المنعطفات التاريخية التي نمر بها تجعلنا أمام مسؤوليات جسام، لتحديد ( آليات الحل ) لواقعنا المرير المحيط خصوصا و ان ( اسرائيل ) ستبقى تهدد تطلعاتنا المستقبلية وعلى كل الاصعدة السياسية ، والاجتماعية ، والاقتصادية . ( فالصهيونية ) كحركة عنصرية لن تتغير فكرا ، وأوهاما وتعنتا . ويبقى الاهم من ذلك أن (الولايات المتحدة ) ستسعى أكثر من السابق لمساندة (اسرائيل) في تعنتها واحتلالها للأرض.ولهذا ستكون كل(اتفاقيات السلام)لمصلحة (اليهودالصهاينة)على حساب العرب . وقدأثبتت (اتفاقية أوسلو) الان والاتفاقيات الجانبية لها صحة ما نقول ، حيث لم يحصل الشعب الفلسطيني على أبسط حقوقة المشروعة . وعليه نعتقد أن أنفجار الوضع ، من جديد ، مؤكد وحتمي بين العرب و ( اسرائيل ) ، لان السلام الحالي قد بني على أساس مصلحي غير عادل و غير شامل .
وهذا الوضع يضعنا ( بالفعل ، والقوة ) ، كما يقول الفلافسة ،أمام تحديات مصيرية ،تحديات لاأغالي اذاقلت انها خطيرة جدا ، تستهدف وجودها وهويتنا كمسلمين، وتزداد الطورة اذا عرفنا أننا لسنا مستعدين ،ومع السف الشديد ،لحرب بهذا المستوى........ وهذه حقيقة مؤلمة لابد من تجاوزها سريعا ببناء ذات الانسان العربي ، وتقوية ارادته وحراكه وثورته، وذلك باستعادة الهوية الاسلامية المسلوبة.
ويمكن أن نخطو حطوات باتجاه انفراج الازمة اذا تم ترشيد الامكانيات والقدرات العربية ، بالتخطيط السليم ، واتلاك وسائل وآليات جديدة،وفق (استراتيجية عامة) محددة بدقة و(تاكتيك ) مرحلي متغير.
ماذا أعني بذلك ؟ أعني أن المرونة ( التاكتيك ) مطلوبة في كل عملية ثورية ، لكنها لا يمكن أن تكون على حساب المبدأ العام ( الإستراتيجية ) و لا تلغيه ، بل تصل إليه بوسائل متغيرة وفق متطلبات الواقع المحيط ؛ بقرائته موضوعيا ً ورصد كل المفردات المتحركة فيه سلبا ً و إجابا ً .
عندها سنعرف كيف نتعامل مع ظروفنا و أزماتنا ؟ ! . وكيف نتجاوز خلافاتنا العربية – العربيه لمصلحة الهدف المركزي العام؟ ! . وكيف نوحد مواردنا الإقتصادية ؟ ! . وكيف ننهض بالمجتمع بعد أن نخرت به الأميه و الجهل والفقر والتغرب ؟ !
ولا بد من التأكيد هنا على ضرورة أن يرتكز ( التغيير المطلوب ) تحقيقه على ( سياسة غير محبطة ) تملك قراراتها بيدها ، ولا تضيق بالأي الآخر المعارض ، وتدوير السلطة ( سلميا ً و ديمقراطيا ً ) وفق الأسس الإسلامية . ويمكن أن نتسائل ماذا أقصد ( بالديمقراطية ) وفق الأسس الإسلامية ؟ أقصد أن ( الديمقراطية ) تحتاج الى تهذيب و ترشيد لتلائم مجتمعنا بعد تجريدها من جذرها الأوروبي ؛ وهذا لن يتحقق ، كما قلنا سابقا ً وكررناه مرارا ً ، إلا بوجود (منهج حضاري ) مطبق في المجتمع ، ذي ( ديناميكية و حيوية ) يستطيع بهما صهر كل ( وافد أجنبي ) مفيد في رحم المبدأ العام .
و أستطيع أن أقول :- إن ( المنهج الإسلامي المعتدل ) هو الحل للخروج من المأزق التأريخي الذي نعيش ، فمن تجليات هذا المنهج إفتضاحا ً أنه يعبر عن حس المجتمع العربي ودواخله أفضل تعبير .
فالمنهج الصحيح يكون بالضرورة متفاعلا ً مع مجتمعه بوشائج حية ، وتراث أصيل ، فهو ليس لصيقا ً أو متغربا ً أو مستوردا ً ، بل ( وحالة ديناميكية نشطة ) تعكس وجه المجتمع ، وتعيش تفاصيله و مفرداته طولا ً و عرضا ً ، لتعطينا إجابة موضوعية للأزمات المعاشة . وهو بذلك وجه من أوجه الحضارة ، التي تكون أيضا ً غير لصيقه أو مستورده ، بل تعيش حالة (حراك داخلي ) متمثلة بعناصرها ومقوماتها المحلية الأصلية ، وحالة ( حوار مع الحضارات ) الأخرى ، وحالة ( صراع إستثنائي ) مع بعض ( الحضارات المتزمتة ) .
وقد يعترض معترض قائلا ً : - لماذا هذا الإصرار على الحل الإسلامي ؟ ! وأعتقد أن هذا الاعتراض يأتي ضمن ( الخطاب التحديثي ) سواء كان عربيا ً أو أروبيا ً ، فهو يحاول أن يلغي كل أثر ( للروح والأخلاق ) في آليات أي حل ، ويحصر نفسه في ( العوامل الاقتصادية والتنموية ) ، أما المعتقد والأخلاق فهي عنده (أمور وجدانية ) لا علاقة لها بالتنمية والنهوض !! وهذا التفسير مرده الى أن بعض المثقفين العرب قد تغربوا فكريا ً ، وانعكس تغربهم على تنظيرهم ، إلى درجة أرادو – بتعمد أو دون تعمد – تحويل الانسان إلى مجرد ( أرقام أقتصاديه) ، والحياة إلى مجرد ( ربح وخسارة ) . و بالفعل تم جر المجتمع الى الحضيض دون مراعاة لضمير أو أخلاق ، حيث ( التمدد غير المشروع ) على حساب سعادة الآخرين ، وسرقة رغيفهم وقوتهم اليومي .
فماذا كانت نتيجة هذه السياسة ؟ كانت النتيجة ازدياد المجتمع فقرا ً وجهلا ً وعبودية ، وبالمقابل إزدياد ثراء ( الشرائح النخوبية ) و ( الانتهازية ) المتخمة .
إنحطاط المجتمع ، وتسالفه ، وابتعاده عن القيم والأخلاق جعلت البعض يعيد حساباته متسائلا ً :- يا ترى هل نعيش أزمة سياسية ؟ ! أم أزمة فكرية وثقافية ؟ ! أم أزمة أخلاقية واجتماعية ؟ ! وظلت الاشكالية المطروحة دون حل ، لأن التنظير تم وفق أسس غير صحيحة ، و دون تحديد الآليات والأهدف المناسبة فجاءت النتائج ضبابية وغائمة ؛ في حين تعمدت بعض الدراسات المتغربة ، كما في السابق ، تفسير ( ظواهر اجتماعية ) بصوره غير موضوعية ، وذلك بإرجاعها الى ( متبنى اقتصادي ) واحد ، مع اهمال العناصر الاخرى الحيوية والجوهرية . والظواهر علميا ً لا تحلل هكذا ، لأن كثير من العوامل ( الموضوعية والذاتية ) تؤثر فيها داخليا وخارجيا ً ، وعليه لا بد من تحليل الظاهرة وتفسيرها بصورة شمولية ؛ برصد كل تفاصيلها وجزئياتها ليكون الحل عمليا ً و عقلانيا ً .
وهكذا نعرف أن تبني ( الخطاب التحديثي الغربي )جعل المثقفين العرب يضيعون في متاهات فكرية ، قادتهم الى تحليل ( الضواهر ) وفقا ً لمتبنى أحادي يلغي ويصادر الأسباب الجوهرية ، لهذا تناولوا مثلا ً ( الصحوة الإسلامية ) في دراساتهم ؛ وجعلوها ( انعكاسات لأوضاع إقتصادية متدنية ) !!. وقد أهملوا بتعمد افقدهم مصداقيتهم جذور الظاهرة ، وواقعها ، وأسبابها المتعلقة بفشل النظام العربي سواء كان ( قوميا ً و إشتراكيا ) في انتشال المجتمع من الاحباط والإنحطاط والتغرب ، إضافة الى ضياع كرامة العرب ، وسيادتهم على أرضهم في ظل النظام الدولي الجديد بقيادة ( الولايات المتحدة ) ، وأهملوا أيضا ً الأسباب الموضوعية المتعلقة (بالصراع الايديولوجي ) الذي يقوده الغرب ضد الحركة الاسلامية ، للاجهاز على الهوية المتميزة للمنطقة ، وتجريدها من مصدر حضارتها ورقيتها وانعتاقها .
ويمكن أن نضيف بأننا عندما نطرح الحل الاسلامي الحضاري نكون في حالة تناقض مع من يتبنى منطلقات ( الخطاب التحديثي الغربي ) ، الذي ورط المجتمع العربي المسلم بمتاهات اجتماعية وسياسية ، سلبت العرب قوتهم وعزتهم ومواردهم ، وأصبحوا في حالة تغرب فكري وثقافي قاتل ، واحباط أفقدهم كل شيء ثم أوصلهم في النهاية الى ( سلام غير متكافيء إستراتجيا) مع اسرائيل .
ويبقى الاعتراض السابق واردا عند البعض ولكن هذه المرة أقل حدة متسائلا ً :
- لم تبني الحل الاسلامي مع أن هروب الى الماضي ؟ ! ومثل هذا الاعتراض يريد أن يخدع الآخرين و يوحي لهم بأن :- من ينادي ( بالإسلام هو الحل ) لا يدرك تقدم العصر !! وبتصوري أن من ينطق من هذه المنطلقات لمهاجمة المنهج الحضاري الإسلامي لا يفهم الإسلام أساسا ... ويمكن أن أوضح لك الفكرة ... بأن شرع الله وضع ( أسسا ً أصولية ) عامة للإجتهاد في كل جديد يصل اليه المجتمع ، فبعد تحديد الحلال والحرام بنصوص ثابتة لا اجتهاد قبالها واردة في القرآن الكريم والسنة النبوية ، تبدأ تتشكل مساحة واسعة تسمى ( منطقة الفراغ ) تستوعب تطور العصر وتقدمه ، وفي تلك المنطقة يحاول المشرع الاسلامي أن يفتي حول كل جديد ، على أن لا يتعارض إفتاؤه واستنباطه للأحكام الشرعية المعاصرة مع المباديء الإسلامية العامة ( الثابتة ) .
الشيء الآخر الذي أردت تناوله ... هو اثبات خطأ الفكرة القائلة بأن :
- ( كل قديم لا يصلح ) . فهناك بعض ( النظريات العلمية ) ثبت فشلها مع أنها جديدة، في حين بقيت نظريات من القرن السابع عشر تجاري تطور العصر مع أنها بلحاظ الزمن قديمة ... المسألة إذا ليست في ( الجديد والقديم ) ، بل في عملية وصواب ( الجديد والقديم ) ... علما ً أن الفكر الاسلامي يزخر بنظريات ناضجة اعتبرها فقهاء ( التشريع الوضعي ) من البديهات الثابتة ، كما يقول أستاذ القانون الدستوري الدكتور السنهوري ، كنظرية ( التعسف في استعمال الحق ) ، ونظرية ( الدفاع الشرعي ) ، وكثير من نظريات الفقه الجنائي .
لهذا تقتضي الموضوعية ايجاد معيار مناسب اتحديد ( الجديد من القديم ) ، (والتقديمي من الرجعي ) بعيدا ً عن عامل الزمن ، معيار همه عملية المفهوم ودقته وصلاحيته للمجتمع .
والغريب أن بعض المثقفين حاولوا تبرير منهجهم بشأن ( التحديث التغريبي ) ، وذلك باتخاذهم ( معيار الزمن ) في الحكم على الفكر ، مع أنهم قد شاهدوا مؤخرا ً أن مسارهم ومتبيناتهم الفكرية كانت على الطريق المتناقض مع ( خط سير ) نهضة المجتمع ، ومع ذلك لم تدفعهم الموضوعية والعلمية التي ينادون بها للإعتراف بخطئهم التنظيري ، الذي لم تدفعهم الموضوعية والعلمية التي ينادون بها للاعتراف بخطئهم التنظيري ، الذي قاد العالم العربي الى النحدار ، بل إندفعوا لممارسة ( سياسة التبرير ) وبوسائل شتى غير مألوفة سابقا ً ، خصوصا ً وأن جيشا ً من المتعلمين قد اصطفوامع ( الأنظمة الحاكمة ) لتلميع وجه الفشل الذي نعيش ، وحولوا كتاباتهم الى مورد رزق ليس الا ، دون أن يأمنوا بما يكتبون ... وبما ينظرون ...عندها تحولت الكتابة الى تجارة ... وعندما تتحول الكتابة الى تجارة سيتم بلا شك خداع الناس ، واستغفالهم ، والضحك على ذقونهم . وازدادت المأساة لوجود شريحة في المجتمع تقرأ دون أن تستعمل عقلها ، وكأن ما تقرأه هو شيء مقدس . وقد وصل الخداع الى أقصاه عندما ( خلطت الأوراق ) ببراعة ومكر ، فلم يعد الحق حقا ً ولا الباطل باطلا ً . واستعمل هذا النمط من (التحليل التلفيقي ) لتبرير الخطأ ، والدفاع عن التخاذل والاحباط والاستسلام ، الذي وصلنا اليه جراء تطبيق ( سياسات متغربة ) أفقدت المجتمع هويته وأصالته .
وهكذا فإن الفشل الحالي ، سواء كان سياسيا او اجتماعيا او اقتصاديا ، مرده الى فشل سياسة ( الأنظمة الليبرالية ) القديمة التي اعلنت عن تبعيتها للغرب ، والى فشل سياسة ( الانظمة الاشتراكية – القومية ) ، وبقينا نتحمل وزر هذا الفشل والى يومك هذا ... لوجود ( أنظمة عربية ديكتاتورية ) تعبر بقايا السياسات المتغربة السابفة ، احتكرت السلطة وضاقت بالرأي الآخر ، فأصبح المواطن في بلده غريبا ً تعيسا ً ومحبطا ً .
لقد تم ( خلط الاوراق ) بخبث شديد ، وخدع الكثيرين ، وظل الفساد الإداري ، والاقتصادي ، والسياسي يستشري ، والأمية تنتشر بعد أن سحق الانسان في نفسه ، وكرامته ، وعيشه .
من وحي ما أسلفنا ، إضافة الى تبدل ( معادلات القوى ) في ( النظام الدولي الجديد ) ، هيأت الأرضية المناسبة لكي يتنازل العرب عن قضاياهم المركزية ، ويستسلموا لمؤامرة استهدفتهم ودفعتهم للتفاوض مع ( اسرائيل ) ، وعقد ( اتفاقيات سلام ظالمة ) لا تلبي مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة .
وهنا كان ضروريا ً أن تبرز الحركة الإسلامية لتعلن الرفض والمعارضة والجهاد لمجابهة المخططات الأستكبارية المشبوهة ، فانطلقت المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان بقيادة حزب الله ، وكذللك المقاومة في الأراضي المحتلة والمتمثلة بحركة حماس والجهاد الإسلامي ، إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى .
وبإعتقاد الكثيرين أن هذا الجهد البطولي ، المتوكل على الله ، كرامة العرب والمسلمين ، على الرغم من استسلام البعض ورضوخه ( لشروط سلام إسرائيل والولايات المتحدة ) .
* * وهكذا فإن الحل لأزمة سلام الشرق الأوسط يكمن في مقاومة التعنت ( الاسرائيلي ) ، ومجابهة الازدواجية ( الأميركية ) البغيضة .
* * والحل من جهة ثانية يكمن في تبني منهج يخلق الانسان الحضاري العربي ، المنطلق بثبات لتحقيق ثورة إجتماعية وسياسية ، ترمي الى تحطيم ( المناهج المتغربة ) ، وتعيد للمنطقة هويتها الإسلامية ، وكرامتها المهدورة ، وحضارتها المغيبة .
وبرأي إن ( موضوع الحرية ) ، وإعطاء ( الرأي الآخر ) حرية التعبير عن نفسه هي أول الطريق نحو خطوات الحل . وهنا لا بد من التأكيد على أن الشعب الضطهد المسلوب الإرادة ، المحكوم ( بأنظمة فاسدة دكتاتورية ) ، لا يمكن أن يكون حرا ً مقاوما ً حتى ولو رفعت تلك (الأنظمة ) شعارات الحرية كلها ، لأن الحرية ممارسة عملية محكومة بضوابط تشمل المجتمع بأسره وليست شعارات .
وقد لفتت نظري في هذا المجال ظاهرة غريبة ... وهي أ ن( الأنظمة العربية ) لم تتفق فيما بينها على شيء ، سواء تعلق الأمر بوضع سياسة عربية موحدة ، أو سياسة إقتصادية موحدة . الشيء الوحيد الذي جمع العرب واتفقوا عليه دون خلاف هو سياسة قمع المواطن وإلغاء دوره . لهذا غندما يجتمع وزراء الداخلية والخابرات العرب يصوتون سريعا ً وبالاجماع على بنود التعاون العربي لإسكات أي صوت لا يتفق مع سياسة أنظمتهم .
وعليه بقي العالم العربي يعيش الفشل والاحباط على صعيد التنمية والاقتصاد والتعليم والسياسات العامة ... انظر مثلا ً في المجال الاقتصادي ترى انه قد دخلت 4 آلاف مليار دولار الى البلاد العربية من موارد النفط بين عامي 1973 – 1994 ... وفق أولويات ضرورية ، لكانت النتيجة خلق اقتصاد عربي متين ... ولكن الذي حدث غير ذلك ! ! فلا ندري أين ذهبت هذه الأموال ؟ ! و أين صرفت ؟ ! وكيف صرفت ؟ ! على الرغم من أن المعلومات المتوافرة أمريكيا تقول بأن للعرب في أمريكا حتى العام 2000 ( 878 بليون دولار )وأن دعم الحزينة الأمريكية من قبل السعودية وحدها وصل إلى ما يقارب ( 200 مليار دولار)؟! لا يستفاد منها .
ونتساءل هل سيأتي يوم نتجاوز فيه احباطنا واستسلامنا وأزمتنا ؟ ! أعتقد ذلك فهذه المرحلة عابرة ستزول ، لأن الشعب العربي شعب حي ، والشعوب الحية لا تموت ، ولا يمكن أن تنهزم دائما ً ، خصوصا ً اذا كان الاسلام عقيدة لها ، تنهزم الدنيا كلها ولا تنهزم هذه الشعوب ... لماذا ... ؟ لأن الاسلام روح هذه الشعوب وديمومتها ، والاسلام بالنتيجة لا يمكن أن ينهزم مهما حاول أعداءه . ويمكن أن يمر على الشعوب الاسلامية والعربية فترة ركود ... فترة هدوء ... ويمكن أن تتمرغ كرامتها بالتراب وتضام ... لكنها لا تموت ولا تذل على طول الطريق ، لأنها في لحظة رجوع الى ذاتها ، والى إسلامها الصحيح ، في لحظة تأمل واعية مع العقل ستنهض وتعيد كل أمجادها وحضارتها ، وكل حقوقها المهدورة والمغتصبة .
عندها فقط سيحل السلام ... السلام العادل والشامل ...
ساحة النقاش