الكانتلوب - الأهمية الغذائية و الفوائد الطبية
أ.د. عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر

تاريخ النشأة:
الكثير من المؤرخين غير متأكدين تماماً من أصل نشأة الكانتلوب, و نظراً لأن العديد من أفراد عائلة الكانتلوب (Cucumis melo) تنمو بصورة برية في أفريقيا, مما دفع بعض الباحثين للاعتقاد بأن هذه المنطقة هي الموطن الأصلي للكانتلوب, غير أن الكانتلوب الأفريقي ذاته قد يكون له أسلاف في أجزاء من آسيا بما فيها الهند أو الصين. ومن المرجح أن الكانتلوب نشأ في منطقة ما تمتد من الهند إلى أفريقيا,ثم إدخال في وقت لاحق إلى أوروبا، و حوالي عام 1890، أصبح محصولا تجاريا في الولايات المتحدة
كما أن سكان الأقطار التي تقع في أقصى الجزء الشمالي من أفريقيا على طول الشواطئ الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط, خاصة تلك التي في حوض المتوسط و الشرق الأوسط كانوا يستمتعون بأكل الكانتلوب في وقت مبكر من تاريخه. و حالياً تعد تركيا, إيران و مصر هي الأقطار المنتجة للكانتلوب و تأتي الولايات المتحدة بعد مصر, غير أن الصين تتصدر هذه الأقطار و التي تنتج حالياً حوالي نصف إنتاج العالم من الشمام بما فيها الكانتلوب.
و الشاهد على شعبية الكانتلوب في العالم (و الشمام بشكل عام), هو انتشار ظاهرة تجفيف البذور و استهلاكه في التسلية أو كوجبة خفيفة, هذه ما يشاهد في أجزاء كثيرة من أمريكا الوسطى و الجنوبية, آسيا و كذلك في الشرق الأوسط.
يعرف الكنتالوب أيضا باسم موسكميلونز muskmelons ، البطيخ الشمام، البطيخ الصخري، والشمام الفارسي. وهم عضو في عائلة نباتية Cucurbitaceae ، جنبا إلى جنب مع الشهد والبطيخ.
و في عام 2013، كان الإنتاج العالمي من البطيخ و الشمام، بما في ذلك الكانتلوب حوالي 29.4 مليون طن، وتمثل الصين 49٪ من المجموع (14.4 مليون طن, ومن البلدان الهامة الأخرى التي ازدادت إنتاجيتها في عام 2013, تركيا وإيران ومصر والهند، التي تراوح إنتاج كل منها ما بين 1 إلى 1.7 مليون طن.
و نظراً لأن الكنتالوب قد انحدر من أصول النباتات الاستوائية, فإن نموه و ازدهاره يتطلب درجات حرارة دافئة طوال فترة النمو الطويلة نسبيا، و من ثم فإن زراعة الكانتلوب في مناخات معتدلة, غالبا ما تبدأ في الداخل لمدة 14 يوما أو أكثر قبل زرعها في الحقل أو الهواء الطلق.
*التقسيم النباتي: توضح بيانات الجدول التالي موقع الكنتالوب في المملكة النباتية:

وغالبا ما يتم جمع ثمار الكنتالوب ، وشحنها، قبل تمام نضجها, و تجرى على الثمار بعد الحصاد بعض المعاملات باستخدام هيبوكلوريت الصوديوم أو منظفات الغسيل و ذلك لمنع نمو عفن السالمونيلا, إلا أن هذه المعاملة، يمكن أن تخفي الرائحة المسكية للثمرة، هذا في حد ذاته يمكن أن يجعل من الصعب على المشتري أن يحكم على الجودة النسبية للكانتلوب.
وعادة ما تؤكل ثمار الكنتالوب كفاكهة طازجة، كسلطة، أو كحلوى مع الآيس كريم أو الكسترد,و لأن سطح الثمرة يمكن أن يحتوي على البكتيريا الضارة - على وجه الخصوص السالمونيلا, فإنه، ينصح بغسيل وفرك قشرة الثمرة بعناية و بدقة قبل القطع والاستهلاك, كما ويجب أن يتم تبريد الثمرة بعد قطعها واستهلاكها في أقل من ثلاثة أيام لمنع خطر السالمونيلا أو مسببات الأمراض البكتيرية الأخرى.
حقائق هامة عن الكانتلوب:
1. قد تحمي المركبات الموجودة في الكانتلوب من الضمور البقعي المرتبط بالسن (وهو حالة تؤثر على الجزء المركزي من الشبكية (البقعة)، مما يؤدي إلى تشويه أو فقدان الرؤية المركزية, يحدث بشكل خاص في البالغين الأكبر سنا، وفي هذه الحالة يطلق عليه الضمور البقعي المرتبط بالعمر).
2. يحتوي الكوب الواحد (حوالي 156 جرام) من مكعبات الكانتلوب على 53 سعر حراري فقط.
3. 200 جرام فقط من الكانتلوب تحتوي على ما يزيد عن الاحتياجات اليومية من فيتامين C.
4. يمكن إضافة الكانتلوب من الأطعمة, من العصائر و حتى سلطة الفواكه.

*الكانتلوب و الفوائد الصحية المحتملة:
يرتبط استهلاك الفواكه والخضروات من جميع الأنواع مع انخفاض خطر العديد من الظروف الصحية ذات الصلة بنمط الحياة. فقد أوضحت نتائج العديد من الدراسات إلى أن زيادة استهلاك الأطعمة النباتية مثل الكانتلوب يقلل من خطر السمنة، والوفيات ، والسكري، وأمراض القلب و تعزيز صحة البشرة والشعر، وزيادة الطاقة، وانخفاض الوزن الكلي.
الكنتالوب ذا نكهة غنية، و منخفض جدا في السعرات الحرارية (كل 100 جرام تعطي فقط 34 سعر حراري) كما أن محتواها من الدهون منخفض , كما أنها غنية في العديد من المركبات التي تلزم لتعزيز الصحة مثل البوليفينولات والفيتامينات والمعادن التي هي من الأهمية بمكان للحصول على حالة صحية مثلى.
يعد الكانتلوب مصدرا ممتازا لفيتامين A،( يحتوي كل 100 جرام على 3382 وحدة دولية) أو حوالي 112٪ من المستويات اليومية الموصى بها). و فيتامين A أحد مضادات الأكسدة القوية و هو ضروري للحفاظ على الرؤية, كما أنه ضروري للحفاظ على الغشاء المخاطي بحالة صحية و كذلك الجلد, و لقد كان من المعروف أن استهلاك الفواكه الطبيعية الغنية بفيتامين A يساعد في الحماية من الإصابة بسرطان الرئة و سرطان تجويف الفم.
كما أن الكانتلوب غني بالفلافونويدات flavonoids المضادة للأكسدة مثل بيتا كاروتين beta-carotene ، اللوتين lutein ، الزانثين zeaxanthin ، و الكريبتوزانثين cryptoxanthin . هذه المواد المضادة للأكسدة لديها القدرة في حماية الخلايا الجسم من التأثير الضار للأصول الحرة ( الجذور خالية من الأكسجين)، وبالتالي؛ وتوفير الحماية ضد سرطان القولون، البروستاتا، الثدي، بطانة الرحم والرئة، وسرطان البنكرياس.
يعد الزيازانثين Zeaxanthin من أهم الكاروتنويدات المغذية, التي تمتص بشكل انتقائي في الشبكية ( البقعة) في العين حيث يعتقد أنه يوفر حماية كمضاد للأكسدة و كذلك الحماية من الأشعة الزرقاء الضارة, أي أن وظيفته غربلة أو تصفية الضوء. وبالتالي، فإنه يوفر حماية للعين من "الضمور البقعي المرتبط بالعمر" (الرمد) في كبار السن.
يعد الكانتلوب مصدراً مثالياً للمحللات الكهربائية, حيث توفر كل 100 جرام من اللب حوالي 267 مليجرام من البوتاسيوم, و البوتاسيوم عنصر هام للخلية و سوائل الجسم, كما أنه يساعد على التحكم في معدل ضربات القلب وضغط الدم. وبالتالي يوفر الحماية ضد السكتة الدماغية وأمراض القلب التاجية.
تحتوي ثمار الكنتالوب أيضا على مستويات معتدلة من فيتامينات B المركبة، مثل النياسين niacin ، وحمض البانتوثنيك pantothenic acid ، وفيتامين C، والمعادن مثل المنجنيز. و من المعروف أن استهلاك الأطعمة الغنية بفيتامينC يساعد الجسم البشري على تطوير المقاومة ضد العوامل المعدية وكسح الأصول الحرة( الخالية من الأكسجين ). كما يستخدم جسم الإنسان المنجنيز كعامل مساعد للإنزيم المضادة للأكسدة، , superoxide dismutase . و من الناحية التجارية يستخدم الكانتلوب لاستخراج هذا الأنزيم الذي يلعب دوراً حيوياً كخط دفاع أول كمضاد أكسدة للدفاع جسم الإنسان.
و توضح محتويات الجداول التالية الموجودة بكل 100 جرام لب طازج:

* نظرة متعمقة عن الصورة الغذائية للكانتلوب
بالإضافة للبيانات المدونة في الجداول السابقة, فإن البيانات المدونة بالجداول اللاحقة (دراسة أخرى) تبين بصورة جلية جميع المعلومات المتعلقة بالحلة الغذائية للكانتلوب بما فيها الكربوهيدرات, السكريات, الألياف الذائبة و غير الذائبة, الصوديوم, الفيتامينات, المعادن, الأحماض الدهنية, الأحماض الأمينية و غيرها الكثير.

* نظرة شاملة عن الفوائد الصحية للكنتالوب
1. الكنتالوب و الضمور البقعي في العين و المرتبط بالعمر: يتواجد مركب الزانثين المضاد للأكسدة، في الكنتالوب، و الذي يلعب دوراً هاما في فلتره الأشعة الزرقاء الضارة, و من ثم يعتقد أنها تلعب دورا وقائيا في صحة العين وربما درء الأضرار الناجمة عن الضمور البقعي. و قد أظهرت الدراسات أن تناول الكانتلوب (3 مرات يومياً) قلل من خطر تطور الضمور البقعي المرتبط بالعمر.
2. الكنتالوب و مرض الربو: لوحظ أن مخاطر الإصابة بالربو كانت أقل في الأشخاص الذين يستهلكون كمية عالية من بعض العناصر الغذائية, التي من أهمها بيتا كاروتين، و التي تتوافر في الفواكه الصفراء والبرتقالية مثل الكانتلوب والقرع والجزر والخضروات الورقية، بما في ذلك السبانخ واللفت, كما يعد فيتامين C أحد المغذيات الهامة الأخرى التي يمكن أن تحمي مخاطر حدوث الربو, و يوجد هذا الفيتامين بوفرة في الكانتلوب، الحمضيات والفواكه الاستوائية.
3. الكنتالوب و ضغط الدم: وجد أن الألياف، البوتاسيوم، وفيتامين C، ومحتوى الكولين في الكنتالوب, تدعم من صحة القلب , كما وجد أن استهلاك الأطعمة العالية في محتواها من البوتاسيوم يمكن أن تساعد على خفض ضغط الدم و من الأطعمة التي تحتوي على مستويات مرتفعة من البوتاسيوم , الكانتلوب, الشمام، الأناناس، الطماطم، البرتقال، السبانخ، والموز.
كما يعمل البوتاسيوم أيضاً على خفض خطرا لإصابة بالسكتة الدماغية، وحماية ضد فقدان كتلة العضلات، والحفاظ على كثافة المعادن في العظام، والحد من تكوين الحصى بالكلى.
4. الكنتالوب و الإصابة بالسرطان: البيتا كاروتين من المغذيات النباتية التي تتواجد بوفرة في الكانتلوب و الشمام و غيرها, تلعب دوراً وقائياً ضد سرطان البروستاتا، و قد أكد ذلك نتائج الدراسة التي تم إجرائها بكلية التغذية بجامعة هارفارد,و في اليابان تبين أيضاً أن البيتا كاروتين قد ارتبطت ارتباطاً عكسياً بتطور سرطان القولون في السكان المحليين.
5. الكنتالوب و المساعدة على الهضم: نظراً لاحتواء الكانتلوب على مستويات مرتفعة في كلٍ من الألياف والرطوبة، فإن تناوله يساعد على منع الإمساك، وتعزيز انتظام الجهاز الهضمي و الإبقاء بحالة صحية.
6. الكانتلوب و منع الجفاف: مع ارتفاع محتوى الكنتالوب من الماء و المواد المحللة، فإنه يعد وجبة خفيفة متاحة خلال أشهر الصيف الحارة لمنع الجفاف.
7. الكنتالوب و الالتهابات: يحتوي الكانتلوب على الكولين و الذي يعد عنصر غذائي أساسي ومتعدد الاستخدامات ؛ حيث يساعد الشخص على النوم (يزيل الأرق)، كما يساعد على حركة العضلات، والتعلم، و تنشيط الذاكرة, كما يساعد أيضاً في الحفاظ على بنية الأغشية الخلوية، و نقل النبضات العصبية و يساعد في امتصاص الدهون، ويقلل من الالتهابات المزمنة.
8. الكنتالوب و صحة الشعر و الجلد (البشرة):إن تناول الكانتلوب يفيد في المحافظة على صحة الشعر, حيث يحتوي الكنتالوب على مستويات مرتفعة من فيتامين A وهو عنصر غذائي مطلوب لإنتاج مادة شحميه (دهنية) تفرزها غدد الجلد الدهنية، وهو مركب يبقي الشعر مرطب وصحي, كما أن فيتامين A أيضا يعد عاملاً هاماً لنمو جميع الأنسجة الجسدية، بما في ذلك الجلد والشعر.:كما أن
هناك حاجة إلى مستويات كافية من فيتامين C لبناء وصيانة الكولاجين، الذي يوفر بنية الجلد والشعر, وقد وجد أن كوب واحد من مكعبات الكنتالوب (160 جرام) يوفر 97 ٪ من الاحتياجات اليومية من هذا الفيتامين. و بالإضافة لذلك فإن الكنتالوب يعمل أيضاً على الترطيب الكلي، وهو أمر حيوي لصحة لجلد وإعطائه المظهر الجيد و إكساب الشعر الحيوية و اللمعان. و يمكن أن تستخدم الكنتالوب كمكيف للشعر - وذلك بهرس قطع الكانتلوب مع قطع من ثمار الأفوكادو ، توضع الخلطة على الشعر وترك لمدة 10 دقائق لتجديد رطوبة الشعر و تحسين مظهره و زيادة لمعانه. المصادر:
1. عاطف محمد إبراهيم - الفواكه و الخضروات و صحة الإنسان - 2015 - منشأة المعارف - الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
2. Amaro AL, Beaulieu JC, Grimm CC et al. Effect of oxygen on aroma volatiles and quality of fresh-cut cantaloupe and honeydew melons. Food Chemistry, Volume 130, Issue 1, 1 January 2012, Pages 49-57.
3. Brat P, George S, Bellamy A et al. Daily Polyphenol Intake in France from Fruit and Vegetables. The Journal of Nutrition136. 9 (Sep 2006): 2368-73.
4. de Melo, MLS, Narain N and Bora PS. Characterization of some nutritional constituents of melon (Cucumis melo hybrid AF-522) seeds. Food Chemistry, Volume 68, Issue 4, March 2000, Pages 411-414.
5. Ismail HI, Chan KW, Mariod AA et al. Phenolic content and antioxidant activity of cantaloupe (cucumis melo) methanolic extracts. Food Chemistry, Volume 119, Issue 2, 15 March 2010, Pages 643-647.
6. Ismail M, Mariod A, Bagalkotkar G et al. Fatty acid composition and antioxidant activity of oils from two cultivars of Cantaloupe extracted by supercritical fluid extraction. Journal: Grasas y Aceites Year: 2010 Vol: 61 Issue: 1 Pages/record No.: 37-44.
7. Kourkoutas D, Elmore JS and Mottram DS. Comparison of the volatile compositions and flavour properties of cantaloupe, Galia and honeydew muskmelons. Food Chemistry, Volume 97, Issue 1, July 2006, Pages 95-102
8. Laur LM and Tian L. Provitamin A and vitamin C contents in selected California-grown cantaloupe and honeydew melons and imported melons. Journal of Food Composition and Analysis, Volume 24, Issue 2, March 2011, Pages 194-201.
9. Marion Eugene Ensminger; Audrey H. Ensminger .1993. Cantaloupe in Foods & Nutrition Encyclopedia, 2nd Edition, Volume 1. CRC Press. pp. 329-331.
10. Milind P and Kulwnt S. Musk melon is eat-must melon. Int Res J Pharm (IRJP) 2011, 2(8): 52-57.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1064 مشاهدة
نشرت فى 10 ديسمبر 2017 بواسطة FruitGrowing

PROF.DR.Atef Mohamed Ibrahim

FruitGrowing
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

780,187