الكتابة عن الصهونية , كتابة لا تتوقف فهي فضلاً عن موضوعها الساخن واثارتها الكثير من الاشكالات والجدل وحسم المواقف تبقى قضية سياسية وفكرية عميقة الجذور .
ومع ان الكثي من الموضوعات يمكن الكتابة عنها بأشكال ورؤى ومواقف مختلفة الا ان الصهونية تظل قضية جديرة بالمناقشة نظراً لما تشكله من ابعاد محلية وعربية ودولية .
وقد تنبهت الباحثة العراقية بديعة امين الى هذه المسألة وأنصرفت كلياً الى دراستها دراسة متأنية وعميقة ونظرت اليها من جوانب مختلفة .
وكان اول كتبها في هذا الميدان قد صدر عام 1974 في بيروت بعنوان : " المشكلة اليهودية والحركة الصهونية وتواصلت في كتب لاحقة هي : الصهونية ليست حركة قومية /78, في نقد فكر الستوية /79 , هل ينبغي احراق كافكا ؟ /83, الاسس الايديولوجية للأدب الصهونية / حزيران /89 .
الى جانب انشغالاتها في الترجمة وكتابة القصة والمقالة النقدية الادبية والفنية لكنها اثرت ان تبقى في حقل تخصص عرفت به وعدت من ابرز وانشط العاملين فيه .. فكان كتابها الصادر حديثاً بعنوان : الجذور التوراتية للعنصرية الصهونية وتشير الباحثة منذ الصفحات الاولى في كتابها الى انها اعتمدت العهد القديم او التوارة التي انفها الحاخامات ابان الألف الأولى ق. م ولا علاقة لها بالكتاب المنزل . وهذا التنويه الذي أوردته يتطلب مناقشة ما طرأ على التوراة / الكتاب المقدس، حتى يتبين القارئ منذ البداية طبيعة التشويه والتزييف الذي اعتمده الحاخامات لغرض تنفيذ مأربهم وأورد الحقائق وصدق الكتب السماوية ومنها التوارة وما جرى من افتراء على المنجز الصادق . .
وتضيف بديعة أمين : أكدت التقنيات الآثارية القديمة منها والحديثة أن الكثير من الروايات التوارتية مستمد من أداب وأساطير ما بين الرافدين ووادي النيل وما ابدعه الكنعانيون .
وتعد هذه الطريقة في البحث مجرد تعميمات كان لا بد ان توثق جوانب منها على الأقل ، ليتسنى للمتلقي التماس معها مباشرة .. في وقت توضح فيه إلى أن الحاخامات : كتبوا التوراة بالشكل الذي يرضي رغباتهم المرضية وأمانيهم المعطلة ليؤسسوا لأيديولوجية دينية عرقية - سياسية تستهدف تحقيق مطامعهم الإقليمية ، والتأسيس لاهوتيا لما كانوا يظنون أنه الأساس الشرعي للأستيلاء على أرض الآخرين .
وهذه بديهة في أية إضافة أو تشويه حيث تستهدف غرضا ..
اما ايراد كلمة ( يظنون ) كما وردت آنفا فتعنى هنا ( الشك ) وهذا يعني بحثهم عن الحقيقة وليس التشويه وهذا ما لا تريد الباحثة الوصول إليه ، الأمر الذي كان يتطلب الدقة في انتقاء المفردات .
وفي إشاراتها إلى التجاوزات " الا أخلاقية واللا إنسانية " للكتاب المقدس ، فأن الأمر كان بحاجة إلى ما يدعم ويعزز ويوثق تلك التجاوزات حتى نتبين طبيعة العبث الذي الصق بالتوارة المنزل من أجل أن يكون كتابا يخدم الضلالة ..
حتى إذا علمنا بعدئذ بطرد المتعاقبة من ( الحويين والكنعانيين والحثين ) شيئا فشيئا لئلا تصبح الأرض خربة أدركنا أن الصهيونية كانت ترسم لطرد ابناء فلسطين من أرضهم على وفق هذه الصورة وهذا المخطط الموغل في القدم .
وليس خافيا على أحد طبيعة العلاقة بين أمريكا والكيان الصهيوني كما كشف الكثير من حقائق حرب 1948 كيف كان الصهاينة يستعدون للحرب مع العرب بالعدة الالية والبشرية بنسبة (1.3) كما تشير الباحثة وكيف ان الصهاينة يذيبون خلافاتهم مهما كانت متناقضة ، عندما يواجهون عدوا مشتركا يتمثل بالعرب ... في حين نجد العرب والفلسطينيون أنفسهم تتسع خلافاتهم في أصعب المواقف وأدقها ! وتوضح الباحثة أهداف( إسرائيل ) والعمل على تحويلها إلى : دولة دينية ( ثيوقراطية ) أي يهودية خالصة لا مكان فيها لغير اليهود ، مع ضرورة إلغاء الصفة العلمانية ( المدعاة ) لهذا الكيان .. ولغرض تحقيق هذه الدولة ( الثيوقراطية ) على أكمل وجه ، ينبغي إبعاد العرب كلياً عن أرضها . لقد رفعت هذه الحركة _ الصهونية الجديدة شعاراً يتمثل في عد اليهودية ( حركة وطنية ودينية ) في آن واحد .
وهذا يعني انه ليس هناك فاصل قائم بين العنصرية / الصهيونية واليهودية هدفاً سياسياً وثيرقراطيا في الوقت نفسه على العكس من الدعوة التي تقول بهذا العزل والنظر الى اليهود / اصحاب كتاب ديني والصهاينة / دعوة سياسية عنصرية بينما هما يصبان في هدف واحد هو اقامة كيان ( مستقل ) على ارض فلسطينية لا يملكونها وانما قاموا باحتلالها قسراً
ومن المعتقدات التي باتت سائدة لدى الصهاينة :
المثياق المزعوم الذي قطعه الرب التوراتي مع ابراهيم ونسله من بعده بأعطائه ارض فلسطين وما يرتبط بذلك من دعوات وسنن وهمية ومنها مقولة ( شعب الله المختار ) و ( العودة ) و ( التفوق العرقي ) و ( وحدة الانتماء القومي ) .
وكنا نأمل ان تناقش الباحثة هذه الطروحات الوهمية وتفنذ ما ورد فيها ضمن واقع مادي وتحليل علمي ودقة موضوعية حتى لا تظل الخديعة وجهاً من وجوه التشويه العدواني .
كما ان تبنى الصهاينة لشعار مضلل مثل : ارض بلا شعب , لشعب بلا وطن معتمدين بذلك على اسلوبين هما :
افراغ فلسطين من سكانها للبرهنة على صحة الشعار اعلاه والحط من الانسان العربي الفلسطيني وتشويه صورته واظهاره بصورة من لا يستحق الحياة بوصفة كيانا مختلفا تترسب في اعماقه عناصر الشر والمرض والجريمة واللصوصية ...
وما ورد يتلاءم وينسجم مع طبيعة اليهود الصهاينة تحديدا وليس من احد سواهم فهم مجموعات متناثرة غير مرغوب فيها في كل بلدان العالم على مر التاريخ كما عرفوا بطبيعتهم الشريرة وخديعتهم النكراء وبحثهم عن المال مهما كانت السبل والنتائج ومادامت بديعة أمين قد تناولت هذا الجانب فان الأبواب أمامها كانت مشرعة لمزيد من الامثلة والوقائع الدالة على الجرائم التي إقترفها اليهود في العالم كله ... حتى إذا تجمعوا في أرض لا يملكونها ، باتوا يغتصبون ليس الأرض حسب ، وإنما الحقائق كلها والوجود المثمر للإنسانية أينما دانت قطوفه !
حتى أن : " كلمتي يهودي وتجارة يبدوان مترادفين " كما تقول الباحثة . وترى بديعة أمين المدة التي سبقت ما يسمى بـ ( السبي البابلي ) يشير إلى : " رفض اليهود إلا قلة منهم العودة إلى فلسطين بعد أن سمح لهم كورش بذلك بعد انهيار الإمبراطورية البابلية مفضلين البقاء في بابل بعد أن اندمجوا ثقافياً واقتصادياً بالمجتمع البابلي " .
ونحن نعتقد أن اليهود لم يندمجوا في أي مجتمع عاشوا معه . لذلك رفضتهم مجتمعات كثيرة في العالم ، كذلك لا تحمل طبيعة اليهودي إلا المنفعة والأنانية وليس بوسعهم العيش في إمبراطورية منهارة لا يكسبون منها المال الذي جبلوا على جمعة ؟!
وتنسب الباحثة استنادا إلى عدة مصادر : " أن عشرة من مواعظ موسى الواردة فيما يسمى كتاب الوصايا ، ليست إلا اشكالاً منفتحة لمجموعة قوانين حمورابي " وان سرجون الاكدي ، كان قد وضع في سلة والقي في النهر قوانين قد انتشله ( اكي ) ناقل الماء ثم عينه بستانيا ومنحته عشتار حبها .. ثم أصبح ملكاً .. والواقع أن الكثير من الوصايا والمواعظ والقيم الأخلاقية وحتى القصص الدينية تلتقي عندها من الأديان وتلتزم بها العديد من الطوائف ، وهذا يعني أن الإنسان وجود متواصل ، وظاهرة متطورة وفاعلة ...
ومثلما "لا تستطيع إسرائيل أن تدعى أنها كانت أول من توصل الى فكرة الأله الواحد فقد سبقها إلى ذلك اخناتون .. وتقول إحدى النظريات المتعلقة بهذا الأمر أن موسى إستقى فكرة وحدانية الرب من هذ المصدر " .
لكنها تعود لاحقاً لتشير إلى أن " اليهودية تعد الرب الهاً خاصاً بقوم بني إسرائيل وليس هو إله الكون كله كما فعل اخناتون .. "
ومثل هذه الحديث يحتاج الى مناقشة من زاويتين :
1. من هو الأله الواحد . هل هو نفسه الأله الذي آمن به اخناتون واليهود معاً . هل هو الله تعالى ام إله سواه ؟
1. إذا كان اليهود قد إعتقدوا بأله خاص بهم فما هي العلاقة التي تربطهم بأله اخناتون أم أن صفة التوحيد ( الرياضية ) هي وجه التوحد بينهما ؟
وتنقل الباحثة عن كتبه التوراة قولهم: " إن الأرض هي ملك للذي سلبها " وهذا يعني الاعتراف بوضوح بعملية ( السلب ) شريعة الغاب وهيمنة الاستعمار ، وإرادة العدوان ... فأين الدين - أي دين - من مشروعية السلب والاغتصاب والهيمنة والعدوان وكيف يمكن لـ العالم ان يصبح حراً بتحريرنا غنياً بغنانا وعظيماً بعظمتنا " كما تدعى الإنسانية العبرية " ؟
وهل يمكن قياس الحرية بحرية الآخر ، وبغناه وعظمته .. ألم تدل صفحات التاريخ في عصور مختلفة الى أن السادة الأحرار هم الذين يستعبدون سواهم ويسودون عليهم ، ألم يكن الغنى والجاه على حساب فقر وسلب حق الآخرين ألم تقم العظمة والفخامة على اشلاء بسطاء الناس.. ؟
فأي منطق تقوم عليه " الإنسانية العبرية " ؟!
وتنتقل بديعة أمين إلى مناقشة مسألة السلالة المنتقاة من خلال ثلاثة نماذج هي :
1. إن إبراهيم الذي بلغ التاسعة والتسعين من العمر ، وامرأته سارة ابنة التسعين عاماً ، تدب الحياة من جديد في دمهما فينجبان ويصبحان أمه بعدد نجوم السماء .
2. كان هتلر يعتقد أن سيصل إلى ( 250) مليون نسمة بعد مائة عام، فالفلاح إذن هو ملح الأرض والأمل الرئيس للرايخ الثالث ، والدولة الألمانية الجديدة التي تستند اساساً الى العرق .
3. مثلها مثل العنصرية العرقية التوراتية .
الباحثة إذن وحّدت بين التوجهات العرقية ، في حين نجد أن إبراهيم وسارة كانا حالة استثنائية في الإنجاب ، وهتلر بحث عن نخبة إنتقائية أما اليهود فهم قوم توحدهم عنصرية عرقية ودينية بنيت على أساس خاطئ خداع كونهم ( شعب الله المختار ) دون ان يتوقفوا عند الأسباب التي تكمن وراء هذا الاختيار من قبل الاله الواحد لبشرية هي جمعاء من صنع إرادته... فكيف يمكن له أن يختار ويصطفي شعباً من شعوب الأرض دون سواه ؟
ومن زاوية أخرى تشير الباحثة الى أن ( هرتزل ) كان يدعو اغنياء اليهود الى شراء الارض في فلسطين ، والى تشجيع فقراء السكان على النزوح وايجاد عمل لهم في اماكن أخرى ... كما تنقل عن ( جابوتنسكي ) دعوته الى ( الدم اليهودي النقي ) وكأنما دماء البشرية غير اليهودية ملوثة وغير جديرة بالحياة !
و ( جابوتنسكي ) هذا هو الذي أعلن منذ عام 1923 عن ضرورة طرد العرب بالرضى أو بالقوة وهو القائل في كتابه ( جدار الفولاذ ) : " لا يمكن أن يكون هناك مجال لمصالحة إرادية بيننا وبين العرب لا الآن ولا في المستقبل المنظور . لقد فهم كل إنسان حسن النية باستثناء العميان بالولادة، الأستحالة الكاملة في التوصل الى إتفاق إرادي مع العرب في فلسطين ، يقضي بتحويلها مع بلد عربي الى دولة ذات غالبية يهودية .. " .
إن جابوتنسكي في قوله العدواني والعنصري يفترض ( حسن النية ) في وقت يعد حسن النية هذه بديهة لا يجهلها الا العميان ليس بفعل حادث او مرض وإنما بالولادة إذن حين النية ، أصبحت فرضية مغلوطة ومدانة ومقصودة لأنها تملي شرطها وتلزم إرادتها .
كذلك نجده يعترف ضمناً أن فلسطين بلد عربي ، وأن الأمر يقتضي السيطرة عليه وتحويله الى بلد لليهود ... فما هو وجه الحق والعدل الذي يستند عليه في دعواه هذه ؟ وتكشف الباحثة حقيقة النجمة السداسية الزرقاء التي تتوسط الصلاة اليهودية ( الطاليت ) " انطلاقاً من موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية والتي نقرا فيها إن نجمة داود وجدت مرسومة على بعض المعابد اليهودية في القرن الثالث الا أن أصلها غامض للغاية ، إذ لا توجد اليها إشارة في التوراة ولا في التلمود وسبق أن وجدت في المعابد الرومانية ثم في الكنائس المسيحية ، وأن هذا الرمز ظهر في بادئ الأمر في الكتابات السحرية والصوفية اليهودية وإنها استخدمت كشعار لليهود ابان القرن السادس عشر وظهرت على درع عائلة بعد ان رفع الى درجة نبيل ، ثم إتخذتها الصهيونية شعاراً لها بان القرن التاسع عشر " .
وهذه المعلومات تؤكد مدى الايغال في تشويه الحقائق وكيفية توظيف التضليل في موقع الحقيقة التي يسعى اليهود لقمعها واغتيال كل ماله تماس بالحق والعدل وامعاناً في الصورة كما يراها اليهود تشير الباحثة الى العهد القديم او التلمود الذي : " لا يعد الأغيار من البشر ، إذ أن اليهود وحدهم من البشر اما ( الاجنبي ) فقد خلقه الله على هيئة انسان ليكون لائقاً لخدمة اليهود " .
على وفق هذه التصور ، كيف يمكن التعامل مع اليهود وكيف يمكن لـ ( الاعلى ) الجلوس مع ( الأدنى ) وإجراء جوار معه ؟
إذا عرفنا هذه الحقيقة ... ومن خلال العدو العنصري المحتل نفسه كيف لنا القبول بالأدنى والأعلى وبأي شكل من الأشكال ... وكيف يمكن لنا التعامل مع صورة مقلوبة اصلاً ... والتعامل معها على العكس من ذلك ؟
إن ( المنشأ / مجموعة الشرائع اليهودية الشفوية ) تشير الى أن : "الأرض كلها ميراث لإسرائيل ... شعبك كله صالح ... إنهم سيرثون الأرض إلى الأبد .
وقولهم :" الإنسان لا يستفيد من شئ تحت الشمس ولكنه يستفيد مما وجد قبل وجود الشمس - من التوراة " ذلك أن : " العالم كله خلق من أجل هذا يعني التوراة "!
وفي نظرهم عن الاسلام والمسلمين يقول عزرائيل كارليخ - رئيس تحرير صحيفة معاريف سابقاً الإسلام عدو كل تفكير وكل زمام مبادرة طيب القلب وكل فكرة منتجة ، إنه ما قدم قط أي صنيع في الماضي ، ولن يقدم اي جميل في المستقبل ، إنه الظلام ، إنه الرجعية ، انه السجن لخمسمئة مليون إنسان!
ويقول أدير كوهين / المحاضر في جامعة حيفا : " إن العربي قاتل مجرم خاطف أولاد ... يعيش في الصحراء ، ذو سحنة مخفية ، في وجهه ندبة قذر ونتن وتنبعث منه رائحة كريهة ، له شعر اخضر ، وأن العرب لهم ذيول لاحق لهم بالأرض ينبغي قتلهم او شنقهم او ترحيلهم ... عليهم أن يسلموا بسيادة إسرائيل ... " . وهنا يمكننا أن نضيف ما قاله بشأن العرب مؤخرا المحاضر في جامعة حيفا د. دافيد بقاعي ، والذي شن في إحدى المحاضرات التي ألقاها في قسم العلوم السياسية ، وقال أمام الطلاب بمن فيهم الطلاب العرب ، " أن العرب يبحثون عن الجشع ، الجنس والكحول . لا يمكن الثقة بهم ، إنهم أغبياء ولم يقدموا أي شيء للإنسانية ، يجب الإمساك بكل العرب ، وإلصاق مسدس برؤوسهم وإطلاق النار عليهم . إن كل مبنى متعدد الطبقات يقيم فيه عرب وفلسطينيون يجب على السلطات الإسرائيلية أن تقوم بتدميره عن بكرة أبيه ... "
وهذا المحاضر العنصري في الجامعة ألف كتابا تحت عنوان " مخاطر الإسلام المتطرف " ، أوصى أيضا الجيش الإسرائيلي بتصوير المعتقلين الفلسطينيين أثناء إهانتهم وعرض الصور على عائلاتهم كي يشاهدوا أولادهم الجبناء ، على حد تعبيره .
وفي إحدى المحاضرات في مناسبة أخرى قال : " إن الجريمة تسري في عروق العرب في كل مكان في العالم " . وكانت قد اعترضت إحدى الطالبات على أقواله ، مشيرة كون التاريخ قد عرف علماء عرب بالرياضيات والعلوم الأخرى ، فرد عليها : أنت لا تعرفين عما تتحدثين . العرب حمقى ولم يقدموا أي شيء للإنسانية . لقد نقلوا المعادلات التي تدعين إنهم اخترعوها كذابون كبار ولا تصدقي تاريخهم " .
جاء ذلك في بحث احصائي نشر عام 1985
إزاء هذه النظرات والرؤى العدوانية التي تسعى جاهدة إلى تحقيق مرجعية دينية زائفة تتخذ من التوارة سبيلا من سبل التضليل التاريخي كيف يمكن إقامة حوار مع هذا التوجه العنصري الصهيوني التضليلي وهو الممتد الى الجذور في اغتيال الحقائق ؟ إن كتاب الجذور التوراتية للعنصرية الصهيونية لبديعه أمين يكشف عن حقائق موضوعية ، وصفحات مطوية ، ويعطي مؤشرات واضحة الدلالة لعمق الفواصل بين مجتمع عنصري صهيوني يتخذ من اليهودية عمقا جذرياً وبين مجتمع عربي فلسطيني سلبت منه أرضه وشوه تاريخ وجوده وأصالة انتمائه إلى أرض اغتصبت منه وبقيت فيها دماء ابنائه مزهرة دالة على حقائق الحياة وجذرها التاريخي العميق بضوء صفحاته .
الجذور التوراتية للعنصرية الصهيونية / بديعة امين
اصدار دار الشؤون الثقافية العامة _ بغداد /2002/244 ص . ك .
ساحة النقاش