هل تتصوّر عزيزي القارئ عالَمًا دون برمجيات أو تطبيقات؟

إن كنت ممن سيجيبون عن هذا السؤال بثقة: لا شيء سيكون مختلفًا. فأنت -ببساطة- واقعٌ تمامًا تحت تأثير الاعتياد، ولا تعرف أبدًا كيف كانت الحياة قبل قرن على الأقل من الآن.

أحدثتْ التقنية الرقميّة ودخول الحاسوب إلى معترك السوق والترفيه وكل مجالات الحياة ثورةً في حياة الإنسان، هذه الثورة هي ما جعلتْ عصرنا يوصف بعصر السرعة؛ إذ أن سمة الحواسيب الرئيسية وقيمتها تكمن فيما تحويه من برمجيات ساعدتْ الإنسان على اختصار كثير من المهام وأدائها بسرعة أكبر.

قد لن يكون بوسع المرء تخيّل العالم بلا برمجيّات في هذا القرن، ولكن ربّما بعض الأمثلة البسيطة تمنحه شعورًا بالفارق العظيم الذي سبّبته الثورة الحاسوبيّة في حياة البشر.

لعلّ أبرز أمثلة برامج الأعمال المُستخدمة في عصرنا: برامج الحسابات وبرامج الفواتير، برامج معالجة الكلمات والصور والصوت والفيديو، برامج الرواتب وبرامج قواعد البيانات، وبرامج إدارة الأصول.

كمثال، تخيّل عزيزي القارئ، أنه لقرون خلتْ، كان الكاتب يضطر إلى تأليف كتابه بخطّ يده، ثمّ يصنع منه نُسخًا بمساعدة النسّاخين، فتُباع بضعة نسخ من الكتاب الواحد، ربما هذا ما سيفسّر لك وجود بعض الكتب كنسخ نادرة في المتاحف العالمية. تطوّرت الحياة وتمكّن الإنسان من حلّ مشكلة الطباعة الورقية، فاستغنى عن النساخين وصنع آلات ضخمة تنسخ له عدة نسخ من صحفه وأوراقه، سهّل الأمر أيضًا اختراع الآلة الكاتبة، التي تُنسّق وتنظّم الكتابة فيكون المحتوى متاحًا لقراءة كلّ من تعلّم فكّ الحروف، ولكن ظلّت الأخطاء المطبعية تعيق سرعة الإنجاز. اليوم، يقوم برنامج وورد word كأحد أبرز وأشهر برمجيات الكتابة والتعديل، بكلّ ما يلزم الكاتب، بسهولة مكّنتْ كاتب هذا المقال –على سبيل المثال- من إنجاز مقاله خلال ساعة واحدة، بفضل بساطة عملية الحذف والتعديل والنسخ والنقل، إضافة لاحتوائه على مصحح آلي يساعد الكاتب على الانتباه إلى أخطائه المطبعية أو الإملائية أو حتى إلى أخطاء في صياغة الجمل والعبارات.

مثال آخر، الرسّامون، ومصممو الديكور والمعماريون، أتاحت لهم برامج الرسم والتصميم الفرصة لأداء أعمالهم على الوجه الأكمل، بشكل أعلى جودة، وفي زمن أقصر. لعلّ أشهرها الفوتوشوب، وبرنامج أوتوكاد.

لا حصر للأمثلة إن أردنا البحث أكثر، ولكننا عرجنا على أبرزها وأكثرها شيوعًا بين الناس، فالبرمجيات والتطبيقات الرقمية المختلفة تدخّلتْ في كل شؤون حياتنا بشكل سنشكرها عليه ما حيينا. نحن نتلقى أجورنا أو ضرائبنا بفضل برمجيات يستخدمها المحاسبون في البنوك أو في مكاتب أو إدارات المحاسبة بالجهات التي نعمل بها، نعرف أيضًا تفاصيل فواتيرنا من الأسواق بفضل هذه البرمجيات.

ولكن ما الذي تعنيه البرمجيات؟

إنها مجموعة برامج الحاسوب أو تطبيقاته، أو تطبيقات الأجهزة الذكية، التي صُمّمتْ خصيصًا لتوظيفها في القيام بأعمال إنتاجية أو إبداعية أو ماليّة، سواء كان هذا التوظيف يوميًّا أو خلال أزمنية دوريّة محدّدة، هذه البرامج تساعد الإنسان على تنفيذ المهام بشكلٍ آليّ، وتساعد روّاد الأعمال على تنفيذ أعمالهم، وترويجها، والتسويق لها، وإدارتها وتوسيع نطاقها.

وفي هذا العصر، بات إلزاميًّا على كلّ أصحاب المشاريع الاستعانة بأحد هذه البرامج أو حزمة منها، بفضلها تزداد الإنتاجيّة، وتُبتكر الحلول، وبفضلها تُحلّ المشاكل بشكل أسرع.

قبل هذه البرامج، كان الإنسان مضطرًّا لأداء كلّ مهامه يدويًّا، ولهذا لم تكن النتائج بالجودة العالية أو بالسرعة المطلوبة مقارنة بوقتنا الحاليّ.

كيف تساعد البرامج عملك على التطوّر؟

إن الاختيار الموفّق للبرنامج أو البرامج التي تناسب طبيعة عملك، واختيارك الصحيح لمن سيقدّم لك خدمات تطوير منتجات البرمجيات، يساعد شركتك على النموّ بسرعة فائقة؛ حيث تقلّ الأخطاء البشرية، فتزداد فعالية المهامّ والإجراءات، يزداد الإنتاج وبالتالي تزداد الأرباح خلال فترات زمنية قياسيّة، علاوة على ذلك، فإن البرامج تتيح لمستخدميها الوصول السهل لكلّ بياناتهم وملفّاتهم بنقرة ومن أيّ مكان في العالم، بفضل مركزيّة تخزين البيانات، واستغلال معظم هذه البرامج (التي تتطوّر باستمرار) لشبكة الإنترنت، وهي تصنع تعاونًا ضمنيًّا بين العملاء وموظفي الشركة أو الموارد البشرية بخيارات الوصول التي تمنحها للمستخدمين.

وفوق كلّ ما ذُكِر، فإن هذه البرامج تمنح العملاء رضًا وتجربة مثمرة ومفيدة مع المؤسسات؛ إذ يعرف كلّ روّاد الأعمال أن خدمة العملاء الممتازة أصبحتْ العامل الأول في تحديد مدى نجاح أي شركة، هذه البرامج تملك القدرة أيضًا على تحسين وتطوير تجربة العملاء ببياناتها وإحصاءاتها التي تقدمها كثير منها إلى روّاد الأعمال، سواء للشركات الصغيرة أو المتوسطة أو العملاقة.

ما الذي يتوقعه روّاد الأعمال منها؟

ينبغي أوّلًا لصاحب الشركة أن يفكّر جيّدًا قبل اختيار البرمجيات المناسبة لعمله، إذ عليه فهم طبيعة عمله بشكل واضح من حيث حجم العمل، والاحتياجات الخاصّة به، والمهامّ التي تحتاج إلى إجراءات آليّة.

وحين يهتدي صاحب العمل إلى البرمجيات المناسبة، فإنه سيلحظ فورًا الفرق في أداء العمل من عدة نواحي مختلفة:

  • الحسابات تصبح أسهل:

لطالما عانى الكثير منّا من تكرار العمليات الحسابية أو تعقيداتها، وبفضل كثير من البرامج ربما أبرزها وأيسرها برنامج إكسل شيت الآن، أصبح من السهل على المحاسبين والمهندسين والماليّين أدارة مهامّهم بسرعة فائقة ودقّة عالية.

 

  • الترتيب المتقن:

إن تنظيم الملفّات والمستندات التابعة للبرنامج والخاصّة بالعمل، تُسهّل عملية الوصول متى ما احتاج الموظف أو صاحب العمل الوصول إلى أي نقطة. هذا بديل لمستودعات محمّلة بالمجلّدات الضخمة التي تحوي بيانات آلاف العمليات التجارية أو بيانات الموظفين، بدل نفض الأتربة والبحث في المخازن، صار مفتاح الوصول لأي مستند لا يتعدّى النقرة الواحدة على مربع البحث.

 

  • البساطة:

سرّ سيطرة التكنولوجيا على حياتنا هو تبسيطها للعمليات المعقدة، وهذا ما تفعله البرمجيات مع الملفات والمستندات، فهي تُسهّل وتُبسّط شكل الملفّات وتجعلها أكثر وضوحًا، فيشعر صاحب العمل بالسيطرة التامّة ما يمنحه شعورًا عظيمًا بالإنجاز والتحكّم.

 

  • ذاكرة بديلة:

توفّر البرامج المختلفة ذاكرة قويّة وبديلة للمرء، وهو وإن امتلك هذا النوع الشخصي من الذاكرة فهي تقدم له المساعدة الفوريّة، وتُسهّل عليه بالتالي عمليات التخطيط وترتيب الأعمال والمواعيد.

 

  • نهاية التشتّتْ:

البرنامج المناسب تمامًا لطبيعة العمل المناط به يمنح مستخدميه شعورًا بالإلمام التامّ بالبيانات وتشغيلها في آن واحد وبصورة آلية، إذ لا يعود من المحتمل أبدًا أن يفكّر المستخدم في أكثر من اتّجاه ويُشتّت ذهنه، فالبرنامج سيقوم بذلك نيابة عنه.

قد لا يكون مقالًا واحدًا كافيًا للإلمام بمنافع هذه البرمجيات والتطبيقات، غير أن العلم بمنافعها العامّة، خاصّة الخمسة السابقة، لهو كافٍ لدفع وتحفيز أي صاحب عمل على المضيّ قدمًا نحو تجربة هذه التقنية الحديثة، والابتعاد عن العشوائية والبطء في الأداء.  وعليه أن يتذكّر دومًا، أنّ الاستعانة بهذه البرمجيات لا يقتصر على سرعة الأداء فقط، بل على الكفاءة أيضًا، فالبرامج، طالما كانت مدخلاتها سليمة، لن تكون معرضة للخطأ الذي سيقع فيه الإنسان حال قيامه بعدة أعمال معقدة في نفس الوقت.

تُعدّ البرمجيات والتطبيقات الحديثة جزءًا أساسيًّا من استثمار روّاد الأعمال الناجحين في تقنية المعلومات، وهي بالتأكيد عاملٌ مهمّ وضروريّ للحصول على الكفاءة المطلوبة بشكل أكبر وأسرع، وهي إضافة لما ذُكر؛ سبيلك نحو الابتكار.

متى تنوي تطوير عملك إذًا؟ وما البرامج التي تناسب طبيعته؟

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 541 مشاهدة
نشرت فى 27 أكتوبر 2022 بواسطة Guideyou

ابحث

تسجيل الدخول

جامعة المنحة للتعليم الالكترونى

Guideyou
جامعة المنحة للتعليم الالكترونى اول موقع الكترونى يعمل كدليل شامل لكل الفرص التعليمية المجانية على شبكة الانترنت ، كما انه الان يحتوى على قسم خاص يسمى قسم التوظيف يضم افضل الفرص الوظيفية المتاحة »

عدد زيارات الموقع

639,108