ثمرة النخيل الحلو Sweet palm fruit
أ.د. عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - جمهورية مصر العربية
الاسم العلمي هو Borassus flabellifer , كذلك يعرف هذا النوع من النخيل بأسماء عديدة مثل النخيل المزدوج, نخلة تدمر, نخلة تالا, نخلة تود, نخلة النبيذ, أو تفاحة الجليد. تنتمي لشبه القارة الهندية و جنوب شرق آسيا بما فيها نيبال, الهند, بنجلاديش, سيريلانكا, كمبوديا, لاوس, بورما, تايلاند, فيتنام, ماليزيا, اندونيسيا و الفلبين. يقال أنها توجد بحالة طبيعية باكستان و أجزاء من الصين.توضح بيانات الجدول التالي التقسيم النباتي لهذه النخلة.
الوصف الخضري:
الشجرة قوية النمو, يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 30 متر, الجذع متين و رمادي اللون, تظهر عليه و تحيط به ندوب الأوراق, تظل الأوراق القديمة متصلة بالجذع لعدة سنوات قبل سقوطها. الأوراق مروحية الشكل, يبلغ طول الورقة حوالي 3 متر, يوجد أسنان حادة و قوية على جانبي عنق الورقة الطويل. الشجرة ثنائية المسكن, أي تحمل الأزهار المذكرة على نبات, بينما تحمل الأزهار المؤنثة على نبات آخر مستقل. يبلغ طول الزهرة المذكرة أقل من 1 سم, تغطى الزهرة المذكرة بقنابات أو حراشسف, تتجمع الأزهار في نورة هرية أسطوانية, على العكس من ذلك تخرج الأزهار المؤنثة منفردة و يبلغ حجمها حجم كرة الجولف, و توجد في إبط النورة. عقب عملية التلقيح, تتطور الأزهار المؤنثة إلى ثمار لحمية, يبلغ اتساع الثمرة 15 - 25 سم, و تحتوي الثمرة على 1 - 3 بذور. يتراوح لون الثمرة بين أسود إلى بني, اللب ليفي حلو الطعم, و يحيط بكل بذرة غلاف داخلي خشبي (إندوكارب). تنمو الفسائل الصغيرة ببطء, و تنتج القليل من الأوراق كل عام (مرحلة التأصل), غير أنه في وقت غير محدد تنمو الشجرة بسرعة و تعطي جذعاً قوياً.
الثمرة: يتراوح قطر الثمرة بين 10 - 13 سم, القشرة أو الغلاف لونه بني داكن أو مسود, تخرج الثمار في عناقيد. لابد من قطع الجزء العلوي للثمرة كي يكشف عن اللب الهلامي الحلو و أماكن البذور, اللب شفاف لونه أبيض كما هي الحال في ثمار الليتشي غير أن نكهته أكثر وضوحاً و لا يوجد به نقر, يوجد بالثمرة 2 أو 3 أو 4 بذور, يغطى الجزء الهلامي من الثمرة بجلد بني مصفر, و من المعروف أن هذه تحتوي على سائل مائي داخل الجسم الأبيض اللحمي. الغلاف الأوسط 'mesocarp' من الثمرة الناضجة طري و لونه برتقالي مصفر, حلو و سكري و كثيف القوام و صالح للأكل و غني بفيتامينات A و C, كما تحتوي ثمار هذا الجنس على مركب يسمى 'flabelliferrins' التي هي عبارة عن صابونين سترويدال 'steroidal saponins'.
و الطريقة التقليدية لاستهلاك الثمار, هي عندما يكون الغلاف الخارجي لم ينضج بعد بينما تؤكل البذور كثمرة, غير أنه عند ترك الثمرة بأكملها كي تنضج فإنه يمكن تناول الطبقة الليفية الخارجية للثمرة طبيعياً أو لقها و تحميصها, عندما يحدث ذلك, تأخذ الثمرة اللون الأرجواني لأسود, و يصير طعمها مثل طعم لحم جوز الهند, كما يؤكل الجلد أيضاً كجزء من الثمرة.
العصارة: يمكن الحصول على العصارة بطريقة تقليدية و ذلك عن طريق النقر فوق البراعم العليا و جمع العصير في أواني فخارية معلقة (في بعض المناطق تستخدم زجاجات من البلاستيك أو زجاجات الخيزران, و العصير الذي يتم جمعه في المساء أو بعد تخميره يصيرحامضياً و يسمى ) تادي باللغة الماراثية "Marathi"). و في تايلاند تعتبر هذه العصارة المصدر الرئيسي لإنتاج السكر حتى أنها تأتي قبل سكر القصب. و يمكن الحصول على العصارة السكرية المسماة (تودي "Toddy" ) من النورات الزهرية الصغيرة سواء كانت مذكرة أو مؤنثة, تخمر التودي لعمل مشروب يسمى arrack ، أو تركز إلى سكر خام يسمى jaggery أو Taal Patali, في التاميل. يطلق عليه Gula Jawa (سكر الجاوية) في إندونيسيا ، ويستخدم على نطاق واسع في المطبخ الجاوي. في تايلاند يطلق عليه( Nahm-Taal-Puek) يعني علبة السكر التي جفت من عصارة النخيل (ولكن في العصر الحديث تم تحويل المكون إلى ماء جوز الهند بشكل أساسي بسبب سهولة الزراعة والحصاد).
و في ولايات الهند تاميل نادو, أنديرا برادش, تيلانجانا و بيهار و في سريلانكا, تزرع البذور و تترك كي تنبت, ثم يؤخذ الساق اللحمي (أسفل سطح التربة) و يسلق أو يحمص ثم يؤكل. هذا الجزء ليفي و مغذي. كما يشق أو يفتح الغلاف الصلب للبذور المنبته و يستخرج منها النواة المقرمشة, و التي تتميز بنكهة ماء الكستناء الحلو و الذي يسمى ثافاناي ' thavanai' في التاميل. و تستخدم النواة البيضاء لثمرة النخيل الناضجة بعد تركها لبضعة أشهر و عرضها في بضعة أجزاء من التاميل لتؤكل نيئة.
تُستخدم الأوراق لعمل القش والحصير والسلال والمراوح والقبعات والمظلات وكمادة كتابة.كُتبت جميع أدبيات التاميل القديمة في أوراق النخيل المحفوظة والمعروفة أيضًا باسم مخطوطة أوراق النخيل. في التاميل Yaedu أو Olai chuvadi. و تم كتابة معظم الأدب القديم في التيلجو على أوراق النخيل (تالا باترا grandhas).
شكل (1) يوضح: 1 - نخلة مؤنثة تحمل الثمار, 2 - نخلة مذكرة تحمل الأزهار, 3 - الثمار,4 - الثمار بعد الكشف عن اللب الهلامي , 5 - اللب الشفاف الحلو و 6 - اللب محاط بغلاف رقيق.
في إندونيسيا ، استخدمت الأوراق في الثقافة القديمة مثل الورق ، المعروف باسم "lontar" . تختار الأوراق ذات الحجم المناسب والشكل والملمس والنضج ثم تتبل بالغليان في الماء المالح مع مسحوق الكركم ، كمادة حافظة, ثم تجفف و عندما تجفف الأوراق بالدرجة الكافية يلمع( يصقل) وجه الورقة بالحجر الأسفنجي أو الخفاف ثم تقطع إلى حجم الصفحة, كل ورقة يصنع منها أربع صفحات, تجرى الكتابة باستخدام قلم وكانت الكتابة لها أسلوب مائل للغاية ومتشابك. الساق و الأوراق ذات حواف شائكة و تسمى "karukku" في التاميل. يمكن تقشير جلد الساق واستخدامه كحبل واستخدامه أيضًا في صناعة مهاد الأطفال. و يمكن استخدام الأوراق في إعداد بعض الفطائر المصنعة من دقيق بعض أصناف الأرز. و في الجزء الشرقي من الهند, تستخدم الأوراق في عمل المراوح اليدوية.
الجذع: تستخدم السيقان لعمل الأسوار وأيضًا إنتاج ألياف قوية مناسبة لعمل الحبال والفرش. الأخشاب السوداء صلبة وثقيلة ومتينة وذات قيمة عالية للبناء.
الزراعة: تمتلك الشجرة طراز متميز من النمو, كما أنها كبيرة الحجم مما يجعل منها شجرة تنسيق جذابة, حيث تزرع في الحدائق و المتنزهات كنوع من نخيل المناظر الطبيعية.
حقائق غذائية عن الثمار
الجلد الرقيق ذا اللون البني المصفر يغطي الجزء الهلامي من الثمرة و الذي يحتوي على سائل مائي , كما أنه غني بالفسفور و الكالسيوم و الخالي من الدهون و القليل من البروتين (قيمة يمكن تجاهلها).
القيمة الغذائية لثمرة سكر النخيل لكل 100 جرام من المكونات الخام:
الفوائد الصحية للثمار:
1. صحة الجلد: تعد الثمرة علاج منزلي ممتاز للحرارة المرتفعة خلال موسم الصيف, كما أن وضع طبقة رقيقة من جيلي الثمرة على المنطقة المصابة لها تأثير مهدئ وتخفف على الفور من الحكة المرتبطة بالحرارة المرتفعة, كما أن ثمار نخيل السكر فعالة أيضاً في الحد من أعراض جدري الماء و زيادة معدل الشفاء منه.
كذلك فالثمرة مفيدة في علاج مشاكل الجلد الالتهابية مثل الاحمرار الناتج عن الحرارة الشديدة, و كريم الوجه المصنع من ثمرة نخيل السكر ممتازة للبشرة حتى للأشخاص ذوي البشرة الحساسة, كما يكافح الحرارة المرتفعة والدمامل واحمرار الوجه. كذلك وجد أن الشراب المصنوع من ثمرة نخيل السكر يعالج التهاب الجلد بشكل فعال, كما يمكن استخدامه بأمان مع الرضع والأطفال أيضًا.
2. علاج لمشاكل في المعدة : تعد الثمرة مثالية لعلاج الإحساس بحرقة المعدة, و خلال فصل الصيف , تستهلك الثمار للحفاظ على رطوبة الجسم. و الثمرة غنية في المعادن والمواد الغذائية و تستطيع تعويض الجسم عن ما فقده من هذه المغذيات و المعادن, كما تمنع التبول المؤلم و الإجهاد. و لقد استخدمت الثمار بشكل فعال لعلاج مشاكل الجهاز الهضمي وغيرها من أمراض المعدة, كما أنها تستخدم كملين.
و بصفة عامة يمكن إيجاز الفوائد الصحية للثمار فيما يلي:
• الثمرة مبرد طبيعي للجسم.
• تحتوي الثمرة على فيتامينات A, B, C.
• الثمرة غنية أيضاً بالعناصر المعدنية مثل البوتاسيوم, الحديد, الكالسيوم, الفسفور و الزنك.
• يستخدم مهروس (عجينة) الثمرة الناضجة في علاج التهاب الجلد.
• الثمار لها خصائص مضادة للالتهابات و مضادة للأكسدة.
• تستخدم الثمار في علاج الغثيان, القيء و الإصابة بالديدان.
• تستخدم كمادة طاردة للبلغم و كملين.
• لب الثمرة يعالج عدداً من حالات التهاب الجلد.
• تستخدم العصارة كمنشط, ملين و علاج القرحة و مشاكل الكبد.
المصدر:
1. Bayton, Ross P. (2007). "A revision of Borassus L. (Arecaceae)". Kew Bulletin. 62 (561-586).
2. "Borassus flabellifer L." Germplasm Resources Information Network (GRIN). Agricultural Research Service (ARS), United States Department of Agriculture (USDA). Retrieved 4 Aug 2016.
3. T.K., Lim (2012). Edible Medicinal and Non-Medicinal Plants: Volume 1, Fruits. p. 293.