطبع لا.

وخاصة أن علم القرآن يقول بعكس هذا:-

"لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{8}" الممتحنة60

ويقول الله تعالى:-

"لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{256}" البقرة2

بمعني أن نترك حرية التدين لكل الناس بلا إكراه ما داموا لا يعتدون، فإن اعتدوا يؤخذون باعتدائهم، أما في الآخرة فحساب الله له شأن آخر.

والظن ليس هو الشك كما يظن البعض.. فالشك هو حالة منطقية طبيعية تحدث عندما أتلقى رواية أو فكرة جديدة.. حيث يتبع ذلك عمليات نفسية مفادها الوقوف على حقيقة الرواية أو الفكرة من حيث صحتها ومطابقتها للمنطق أو العلم أو الفطرة حصرا.. فإن تمت معايرتها وتبين موقفها فقد خرجت من دائرة الشك إلى اليقين.. وأما من يعايرها بغير المعايير التي ذكرتها ويخرجها إلى دائرة الاعتقاد لديه فهذا هو الظن المرفوض.

ما هو تصنيفها جمعيا؟

الذين جمعوا الأحاديث تركوها بدون تصنيف إلا البعض، فصنفوها استنادا إلى معيار السند فقط، وتركوا باقي الأمر للمتلقين، ونحن الآن في أمس الحاجة لتصنيف المتون.

أهمـــيتها

الرسول طبق رسالة الله على نفسه وأهله وقومه، فكيف كان التطبيق؟

مع العلم بأن القرآن لم يكن قد نزل كاملا، بل أُنزل على مدى 23 سنة، فهل كانت هذه السنوات الطويلة بلا تشريع؟!

كان الرسول يجتهد في تشريعاته لقومه ما لم يتنزل عليه خلاف ما يفعل، ولا يجب أن نغفل عن حقيقة مهمة وهي أن كل الأديان الإلهية اعتمدت الفطرة في التشريع، وهي التي سار عليها أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم -له الشكر وعليه الثناء-؛ وكل من لم يصله وحي من الله عن طريق الرسل؛ أو من تشوهت رسالتهم.. فما هي:-

الفـــطرة

الفطرة هي مبادئ تشريعية موروثة في نفس كل إنسان، هذه المبادئ إن احتكم إليها الفرد تقوده إلى أقيم الأعمال وأصلحها له كفرد وللمجتمعِ كله والعالمِ بأسره؛ بأعلى قدر من الحرية وبأدنى حد من القيود، الكل يعيش في أمن وسلام وتعاون وتكافل وعدل، ويمكن بسهولة التعرف على مبادئ دين الفطرة إذا ما تعرض الفرد للظلم أو لتنازع المصالح ككتابة العقود.

--------------------------------------

مستويات النظر إلى الرسول

  المستوى الأول: بصفته رسول من الله برسالة واجبة النفاذ، ونعلم جميعا بصدقه وبأدلة صدق الرسالة المضمنة فيها، لا نُكذِّب شيئا منها، ولا نرفض شيئا منها دون آخر، فهي متكاملة، والرسول لم يكذب بشأنها ولم يخطئ ورسمها لنا كما رآها وسمعها.

 المستوى الثاني: بصفته قائد جماعة المسلمين، يقودهم طبقا للأعراف السائدة؛ ومنها ما كان على خطأ؛ وقد عدلت مسارَه رسالةُ الله تعالى، ومنها ما هو صائب وباركته الرسالة، والقوم الذين كان يقودهم لم يكونوا يعبدونه، بل كانوا يراجعونه فيما يرون بأنه أفضل، ولا ننسى في هذا اختيارَ موقعة بدر حيث عدَّل أحد القواد وهو <الحُبَاب بن المنذر> اختيارَ الرسول عندما قال لأصحابه: (أشيروا عليَّ في المنزِل فقال الحبابُ لرسول الله: أرأيت هذا المنزل أمنزِلٌ أنزلكه الله فليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخره؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال رسول الله: بل هو الرأي والحرب والمكيدة، قال: فإن هذا ليس بِمَنزِل، انطلق بنا إلى أدنى ماءٍ من القوم فنعسكرَ فيه، ثم نُعَوِّرُ ما وراءَه من الآبار، ثم نبني عليه حوضا فنملأَه ماء، ثم نقاتل القومَ فنشربُ ولا يشربون، فقال رسول الله: لقد أشرت بالرأي، ثم أمر بإنفاذه، فلم يجئْ نصفُ الليل حتى تحولوا كما رأى الحباب، وامتلكوا مواقع الماء) <!--.

هنا فرَّق هذا الصحابي بين وحي الله تعالى وبين اختيار الرسول بصفته قائد، وقرر أن وحيَ الله تعالى لا يمكن التقدم أو التأخر عليه، وقد نفى الرسولُ (له الشكر وعليه الثناء) كونَ اختيارِه وحيا من الله على هذا المستوى القيادي، فقام الحُبَابُ بتعديلِ الموقعِ إلى بئرِ بدر، ومن هنا نعلم علما أكيدا بأن الوحيَ التشريعيَّ مقتصرٌ على الرسول في المستوى الأول فقط بصفته رسول من الله تعالى، أما بصفته قائد فلا وحي تشريعي مقترن بتصرفه كما بينت، إنما هو اجتهاد في تطبيق شرع الله والمواءمة بينه وبين متطلبات القيادة.

 المستوى الثالث: بصفته رجل اجتماعي؛ أب وزوج وجار وصديق وما إلى ذلك، له متطلبات كل هؤلاء وعليه أن يوائمَ مثلُ غيرِه بين متطلباته وبين شرع الله.

 ولا ننسى لومَ الله تعالى له مرتين:-

المرة الأولى كقائد:-

"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ{1} أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ{2} وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ{3} أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَىٰ{4} أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ{5} فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّىٰ{6} وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ{7} وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَىٰ{8} وَهُوَ يَخْشَىٰ{9} فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ{10}" عبس80

والمرة الثانية كزوج:-

"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ  ۖ  تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ{1}" التحريم66

نلاحظ ملاحظة مهمة أُظهرها بهذا السؤال؛ هل يلوم الله نفسَه (سبحانه وتعالى) لأنه –كما يقولون- هو مصدر وحي الحديث؟! أم هو تصرف شخصي من الرسول في المستويين السابقين؟!! حيث نجد اللوم الخفيف لتعديل المسار الجميل إلى الأجمل..، ففي الأولى أراد أن يعز الإسلام ببعض ذوي السلطان والنفوذ فلامه الله تعالى بألا يحرص على علاقة مع متكبر؛ بإعراضه عن علاقة مع مشتر راغب بغير كبر.. وفي الثانية لم يرد الرسول أن يحدث شرخا في العلاقة بين أزواجه وجاءه من الله تعالى اللوم بألا يحافظ على علاقة على حساب شرع الله، وفي كل الأحوال فالله تعالى لا يلوم نفسه على خطأ وقع منه؛ سبحانه وتعالى عن الخطأ، فالملوم إذن هو محمد بتصرفه الخاص البعيد عن الوحي في المستويين القيادي والاجتماعي.

خـــطورتُها

الأحاديث لا تصبح خطرة إلا عندما تعتبر وحيا من الله-فهذا شرك بالله مالم ينزل به سلطانا-، وكذلك عندما تؤخذ على حالها دون أن تُصَبَّ في قالب ترشيح المتون، وهو الشروط الأربعة التي وضعها علماء الحديث والسنة، حينها لن تجد أي تضارب بين الناس، بل الجميع سيصبحون كالشعر الذي مُشِّط في اتجاه واحد، لن تجد فيه شعرة واحدة تخالف مسار باقي الشعر، وليس كما ترى الآن خصلات من الشعر تخالف باقي الخصلات، وتجد لكل فرد دينا خاصا، وإذا امتلكوا سلاحا تجده موجها إلى صدورهم وصدور أمهاتهم وآبائهم الذين أنبتوهم من دمائهم وعرقهم، والسنتهم حادة سليطة، ويفسدون في الأرض، وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا نحن نصلح وأنتم المفسدون، بماذا يصلحون؟! بالتدمير والقتل والسرقة والنهب أيا كان؟!، أم بتكفير الناس ليتعللوا بهذا لقتلهم والاستيلاء على أموالهم وممتلكاتهم؟!، أليس هذا هو الفساد الذي ينشأ من اتباع الظن!؟.

ضـــوابطها

الضوابط كما ذكرت من قبل نوعان:-

  النوع الأول:-

وهو ضبط السند، وقد اشتغل به بعض المجتهدين، ولكن ظل الخطر قائما نتيجة إتقان الوضاعين لصق سلسلة النسب الصحيحة وهي السلسة الذهبية لما ألفوه بأيديهم وألصقوه زورا وبهتانا بالله وبالرسول, مما دفع بعض المجتهدين من رجال الحديث والسنة إلى:-

 النوع الثاني:-

وهو ضبط المتن، وإن كان ينقصه المبنى اللغوي والبلاغي، واللهجة.

ومع هذا كانت ضوابطهم التي وضعوها كافية جدا لعدم تسلل الأحاديث الهدامة للناس وعدم وقوعهم في أتون الاختلافات.

وهذا الضبط أنت الوحيد المسئول عنه أمام الله<!--، لذلك يجب أن يكون:-

1-    <!--[endif]-->متنُ الحديث غيرَ مخالف لنصوص القرآن الكريم.

2-    <!--[endif]-->متنُ الحديث غيرَ مخالف للعلم.

<!--متنُ الحديث غيرَ مخالف للعقل.

4-    <!--[endif]-->متنُ الحديث قابلا للتطبيق.

 كيف أعمل بما هو مضبوط منها وما موقف القرآن منها؟

القرآن يجب أن نعلم بأنه مظلة مبادئ، علينا أن نعمل تحت ظلها كيفما شئنا، ولم يقصر في شيء ولم يترك شيئا إلا وقد وضعه تحت هذه المظلة، ولا يستطيع مؤمن أن يَدَّعي غير ذلك.

فإذا أردتَ أن تشرع في أي زمان أو أي مكان فستجد أن القرآن قد وضع لك كل المبادئ اللازمة لهذا وفرَّق بين الحكم وبين الإدارة، أي بين التشريعات الإلهية وبين التنفيذ الإداري البشري، وقال بأن الحكمَ للهِ وحده، والإدارةَ تكون بالعرف السائد والمشورة.

فإذا كان العرفُ السائد هو ما كان الرسولُ يدير به جماعته، فليكن؛ مادام لا يتعارض مع الحال، وهذا هو موضع السنة كما عرَّفها المحدثون وليس كما طبقها رسولُ الله؛ إلى جانب شعائر المناسك، مثل الصلاة والحج والعمرة، وهي سنن بعضها متواتر لا نجد فيه خلافا جوهريا بين الناس.

فالسنة التي عمل بها الرسول هي الإدارة التي أدار بها شئونَ جماعته بالمشورة كما سبق وبينت في حديث الحباب بن المنذر.. وأما الفتوى الخاصة بالحكم فقد امتنع عنها النبي مشيرا إلى وجوب استفتاء الذات كما ورد في حديث وابصة بن معبد مبينا أنها فطرة في نفس الإنسان ترشده إلى ما هو البر وما هو الإثم.. أي أن النبي لم يشتغل بالفتوى نهائيا في أمور التشريع واكتفى بالإشارة إلى الفطرة.

وسترى أن في كل هذا لا يوجد اختلاف أو تناقض مع القرآن الكريم، أو مع العلم أو مع العقل، وستجد أن الأحاديث غير القابلة للتطبيق لا يوجد لها مكان للعمل بها، كأحاديث إرضاع الكبار، فهي غير قابلة للتطبيق، لأنه لن يوجد شخص عاقل يقبل على نفسه أن يدفع زوجته لإرضاع جاره البالغ حتى يمكنه الدخول والخروج عليها دون وجود الزوج.


الخـــلاصة

أنت عزيزي المؤمن إنسان يحب ربه، ويسعى جاهدا لإرضائه والدمعُ ملءُ عينيه مبتهلا إليه.. أي ربي اغفر لي ولوالدي إليك المصير، ولا تجعلني من قساة القلوب الذين يسمعون بآذانهم وقلوبهم غلف، ويرون بأعين وبلا قلب بصير، ربنا باعد بيننا وبين النار، ربنا لن نكون من المشركين الذين يأخذون آياتك هزوا.

عزيزي المؤمن لا تجعل أحدا يغريك أن تصدق قولا دون برهان، وخاصة على رسوله الصادق الأمين فتقع فريسة للشيطان الرجيم، وتغضب ربك العظيم.

====================

 

http://www.mediafire.com/download/d78s5xox66s5ibd/120203mos_haf.doc رابط تنزيل أحدث تنسيق للمصحف الشريف     

http://www.mediafire.com/download/bswg4kzfr2jlrfp/141013khlk_elect.doc رابط تنزيل أحدث إصدار لكتاب مبادئ الخلق   

http://www.mediafire.com/download/p20i6262kaqz580/120203hmma.doc رابط تنزيل "حمامة" من أعمالي الأدبية            

http://www.mediafire.com/download/vt3sfm4t3kel051/120203mrra.doc  رابط تنزيل "مرارة الضيم" من أعمالي الأدبية        

http://www.mediafire.com/download/ge5nqzjo8mcu806/120616fstan.doc  رابط تنزيل "الفستان الأبيض" من أعمالي الأدبية

http://www.maqalaty.com/                                                                                                                            مقالاتي

http://ejabat.google.com/ejabat/user?hl=ar&userid=10978438911457523345&tab=wtmtorh                      (گوگل إجابات (سعيد عبد المعطي

 

صـدر للمـؤلف

مبادئ خلق وترقي الكائنات            

رقم الإيداع بدار الكتب   15964/2006

 

المصدر: http://www.sultan.org/h/ ضبط السند لا رجم للزانية د.محمد حجازي الســـــــــــــــقا الإسلام عقيدة وشريعة الشـــــــيخ محمـــــود شــــلتوت حقيقة الحجاب وحجية الحديث المستشار محمد سعيد العشماوي المنهج العلمي للاعتقاد شــــــــاكر عبد الجـــــــــــــــبار مقالات إعلامية عن الختان د.نوال الســـــــــــــــــــــــعداوي الجامع الصغير جلال الدين الســــــــــــــــيوطي صحيح مسلم مســـــــــــــــــــــــــلم بن حجاج صحيح البخاري محمــــــد بن إسمـــــاعيل البـــــخاري
SaidAM

عدم تعريف الألفاظ يربك القارئ

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 237 مشاهدة
نشرت فى 18 نوفمبر 2014 بواسطة SaidAM

سعيدعبدالمعطي حسين عبدالمعطي

SaidAM
مواطن مصري يحب بلده، ويحب العالم كله، له فكر مستقل حر، درس القرآن منذ عام 1967م وحتى الآن، له العديد من المؤلفات والاختراعات الهندسية الالكترونية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

51,123

تعريفات التعبيرات

عندما يكتب معبرٌ ما نصًا؛ ولا يُعَرِّفُ معاني تعبيراتِه يُصبحُ النصُّ كلُّه غامضًا.