إن العجز الملحوظ بوضوح في توافر الكوادر المدربة في كافة الدول العربية تقريبا أصبح في مقدمة المشاكل المطوحة في الندوات والمؤتمرات المحلية والإقليمية وخاصة بعد ما أثبتت المحاولات والتجارب المحلية عدم قدرة كل من الدول على حدة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في الكوادر المطلوبة وخاصة مع الزيادة المستمرة في إعداد أفراد كل من الإعاقات الجسمية والعقلية والحسية بسبب زيادة عدد السكان من جهة ثم التحضر والتصنيع والتقدم العلمي والتكنولوجي وما يترتب عليه من تلوث بيئي للهواء والماء والتربة الزراعية والطعام وما يسببه من إعاقات فضلا عن زيادة الحوادث والصراعات السياسية والحروب بالإضافة إلى زيادة الوعي بالحاجة إلى برامج التأهيل من جهة أخرى.
ومن هنا كان الشعور بالقناعة بين المسئولين على كافة المستويات في الدول العربية بالحاجة إلى القيام يعمل جماعي في صورة مشروع إنشاء معهد أو مركز تدريب إقليمي أو مؤسسة تخدم دول المنطقة بتوفير العناصر المتخصصة وفق احتياجاتها.
وكانت المحاولة الأولى في منتصف السبعينات بمبادرة من مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة ( يونيسيف) بمنطقة الخليج بالتعاون مع الإدارة الاجتماعية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة تم على أثرها أكثر من 18 اجتماع مشترك نوقشت وتبلورت من خلالها خطة مشروع إقليمي عربي ولكنها لأسباب متعددة لم تترجم على أرض الواقع وجاءت المحاولة الثانية في أواخر السبعينات بمبادرة من منظمة الدول الإفريقية بالتعاون مع منظمة العمل الدولية في جينيف ILO وتم إعداد المشروع واتفق على إقامته في القاهرة وللأسف لم يتم تنفيذه وجاءت المحاولة الثالثة عام 1980 بمبادرة ثانية من الإدارة الاجتماعية للأمانة العامة لجامعة الدول العربية حيث قدم المشروع للمناقشة في ندوة أقيمت في تونس عن برامج إدماج المعاقين في المجتمع بعنوان المعهد العربي لتكوين الإطارات العليا في التربية الخاصة وتأهيل المعاقين على أساس مشروع مقدم من الدكتور محمد الراجحي وقد لقى المشروع التأييد الشامل في دورتين متتاليتين أكدتا أهمية المشروع فورا في إنشاء المعهد الذي يمكن أن تصل خدماته إلى الملايين من الأطفال الذين يعانون من إعاقة أو أخرى في الوطن العربي.
وهنا سارعت بتبني المشروع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتونس باعتبارها الهيئة الإقليمية المتخصصة في شئون التربية والثقافة والعلوم ALECSO ( اليونسكو العربية).
ولكي يكون منطلق بسعيها في تحديد أهداف المعهد قائما على معطيات واقعية أعدت دراسة حول وضع تأهيل المعاقين في الوطن العربي تناولت :
1- حجم المعاقين وفئاتهم في دول الوطن العربي.
2- حصر المؤسسات والبرامج المتوفر لكل فئة من فئات الإعاقة وحجم الأطفال المستفيدين منها.
3- تحديد الاحتياجات الفعلية لكل دول على ضوء ما يشعر عنه 1,2 .
4- وضع سياسة تربية وتأهيل ورعاية الثراء كل فئة.
5- وضع خطة قريبة وأخرى بعيدة المدى لتوفير الاحتياجات المطلوبة .
ثم نم عرض مشروع دراسة الجدوى لذلك لمعهد العربي على المؤتمر العام لوزراء التربية العرب في اجتماعه في تونس في نهاية عام 1980
ساحة النقاش